Share

الفصل 4

Auteur: جين يه
أجلس السيد سعيد ريم على الأريكة، ثم استدار ليجلب مرهمًا وقطنًا مبللًا بالكحول. ثم نظف جرحها أولا بعناية ووضع عليه المرهم.

في الواقع، كان جرحها الصغير قد توقف عن النزيف في الطريق، وبعد أن وضع لها المرهم، شعرت فيه ببرودة أنعشتها.

نظرت ريم إليه وهو يداويها بعناية تامّة، وكانت ملامحه هادئة وطبيعية، وكأن هذا الأمر عادي جداً. لكن مثل هذه الأشياء الصغيرة، لم يفعلها وليد أبدًا على مر تلك السنوات التي عاشتها معه.

لذلك رأت، أن الأمر ليس أن الرجال مهملون، بل إنهم ببساطة لا يقدمون الإهتمام الكافي.

بعد أن انتهى من وضع المرهم، رفع السيد سعيد رأسه ورأى نظرات ريم الشاردة، فسألها: "ماذا هناك؟"

"لا شيء." ثم هزت رأسها بسرعة، وسحبت قدمها وقالت "شكرًا لك."

فقال لها بهدوء وهو يغلق غطاء المرهم ببطء:"أنتِ زوجتي، لا داعي لقول هذه الكلمة. ولكن هناك شيء واحد، أريدك أن تتذكريه دائمًا."

"ما هو؟" سألته ريم وهي تهز رأسها.

"لا يهمني كيف كنتِ في الماضي، لكن بما أنكِ تزوجتِ مني، فلا يمكنكِ الاستمرار في التعلق بعلاقات قديمة..."

"لن أفعل!" قاطعت ريم كلامه بسرعة، "اطمئن، على الأقل خلال فترة زواجنا، سأضمن لك إخلاصي. وأتمنى أن تفعل الشيء ذاته."

ربما لم يتوقع أن تكون لديها الجرأة لتطلب منه شيئًا، فرفع السيد سعيد حاجبيه قليلاً.

"أعلم أن زواجنا هو زواج تعاقديّ، وبرغم أنني لا أعرف دوافعك، إلا أنني أريد أن نلتزم بمبادئ الزواج. وإذا جاء يوم وجدتَ فيه امرأةً تحبها، يمكننا الطلاق، ولكن الخيانة الزوجية، لا أتحملها."

لقد عاشت تجربة الخيانة مرة ولن تسمح بتكرارها.

ابتسم السيد سعيد وقال، "يا للمصادفة، هذا بالضبط ما أريده أيضًا."

تأملت ريم ابتسامته واعتراها الذهول للحظات.

بدا لها ذلك الرجل وكأنه تحفة فنية خلقها الله بعناية.

فهو لا يمتلك عقلية فذّة في مجال الأعمال فقط، بل كان مظهره مثاليّ ولا تشوبه أيّ شائبة.

في البداية، كانت قد لجأت إليه من باب محاولة التعاون معه، ولم تكن تتوقع أن تتزوج منه. ربما بعد سنوات من سوء الحظ، بدأت حظوظها تتغير أخيرًا؟

عند الساعة السابعة مساءً، استقلت ريم سيارة السيد سعيد، ووصلت معه إلى موقع المسابقة. لم تتوقع أنه سيحضر شخصيًا، فهذه المسابقة تعتبر صغيرة بالنسبة لشركة العود الذهبيّ، حيث تشارك منتجاتها التجميلية في المسابقات الدولية عادةً.

عندما وصلوا، رأت ريم سيارة وليد تقف أمام مدخل القاعة. كان يرتدي بدلة زرقاء داكنة، وشعره مصففٌ بعناية، مما جعله يبدو أنيقًا ووسيمًا. وبعد نزوله من السيارة، التفّ بسرعة ليفتح الباب لكارمن، ثم أمسك بيدها بلطف ليساعدها على النزول، وكان يعاملها بلباقة شديدة.

ارتسمت على شفتي ريم ابتسامة ساخرة، كانت تسخر من نفسها، كيف عميت عينها عن كل هذا في السابق؟

"هل ننزل الآن؟" سألها السيد سعيد وهو يمسك بيدها.

فهزت ريم رأسها وهي شاردة.

بالتأكيد، إذا نزلت الآن وهي تمسك بيد السيد سعيد وسارت أمامهما، سيكون ذلك خبرًا مدويًا يربكهم جميعًا، لكن ليست هذه هي النتيجة التي تسعى إليها، أو بالأحرى، هذا لا يكفي بالنسبة لها.

تريد أن تسترد كل ما قدمته خلال تلك السنوات، سواء كان من جهدها أو مشاعرها، وتسترده مع الأرباح أيضًا!

وبرغم أن هذه لم تكن مسابقة كبيرة، إلا أنها كانت مهمة من حيث تفاصيلها وعملياتها.

ولضمان نزاهة وعدالة المسابقة، عُينت لجنة التحكيم من خبراء الصناعة من مختلف المحافظات، وسلّم ممثلي كل شركة جميع العطور المشاركة قبل ثلاث ساعات من بدء المسابقة.

خلال هذه الساعات الثلاث، يقوم الخبراء بتقييم العطور من حيث شكل العبوّة والرائحة، وتطور الرائحة في نغمات العطر الثلاث: النغمة العليا، ونغمة القلب، ونغمة القاعدة، وتُمنح النقاط والتصنيفات بناءً على ذلك.

أيّ أن النتائج تكون قد حُددت بالفعل، لكنها لم تُعلن بعد.

لم تدخل ريم القاعة، بل بقيت مع السيد سعيد في غرفة كبار الشخصيات المخصصة لهم، حيث يمكنهم رؤية كل ما يحدث في القاعة عبر الشاشة الكبيرة الموجودة في الغرفة.

كان وليد وكارمن في ذلك الوقت في قمة سعادتهما وثقتهما، وكأن الجوائز قد باتت في جيبهما بالفعل، في حين كانت ريم تراقبهما في صمت، وتضحك في سرها لأن أيامهم المليئة بالضحكات المتعجرفة هذه لن تدوم طويلًا.

خفتت أضواء القاعة قليلاً، مما يشير إلى قُرب إعلان النتائج. وتحولت أنظار الضيوف الذين كانوا يتبادلون الحديث والمجاملات نحو المسرح.

وكالمعتاد، تُعلن أسماء الفائزين بالجوائز الصغيرة ثم الكبيرة. كان واضحاً على وليد عدم إكتراثه بتلك الجوائز الصغيرة، حتى انه لم يقلق من عدم ذكر اسم شركته K&W ضمن تلك الأسماء، بل بقي جالساً وواثقاً، ويحتضن كارمن وهو ينظر بثقة إلى منصة الجوائز.

"والآن، سنعلن عن الفائزين بالجوائز الثلاث الأولى لهذه المسابقة." قال المقدم بعد أن سلّك حلقه بلباقة. "قبل الإعلان عن الفائزين، أودّ أن أشدد على أن هذه المسابقة قد نظمت وفقًا لمبادئ العدالة والإنصاف والشفافية، ولم تقتصر المشاركة فيها على شركات معينة، بل كانت مفتوحة أمام الجميع بشرط استيفاء الشروط المطلوبة. ومع ذلك، نود أن نؤكد لكم أننا نولي أهمية كبيرة لأخلاقيات صانع العطور بقدر أهمية جودة المنتج ذاته، ونحن موقفاً صارماً ضد أيّ سلوك مشبوه مثل الانتحال أو السرقة الفكرية!"

في غرفة كبار الشخصيات، أمسكت ريم بكأس النبيذ، وشدّت شفتيها، ونظرت إلى شاشة العرض حيث يظهر وليد وكارمن أمامها.

كان واضحاً أنهما لم يدركا بأي شكل أن هذه الكلمات موجهة إليهما، بل قاما بالتصفيق بحماس دعماً لهذه السياسة.

قال وليد بلهجة حازمة: "هذا صحيح تمامًا! على الرغم من أن شركتنا صغيرة، إلا أننا نركز دائمًا على الابتكار والبحث والتطوير، والسرقة الأدبية هي عار على هذه الصناعة، حتى لو كانت المنتجات النهائية لدينا ليست مثالية، فإننا نرفض اللجوء لمثل هذه الأفعال."

ثم أضافت كارمن بعد وليد، "نعم، رغم أنني مجرد صانعة عطور متوسطة المستوى، ولا أضاهي كبار الخبراء في المجال، إلا أنني دائماً أحث نفسي على العمل بجد وإخلاص، لصنع علامة تجارية نفتخر بها في بلادنا."

تعالى التصفيق في القاعة، واستغل الصحفيون الفرصة لالتقاط الصور، مما أضفى جوًا من الانسجام والود.

لكن المقدم على المسرح بدا جديًا، فتغيرت نبرة صوته سائلاً: "هل يعني ذلك أن شركة K&W تضمن تمامًا أصالة ومصداقية منتجاتها المشاركة في المسابقة؟"

" فرد عليه وليد بثقة قائلا: "بالطبع!"

لكنه بعد أن قال ذلك، اعتراه بعض القلق. فقد شارك في العديد من المعارض والمسابقات من قبل، لكن لم يحدث أن وُجهت إليه مثل هذه الأسئلة، ولم يُذكر اسمه بهذا الشكل.

وبرغم ذلك كان واثقًا بشأن هذه النقطة بالتحديد، فالعطور المشاركة في هذه المسابقة كانت جميعها من ريم، لذلك كان مطمئنًا بشأن أصالتها.

وفور تفكيره بهذا الأمر، عادت لوجهه تعابير الفخر والاعتزاز.

"هه..."

سخرت ريم من كلامه، وخصوصاً عبارته "بالطبع"، كانت ساذجةً جداً.

نظر المذيع إلى وليد نظرة عميقة، ثم التفت إلى الحضور وقال بجدية: "لقد حدث موقف غير عادي في هذه المسابقة، حيث قدمت شركتان مختلفتان منتجًا متطابقًا تمامًا، حتى اسم المنتج كان متطابقاً.

ورغم أن ألمذيع لم يذكر أسماء مباشرة، إلا أن سؤاله السابق لوليد جعل الجميع يدرك من المقصود. أما الشركة الأخرى فكانت لا تزال مجهولة.

تغير لون وجه وليد فجأة.

كان هذا أكثر إحراجًا له من عدم الفوز بأي جائزة. فقد شٌكك في مصداقيتهم واتُهموا بسرقة الملكية الفكريّة أمام وسائل الإعلام والعديد من الشركات في هذا المجال.

وبمجرد انتشار هذا الخبر غدًا، ستدمر سمعة شركة K&W تمامًا.
Continuez à lire ce livre gratuitement
Scanner le code pour télécharger l'application
Commentaires (1)
goodnovel comment avatar
BODA Mohamed
تعزيز نغمات ناروتو
VOIR TOUS LES COMMENTAIRES

Latest chapter

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 30

    مشت ريم مباشرة وجلست في مقعدها بكل أناقة.حينها وصلت كارمن، فلمحت وليد ورأته وهو يشير إليها بإشارة "تمام"، عندها شعرت ببعض الراحة.بدأ المؤتمر الصحفي بسرعة، وشرع وليد مباشرة في التحدث عن الموضوع الأساسي الذي يريد طرحه."بالنسبة للحدث الذي وقع في مسابقة العطور الجديدة في مدينتنا مساء الأمس، أظن أن الجميع قد اطلع عليه، هناك بعض سوء الفهم الذي أحاط به، وها نحن اليوم نجتمع في هذا المؤتمر الصحفي لنوضح من خلالكم، أيها الإعلاميون الأعزاء، للزملاء المهتمين بهذه القضية ولكل من يتابعها، حقيقة الأمر وتفاصيله"."لقد لاقى المنتج المشارك في مسابقة العطور ليلة أمس بعنوان 'الحب الأول' إشادة كبيرة، لكن طرأت بعض المشكلات، مثل تداخل أعمال شركتين من ضمن الشركات وتبادل الاتهامات بسرقة الأفكار، لكن نعلمكم أن الأشخاص المعنيون بالأمر موجودون هنا اليوم، لذا سأترك لهما المجال لشرح التفاصيل بأنفسهما".قال ذلك، ثم قام بتمرير الميكروفون إلى كارمن.كانت كارمن ترتدي فستانًا أسودًا بكتفٍ واحدٍ، مما أضفى عليها مظهرًا قويًا ومهيبًا، وما يلفت النظر هو التباين الكبير بينها وبين ريم الجالسة بجانبها، حيث كانت ريم ترتدي فست

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 29

    كان السيد سعيد معروف بقسوته، ومعاملته الجافة القاسية وأسلوبه الحاد، لم يتوقع أحد أبدًا أن يكون بهذه الرقة والاهتمام.وبالفعل، كانت درجة حرارة الماء مثالية، فاستمتعت ريم بحمام دافئ ومريح، ثم ارتدت ملابس نظيفة واستخدمت مستلزماتها الشخصية المريحة، مما خفف بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية وجعلها تشعر بارتياح كبير.كان السيد سعيد محقًا، فعلاً لا حاجة للاستعجال، يجب عليها أن تأخذ قسطًا من الراحة.غفَت قليلاً بينما كان السيد سعيد يحتضنها، مما منحها شعورًا عميقًا بالأمان، استرخيا معًا، دون أن يفعلوا شيئًا سوى النوم، ولكن ريم شعرت حينها بسكينة وسعادة فريدة لم تعهدها من قبل.نامت ربما ساعة أو أكثر، وعندما استيقظت، وجدت أن هاتفها كان على وشك الانفجار من كثرة المكالمات.كان وليد كان مستعجلاً للغاية، وكلما استعجل، كلما زادت ريم في التراخي والتأجيل.وقفت بهدوء، وارتدت فستانًا أبيض بسيطًا، دون أي زينة أو تصميمات خاصة، كان تصميمه بسيطًا جدًا، لكنه كان يتناسب تمامًا مع قوامها، وعندما ارتدته، ظهرت بمظهر أنيق وجميل.وقبل أن تذهب، وقف السيد سعيد ولف يديه حول خصرها وقبَّل رقبتها، قائلاً: "لو كان الأمر بيدي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 28

    اغرتها بشرته السمراء وعضلاته الممشوقة حتى كادت تمد يدها لتلمسهم.ابتلعت ريقها بصوت مسموع."ريم، ريم؟".لم تُجب فظن وليد أنها اغلقت الخط، فناداها عدة مرات.في هذه اللحظة، فتحت ريم عينيها على آخرهما، وهي ترى السيد سعيد ينحني بجسده الطويل نحوها، ووجهه الوسيم يقترب من وجهها أكثر فأكثر.حبست أنفاسها، ثم ..........عندما كادت شفتيه تلامسان شفتيها، مال بوجهه فجأة قليلاً، وقبَّلها بلطف بالقرب من أذنها، ثم اعتدل ودخل مباشرة إلى غرفة الملابس."بوووم! طاااخ!"انزلق الهاتف من يدها وتدحرج على السجادة مرتين.لولا هذه السجادة، لتحطم الهاتف تمامًا.حينها انزعج وليد، الذي كان ينتظر ردها من الجهة الأخرى من الهاتف، بسبب الصوت العالي الذي صدر إثر سقوط الهاتف، فسرعان ما أبعد الهاتف عن أذنه.وبعد أن تدارك الأمر، بدأ يصرخ: "ريم! ماذا تفعلين بالضبط؟ هل سمعتي ما قلته؟"انحنت ريم لالتقاط الهاتف، وعندما سمعت صراخ السيد وليد، مسحت الهاتف بهدوء، وتأكدت من عدم تعرضه لأي ضرر ثم قالت: "سيد وليد، إن كان هناك أمر طارئ، أخبرني به مباشرة"."أنتِ......."كبح وليد غضبه، وأخبر نفسه أنه يجب أن يتحمل مزاجها المتقلب هذا حتى تن

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 27

    "أنا أحب الهدوء، وهناك سيدة تأتي كل يومين لتنظيف المنزل" قال وهو يفك ربطة عنقه: "سأذهب للاستحمام، يمكنكِ أن تستريحي قليلًا، يوجد غرفة ملابس فارغة بالداخل، يمكنكِ وضع أغراضكِ فيها".قال كلامه هذا وكان قد دخل إلى غرفته بالفعلاستمعت ريم إلى صوت تدفق الماء القادم من الغرفة الداخلية، وشعرت ببصيص من الارتياح.فبعدما وجدت نفسها في هذا المكان الغريب، كانت في أمس الحاجة إلى بعض الوقت للتأقلم.كانت الفيلا فسيحة، تتكون من ثلاثة طوابق تقريبًا، وكان الطابق العلوي عبارة عن علية منخفضة الارتفاع، بينما تمتد المساحة الرئيسة للفيلا على كونها فسيحة متسعة.غلبت الألوان الباردة والخطوط البسيطة الأنيقة على ديكورات المكان وكأنها تعكس شخصية مالكه: باردة حازمة دؤوبة.دخلت ريم إلى الغرفة حاملة حقيبتها، وشعرت بدهشة بسبب حجم غرفة الملابس وما بها من تجهيزات.تبدو الغرفة وكأنها غرفة عادية لا شيء مميز فيها، ففي داخلها، بجانب خزانتي ملابس تحتويان على ملابس رجالية مرتبة، لا يوجد شيء آخر سوى مساحة فارغة لا شيء فيها.لم يكن لديها سوى بضع قطع من الملابس، علقتها واحدة تلو الأخرى، ثم أخرجت كيسًا صغيرًا به جميع وثائقها الم

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 26

    "لقد شبعت"، خفضت ريم رأسها، وأحمر خدها قليلًا."إذاً، لنذهب الآن، دعينا نرتاح أولًا، فأنتِ بحاجة للراحة، سنناقش باقي الأمور غدًا".بدا السيد سعيد وكأنه يعلم ما يدور في ذهنها فقال: "بالنسبة لما ذكرتِهِ، سأطلب من فوزي أن يحل الأمر، لا تقلقي".بعدما قال ذلك، لم تشعر بالاطمئنان فحسب، بل كانت في قمة الراحة والسكينة.فالشعور بأن هناك من يقرأ أفكارك قبل أن تتكلم، ويقوم بتنظيم كل شيء لك بشكل مثالي، هو شعور لا يوصف ولا يضاهي جماله أي شعور آخر.بينما كانت تجلس ريم في السيارة مع السيد سعيد، سألها السيد سعيد فجأة: "هل الشقة التي تسكنين فيها الآن هي شقة مؤجرة؟""أجل"."اتركيها، وانتقلي لتعيشي معي".ثم أمسك بيدها برفق وهو يتحدث معها.تسارعت نبضات قلب ريم فجأة، فقبضت على أصابعها قليلاً، ثم خفضت رأسها وفكرت فيما يقوله في صمت.لم يكن مستعجلاً في دفعها للإجابة، بل ظل صبورًا، ممسكًا بيدها بهدوء، وينظر إلى الأمام وكأنه ينتظر ردها.في الواقع، كانت ريم على علم بأن هذا اليوم سيأتي، لكنها لم تتصور أنه سيأتي بهذه السرعة.على أي حال، لقد حصلوا على شهادة زواجهما، ويمكن القول أنهم... تشاركوا سرير واحد، وفي النهاي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 25

    قالت ريم بشيء من المزاح: "لا داعي لذلك حقًا، اسمعيني يا يارا، لقد أرهقك العمل مؤخرًا، عليك أن ترتاحي قليلًا".فلما رأتها مصرة على رأيها، توقفت يارا عن نصحها: "حسن إذًا، أنت تعرفين أن ادي هاتفين، سأغلق هاتف العمل، وإذا طرأ شيء اتصلي على الهاتف الآخر"."نعم، استمتعي بوقتك".ولما أغلقت المكالمة، وجدت السيد سعيد يتأملها بنظره، فأطرقت ريم قليلًا وكأن شيئًا لم يحدث."ما الأمر؟"."هل دفعتها إلى الرحيل لأنك لا تريدين إقحامها في ذلك الأمر؟".ولما تطرق السيد سعيد إلى لب الموضوع مباشرة، تسمرت ريم في مكانها، ثم ضحكت قائلة: "ليس الأمر هكذا بالضبط"."يارا كانت دائمًا مساعدتي المقربة، ويمكنني القول إنها على دراية تامة بكل إنجازاتي. وقد عقد وليد عزمه هذه المرة على أن يكيل لي التهم الكاذبة والافتراءات، وإذا قرر النبش في الماضي، فإنهم بالتأكيد سيلجؤون إلى يارا للحصول على الوثائق، وإذا لم تكن يارا قد استقالت حينها، فسيتعين عليها الإفصاح عما تعرفه، شاءت ذلك أم أبت"."لذا فإن غيابها عن المشهد وقتئذ هو الخيار الأمثل".كانت ريم تواصل تناول طعامها وتباشر الحديث مع السيد سعيد في آن واحد.ثمة دائمًا س

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   القصل 24

    قال السيد سعيد ضاحكًا كما لو أنه استطاع حقًا قراءة أفكار ريم،: "لست من هواة تقفي الأثر، لكن لي عينان أبصر بهما وأذنان أسمع بهما!".ثم وخزها في بطنها بإصبعه، فتظاهرت ريم بعدم الشعور بألم، لكنها في ذلك الوقت أحست بقرقرة الجوع في بطنها.اصطحبها السيد سعيد إلى مطعم الحديقة المعلقة.كان مطعمًا مشهورًا في المدينة، ليس فقط لتصميمه الفريد؛ وإنما أيضًا للمنظر الخلاب من حوله.كان هذا المطعم قبلة الطبقة "الراقية"، وكان يقدم الطعام السوري بشكل رئيس، حيث استقدم طهاة بارعين من أمهر الطهاة في سوريا، لذا، فمهما كان زوقك، ستجد ما يلائمك في هذا المطعم.وبالطبع. كانت أسعاره غالية جدًا، لا يستطيع الشخص العادي تحملها.ومع هذا، كان الحصول على مقعد هناك يتطلب كثيرًا من الانتظار، وقد كانت بعض المقاعد محجوزة خصيصًا لبعض الأشخاص.نظرت ريم إلى الرجل الجالس أمامها وهو يتناول قائمة الطعام بأناقة ويقدمها إليها، كما أنه منذ نزولهما من السيارة، كان ثمة من يستقبلهما خصيصًا، كان الأمر معدًا له مسبقًا على ما يبدو.قال لها السيد سعيد: "اطلبي أنتِ".بدأ النادل في القيام على خدمتهم بتلطف: "ما نوع الأطباق التي تفضل

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 23

    انطلقت السيارة بسرعة البرق، وسرعان ما تمكنوا من الفرار من السيارة التي كانت تلاحقهم.التفتت ريم بعد لحظة إدراك وقالت: "لقد أرسل رجالًا يتبعونني، يريد أن يعرف هل ما زلت على تواصل مع شركة أنفاس الورد للعطور"."آه"، رفع السيد سعيد حاجبيه وقال: "هل وعدتيه بعدم الذهاب إلى شركة أنفاس الورد للعطور؟"."لم أعده بأي شيء، لكنه ربما يظن أنه قد استطاع إقناعي".في الحقيقة لم تعده ريم بأي شيء، لكن وليد ظن أنه نجح في خداعها ثانية بكذبته السخيفة تلك.فهذه ليست المرة الأولى، وهي لا تختلف عن المرات السابقة، لقد اعتاد الأمر منذ فترة.لكنه لم يكن يعلم أن ريم التي وثقت به سابقًا، لما رأت بعينيها خيانته ونذالته، وعلاقته غير المشروعة بكارمن، انهارت ثقتها به كليًا، وما عادت تثق بكلمة أو حرف واحد مما يقول."ماذا تنوين أن تقعلي إذًا؟".لم يتدخل السيد سعيد في قرارها، على الرغم من شعوره ببعض الرغبة وشيء من الفضول.….كيف ستتصرف في هذا الموقف.بصراحة، ذلك الوغد المدعو وليد آذاها بشدة، في البداية كان ينوي أن يطالب لها بحقها، لكن الآن بعد أن استغنت زوجته تمامًا عن حمايته، صار يحق لها أن تتصرف بطريقتها.نظرت ر

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 22

    "برأيك ما أكثر ما أخشاه حين يرغمني وليد على الاعتراف أمام الناس بالنصب والاحتيال؟".ثم نظرت إلى يارا بنظرة مبهمة وأردفت قائلة: "شاهد ودليل يقفان ضده، أما الدليل فقد سرقه، وأما الشاهد.….."."أنا هي الشاهدة؟"، تحسست يارا أنفها لما تجلت لها الحقيقة."يمكنني أن أقف وأشهد لك"، ثم تخصرت بكلتا يديها وقالت بكل حماس: "حينها يمكننا أن نسقط عنه ذلك القناع الزائف، ونكشف للجميع حقيقة هذا الشخص".هزت ريم رأسها وقالت وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة: "لا، لا تذهبي، كل ما ينبغي عليك فعله هذين اليومين أن تأخذي إجازة"." إجازة؟"."نعم، إجازة! وليد لا يحتاجك أن تشهدي له، هو فقط يريد ألا يشهد لي أحد، وإذا غادرتِ حينها، فسيكون ذلك مثاليًا بالنسبة له".أضف إليه أن يارا إذا استقالت مباشرة في تلك اللحظة الحرجة، فإن وليد -بطبعه المتعنت- لن يدعها ترحل بسلام؛ بل سيتهمها بالتقاعس عن أداء الواجب، وهذا خيار مثالي بالنسبة له.كانت يارا لا تزال قلقة: "لكنني يجب أن أقف إلى جانبك في ذلك الوقت يا ريم، ألا يعد هروبي حينها فرارًا من المعركة؟"."أيتها الحمقاء، هذه ليست معركة، وهذا ليس فرارًا!"، ثم لم تتمالك ريم نفسها عن

Découvrez et lisez de bons romans gratuitement
Accédez gratuitement à un grand nombre de bons romans sur GoodNovel. Téléchargez les livres que vous aimez et lisez où et quand vous voulez.
Lisez des livres gratuitement sur l'APP
Scanner le code pour lire sur l'application
DMCA.com Protection Status