Share

الفصل 6

Author: جين يه
كانت ترتدي فستانًا أبيضاً بسيطًا وأنيقًا، وبدت مع تركيز الأضواء عليها كأنها تسير وسط هالة من الضوء.

لم تكن بسيطة في هندامها فحسب، بل كانت بسيطة في زينتها أيضاً، تضع مكياجا خفيفًا جدًا، ولا ترتدي أية مجوهرات، ولكن هذا جعل ملامحها الرقيقة أكثر بروزًا.

"ريم!"

لم يصدق وليد عينيه، ولم يستوعب عقله بعد ما يحدث.

فتقدم بسرعة إلى الأمام دون وعي منه، وواجه ريم، وهمس لها بصوت منخفض، "ماذا تفعلين هنا؟"

"لقد جئت للمشاركة في المسابقة بالطبع."

نظرت إليه ببرود، وارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة، ثم واصلت سيرها.

"ريم!"

أمسك وليد بمعصمها، وقال بصوت منخفض وغاضب، "توقفي عن المزاح! هذا ليس مكانًا للعبث!"

وفي غرفة كبار الشخصيات، كان السيد سعيد واقفاً أمام الشاشة، يراقب ما يحدث وقد وظهرت عليه ملامح الغضب.

وبعدها بلحظة، سحبت ريم ذراعها بقوة، وقالت، "سيد وليد، بما أنك تعرف قدر هذا المكان، فعليك أن تحترم نفسك!"

وبمجرد أن أنهت حديثها، كانت بالفعل قد صعدت على المسرح.

تحولها الكبير هذا كان مفاجئًا لوليد، فاستدار مذهولا ينظر إليها وهي واقفة على المسرح.

عادةً ما كانت مطيعة ومهذبة، فكيف...

"مساء الخير، ضيوفنا الكرام. أنا ريم، صانعة العطور في شركة انفاس الورد، والعطر المشارك اليوم "الحب الأول" هو من تحضيري."

كانت كلماتها واضحة ومتأنية، وكل شخص في القاعة سمعها بوضوح.

وأثناء مراقبتها لريم على المنصة، وقفت كارمن ممسكة كأس شرابها بإحكام، كاظمةً غيظها خلف ابتسامة مصطنعة، وترمق وليد بنظرات جانبية حادّة، كأنها تشير إليه بسرعة التدخل.

ولكن في تلك اللحظة، كان وليد مركزًا نظره على ريم، ماذا ستفعل؟!

"لقد أبلغتني اللجنة المنظمة قبل قليل أن عطر "الحب الأول" واجه تصادماً إبداعيًا، وتفاجأت أنا أيضًا بذلك. ولكنني أعتقد أن الحكام سيصدرون حكمًا عادلًا، وأنا مستعدة للخضوع للتحقيق."

بعدما قالت ذلك، تراجعت خطوتين للخلف، وابتعدت قليلاً عن الميكروفون.

بدا شكلها أنيقًا ومهندماً، مع ملامح جادّة جعلت الناس يقبلون على تصديقها بشكل غير مبرر.

لكن——

"ريم؟ لماذا يبدو لي هذا الاسم مألوفًا؟"

"نعم نعم، تذكرت الآن، لقد حصلت على جائزة المبتدئين في مسابقة العطور الإقليمية من قبل، ثم لم نسمع عنها شيئًا."

"تلك كانت أخبار قديمة، في مسابقة فنلندا قبل عامين، ارتكبت خطئاً فادحاً، وقالوا إنها خبيرة عطور بلا أنف!"

"هاه، هذه هي إذن، الآن فهمت!"

في تلك اللحظة، تغيرت نظرات الجميع تجاه ريم.

وامتلأ الجو بالسخرية والاستهزاء، وأغلب الحضور كانوا يتخذون موقف المتفرج الذي يستمتع بمشاهدة عرضٍ شيّق.

وفي الواقع، هذا النوع من المسابقات لم يكن على مستوىً عالٍ، فالعديد من الشركات الكبيرة والمعروفة في الصناعة لم تشارك فيها، ولكن الشركات الصغيرة والمتوسطة هي من تتحمس لهذا النوع لتزيد شعبيتها.

وبغض النظر عن حجم تلك الجوائز، فإن الفوز بها بشكل متكرر هو ما يعزز شهرة خبير العطور والشركة، ويساعدها على النمو تدريجياً.

أما شركة أنفاس الورد، فبرغم اعتمادها على شركة العود الذهبيّ، إلا أنها لم تؤسس منذ فترة طويلة، ولا تعتمد على خبراء العطور الكبار في مقر شركة العود الذهبيّ الرئيسية، لذا يمكن اعتبارها منافسة عادلة.

سمعت كارمن الكلام الدائر عن ريم في أرجاء القاعة، فهدأ قلبها المتوتر قليلًأ، وابتسمت وصعدت إلى المسرح هي الأخرى.

"أعتذر عن إضاعة وقتكم، أنا كارمن، خبيرة العطور في شركة K&W، يشرفني أن أتعرف على نخبة هذا المجال."

قالت بابتسامة عريضة: "في الحقيقة، لقد عملت في هذا المجال لفترة ليست بالقصيرة ولا بالطويلة، حوالي ثلاث سنوات، لكنني درست صناعة العطور لفترة طويلة. طوال هذه السنوات، لم أتخيل أبدًا أن عملي الذي بذلت فيه الكثير من الجهد سيُسرق. يالهم من.."

ثم ضحكت بسخرية وهزت رأسها وقالت: "ماذا أقول، يمكنني فقط أن أشكر الشخص الذي سرق فكرتي، يمكنني اعتبار ذلك نوعًا من الاعتراف بعملي."

ثم التفتت إلى ريم ورمقتها بنظرة احتقار، ولم تبدِ أي خجل.

وقفت ريم هناك تنظر إلى كارمن بهدوء وهي تقوم بتلك الإيماءات، ولم تستطع إلا أن تعجب بجرأتها وقدرتها على الكذب بكل ثقة.

وعلى الرغم من أن هاتين الفتاتين كانتا تبتسمان وتتحدثان بلطف وتهذيب، إلا أن الأجواء في المكان كانت مشحونة بالتصعيد، وكأنها قابلة للانفجار في أي لحظة.

تدخل المقدم في الوقت المناسب قائلاً: "يبدو أن كلا الطرفين لديهما حجج قوية، هل يمكن أن يكون الأمر فعلاً اصطدامًا إبداعيًا؟"

"لقد عملت في هذه الصناعة لسنوات عديدة، ولم أسمع من قبل عن اصطدام إبداعي."

"بالضبط! إذا كان الأمر متعلقًا بتشابه الأسماء فهذا ممكن، لكن إذا كان الأمر يتعلق بالروائح، حتى لو كانت متشابهة، فلا بد أن يكون هناك فرق، كيف يمكن أن تكون مطابقة تمامًا؟"

"سرقة، بالتأكيد هي سرقة!"

"لا يمكن التسامح مع السرقات، فهذا عار على الصناعة!"

أمسكت كارمن بالميكروفون مرة أخرى، "أنا شخصيًا أكره السرقات تمامًا، لكنني أؤمن بأن المسابقة ستعيد لي حقي."

كانت تبدو واثقة جدًا، وكأنها قد انتصرت بالفعل. بالمقارنة، بدت ريم في حالٍ أكثر هدوءًا.

"وماذا عنكِ، آنسة ريم؟" سأل المقدم.

"أنا أثق باللجنة المنظمة، وأثق أيضًا في عملي."

وعلت وجهها ابتسامة لامبالاة،، وعيناها مليئتان بالعزم، دون أن تكثر كلامها.

فابتسم المقدم محاولًا تهدئة الموقف، وقال: "إذا كان الأمر كذلك، فـ..."

وقبل أن يكمل حديثه، عبس وجهه قليلاً، وراح يستنشق الهواء عدة مرات، وقال: "أمم..."

سرعان ما انتبه الجميع لتغير تصرفات المقدم، لأن معظم الحاضرين بدأوا يشمّون رائحة غريبة.

وبالأحرى، كانت رائحة كريهة.

لا يمكن وصفها بأنها مجرد رائحة كريهة فقط، فقد كانت تميل إلى البول قليلاً، ممزوجة مع بعض العطور، مما جعلها تثير الغثيان.

"ما هذه الرائحة؟"

كان الحاضرون جميعهم من المختصين في المجال، وقد اعتادوا على الروائح المختلفة، لكنهم لم يتقبّلوا هذه الرائحة الغريبة.

"أيها المنظمون، كيف قمتم بتنظيف القاعة؟ لماذا ظهرت هذه الرائحة الكريهة؟" تساءل أحدهم.

فحاول المقدم أن يشرح قائلا: "لقد نُظفت القاعة بشكل كامل يوم أمس، ومن المستحيل أن..."

لم يكمل المقدم حديثه، وتراجع قليلاً، ونظر إلى كارمن نظرة غريبة.

كانت كارمن تنوي قول المزيد، ولكن قبل أن تمسك بالميكروفون، ابتعد المقدم عنها وكأنها تحمل مرضًا معديًا.

فتوقفت للحظة محتارة، ووجهها مليء بالدهشة.

عندما رأى الجميع تصرف المقدم هذا، فطنوا للأمر، وبدأوا يلتمسون الرائحة الفائحة من كارمن، ثم سرعان ما اشاحوا بوجوههم إلى الوراء.

"إنها هي إذن!"

"ما هذه الرائحة؟ افتحوا النوافذ بسرعة!"

سمعت كارمن التعليقات من حولها، وصار وجهها يتلوّن، وكانت في غاية الإحراج.

لقد شم~ت هي أيضًا رائحة غريبة، لكنها لم تكن تتوقع أن تكون الرائحة آتية منها.

أرادت أن تحني رأسها لتشم الرائحة، فزاد شعورها بالإحراج، فبقيت في حالة من التردد والعجز.

"ريم!"

في تلك اللحظة، نادى وليد باسمها فجأة، وكان على وجهه ملامح الألم، ثم قال: "لماذا خنتني؟!"
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 30

    مشت ريم مباشرة وجلست في مقعدها بكل أناقة.حينها وصلت كارمن، فلمحت وليد ورأته وهو يشير إليها بإشارة "تمام"، عندها شعرت ببعض الراحة.بدأ المؤتمر الصحفي بسرعة، وشرع وليد مباشرة في التحدث عن الموضوع الأساسي الذي يريد طرحه."بالنسبة للحدث الذي وقع في مسابقة العطور الجديدة في مدينتنا مساء الأمس، أظن أن الجميع قد اطلع عليه، هناك بعض سوء الفهم الذي أحاط به، وها نحن اليوم نجتمع في هذا المؤتمر الصحفي لنوضح من خلالكم، أيها الإعلاميون الأعزاء، للزملاء المهتمين بهذه القضية ولكل من يتابعها، حقيقة الأمر وتفاصيله"."لقد لاقى المنتج المشارك في مسابقة العطور ليلة أمس بعنوان 'الحب الأول' إشادة كبيرة، لكن طرأت بعض المشكلات، مثل تداخل أعمال شركتين من ضمن الشركات وتبادل الاتهامات بسرقة الأفكار، لكن نعلمكم أن الأشخاص المعنيون بالأمر موجودون هنا اليوم، لذا سأترك لهما المجال لشرح التفاصيل بأنفسهما".قال ذلك، ثم قام بتمرير الميكروفون إلى كارمن.كانت كارمن ترتدي فستانًا أسودًا بكتفٍ واحدٍ، مما أضفى عليها مظهرًا قويًا ومهيبًا، وما يلفت النظر هو التباين الكبير بينها وبين ريم الجالسة بجانبها، حيث كانت ريم ترتدي فست

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 29

    كان السيد سعيد معروف بقسوته، ومعاملته الجافة القاسية وأسلوبه الحاد، لم يتوقع أحد أبدًا أن يكون بهذه الرقة والاهتمام.وبالفعل، كانت درجة حرارة الماء مثالية، فاستمتعت ريم بحمام دافئ ومريح، ثم ارتدت ملابس نظيفة واستخدمت مستلزماتها الشخصية المريحة، مما خفف بشكل كبير من آلام الدورة الشهرية وجعلها تشعر بارتياح كبير.كان السيد سعيد محقًا، فعلاً لا حاجة للاستعجال، يجب عليها أن تأخذ قسطًا من الراحة.غفَت قليلاً بينما كان السيد سعيد يحتضنها، مما منحها شعورًا عميقًا بالأمان، استرخيا معًا، دون أن يفعلوا شيئًا سوى النوم، ولكن ريم شعرت حينها بسكينة وسعادة فريدة لم تعهدها من قبل.نامت ربما ساعة أو أكثر، وعندما استيقظت، وجدت أن هاتفها كان على وشك الانفجار من كثرة المكالمات.كان وليد كان مستعجلاً للغاية، وكلما استعجل، كلما زادت ريم في التراخي والتأجيل.وقفت بهدوء، وارتدت فستانًا أبيض بسيطًا، دون أي زينة أو تصميمات خاصة، كان تصميمه بسيطًا جدًا، لكنه كان يتناسب تمامًا مع قوامها، وعندما ارتدته، ظهرت بمظهر أنيق وجميل.وقبل أن تذهب، وقف السيد سعيد ولف يديه حول خصرها وقبَّل رقبتها، قائلاً: "لو كان الأمر بيدي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 28

    اغرتها بشرته السمراء وعضلاته الممشوقة حتى كادت تمد يدها لتلمسهم.ابتلعت ريقها بصوت مسموع."ريم، ريم؟".لم تُجب فظن وليد أنها اغلقت الخط، فناداها عدة مرات.في هذه اللحظة، فتحت ريم عينيها على آخرهما، وهي ترى السيد سعيد ينحني بجسده الطويل نحوها، ووجهه الوسيم يقترب من وجهها أكثر فأكثر.حبست أنفاسها، ثم ..........عندما كادت شفتيه تلامسان شفتيها، مال بوجهه فجأة قليلاً، وقبَّلها بلطف بالقرب من أذنها، ثم اعتدل ودخل مباشرة إلى غرفة الملابس."بوووم! طاااخ!"انزلق الهاتف من يدها وتدحرج على السجادة مرتين.لولا هذه السجادة، لتحطم الهاتف تمامًا.حينها انزعج وليد، الذي كان ينتظر ردها من الجهة الأخرى من الهاتف، بسبب الصوت العالي الذي صدر إثر سقوط الهاتف، فسرعان ما أبعد الهاتف عن أذنه.وبعد أن تدارك الأمر، بدأ يصرخ: "ريم! ماذا تفعلين بالضبط؟ هل سمعتي ما قلته؟"انحنت ريم لالتقاط الهاتف، وعندما سمعت صراخ السيد وليد، مسحت الهاتف بهدوء، وتأكدت من عدم تعرضه لأي ضرر ثم قالت: "سيد وليد، إن كان هناك أمر طارئ، أخبرني به مباشرة"."أنتِ......."كبح وليد غضبه، وأخبر نفسه أنه يجب أن يتحمل مزاجها المتقلب هذا حتى تن

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 27

    "أنا أحب الهدوء، وهناك سيدة تأتي كل يومين لتنظيف المنزل" قال وهو يفك ربطة عنقه: "سأذهب للاستحمام، يمكنكِ أن تستريحي قليلًا، يوجد غرفة ملابس فارغة بالداخل، يمكنكِ وضع أغراضكِ فيها".قال كلامه هذا وكان قد دخل إلى غرفته بالفعلاستمعت ريم إلى صوت تدفق الماء القادم من الغرفة الداخلية، وشعرت ببصيص من الارتياح.فبعدما وجدت نفسها في هذا المكان الغريب، كانت في أمس الحاجة إلى بعض الوقت للتأقلم.كانت الفيلا فسيحة، تتكون من ثلاثة طوابق تقريبًا، وكان الطابق العلوي عبارة عن علية منخفضة الارتفاع، بينما تمتد المساحة الرئيسة للفيلا على كونها فسيحة متسعة.غلبت الألوان الباردة والخطوط البسيطة الأنيقة على ديكورات المكان وكأنها تعكس شخصية مالكه: باردة حازمة دؤوبة.دخلت ريم إلى الغرفة حاملة حقيبتها، وشعرت بدهشة بسبب حجم غرفة الملابس وما بها من تجهيزات.تبدو الغرفة وكأنها غرفة عادية لا شيء مميز فيها، ففي داخلها، بجانب خزانتي ملابس تحتويان على ملابس رجالية مرتبة، لا يوجد شيء آخر سوى مساحة فارغة لا شيء فيها.لم يكن لديها سوى بضع قطع من الملابس، علقتها واحدة تلو الأخرى، ثم أخرجت كيسًا صغيرًا به جميع وثائقها الم

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 26

    "لقد شبعت"، خفضت ريم رأسها، وأحمر خدها قليلًا."إذاً، لنذهب الآن، دعينا نرتاح أولًا، فأنتِ بحاجة للراحة، سنناقش باقي الأمور غدًا".بدا السيد سعيد وكأنه يعلم ما يدور في ذهنها فقال: "بالنسبة لما ذكرتِهِ، سأطلب من فوزي أن يحل الأمر، لا تقلقي".بعدما قال ذلك، لم تشعر بالاطمئنان فحسب، بل كانت في قمة الراحة والسكينة.فالشعور بأن هناك من يقرأ أفكارك قبل أن تتكلم، ويقوم بتنظيم كل شيء لك بشكل مثالي، هو شعور لا يوصف ولا يضاهي جماله أي شعور آخر.بينما كانت تجلس ريم في السيارة مع السيد سعيد، سألها السيد سعيد فجأة: "هل الشقة التي تسكنين فيها الآن هي شقة مؤجرة؟""أجل"."اتركيها، وانتقلي لتعيشي معي".ثم أمسك بيدها برفق وهو يتحدث معها.تسارعت نبضات قلب ريم فجأة، فقبضت على أصابعها قليلاً، ثم خفضت رأسها وفكرت فيما يقوله في صمت.لم يكن مستعجلاً في دفعها للإجابة، بل ظل صبورًا، ممسكًا بيدها بهدوء، وينظر إلى الأمام وكأنه ينتظر ردها.في الواقع، كانت ريم على علم بأن هذا اليوم سيأتي، لكنها لم تتصور أنه سيأتي بهذه السرعة.على أي حال، لقد حصلوا على شهادة زواجهما، ويمكن القول أنهم... تشاركوا سرير واحد، وفي النهاي

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 25

    قالت ريم بشيء من المزاح: "لا داعي لذلك حقًا، اسمعيني يا يارا، لقد أرهقك العمل مؤخرًا، عليك أن ترتاحي قليلًا".فلما رأتها مصرة على رأيها، توقفت يارا عن نصحها: "حسن إذًا، أنت تعرفين أن ادي هاتفين، سأغلق هاتف العمل، وإذا طرأ شيء اتصلي على الهاتف الآخر"."نعم، استمتعي بوقتك".ولما أغلقت المكالمة، وجدت السيد سعيد يتأملها بنظره، فأطرقت ريم قليلًا وكأن شيئًا لم يحدث."ما الأمر؟"."هل دفعتها إلى الرحيل لأنك لا تريدين إقحامها في ذلك الأمر؟".ولما تطرق السيد سعيد إلى لب الموضوع مباشرة، تسمرت ريم في مكانها، ثم ضحكت قائلة: "ليس الأمر هكذا بالضبط"."يارا كانت دائمًا مساعدتي المقربة، ويمكنني القول إنها على دراية تامة بكل إنجازاتي. وقد عقد وليد عزمه هذه المرة على أن يكيل لي التهم الكاذبة والافتراءات، وإذا قرر النبش في الماضي، فإنهم بالتأكيد سيلجؤون إلى يارا للحصول على الوثائق، وإذا لم تكن يارا قد استقالت حينها، فسيتعين عليها الإفصاح عما تعرفه، شاءت ذلك أم أبت"."لذا فإن غيابها عن المشهد وقتئذ هو الخيار الأمثل".كانت ريم تواصل تناول طعامها وتباشر الحديث مع السيد سعيد في آن واحد.ثمة دائمًا س

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   القصل 24

    قال السيد سعيد ضاحكًا كما لو أنه استطاع حقًا قراءة أفكار ريم،: "لست من هواة تقفي الأثر، لكن لي عينان أبصر بهما وأذنان أسمع بهما!".ثم وخزها في بطنها بإصبعه، فتظاهرت ريم بعدم الشعور بألم، لكنها في ذلك الوقت أحست بقرقرة الجوع في بطنها.اصطحبها السيد سعيد إلى مطعم الحديقة المعلقة.كان مطعمًا مشهورًا في المدينة، ليس فقط لتصميمه الفريد؛ وإنما أيضًا للمنظر الخلاب من حوله.كان هذا المطعم قبلة الطبقة "الراقية"، وكان يقدم الطعام السوري بشكل رئيس، حيث استقدم طهاة بارعين من أمهر الطهاة في سوريا، لذا، فمهما كان زوقك، ستجد ما يلائمك في هذا المطعم.وبالطبع. كانت أسعاره غالية جدًا، لا يستطيع الشخص العادي تحملها.ومع هذا، كان الحصول على مقعد هناك يتطلب كثيرًا من الانتظار، وقد كانت بعض المقاعد محجوزة خصيصًا لبعض الأشخاص.نظرت ريم إلى الرجل الجالس أمامها وهو يتناول قائمة الطعام بأناقة ويقدمها إليها، كما أنه منذ نزولهما من السيارة، كان ثمة من يستقبلهما خصيصًا، كان الأمر معدًا له مسبقًا على ما يبدو.قال لها السيد سعيد: "اطلبي أنتِ".بدأ النادل في القيام على خدمتهم بتلطف: "ما نوع الأطباق التي تفضل

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 23

    انطلقت السيارة بسرعة البرق، وسرعان ما تمكنوا من الفرار من السيارة التي كانت تلاحقهم.التفتت ريم بعد لحظة إدراك وقالت: "لقد أرسل رجالًا يتبعونني، يريد أن يعرف هل ما زلت على تواصل مع شركة أنفاس الورد للعطور"."آه"، رفع السيد سعيد حاجبيه وقال: "هل وعدتيه بعدم الذهاب إلى شركة أنفاس الورد للعطور؟"."لم أعده بأي شيء، لكنه ربما يظن أنه قد استطاع إقناعي".في الحقيقة لم تعده ريم بأي شيء، لكن وليد ظن أنه نجح في خداعها ثانية بكذبته السخيفة تلك.فهذه ليست المرة الأولى، وهي لا تختلف عن المرات السابقة، لقد اعتاد الأمر منذ فترة.لكنه لم يكن يعلم أن ريم التي وثقت به سابقًا، لما رأت بعينيها خيانته ونذالته، وعلاقته غير المشروعة بكارمن، انهارت ثقتها به كليًا، وما عادت تثق بكلمة أو حرف واحد مما يقول."ماذا تنوين أن تقعلي إذًا؟".لم يتدخل السيد سعيد في قرارها، على الرغم من شعوره ببعض الرغبة وشيء من الفضول.….كيف ستتصرف في هذا الموقف.بصراحة، ذلك الوغد المدعو وليد آذاها بشدة، في البداية كان ينوي أن يطالب لها بحقها، لكن الآن بعد أن استغنت زوجته تمامًا عن حمايته، صار يحق لها أن تتصرف بطريقتها.نظرت ر

  • زواجٌ سعيد، وانتقامُ شديد   الفصل 22

    "برأيك ما أكثر ما أخشاه حين يرغمني وليد على الاعتراف أمام الناس بالنصب والاحتيال؟".ثم نظرت إلى يارا بنظرة مبهمة وأردفت قائلة: "شاهد ودليل يقفان ضده، أما الدليل فقد سرقه، وأما الشاهد.….."."أنا هي الشاهدة؟"، تحسست يارا أنفها لما تجلت لها الحقيقة."يمكنني أن أقف وأشهد لك"، ثم تخصرت بكلتا يديها وقالت بكل حماس: "حينها يمكننا أن نسقط عنه ذلك القناع الزائف، ونكشف للجميع حقيقة هذا الشخص".هزت ريم رأسها وقالت وعلى شفتيها ابتسامة خفيفة: "لا، لا تذهبي، كل ما ينبغي عليك فعله هذين اليومين أن تأخذي إجازة"." إجازة؟"."نعم، إجازة! وليد لا يحتاجك أن تشهدي له، هو فقط يريد ألا يشهد لي أحد، وإذا غادرتِ حينها، فسيكون ذلك مثاليًا بالنسبة له".أضف إليه أن يارا إذا استقالت مباشرة في تلك اللحظة الحرجة، فإن وليد -بطبعه المتعنت- لن يدعها ترحل بسلام؛ بل سيتهمها بالتقاعس عن أداء الواجب، وهذا خيار مثالي بالنسبة له.كانت يارا لا تزال قلقة: "لكنني يجب أن أقف إلى جانبك في ذلك الوقت يا ريم، ألا يعد هروبي حينها فرارًا من المعركة؟"."أيتها الحمقاء، هذه ليست معركة، وهذا ليس فرارًا!"، ثم لم تتمالك ريم نفسها عن

Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status