Share

الفصل 2

Author: شاو تساي جين باو
قال مدير المستشفى: "هذه هي الطبيبة التي كانت مناوبة الليلة الماضية، ثريا."

تقدم سعيد بخطوات ثابتة، وألقى نظرة على بطاقة عمل ثريا، ثم قال: "تعالي معي."

نظرت ثريا بحيرة وقالت: "إلى أين...؟"

لكن مدير المستشفى قاطعها بحزم: "هيا بسرعة، لا تدعي السيد سمير ينتظر طويلاً."

بعد لحظات وجدت نفسها تُقاد إلى مكتب المدير.

كان سمير جالسًا على الأريكة، جسده الطويل يبدو مستقيماً وأنيقاً، ورغم محاولته الحفاظ على هدوئه، إلا أن شحوب شفتيه كشف عن إرهاق ظاهر.

رائحة المطهر الطبي طغت على الجو، لكنها لم تستطع إخفاء أثر الدماء الخافتة الذي بدا وكأنه يلتصق به.

كان يرتدي بدلة سوداء أنيقة، وانعكست هيبته القوية في كل حركة من حركاته. مجرد نظرة واحدة من عينيه الحادة كافية لزرع الرهبة في قلب أي شخص.

انحنى سعيد نحو سمير وهمس بصوت منخفض: "تم تدمير جميع تسجيلات المراقبة من الليلة الماضية عمداً. من الواضح أن من كانوا يطاردونك حاولوا طمس أي دليل. وهذه هي الطبيبة المناوبة التي تأكدنا أنها كانت هنا الليلة الماضية، وفقًا لجدول المناوبات."

رفع سمير نظره نحو ثريا.

شهقت ثريا بصدمه، فهذا الرجل هو المدير العام لمجموعة شركات الأفق العالمية.

قال سمير بنبرة جادة وهو ينظر إليها بتركيز: "هل كنتِ أنتِ من ساعدني الليلة الماضية؟"

خفضت ثريا عينيها، خجلاً وخوفًا من مواجهة نظرته.

"نعم... أنا."

لم تكن تعرف بالضبط ما حدث في الليلة الماضية، لكنها رأت فرصة ذهبية أمامها.

في هذه اللحظة، كان الوقت مناسبًا تمامًا للالتحاق بالتدريب في مستشفى المنطقة العسكرية الثانية.

يقال إنه تدريب، لكن الجميع يعلم أنه بمجرد الذهاب، سيبقى هناك.

الموارد هناك أفضل بكثير من هنا.

إذا استطاعت الحصول على مساعدة من سمير، فإن الالتحاق بالمستشفي العسكرية الثانية سيكون مضمونًا بالنسبة لها!

ابتسم سمير ببرود وقال: "أي شيء ترغبين به، يمكنني منحه لك، حتى الزواج."

عندما تذكّر ما حدث في الليلة الماضية، ظهرت على وجهه القاسي لمحة من اللين.

تلعثمت مايا لأن الامور حدثت بسرعة كبيرة بالكاد تمكنت من الإجابة: "هذا... أنا

قطع حديثها وقال: "فكري في الأمر جيداً. إذا قررتِ، تواصلي معي." ثم أمر مساعده بإعطائها بطاقة تحمل رقم هاتفه.

وقف مدير المستشفى مودعًا: "سيدي سمير، أرجو أن تدعنا نوصلك."

رد سمير بنبرة باردة: "ليس هناك داعٍ."

ثم توقف قليلاً وكأنه تذكر شيئًا، وقال: "اعتنوا بها جيداً أثناء عملها هنا."

ابتسم المدير بسرعة وقال: "بالطبع، لا تقلق."

بينما كان يغادر، همس سعيد بحذر: "سيدي، أنت متزوج بالفعل.الزواج......"

خاف من أن لا يستطيع وعد الآنسة ثريا.

عندما فكر في المرأة التي تم فرضها عليه، أصبح تعبير وجه سمير قاتمًا تدريجيًا، ورفع زاوية فمه بابتسامة باردة، قائلاً: "تبحث عن الموت."

ارتجف المساعد، ولم يكن يعرف ما إذا كان يتحدث عن تلك المرأة التي تزوجها أم عن الشخص الذي كان وراء هذه الحادثة.

......

عادت مايا إلى الفيلا، منزل زوجها الجديد.

استقبلتها العمة هند عند الباب قائلة: "يا سيدتي ، أين كنتِ طوال الليل؟"

أجابت مايا بصوت منخفض: "كان لدي مناوبة طارئة."

لاحظت العمة هند التعب الظاهر على وجهها واحمرار عينيها، لكنها لم تضغط عليها أكثر.

صعدت مايا إلى غرفتها، وغمرت نفسها في حوض الإستحمام، تسترجع ما حدث في الليلة الماضية. إحمر خدها من الخجل أو المياه الساخنة ،فدفنت رأسها في ذراعيها.

كانت مشاعرها مختلطة، فقد أعطت نفسها لرجل غريب في لحظة تمرد ضد حياتها المليئة بالقيود.

لكن ما أثقل قلبها هو شعورها بالخيانة لزوجها، سمير، الرجل الذي لم تقابله بعد.

بعد أن أنهت حمامها وارتدت ملابسها، غادرت المنزل

قالت العمة هند مستغربة: "هل ستخرجين مجدداً ، ألن تتناولين الإفطار؟"

نظرت مايا إلى الساعة وقالت: "سأتأخر عن عملي."

سمعت العمة هند أنها طبيبة، وكانت تعرف طبيعة عملها، إضافة إلى أن مهنة الطب تُعتبر من المهن التي تستحق الإحترام

أحضرت العمة كوبًا من الحليب الساخن وقالت: "اشربي هذا على الأقل قبل أن تذهبي."

تأثرت مايا بلطف العمة هند، وابتسمت قائلة: "شكراً جزيلاً."

"لا شكر على واجب." ابتسمت العمة هند ، ووجهها المستدير جعلها تبدو لطيفة وودودة للغاية.

شربت مايا الحليب وغادرت المنزل.

لكن لم تذهب مباشرة إلى المستشفى، لقد خرجت مبكرا لأنها تود زيارة جناح المرضى.

والدتها في وحدة العناية المركزة.

دخلت الغرفة، وقلّبَت النظر في حالتها الصحية التي لم تتغير.

شعرت بحزن عميق في قلبها.

كانت والدتها تعاني من فشل قلبي حاد، وفي مراحل متأخرة، ولا أمل لها إلا في زراعة قلب جديد، وهي عملية مكلفة للغاية.

كان قبولها الزواج من سمير بسبب تهديد والدها بعدم دفع تكاليف علاج والدتها إذا رفضت.

الآن، كل ما عليها فعله هو انتظار وجود قلب مناسب، وعندها ستكون والدتها في أمان.

نظرت مايا إلى والدتها وهمست بصوت مفعم بالعزم: "سأنقذكِ، أعدكِ بذلك."

لأن والدتها هي أعز شخص في هذا العالم بالنسبة لها.

رن هاتفها ، فالتقطته لتسمع صوت الطرف الآخر يقول : "مايا، أحتاج مساعدتك."

Continue to read this book for free
Scan code to download App
Comments (7)
goodnovel comment avatar
safa
حلوةجدا جدا جدا جدا
goodnovel comment avatar
عمر صلاح ابو هلال
سكس ابو محمد الغالي ربي يسعدك ويفرح ...
goodnovel comment avatar
احلام السالم
حبيتهااااا
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 100

    كان ما فعله جواد تحديًا صارخًا واستفزازًا واضحًا لسمير! شعرت مايا فجأة ببعض الاضطراب.دون أن تفهم السبب لهذا الشعور.اليوم دعا جواد نخبة المجتمع الراقي، جميعهم من الشخصيات البارزة وأصحاب النفوذ!المكان كان فاخرًا للغاية!لكن عادةً لا تُقام معارض الرسم إلا للرسامين المشهورين. أما الشخصيات المغمورة فلوحاتهم لا تجد من يقدرها أو من يدفع أموال طائلة لاقتنائها.لم تكن هناك توقيعات على اللوحات، فسأل أحدهم متعجبًا: "جواد، من أين أتيت بهذه اللوحات؟ لا يوجد عليها أي توقيع؟"ابتسم جواد وقال: "لا تستعجل، سأريكم قريبًا قيمة هذه اللوحات." "أتمنى ألا تخيب أملنا. اللوحات جميلة ولها عمق، لكنها بلا توقيع، وبالتالي لا قيمة لها."ضحك جواد وقال: "سواء كانت ستشتهر أم لا، فهذا ما سنراه..."ثم التفتت نظراته نحو سمير.لكن سمير لم ينظر إليه.كان ينظر إلى اللوحات المعلقة على الجدار.رغم أنه لا يفهم في الفن، إلا أنه كان معجبًا بتلك اللوحات.كأنها تخاطب الروح.عندما اكتمل حضور الجميع، تقدم جواد إلى المنصة، وقال بنبرة غامضة: "لدينا لوحتان رئيسيتان في هذا المعرض. الأولى يمكنكم شراؤها بالمزاد، والثانية هي جوهرة هذ

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 99

    عاد سمير بملامح باردة. سألها: "أتشعرين بالبرد؟"ردت مايا بإيجاز: "لا."كأنها لا ترغب في قول أكثر من ذلك.شعر سمير برود نبرتها، وشعر في أعماقه بالإحباط، لكنه كان أكثر ميلًا للتسامح والتفهم.لقد فقدت طفلها، والآن هي في فترة النفاس، بالإضافة إلى أنني دفعتها للسقوط من الطابق الثاني.إنها تكن له الكراهية، وهو يتفهم ذلك.قرر أن يمنحها مزيدًا من الوقت لتدفئة قلبها.صعد إلى السيارة من الجهة الأخرى....وصلت السيارة إلى العنوان. ترجل السائق من السيارة وأخذ الكرسي المتحرك من صندوق السيارة.خرج سمير أولاً من السيارة، ثم حمل مايا ووضعها على الكرسي المتحرك، ووضع بطانية خفيفة على ساقيها.رفعت مايا رأسها ونظرت حولها. المكان كان البوابة القديمة لمدينة السحاب، وهو مبنى أثري محمي ومحافظ عليه جيدًا. فقط بالوقوف هنا، تشعر بعبق التاريخ!دفعها سمير إلى الداخل.اصطفت العديد من السيارات عند المدخل.يبدو أن جواد دعا الكثير من الناس اليوم.سرعان ما دخلوا إلى قاعة العرض. عندما رأت مايا اللوحات المعلقة على الجدران، توقفت للحظة، وكأنها فجأة فهمت سبب إقامة جواد لهذا المعرض.كان لديها مرسم صغير في مدينة السلام، وال

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 98

    عقدت مايا حاجبيها لأن اسم جواد كان هو الموقّع على الدعوة.جواد سيقيم معرضًا للرسم، إقامة المعرض في حد ذاتها ليست غريبة، لكن أن يرسل لها دعوة خاصة؟ماذا يقصد؟ ما الذي ينوي فعله؟ لم تستطع مايا فهم نواياه. "بماذا تفكرين؟" دخل سمير إلى الغرفة بعد أن دفع الباب، رأى الورقة التي تحملها مايا في يدها، مدّ يده وأخذها منها، وقال: "ما هذا؟"لم تخفِ مايا شيئًا وقالت: "أرسلها جواد."بمجرد أن سمع سمير اسم جواد، تبدلت ملامحه على الفور.فتح الدعوة وقرأ محتواها ثم سألها: "هل تريدين الذهاب؟"في الحقيقة، لم تكن مايا تنوي الذهاب، علاقتها بجواد ليست مقربة إلى هذا الحد.لكن...لإزعاج سمير ودفعه للموافقة على الطلاق وإطلاق سراحها، قالت عن عمد: "أريد الذهاب."ضغط سمير شفتيه بإحكام، لم يستطع فهم مايا، لكنه بالطبع لم يكن يريدها أن تذهب.لم تكن هذه المرة الأولي التي يحاول فيها جواد السيطرة عليها.والآن يقيم معرضًا فنيًا؟ يبدو أنه أقام المعرض خصيصًا من أجل مايا.جواد، رغم كونه خريج جامعة مرموقة وليس جاهلًا، إلا أنه يعتبر غير متخصص في مجال الفن! سمير يشعر أن لهذا المعرض نوايا خفية.قال محاولًا التهرب: "أنتِ ما زلت

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 97

    ابتسمت رنا بخفة وقالت: "لا داعي للتكلف بيننا، عامِليني كما تعاملين مايا."كانت ليلى تحتضن الطفل، تهزه برفق لتحاول تهدئته، بينما نظرتها ثابتة على رنا: "مايا أصبحت أمًّا. وأنتِ أيضًا يجب أن تفكري في الزواج. زواج حقيقي، وليس مجرد شكلي."لمعت الدموع في عيني رنا، لم تشعر أن ليلى تتدخل في حياتها، بل على العكس شعرت بالامتنان.عندما كانت والدتها على قيد الحياة، كانت تقول لها نفس الكلمات. لكنها لم تعد قادرة على سماع صوت أمها بعد الآن. اكتفت بابتسامة هادئة دون أن ترد.…وصل سعد إلى مدينة السلام بسرعة قياسية. لم يكن الفجر قد بزغ بعد، انتظر حتى شروق الشمس، ثم توجه مباشرة إلى المكان الذي حدده مع رنا.عندما حان الموعد، ظهرت رنا وهي تحمل هادي بين ذراعيها.سعد الذى لم ينم طوال الليل، كانت ملامحه شاحبة، وبدت الهالات الداكنة تحت عينيه بشكل واضح.لكن عندما رأى رنا تحمل الطفل، لم يتوقع أبدًا أن الطفل قد يكون له علاقة بها. كل تركيزه كان منصبًا على رنا.لقد تغيرت. أصبحت أنحف مما كانت عليه.نهض سعد من على الكرسي، ونظر إليها بحنين وقال بصوت هادئ: "رنا..."جلست رنا أمامه.ارتسمت ابتسامة على وجه سعد، وكأنه شع

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 96

    شعر سعد بارتباك واضح حين سمع هذا الصوت الذي لم يسمعه منذ فترة طويلة.أراد التحدث، لكن حلقه كان جافًا لدرجة أنه لم يستطع إصدار أي صوت.ظنت رنا أن مايا لم تسمعها، فنادت مرة أخرى: "مايا؟"حاول سعد أن يستعيد هدوءه، وقال: "أنا لست مايا."تجمدت رنا للحظة، ثم سارعت بإنهاء المكالمة.أمسكت هاتفها بارتباك، غير قادرة على التصرف.نظرت ليلى إليها، وشعرت أن رد فعلها كان مبالغًا فيه، فسألتها بقلق: "ما الأمر؟ هل مايا في خطر؟"لم تكن تعلم أن مايا قد أعادها سمير إلى مدينة السحاب، وكانت تظن أنها ما زالت في قبضة جواد.هزت رنا رأسها نافية."إذن، ما بكِ..."لم تكمل ليلى حديثها حتى رن هاتف رنا مجددًا.هذه المرة لم ترد، بل كانت تكتفي بالنظر إلى شاشة الهاتف التي كانت تضئ باستمرار.سألتها ليلى بتعجب: "لماذا لا تجيبين على الهاتف؟"قالت رنا: "إنها ليست مايا."وبعد قولها ذلك، نهضت وخرجت من الغرفة.مرت عبر غرفة المعيشة ووصلت إلى الشرفة، كان هاتفها لا يزال يرن، وقلبها ينبض باضطراب.من الجهة الأخرى، بدا سعد وكأنه لن يتوقف.إذا لم ترد، فسوف يستمر في الاتصال.فكرت رنا طويلاً، ثم قررت الرد على المكالمة.فور أن فتحت الخط

  • إدمان الحب الخاطئ: العريس الهارب والعشق الابدي   الفصل 95

    ندم على أنه أخطأ في الحكم على مايا، وخسر طفله أيضًا.الثمن كان باهظًا. لم يعد قادرًا على تحمّله."طفلها... لم يعد موجودًا، لا تذكر موضوع الطفل أمامها بعد الآن، حتى لا تجرحها الكلمات وتثير حزنها."كان صوته منخفضًا، يخفي في أعماقه رجفة خافتة خشنة.أما سعد لم يبدُ عليه الاستغراب، تنهد بخفة، وقال: "فقدت أحد التوأمين، والآخر كان من الصعب الحفاظ عليه من البداية، رغم أنها فعلت كل ما بوسعها، لكن خطر الإصابة بالعدوى كان كبيرًا، حتى أمهر أطباء النساء والولادة لا يمكنهم ضمان سلامة الرحم في أثناء الإجهاض، عدم إنقاذه أمر طبيعي ، وفي الواقع هذا أفضل، كنت أنصحها منذ البداية ألا تُنجب، فهي لم تكن تعرف حتى من والد الطفل، ومع ذلك أصرت على أن تلده وتربيه وحدها. لا أعلم كيف كانت تفكر حينها."شعر سمير بألم يخترق قلبه، رغم أنه كان يكرهها، كانت لا تزال تحاول بكل ما لديها الحفاظ على الطفل.كم هي ثابتة وشجاعة.سعد تذكّر غايته فجأة وقال: "على كل حال، قلت لك كل ما يجب أن أقوله، فهل يمكنك الآن أن تخبرني أين وجدت مايا؟"لم يُجب سمير، ظلّ صامتًا لوهلة، حتى استعاد رباطة جأشه، ثم أخرج هاتفه ومدّه إلى سعد: "استعادة س

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status