الفصل 27

رفعت خلود عينيها بفرح، وهتفت :طارق!

خطا طارق خطوات واسعة نحوها، لكن فجأة تغيرت ملامح وجهه وصاح: “احذري!”

هند التي كانت قريبة، رفعت رأسها عند سماع الصوت، لكنها فجأة شعرت بدفعة قوية أسقطتها أرضًا.

دوى صوت التصادم!

سقط أحد الأرفف الثقيلة على الأرض، محدثًا ضجيجًا مدويًا.

وجدت هند نفسها على الأرض، حاولت الحركة، لكن قدمها لم تستجب.

طارق الذي كان قد اندفع لاحتضان خلود وحمايتها،سأل بقلق: “هل أصبتِ؟”

ردت خلود بصوت مليء بالخوف: "طارق كدت أموت من الذعر! لولا أنك جذبتني في اللحظة الأخيرة، لحسن الحظ أنك أتيت لأخذي من العمل وإلا لكانت الكارثة قد وقعت عليّ.”

استندت خلود على صدره وهي ترتعش، فيما تحدثت إحدى الحاضرات وقالت:

”يا لحسن الحظ! لو لم يكن طارق سريعًا، لكانت خلود الآن في خطر كبير!”

تجمدت هند في مكانها وكأن جسدها كله قد تخدر حتي أنها لم تشعر بألم قدمها، وهي ترى المشهد أمامها، حيث كان طارق يحتضن خلود بحنان.

هو يرى خلود فقط !

لم يكن الأمر متعلقًا باهتمام طارق بخلود فحسب، بل بالطريقة التي دفعها بها إلى الخطر لإنقاذ خلود.

من أجل حماية خلود يمكنه دفعها للخطر بل حتي للموت بدلاً عنها .

إذا كان يحب خلود لهذه الدرجة لماذا أتي ليلة أمس؟

لماذا يجب أن توجه طعنة في قلبها عندما أوشكت على الشفاء؟

هند هل أنتِ بخير؟

وقفت سميرة دون حول ولا قوة عندما تحطم الرف أمامها وقد ذهلت من الضجيج، وسرعان ما عادت لرشدها ووضعت الكاميرا جانباً لتهرع لمساعدة هند .

بمجرد أن حركت هند كالحلها شعرت بألم لا يطاق، وكان هناك ألم أسفل بطنها كأنن ملايين النمل تعضها.

ردت هند وهي تمسك بكاحلها الذي بدأ يتورم: " سميرة "أسرعي... خذنيي إلى المستشفى.

في تلك اللحظة، أدرك طارق أن هند قد اصيبت. هرع نحوها بانفعال، وحملها بين ذراعيه قائلًا: "هند ماذا حدث لكِ؟ سأوصلكِ إلى المستشفى فورًا.”

بالرغم من آلامها، تمسكت هند بكم قميصه وقالت بصوت ضعيف: “أسرع... أرجوك.”

كان الألم في بطنها يزداد سوءًا، وشعرت بأنها على وشك فقدان وعيها.

طفلها!

يجب أن تنقذ طفلها!

حملها طارق الي السيارة بسرعة واتجه نحو السائق قائلًا أسرع بنا الي المستشفي !

لم يقل السائق أي كلمة وأسرع بالقيادة .

كانت هند متكئة علي حضن طارق وبدأت تفقد الوعي .

طارق الذي كان قلقًا جدًا كان يحاول أن يوقظها، “هند! هند ! لا تنامي سوف نصل قريبًا.”

امم ! قالت هند بصوت خافت وهي تحاول البقاء في وعيها.

وصلوا إلى المستشفى بسرعة.

شعرت هند بتعبها يتزايد، لكنها حركت شفتيها بصعوبة وقالت للطبيب: “أرجوك، أنقذ طفلي... افعل أي شيء، لكن أنقذ طفلي!”

طمأنها الطبيب قائلاً: "لا تقلقي، سنبذل قصارى جهدنا" .

بعد سماع إجابة الطبيب تنفست هند الصعداء ولم تنس أن تخبره: “الذي في الخارج هو زوجي السابق ويجب أن لا تخبره عن أمر حملي “.

نظر الطبيب إليها بدهشة.

ذلك الرجل في الخارج يبدو قلقاً عليها كيف يمكن أن يكونا مطلقين !

اسرار المرضى يجب ان نحتفظ بها، إن لم ترد أن أقولها، فالطبع لن أقول.

لكن ذلك الرجل في الخارج لماذا يبدو مألوفا؟