الفصل 26

أغمضت هند عينيها بسرعة، متظاهرة بالنوم.

أنا لا أراه ... لا أراه .... لا أراه... كانت تردد ذلك في قلبها مرارًا؛ولكن جسدها المرتعش فضح تماما مشاعرها .

خطوات الرجل تقترب أكثر فأكثر.

كان يتقدم نحو سريرها .

هند شعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها.

وفجأة، شعرت ببرودة تسري في جسدها... لقد تم رفع الغطاء عنها.

تجمدت هند في مكانها، وأغمضت عينيها بإحكام، وشدت ساقيها بقوة وهي تردد في داخلها : أنا نائمة ... أنا نائمة. طالما لا أراه، فلن يقتلني .... لكن صوتا منخفضًا ساخراً اقترب من أذنها وهمس: "أعلم أنكِ مستيقظة افتحي عينيكِ وانظري إلي.... وإلا... سأفعل بكِ ما تكرهينه ثم أقتلكِ."

ارتجف عقل هند كليا فتحت عينيها ببطء، وصوتها يرتعش "سأفتح عيني... فقط أرجوك... لا تقتلني .... لا تقتلني.....ولكن قبل أن تكمل كلامها، توقفت فجأة..... لترى وجه الرجل الذي أمامها .

إن لم يكن طارق فمن سيكون ؟

همست هند بصدمة.

ملامح وجهها تجمدت مزيج من الخوف الحيرة والإحراج اجتاحها في تلك اللحظة.

أدركت أنها نسيت تماما أن طارق لا يزال في المنزل، وأن أمن الفيلا محكم جدًا بحيث لا يمكن لأي غريب الدخول.

نظرت بعيدًا وهي تحاول التماسك وقالت: "ماذا تفعل هنا؟" رد بصوت هادئ "هناك عاصفة رعدية في الخارج، خفت ألا تستطيعي النوم."

لم يكن" طارق" يعلم إلا بعد الزواج أن "هند"، السيدة الحازمة والمديرة التي تُبهر الجميع بشجاعتها في العمل تخشى أصوات الرعد.

أجابت وهي تحاول تمالك نفسها: أنا بخير. لم أكن خائفة."

ابتسم بخبث قائلاً: "حقا؟ هل أنتِ متأكدة؟"

"متأكدة تمامًا" أصرت هند على إجابتها بحزم .

نهض طارق من السرير متظاهرًا بالمغادرة وقال: "إذن سأذهب."

تجمدت هند مجددًا، فتحت فمها لتقول شيئاً، لكنها لم تجد الكلمات.

استدارت لتنام على جانبها، متذمرة بصوت منخفض "إذا أردت الرحيل، فارحل.

سمعت خطواته وهو يغادر فتح الباب وأغلقه خلفه.

لقد رحل حقاً .

شعرت عيناها بالحرقة، وبدأ أنفها من شعورها بالخيبة.

حاولت التماسك لكنها عرفت أن هذا "طارق" يفعل هذا بموجب الاعتياد علي الامر ،ما الداعي لان يأتي ويشعرها بخيبة الأمل .

الذي لطالما أعطاها الأمل ثم سلبه منها مجددًا لكن هذا هو طارق

ولكن فجأة، قطع صوت مألوف أفكارها: "ألم تطلبي مني الرحيل؟ إذن لماذا تبكين الآن؟"

انتفضت هند والتفتت بسرعة لتجده واقفاً بجانب سريرها. "أنت... لم تغادر؟" "لا، لم أغادر."

جلس طارق على السرير ، ثم استلقى بجانبها وربت على كتفها برفق، "حسنًا، نامي الآن سأبقى بجانبك حتى تغفي، ثم سأذهب."

أجابته بصوت خافت ومكتوم "حسنًا"

آه يا طارق لماذا تفعل هذا؟ تعطيها الطمأنينة، ثم تتركها في عاصفة من المشاعر المتناقضة ؟ لماذا كل هذه القسوة الممزوجة بلحظات من اللطف ؟ رغم علمها أن هذه المشاعر أشبه بسم زعاف يخترق عظامها، إلا أنها لم تستطع إبعاده.نامت هند بعمق تلك الليلة، وحين استيقظت في الصباح، كان طارق قد رحل. الباب والنوافذ مغلقة بإحكام، وكأنه لم يكن هنا من الأساس.

لاحقاً نهضت هند واستعدت ليوم جديد، تناولت إفطارها، ثم توجهت إلى مكتبها، حيث انشغلت بالعمل حتى الظهيرة. وفي المساء، توجهت إلى الاستوديو لمتابعة جلسة التصوير.

في وقت الاستراحة كانت هند تشاهد بعض الصور التي التقطها سميرة بكاميرتها كانوا في انتظار ان يتم اعادة ترتيب المكان لمواصلة التصوير .

خلود بمكياجها الرائع واسلوبها تحت الاضواء جميلة للغاية كان علي هند الإعتراف انها رائعة في كل شيء.

انتهي التصوير اليوم تقدمت هند للنظر للصور الموجودة بكاميرا سميرة واتت خلود للمشاهدة أيضًا.

لكن فجأة، دخلت المساعدة إلى الغرفة وهي تنادي: "خلود" انظري من الذي جاء لرؤيتكِ!"