Share

الفصل 7

Author: شينغ خه
نظر طارق إليها وليس في وجهه أي تعبير لما حدث، ثم التفت إلي هدير وعلي وجه علامات برود لما يحدث، وقال: " يالكما من رائعتين، مديرتان! وتتشاجران أمام الموظفين، هل هكذا تكون الإدارة؟ أم أنكما تعتبران الشركة مكانًا للعبث؟"

فأسرع الموظفون بالرجوع لأماكنهم، ولم يجرؤ أحد منهم سوى إلقاء نظرات خاطفة دون انتباه من أحد.

وقالت هدير بثقة: " أيها المدير، لقد كنت منشغلة في عملي، وفجأة أتت المديرة هند وبدأت بالصراخ والفوضى دون أن تميز مع من تتحدث، بل وضربتني! شخص كهذا، كيف يمكن أن يكون مؤهلاً ليكون مدير العلامة التجارية؟...”

نظر المدير طارق إلي هند بنظرة حادة وباردة، وقال لها "اعتذري لها"

أخذت هند نفسًا عميقًا، وقبضتها مشدودة كثيرًا، وقالت: " لن أعتذر إلا عندما تعتذر لي المديرة هدير أولاً ".

بصفتها مديرة، لم يكن من الصواب أن تضرب أحدًا في الشركة، ولكنها لم تندم.

وهي مستعدة لتحمل العواقب ولكن بشرط أن تعتذر المديرة هدير لها أولًا.

فنظرت هدير للمدير طارق بمسكنة وقالت له: " أيها المدير، هل يمكن أن أعرف ما هو الخطأ الذي ارتكبته...."

وعندما همّت هند بالرد عليها، أوقفها طارق وقال لها: " اعتذري!"

كان صوته حادًا ولن يتحمل أي رفض أو رد.

رفعت هند رأسها غير مصدقة، متأملة وجهه البارد، وشعرت بمرارة في عينيها.

لم يكلف المدير طارق نفسه حتي سماع ما حدث.

تحركت تفاحة آدم في رقبة المدير طارق وقال بحزم: " سأقولها مرة أخري، اعتذري."

غرست هند أظافرها في يدها بقوة، محاولة كبح رعشتها. ثم نظرت إلى هدير وأجبرت نفسها على النطق بكلمات ثقيلة عليها واعتذرت. " مديرة هدير، آسفة لما حدث"

ظهرت ابتسامة انتصار على وجه هدير وقالت: "مديرة هند، لا تكرري هذا مرة أخري"

فقالت هند: “لكن هل تود المديرة هدير شرح سبب استبدال ممثل العلامة التجارية ؟”

ابتسمت هدير ونظرت إلي المدير طارق وقالت: “بالطبع، كان ذلك بناءً على توجيهات الرئيس طارق."

تجمدت هند في مكانها، وصُدمت بينما تنظر إلى طارق.

لم ينكر ذلك. استدار بخطوات واسعة نحو مكتبه وقال: "مديرة هند، تعالي إلى مكتبي."

أخذت هند نفسًا عميقًا، ونظرت نظرة باردة على هدير، ثم لحقت به.

في مكتب الرئيس:

تبعته هند إلى الداخل وأغلقت الباب، وقالت " أيها المدير، لما استبدلت الممثلة؟”

جلس طارق خلف مكتبه ونظر إليها ببرود دون إجابة:

"هل اطلعتِ على أوراق اتفاقية الطلاق؟"

سكتت هند للحظات وضاق صدرها ونفسها وقالت: " كنت مشغولة هذه الأيام ولم اقرأها بعد. ولكن إذا كنت في عجلة من أمرك، سأطلع عليها الليلة."

أومأ طارق برأسه بثقل، وأجاب بصرامة:

"حسنًا."

شعرت هند بمرارة تتغلغل في أعماقها وسألته: "إذا... أنا فقط أسأل... لو كان لدينا طفل، هل كنت ستصر على الطلاق؟"

أجاب طارق ببرود: "لا يوجد احتمال كهذا. وحتى لو حدث، فلن أسمح بحدوث ذلك."

فشعرت هند بالاختناق وقالت بهدوء: " حسنًا، فهمت."

ثم غيرت الموضوع سريعًا وقالت: " مدير طارق، لقد وافقت مسبقًا على الخطة، فلماذا استبدلت إسراء الآن؟"

فقال بهدوء " :استبدلتها لسبب وجيه عندي."

فقالت هند مباشرة: " منذ تأسيس م.ك، كنت أنا المسؤولة عنها بالكامل، ولم تتدخل من قبل. الآن، وأنت تستبدل الممثلة، ألا يجدر بك مناقشة الأمر معي؟"

ثم أوضحت: "الاستبدال يتطلب تغييرات شاملة: كتأهيل الطرف المستبعد، وإعادة صياغة الخطط الإعلانية، وتنسيق مواعيد التصوير، وتعديل استراتيجية العلامة التجارية."

اتكأ طارق على كرسيه وقال :" سيتم استبدالها بخلود."

انصدمت هند بما سمعت، وأخذت وقتًا لتستوعب ما قال، ثم سألت بذهول: "خلود؟"

فقال: “نعم، خلود ستعود لتطوير مسيرتها المهنية، وتحتاج إلى هذا الدور لتطلق اسمها منه."

ثم أخذت هند نفسًا عميقًا وشعرت أن الهواء نفسه أصبح كأنه سكاكين يقطعها من الداخل.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 30

    "سأحاول قدر المستطاع." قالها طارق."ما الأمر مع الآنسة خلود؟" استجمعت هند شجاعتها لتسأله.كانت تشعر في أعماقها أن طارق لن يعود هذه المرة، تمامًا كما حدث بالأمس.تساءلت عن السبب الذي دفع خلود لاستدعائه مجددًا، يومين متتاليين.استدار طارق لينظر إليها بملامح عابسة، "هند، لم تعتادي على الأسئلة الكثيرة هكذا بالماضي."شحب وجه هند، "قدمي تؤلمني بشدة، ألا يمكنك...""إصابتكِ ليست خطيرة، إذا كنتِ بحاجة إلى شيء، استدعي العاملة."أنهى كلماته ببرود واستدار، مغادرًا دون أن يلتفت مرة أخرى.ظلت هند تحدق في ظهره وهو يبتعد، تتجرع مرارة الخيبة.نادراً ما كانت تُظهر جانبها اللطيف والضعيف أمامه، لكنه شعر أنها تبالغ.حينما لا يكترث أحد لوجودكِ، حتى وإن أظهرتِ ضعفكِ، فلن يغير هذا شيئًا.كانت تعلم جيدًا أنهما على وشك الطلاق، فما الذي يجعلها تعتقد أنها تملك الحق في السؤال؟لقد كانت في وهم مجرد وضعه للدواء لها جعلها تنسى نفسها .لكن إهانة أخرى كانت بانتظارها.لكن ما لم تتوقعه هند أن طارق لم يعد في تلك الليلة ولا الليلة التي تليها .جلست تنتظره طوال الليل، متشبثة بالأمل، تتصفح هاتفها بملل حتى استسلمت للنوم في

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 29

    حتى تتجنب عناء الصعود والنزول، لم تغادر هند غرفة النوم بالطابق الثاني منذ تعرضها لإصابة في كاحلها. كانت العاملة توصل لها الطعام يوميًا. في إحدى المرات، وبينما كانت هند منهمكة في العمل على حاسوبها المحمول، سمعت صوت فتح الباب. اعتقدت أن العاملة جاءت لتوصيل الطعام، فقالت دون أن تنظر: "ضعيه على الطاولة، سأتناول الطعام بعد قليل.""الأفضل أن تأكلي الآن قبل متابعة العمل. دقائق لن تضركِ." كان صوت طارق.رفعت" هند" رأسها لترى طارق وقد جاء بنفسه بالطعام. فوجئت وقالت: "انهيت عملك؟""نعم."أغلقت "هند" الحاسوب، ووضع طارق الطعام على الطاولة المجاورة لسريرها، ثم نزل ليتناول طعامه.بعد أن انتهت من تناول الطعام، عاد طارق ليأخذ الأطباق. هذه المرة، كان يحمل كيسًا بلاستيكيًا مليئًا بالأدوية. جلس بالقرب منها وبدأ بإخراج الأدوية، بعضها كان للالتهابات وبعضها الآخر خاص بمعدتها.لم تشمل هذه الأدوية تلك الموصوفة للتو من المستشفى فحسب، بل تشمل أيضًا “أدوية اضطراب الجهاز الهضمي” التي تناولتها من قبل.كان طارق ينظر وهو يخرد الأدوية واحدًا تلو الآخر، خفق قلب هند وأمسكت بإحكام بزوايا ملابسها.سألها وهو يمسك زجا

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 28

    لم تعرف هند كم مضى من الوقت حتى أفاقت وسط ظلام حالك، لتشعر برائحة المطهرات تخترق أنفها بقوة.فتحت عينيها ببطء، ونظرت حولها لتجد نفسها في غرفة مستشفى."هند لقد استيقظتِ؟ كيف تشعرين؟" لترفع هند عينيها وترى وجه طارق الوسيم أمامها.دون أن تشعر، وضعت يدها على بطنها، وردت بهدوء:"أنا بخير... "ثم ألقت نظرة نحو النافذة لترى أن الليل قد خيم.في تلك اللحظة، سمعت صوت معدتها تقرقر بصوت مسموع ."جائعة؟ سأطلب شيئًا ليُحضَر فورًا." قالها طارقلكن هند رفعت رأسها ونظرت إليه بنبرة طفولية لم يعهدها منها:وقالت "طارق، أنا جائعة جدًا الآن. لا أريد الانتظار. هل يمكنك أن تذهب بنفسك لشراء الطعام؟" هند رفعت رأسها ونظرت إليه .طارق، الذي فوجئ بهذا الطلب الممزوج ببراءة لم يعهدها منها، هز رأسه دون وعي وقال:"بالطبع، سأذهب فورًا. لكن لا تتحركي من السرير، وإذا شعرتِ بأي ألم، استدعي الممرضة فورًا."هزّت هند رأسها بالموافقة، وانتظرت حتى غادر. ثم ضغطت على زر الاستدعاء، لتدخل الممرضة بعد لحظات."كيف يمكنني مساعدتكِ، سيدتي؟ هل تشعرين بأي ألم؟"قالت هند بقلق وهي تضع يدها على بطنها:"أريد أن أعرف عن حالة طفلي..."

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 27

    رفعت خلود عينيها بفرح، وهتفت :طارق! خطا طارق خطوات واسعة نحوها، لكن فجأة تغيرت ملامح وجهه وصاح: “احذري!”هند التي كانت قريبة، رفعت رأسها عند سماع الصوت، لكنها فجأة شعرت بدفعة قوية أسقطتها أرضًا.دوى صوت التصادم! سقط أحد الأرفف الثقيلة على الأرض، محدثًا ضجيجًا مدويًا.وجدت هند نفسها على الأرض، حاولت الحركة، لكن قدمها لم تستجب.طارق الذي كان قد اندفع لاحتضان خلود وحمايتها،سأل بقلق: “هل أصبتِ؟”ردت خلود بصوت مليء بالخوف: "طارق كدت أموت من الذعر! لولا أنك جذبتني في اللحظة الأخيرة، لحسن الحظ أنك أتيت لأخذي من العمل وإلا لكانت الكارثة قد وقعت عليّ.”استندت خلود على صدره وهي ترتعش، فيما تحدثت إحدى الحاضرات وقالت:”يا لحسن الحظ! لو لم يكن طارق سريعًا، لكانت خلود الآن في خطر كبير!”تجمدت هند في مكانها وكأن جسدها كله قد تخدر حتي أنها لم تشعر بألم قدمها، وهي ترى المشهد أمامها، حيث كان طارق يحتضن خلود بحنان. هو يرى خلود فقط !لم يكن الأمر متعلقًا باهتمام طارق بخلود فحسب، بل بالطريقة التي دفعها بها إلى الخطر لإنقاذ خلود.من أجل حماية خلود يمكنه دفعها للخطر بل حتي للموت بدلاً عنها .إذا كان يحب

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 26

    أغمضت هند عينيها بسرعة، متظاهرة بالنوم. أنا لا أراه ... لا أراه .... لا أراه... كانت تردد ذلك في قلبها مرارًا؛ولكن جسدها المرتعش فضح تماما مشاعرها . خطوات الرجل تقترب أكثر فأكثر. كان يتقدم نحو سريرها .هند شعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها. وفجأة، شعرت ببرودة تسري في جسدها... لقد تم رفع الغطاء عنها. تجمدت هند في مكانها، وأغمضت عينيها بإحكام، وشدت ساقيها بقوة وهي تردد في داخلها : أنا نائمة ... أنا نائمة. طالما لا أراه، فلن يقتلني .... لكن صوتا منخفضًا ساخراً اقترب من أذنها وهمس: "أعلم أنكِ مستيقظة افتحي عينيكِ وانظري إلي.... وإلا... سأفعل بكِ ما تكرهينه ثم أقتلكِ." ارتجف عقل هند كليا فتحت عينيها ببطء، وصوتها يرتعش "سأفتح عيني... فقط أرجوك... لا تقتلني .... لا تقتلني.....ولكن قبل أن تكمل كلامها، توقفت فجأة..... لترى وجه الرجل الذي أمامها .إن لم يكن طارق فمن سيكون ؟همست هند بصدمة. ملامح وجهها تجمدت مزيج من الخوف الحيرة والإحراج اجتاحها في تلك اللحظة. أدركت أنها نسيت تماما أن طارق لا يزال في المنزل، وأن أمن الفيلا محكم جدًا بحيث لا يمكن لأي غريب الدخول. نظرت بعيدًا وهي تحاول التماس

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 25

    ألن تذهب إلى الغرفة الأخرى؟هيا أسرع.قالتها هند وهي تلتقط المنشفة بسرعة، تحاول تغطية جسدها بارتباك.كانت هند مندهشة.كان وجهه الوسيم يقترب منها ببطء، وانتشر نفسه الدافيء على وجهها.لم تستطع إلا أن تغمض عينيها.حتى وإن كنت مغمض العينين، يمكنك الشعور بالضوء أمامك.لكن لم تأتِ تلك القبلة قط.فتحت هند عينيها.تراجع طارق بضع خطوات للخلف، وقال: “آسف، سأذهب للنوم في الغرفة الأخرى، استريحي"وقف خلف الباب، أغمض عينيه محاولًا أن يتناسى المشهد في ذهنه . كاد أن يقبلها.لقد جن حقًا.هو وهند علي وشك الانفصال ويمكنه أن يكون مع خلود قريبًا،كيف يمكنني أن أكون مع هند .... كان يحاول أن يبرر لنفسه ويواسيها، أي رجل طبيعي كان سوف يثيره هذا الموقف، إن هذا رد فعل طبيعي.فرك طارق جبينه.......تخدرت هند عند سماعها لصوت إغلاق الباب وتوقفت في مكانها.كانت برودة الغرفة تغزو جسدها العاري. سحبت الغطاء وغطت جسدها، وانكمشت إلى زاوية السرير، ودفنت رأسها فيه. لكنها لم تستطع كبح الدموع التي انسابت بلا توقف، حتى تبلل الغطاء.كان شكلها وهو يغادر ببرود كالصفعة على وجهها.أظهر لها القليل من الحنان، وكانت غارقة فيه.أر

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status