Share

الفصل 8

Author: شينغ خه
ابتلعت هند ريقها لتقمع تلك المرارة في حلقها، " لكن هيئة وشكل خلود لا تتناسب إطلاقًا مع المنتج"

خلود كبرت في الخارج، وأسلوبها أيضًا لا يتناسب مع المطلوب.

قال المدير طارق" هذا ليس من شأني، أنه عملك أنتِ"، وأنا واثق من أن لديكِ الحل، هذه الفرصة في غاية الأهمية بالنسبة لخلود، وعليكِ متابعة كل شئ."

شعرت هند وكأن جسمها قد تخدر، ووجهها قد تيبس، ولا تعرف أتضحك أم تبكي.

كان طارق يعرف مدى قدراتها، لكنه كان قاسيًا لدرجة أنه دفع بعشيقته الأولى نحوها.

طارق، هل حقًا تعتقد أنني لست إنسانة، لا أشعر ولا اتألم ؟

فقالت هند بصوت مبحوح وكأن زجاجًا يقطع حلقها: "حسنًا، سوف أبذل قصاري جهدي" قالت تلك الكلمات بشق الأنفس.

......

في الحمام

لم تتوقف هند عن التقيؤ الجاف، ولم تخرج بتقيؤها أي شئ.

ثم وضعت يدها علي بطنها مهدئة ذلك الطفل الذي لم يولد بعد.

وفي مرآة الحمام الكبيرة التي كانت تغطي الحمام بأكمله، انعكس وجهها الشاحب وعيناها المحمرتان.

واستمرت هند في رش وجهها بالماء البارد لعلها تفيق.

لا مشكلة...

لا مشكلة.....

أليست فقط مسألة جعل خلود ممثلة للعلامة التجارية؟

إنها مجرد مسألة متابعة تصوير خلود للإعلانات وتوزيعها.

هذا مجالها، ولابد وأنها محترفة في ذلك.

ثم نظرت هند للمرآة محاولة رسم ابتسامة علي وجهها.

لقد وعدت أبيها قبل رحيلها أنها ستظل قوية مهما كانت الظروف.

إنه يراها من السماء، ولن تخيب ظنه فيها، ولا ظن طفلها أيضًا.

ثم أعادت الاتصال بوكيلة إسراء، معتذرة ومطمئنة، وعرضت تمثيل علامة تجارية أخرى للعطور. كما وعدت بأنها ستضعها في الاعتبار لأي إعلان مناسب في المستقبل. وأخيرًا، وافقت الآنسة هبة.

وبعد أن أنهت المكالمة، طلبت من السكرتيرة إحضار الملف التفصيلي لخلود، وعقدت اجتماعًا مع موظفي القسم.

وبعد نهاية ذلك اليوم الطويل، توصلوا لثلاث مقترحات محتملة.

ثم طلبت هند من السكرتيرة الاتصال بوكيل خلود لتحديد موعد معها للتناقش بشكل مفصل.

استندت على الكرسي وضغطت على حاجبيها بإرهاق، ثم نظرت إلى الوثيقة التي بجانبها ---- اتفاقية الطلاق.

فقلبت في صفحاتها ببساطة.

كان طارق كريمًا للغاية، ولم يبخل بشيء بخصوص تعويض الطلاق.

فيلاتان ، سيارتان فاخرتان، وعشرين مليون دولار.

يالك من كريم، أيها المدير طارق.

ابتسمت هند ابتسامة مرة بداخلها.

وصلت هند لغرفة الاجتماعات قبل الآخرين، ثم دخل المدير التنفيذي، ومدير العمليات، ومدير الإنتاج، والمصمم الرئيسي واحدًا منهم تلو الآخر.

ولكن لم تصل خلود ولا أيًّ من أعضاء فريقها بعد.

فقالت هند للسكرتيرة، اتصلي بها واستعجليها.

وبعد قليل، عادت السكرتيرة وقالت: "لقد اتصلتُ بهم، إنهم علي وشك الوصول"

وبعد انتظار طويل، كان مدير العمليات وبعض الحاضرين قد سئموا من الوضع.

فقالت هند متجهمة: " ماهو رقم وكيل أعمال خلود، أرسليه لي."

وقبل أن ترد السكرتيرة عليها، إذا بمجموعة من الأشخاص يدخلون.

المدير طارق والسيدة خلود أيضًا هنا! وبادر الجميع بالترحيب بهم.

كانا الاثنان معًا في مقدمة المجموعة.

كانت ترتدي فستانًا طويلًا أصفر فاتح اللون، ممسكة بذراع طارق بلطف.

أما طارق، فقد كان يرتدي بدلة رسمية أنيقة، وهي نفسها التي اختارتها له هند بنفسها صباحًا ووضعتها عند طرف السرير له.

تبادل جميع الحضور النظرات، ففهموا كل شئ.

يالهما من ثنائي رائع!

شعرت هند بألم خافت في قلبها، وقبضت يديها بإحكام، لكنها حافظت على وجهها هادئًا واقتربت منهما وقالت: " السيد طارق، السيدة خلود، بما أنكما وصلتُما، فلنبدأ فورًا."

قال طارق إنه بعد الطلاق سيعاملها كأخته.

لكن هند كانت تعلم جيدًا، أن الشخص الذي يحب بصدق لا يمكن أن يكون صديقًا.

رؤية علاقتهما البالغة الجمال كانت أكثر مما يمكن تحمله.

بعد الطلاق، ستبتعد عنه تمامًا.

عندما رأت خلود هند، أبدت دهشتها وسرعان ما أمسكت بيدها قائلة: "هند، أنتِ أيضًا هنا" !

خفضت هند بصرها، ونظرت إلى يد خلود وسحبت يدها بهدوء، ثم أومأت برأسها ببرود.

بدت خلود وكأنها لم تلاحظ، وقالت مبتسمة: "لم نلتق منذ ثلاث سنوات. لقد أصبحتِ غريبة جدًا علي. ما زلت أتذكر أنكِ كنتِ تنادينني 'زوجة أخي' عندما كنتِ في الجامعة."

لم يُبدِ الحاضرون أي استغراب.

الجميع يعرف أن السيدة هند، مديرة المشروع، هي الأخت بالتبني للسيد طارق.

وبما أن النجمة خلود تبدو وكأنها على علاقة جيدة معها، فمن الواضح أن علاقتها بالسيد طارق تسير على ما يرام.

لكن هند كانت دائمًا تعلم، أنها لا يمكنها منافسة خلود.

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 30

    "سأحاول قدر المستطاع." قالها طارق."ما الأمر مع الآنسة خلود؟" استجمعت هند شجاعتها لتسأله.كانت تشعر في أعماقها أن طارق لن يعود هذه المرة، تمامًا كما حدث بالأمس.تساءلت عن السبب الذي دفع خلود لاستدعائه مجددًا، يومين متتاليين.استدار طارق لينظر إليها بملامح عابسة، "هند، لم تعتادي على الأسئلة الكثيرة هكذا بالماضي."شحب وجه هند، "قدمي تؤلمني بشدة، ألا يمكنك...""إصابتكِ ليست خطيرة، إذا كنتِ بحاجة إلى شيء، استدعي العاملة."أنهى كلماته ببرود واستدار، مغادرًا دون أن يلتفت مرة أخرى.ظلت هند تحدق في ظهره وهو يبتعد، تتجرع مرارة الخيبة.نادراً ما كانت تُظهر جانبها اللطيف والضعيف أمامه، لكنه شعر أنها تبالغ.حينما لا يكترث أحد لوجودكِ، حتى وإن أظهرتِ ضعفكِ، فلن يغير هذا شيئًا.كانت تعلم جيدًا أنهما على وشك الطلاق، فما الذي يجعلها تعتقد أنها تملك الحق في السؤال؟لقد كانت في وهم مجرد وضعه للدواء لها جعلها تنسى نفسها .لكن إهانة أخرى كانت بانتظارها.لكن ما لم تتوقعه هند أن طارق لم يعد في تلك الليلة ولا الليلة التي تليها .جلست تنتظره طوال الليل، متشبثة بالأمل، تتصفح هاتفها بملل حتى استسلمت للنوم في

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 29

    حتى تتجنب عناء الصعود والنزول، لم تغادر هند غرفة النوم بالطابق الثاني منذ تعرضها لإصابة في كاحلها. كانت العاملة توصل لها الطعام يوميًا. في إحدى المرات، وبينما كانت هند منهمكة في العمل على حاسوبها المحمول، سمعت صوت فتح الباب. اعتقدت أن العاملة جاءت لتوصيل الطعام، فقالت دون أن تنظر: "ضعيه على الطاولة، سأتناول الطعام بعد قليل.""الأفضل أن تأكلي الآن قبل متابعة العمل. دقائق لن تضركِ." كان صوت طارق.رفعت" هند" رأسها لترى طارق وقد جاء بنفسه بالطعام. فوجئت وقالت: "انهيت عملك؟""نعم."أغلقت "هند" الحاسوب، ووضع طارق الطعام على الطاولة المجاورة لسريرها، ثم نزل ليتناول طعامه.بعد أن انتهت من تناول الطعام، عاد طارق ليأخذ الأطباق. هذه المرة، كان يحمل كيسًا بلاستيكيًا مليئًا بالأدوية. جلس بالقرب منها وبدأ بإخراج الأدوية، بعضها كان للالتهابات وبعضها الآخر خاص بمعدتها.لم تشمل هذه الأدوية تلك الموصوفة للتو من المستشفى فحسب، بل تشمل أيضًا “أدوية اضطراب الجهاز الهضمي” التي تناولتها من قبل.كان طارق ينظر وهو يخرد الأدوية واحدًا تلو الآخر، خفق قلب هند وأمسكت بإحكام بزوايا ملابسها.سألها وهو يمسك زجا

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 28

    لم تعرف هند كم مضى من الوقت حتى أفاقت وسط ظلام حالك، لتشعر برائحة المطهرات تخترق أنفها بقوة.فتحت عينيها ببطء، ونظرت حولها لتجد نفسها في غرفة مستشفى."هند لقد استيقظتِ؟ كيف تشعرين؟" لترفع هند عينيها وترى وجه طارق الوسيم أمامها.دون أن تشعر، وضعت يدها على بطنها، وردت بهدوء:"أنا بخير... "ثم ألقت نظرة نحو النافذة لترى أن الليل قد خيم.في تلك اللحظة، سمعت صوت معدتها تقرقر بصوت مسموع ."جائعة؟ سأطلب شيئًا ليُحضَر فورًا." قالها طارقلكن هند رفعت رأسها ونظرت إليه بنبرة طفولية لم يعهدها منها:وقالت "طارق، أنا جائعة جدًا الآن. لا أريد الانتظار. هل يمكنك أن تذهب بنفسك لشراء الطعام؟" هند رفعت رأسها ونظرت إليه .طارق، الذي فوجئ بهذا الطلب الممزوج ببراءة لم يعهدها منها، هز رأسه دون وعي وقال:"بالطبع، سأذهب فورًا. لكن لا تتحركي من السرير، وإذا شعرتِ بأي ألم، استدعي الممرضة فورًا."هزّت هند رأسها بالموافقة، وانتظرت حتى غادر. ثم ضغطت على زر الاستدعاء، لتدخل الممرضة بعد لحظات."كيف يمكنني مساعدتكِ، سيدتي؟ هل تشعرين بأي ألم؟"قالت هند بقلق وهي تضع يدها على بطنها:"أريد أن أعرف عن حالة طفلي..."

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 27

    رفعت خلود عينيها بفرح، وهتفت :طارق! خطا طارق خطوات واسعة نحوها، لكن فجأة تغيرت ملامح وجهه وصاح: “احذري!”هند التي كانت قريبة، رفعت رأسها عند سماع الصوت، لكنها فجأة شعرت بدفعة قوية أسقطتها أرضًا.دوى صوت التصادم! سقط أحد الأرفف الثقيلة على الأرض، محدثًا ضجيجًا مدويًا.وجدت هند نفسها على الأرض، حاولت الحركة، لكن قدمها لم تستجب.طارق الذي كان قد اندفع لاحتضان خلود وحمايتها،سأل بقلق: “هل أصبتِ؟”ردت خلود بصوت مليء بالخوف: "طارق كدت أموت من الذعر! لولا أنك جذبتني في اللحظة الأخيرة، لحسن الحظ أنك أتيت لأخذي من العمل وإلا لكانت الكارثة قد وقعت عليّ.”استندت خلود على صدره وهي ترتعش، فيما تحدثت إحدى الحاضرات وقالت:”يا لحسن الحظ! لو لم يكن طارق سريعًا، لكانت خلود الآن في خطر كبير!”تجمدت هند في مكانها وكأن جسدها كله قد تخدر حتي أنها لم تشعر بألم قدمها، وهي ترى المشهد أمامها، حيث كان طارق يحتضن خلود بحنان. هو يرى خلود فقط !لم يكن الأمر متعلقًا باهتمام طارق بخلود فحسب، بل بالطريقة التي دفعها بها إلى الخطر لإنقاذ خلود.من أجل حماية خلود يمكنه دفعها للخطر بل حتي للموت بدلاً عنها .إذا كان يحب

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 26

    أغمضت هند عينيها بسرعة، متظاهرة بالنوم. أنا لا أراه ... لا أراه .... لا أراه... كانت تردد ذلك في قلبها مرارًا؛ولكن جسدها المرتعش فضح تماما مشاعرها . خطوات الرجل تقترب أكثر فأكثر. كان يتقدم نحو سريرها .هند شعرت بقلبها يكاد يقفز من صدرها. وفجأة، شعرت ببرودة تسري في جسدها... لقد تم رفع الغطاء عنها. تجمدت هند في مكانها، وأغمضت عينيها بإحكام، وشدت ساقيها بقوة وهي تردد في داخلها : أنا نائمة ... أنا نائمة. طالما لا أراه، فلن يقتلني .... لكن صوتا منخفضًا ساخراً اقترب من أذنها وهمس: "أعلم أنكِ مستيقظة افتحي عينيكِ وانظري إلي.... وإلا... سأفعل بكِ ما تكرهينه ثم أقتلكِ." ارتجف عقل هند كليا فتحت عينيها ببطء، وصوتها يرتعش "سأفتح عيني... فقط أرجوك... لا تقتلني .... لا تقتلني.....ولكن قبل أن تكمل كلامها، توقفت فجأة..... لترى وجه الرجل الذي أمامها .إن لم يكن طارق فمن سيكون ؟همست هند بصدمة. ملامح وجهها تجمدت مزيج من الخوف الحيرة والإحراج اجتاحها في تلك اللحظة. أدركت أنها نسيت تماما أن طارق لا يزال في المنزل، وأن أمن الفيلا محكم جدًا بحيث لا يمكن لأي غريب الدخول. نظرت بعيدًا وهي تحاول التماس

  • كفي اضطهادًا، فلم تعد زوجتك!   الفصل 25

    ألن تذهب إلى الغرفة الأخرى؟هيا أسرع.قالتها هند وهي تلتقط المنشفة بسرعة، تحاول تغطية جسدها بارتباك.كانت هند مندهشة.كان وجهه الوسيم يقترب منها ببطء، وانتشر نفسه الدافيء على وجهها.لم تستطع إلا أن تغمض عينيها.حتى وإن كنت مغمض العينين، يمكنك الشعور بالضوء أمامك.لكن لم تأتِ تلك القبلة قط.فتحت هند عينيها.تراجع طارق بضع خطوات للخلف، وقال: “آسف، سأذهب للنوم في الغرفة الأخرى، استريحي"وقف خلف الباب، أغمض عينيه محاولًا أن يتناسى المشهد في ذهنه . كاد أن يقبلها.لقد جن حقًا.هو وهند علي وشك الانفصال ويمكنه أن يكون مع خلود قريبًا،كيف يمكنني أن أكون مع هند .... كان يحاول أن يبرر لنفسه ويواسيها، أي رجل طبيعي كان سوف يثيره هذا الموقف، إن هذا رد فعل طبيعي.فرك طارق جبينه.......تخدرت هند عند سماعها لصوت إغلاق الباب وتوقفت في مكانها.كانت برودة الغرفة تغزو جسدها العاري. سحبت الغطاء وغطت جسدها، وانكمشت إلى زاوية السرير، ودفنت رأسها فيه. لكنها لم تستطع كبح الدموع التي انسابت بلا توقف، حتى تبلل الغطاء.كان شكلها وهو يغادر ببرود كالصفعة على وجهها.أظهر لها القليل من الحنان، وكانت غارقة فيه.أر

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status