LOGIN"جلاء… يدك… لا تلمسني هكذا…" في غرفة الجلوس الواسعة، كنتُ أتكئ على كفّيّ وأنا راكعة فوق بساط اليوغا، أرفع أردافي عاليًا قدر ما أستطيع، فيما كانت يدا جلاء تمسكان بخصري برفق وهو يقول بنبرةٍ مهنية ظاهريا: "ليان… ارفعي الورك أكثر قليلًا." وتحت توجيهه، أصبح أردافي قريبًا جدًا من عضلات بطنه… حتى كدتُ أشعر بحرارته تلتصق بي.
View Moreتجمدت في مكاني، فتحت فمي دون أن أجد ما أقوله، والمرأة التي أمامي بدت غريبة عني تمامًا.كان صوتها هادئًا لكنه حادّ، وكل كلمة منها كانت كالسهم يخترق قلبي بقسوة.قالت ببرود: "استمعي جيدًا.""في الجامعة كنت أنا من أحب علاء العزة أولاً، لكنك سبقتِني وخطفته مني. هل تظنين أنني كنت طيبة معك طوال هذه السنين بدافع الصداقة؟ يا للسخرية! كنت فقط أنتظر اللحظة المناسبة لأجعلك تذوقين طعم الخيانة."ارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة وقالت: "أتظنين نفسك بريئة؟ سرقتِ حبي، وكنتِ تستمتعين بصداقتي الزائفة وكأنك لم تفعلي شيئًا. الآن هذا كله مجرد جزاء لما اقترفتِه. تستحقين ما حدث!"امتلأ قلبي غضبًا وذهولًا، لم أكن أعلم شيئًا عن هذا كله.لو كنت أعلم أنها تحب علاء العزة، لما قبلتُ حبه أبدًا.لكن ما آلمني أكثر هو أن ما ظننته طيبةً منها لم يكن سوى تمثيل، وأن انتقامها كان مخططًا له منذ زمن بعيد.شعرت بالدم يغلي في رأسي، ووجهي شاحب."نونو، هل هذا صحيح؟"ضحكت بسخرية، ووضعت يديها على كتفي علاء العزة، ثم قبّلته أمامي على خده."وإلا فبم تفسرين أثر أحمر الشفاه تلك؟"كأن مطرقة سقطت على صدري، اختنق نفسي، وشعرت بثقل كبير على
مسحت دموعي، ثم أوقفت سيارة أجرة على الطريق متجهة إلى بيت نونو.وقفت أسفل المبنى، واتصلت بها مرة أخرى، لكن الخط كان مشغولاً كالعادة.هل يمكن أنها ليست في البيت؟وبينما كنت أتردد إن كنت أصعد أم لا، وقعت عيناي صدفة على موقف السيارات القريب.كانت هناك سيارة فضية مألوفة متوقفة هناك، ينعكس على هيكلها ضوء الغروب الذهبي.إنها سيارة صديقتي! شعرت بشرارة من الأمل في قلبي، يبدو أنها في البيت.لكن عندما هممت بالصعود، التفتُّ نحو السيارة مرة أخرى، وشعرت بشيء غريب.السيارة… لماذا تهتز هكذا؟نظرت من خلال نافذة الزجاج، فرأيت مشهداً جعلني أُصدم تماماً.في داخل السيارة، كانت نونو تجلس في المقعد الخلفي وظهرها نحوي، رأسها منخفض، وجسدها يتحرك صعوداً وهبوطاً، وأمامها رجل يبتسم ابتسامة مليئة باللذة.تأملت وجه الرجل جيداً، ولن أنساه ما حييت… كان علاء، زوجي.تجمدت مكاني أمام السيارة، وساقاي كأنهما مثقلتان بالرصاص، لا أستطيع التحرك خطوة واحدة.حدقت في الداخل بعينين مصدومتين، غير مصدقة ما أراه أمامي.فركت عيني مراراً ظناً مني أنني أتوهم، لكن المشهد كان واضحاً كالسيف، يخترق قلبي بقسوة.لم يخطر ببالي يوماً أن خيانة
لم يبقَ في الغرفة سواي، دموعي جفّت، لكن الألم في قلبي لم يخفّف منه شيء. جلست على الأريكة، ما زلت أمسك تلك القميص بيدي. آثار أحمر الشفاه مسحتها منذ زمن، لكنها كأنها انطبعت في قلبي، لا تزول مهما حاولت.فتحت هاتفي، أتصفح صورنا، كنا نبتسم فيها بسعادة، لكن تلك السعادة التي كانت يومًا ما حلوة، صارت الآن كالسكاكين تمزق قلبي بلا رحمة.مرت أمام عيني فجأة صورة تجمعني بجلاء وعلاء.كانت في ذكرى زواجنا الأولى، كنا جميعًا نضحك بفرح، وعلاء يحتضننا بذراعَيه.نظرت إلى الصورة، وإذا بمشاعري تتقلب كزجاجة مليئة بنكهات متناقضة.وبينما كنت غارقة في مشاعري، فُتح باب البيت من الخارج فجأة، فحبست أنفاسي بتوتر.هل عاد علاء؟لكن حين التفت وجه القادم، فوجئت بأنه جلاء.وقف عند الباب، في عينيه نظرة معقدة، ينظر إليّ، فتراجعت لا إراديًا، ومسحت دموعي بذراعي."ألم أقل لك ألا تأتي إليّ وحدك؟" خرج صوتي مبحوحًا قليلًا."قابلت أخي في الأسفل، قال لي أن أطمئن عليك."صوته هادئ يحمل شيئًا من اللطف.لكن ذلك اللطف زاد من حذري أكثر.قلت ببرود: "مشكلتي مع أخيك، لا شأن لك بها."تجاهل لهجتي، وتقدم بخطوات ثابتة حتى جلس على الأريكة المق
كنتُ أقف بجانب الغسالة، ممسكةً بالقميص بإحكام، وأطراف أصابعي تتحسس نسيجه، لكن انتباهي كان منصبًّا على أثر أحمر على الياقة.كانت تلك العلامة باهتة لكنها جارحة كالسيف، تغرس في قلبي بقسوة. حاولتُ أن أهدّئ أفكاري وجلستُ على الأريكة، ما زلتُ أضم القميص بين يديّ، وذِهني يغرق في دوامة من الشكوك.لم أشعر يومًا أن الوقت يمر بهذه السرعة، فسرعان ما خرج زوجي من الحمّام وهو يجفف شعره المبلل قائلًا:"لولو، ما هذا العطر الشهي؟ ماذا طبختِ؟"لم أُجِب، بل رفعتُ القميص أمامه وأشرتُ إلى الأثر الأحمر عليه."ما هذا؟" خرج صوتي مرتجفًا قليلًا.وحين رأى ملامحي المتوترة، تجمّد ابتسامه، أخذ القميص وتأمله، ورأيتُ في عينيه شرارة ارتباك سرعان ما أخفاها بثبات مصطنع.قال بهدوء: "ربما التصق بي من عناق وداع مع أحد العملاء، تعرفين، أحيانًا لا يمكن تجنّب ذلك."ابتسمتُ بسخرية، حتى إنني لم أتعرف على صوتي.حدّقتُ فيه محاوِلةً أن أقرأ الحقيقة في عينيه: "وماذا عن رائحة العطر هذه؟ اشمّ بنفسك."نظر إليّ بنفاد صبر، كأنني أبالغ، ثم قرّب القميص من أنفه، وتجمّدت ملامحه لحظة وقال:"آه، تذكّرت الآن. في رحلة العودة كانت تجلس بجانبي ا