Short
بعد أن تركت زوجي لحبيبته، لم تدم سعادتهما إلى ليومٍ واحدٍ فقط

بعد أن تركت زوجي لحبيبته، لم تدم سعادتهما إلى ليومٍ واحدٍ فقط

By:  نور الدينCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
9Chapters
2.3Kviews
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

في عشية زفافنا، أقام خطيبي أستاذ التاريخ تيم الشيخ حفل زفافٍ تقليديٍ في إحدى القرى القديمة على حبيبته الأولى المصابة بالسرطان. عانق غادة بحنانٍ تحت السماء المرصعة بالنجوم، وابتسم لها بلطفٍ قائلًا: "وفقًا للعرف، من تدخل من الباب أولًا تصبح هي الزوجة الشرعية، فحتى توثيقي لزواجنا أنا وعليا لا يمنع كونها مجرد زوجة ثانية" ووسط تهاني الحضور، تبادلا الشرب ثم اتجها لمخدع العروس. أما أنا، فشاهدت كل شيءٍ بدون أن أذرف دمعةً أو يعلو لي صوت، وحجزت بكل هدوءٍ موعد لعملية الإجهاض. أحببت تيم منذ أن كنت في الخامسة عشر من عمري وحتى أتممت الثلاثين، أي لمدة خمسة عشر عامًا،لكنه لا مكان في قلبه سوى لغادة، أختي الغير شقيقة، لذا قررت أن أتركه. انضممت لاحقًا إلى فريق بحوث جيولوجية في معزلٍ عن العالم بالقارة القطبية الجنوبية، ولم أترك لتيم سوى ورقة طلاقنا ومعها هدية وداع. لكن لسببٍ لا أعرفه، تيم الشيخ الذي لطالما تجاهلني، قد اشتعل رأسه شيبًا بين عشيةٍ وضحاها!

View More

Chapter 1

الفصل1

هكذا وقفت تحت الأمطار على إحدى السلالم، أبعد خمسين مترًا عن القرية القديمة.

كنت أنظر بهدوءٍ إلى خطيبي تيم،

وأشاهد كيف يهدي بفمه قلادةً على شكل قلب لغادة، التي كانت ترتدي فستان زفافها.

احمر وجه غادة وهي تلتقط منه القلادة،

وقبل أن تستطع وضع القلادة جانبًا،

ضمها تيم بين ذراعيه بشدة،

عانق الإثنان بعضهما بحرارة وسط هتافات أصدقائهما من حولهما.

استمر عناقهما قرابة العشر دقائق، حتى وهنت ساقي غادة وكادت تسقط.

عندها فقط تركها تيم وهو بالكاد يلتقط أنفاسه.

هبت رياح الخريف، فتحركت الستائر المعلقة.

حينها فقط رأيت الوضع بوضوح، هناك تحت الضوء الخافت كان جميع أفراد عائلتي وأصدقائي.

حتى أخي الأصغر مروان الذي أفنيت عمري في حمايته، كان الآن منظم حفل الزفاف!

كان يرتدي ملابس رسمية، وقد ملأت عيناه وقلبه أخته الغير شقيقة غادة.

وقد نسي تمامًا أننا أخوةَ.

كما كان على حافة الموت في مدرسة علاج إدمان الإنترنت بسبب غادة وأمها.

"أتمنى سعادة دائمة وزواج سعيد لأختي وزوجها!"

هتف مروان بصوتٍ عالٍ مباركًا لهما.

وما إن أنهى حديثه، أشعل القرويون الألعاب النارية التي كانوا قد أعدوها مسبقًا.

وتحت أضوائها المبهرة، حمل تيم غادة بين ذراعيه كالأميرة.

ما إن رأى مروان هذا المشهد، حتى بلغ حماسه ذروته، وهتف بصوتٍ عالٍ:

"انتهى الزفاف! أوصلوا العروسين لمخدع العروس!"

شعرت بغصةٍ في حلقي، وكأنني أختنق في معزلٍ عن هذا الصخب.

أخرجت هاتفي واتصلت بمروان،

ذلك الأخ الذي أقسم لي يومًا أنه سيبقى إلى جانبي مهما حدث.

لكنه ألقى نظرةً عابرةً على شاشة الهاتف، ثم رفض المكالمة بلا تردد.

لم أتوقف، وأخذت أتصل مرارًا بتيم.

وما إن رأى اسمي على شاشة الهاتف، حتى علت وجهه تعبيرات صارمة.

كان على وشك رفض المكالمة، لكنه أجاب بضجرٍ بعد أن تمتمت له غادة ببعض الكلمات.

سألته بهدوء:

"أين أنت؟"

ضحك ساخرًا أمام الجميع، ثم قال بازدراء:

"هل تلاحقينني مجددًا؟ ألا زلت غير راضية على الرغم من كونك حامل؟ هل تفتقرين للحب لهذه الدرجة يا عليا؟"

"أم أنك لا تستطيعين العيش بلا رجل؟"

"سبق وأخبرتك، لقد ذهبت مع غادة إلى القرية القديمة من أجل المقبرة الأثرية التي اكتشفها متحفنا!

وحدها امرأة ذات نوايا خبيثة مثلك ستربط دائمًا العمل بالعلاقات العاطفية!"

كانت كلماته تخنقني كالموج الهائج،

لكنني مع ذلك تشبثت بآخر بصيصٍ من الأمل، فأجبته بصوتٍ قد بحّه البكاء:

"لكن يا تيم، اليوم عيد ميلادي......"

لقد سبق ووعدتني أنك ستقضي معي هذا اليوم مهما حدث.

لذا فبالرغم من بعد رحلة عملك عني بمسافة ألف كيلومترًا،

إلا أنني ركبت عشرات وسائل المواصلات، وقطعت خمسة كيلومترات سيرًا على قدمي، وتحملت خوف قطع الغابات والجبال فقط من أجل أن أجدك!

حتى أخبرني أهل القرية أنه لا يوجد أي مقبرة أثرية هنا،

وأن كل ما بالأمر أن أستاذ جامعي يدعى تيم الشيخ يحضر منذ ستة أشهر لإقامة حفل زفاف تقليدي ليتزوج من المرأة التي يحبها.

Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
9 Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status