Share

الفصل 2

Author: حلوى الكستناء

أضاء فجرٌ بلونٍ أزرق باهت سقف الغرفة الطينية، وكشف معه تلك اللؤلؤة المغطاة بغبار الصحراء بين ذراعيه.

خصرٌ رفيع، ساقان طويلتان، وبشرة ليست ناعمة، لكنها تحمل حياة صلبة لا يمكن تجاهلها.

انقر صوت قدّاحته، ثم رمى فارس نحوها قطعة ملابس قائلًا ببرود:

"ارتدي هذا."

المشهد الذي رآه بالأمس… أي شخص عاقل يعرف النهاية التي كانت تنتظرها. ومع ذلك، لم يتدخل.

وأي إنسان طبيعي لن يعود إليه طلبًا للنجاة.

لكنها؟ قطعت الصحراء كلّها على قدميها فقط لتلحق به.

نظرت إليه يارا بعينين مليئتين الشك: "أنت حقًا… لا تريدني؟"

ابتسم فارس بسخرية باردة: "لستُ مهتمًا بدمية طين."

فهمت قصده فورًا. هو يراها… قذرة.

رفعت حاجبيها وسألته بصراحة قاتلة: "وإذا اغتسلتُ… هل ستريدني؟"

تجمّد الكلام في حلقه. هذه الفتاة… صراحتها غير طبيعية، وعيناها لا تدركان حجم جرأتها.

لسعت النار أطراف أصابعه فعاد إلى نفسه، وضحك بخفة: "يعتمد على مزاجي."

كانت الملابس التي أعطاها لها ناعمة وخفيفة، لم تلمس مثلها يومًا، ولم تتردد، بل بدأت تبديلها أمامه مباشرة.

هل رأيتِ ذئبة الصحراء من قبل؟

هكذا كانت يارا تنظر إليه الآن—نظرة جائعة، شرسة، كأنها تخشى أن يختفي في أي لحظة.

اتكأ فارس على رأس السرير، ينفث دوائر الدخان بكسل، والضباب يخفّف من حدّة نظرته الباردة.

سألها: "اسمك؟"

"اسمي يارا"

وحاولت تقليد الضعف الأنثوي الذي تعتقد أنه يعجبه.

كان واضحًا أن فارس ليس رجلًا عاديًا—لا من ملابسه، ولا من لغته، ولا من تلك الهالة التي لم تر مثلها قط.

وكان هذا الاسم يذكّره بعين ماءٍ عذبةٍ تسرّ الناظر في قلب الصحراء.

سألها: "كم عمرك؟"

خشيت أن يبدو عمرها صغيرًا في نظره، فقالت:

"بعد عيد ميلادي… سأبلغ العشرين."

رفع زاوية شفتيه ساخرًا.

تسعة عشر فقط؟ ومع ذلك تحاول التلاعب؟ يا لها من معاندة.

أطفأ سيجارته… ثم نهض خارجًا.

خافت أن يتركها، فلم ترفع عينيها عنه لحظة واحدة.

وما إن رأته يتجه نحو الباب حتى قفزت عليه، وأمسكته بقوة.

تراجع خطوة من شدّة اندفاعها، ونظر إلى يديها المعقودتين حول خصره.

"اتركي." قالها بنبرة باردة حادّة.

لكن قوة الفتاة كانت مفاجئة. هزّت رأسها وهي تلتصق بظهره.

وبعد لحظة طويلة من الصمت… تنهد مستسلمًا: "انتظريني في السيارة."

ظلّ القلق يغمر عينيها. فتجمّدت ملامحه وصار صوته أكثر برودة:

"أستطيع تركك… لكني لن أترك السيارة. إن لم تثقي بي، فلا تتبعيني."

تركت يده فورًا، ثم أمسكت طرف ثوبه بتوتّر: "أثق بك… فقط لا تتركني."

جهّز لها مقعد الراكب، وأعطاها زجاجة ماء وبعض الخبز اليابس، ثم ذهب ليأخذ الطعام من البيت الذي اتفق عليه مع القرويين.

كانت يارا جائعة وعطشى؛ تتناول الطعام بنهم، وعيناها لا تفارقان ظهر فارس عبر نافذة السيارة.

الرحلة التالية ستكون عبر منطقة خالية تمامًا—الصحراء الكبرى. والماء أثمن ما فيها.

ارتشفت رشفتين فقط لترطيب حلقها، وخبّأت الباقي.

اشترى فارس كميات كبيرة من الوقود، وملأ الجزء الخلفي من الجيب المعدّل بما يكفي لطعام يومين… أو ثلاثة وربما أسبوع كامل لشخصين.

وحين تجاوزوا حدود البلدة، لمحت يارا بعض الوجوه التي تعرفها من بعيد— فتجمّد عقلها فورًا.

وفي أقل من ثانية، انكمشت في المقعد، تغطي نفسها بثيابه بخفة مدهشة.

تفاجأ فارس من مرونتها.

ضحك بخفوت: "لا حاجة للاختباء. لن يلحقوا بنا."

رفعت رأسها من تحت المعطف، عيناها السوداوان تتأملان ملامحه. وبعد تردد طويل… جلست مجددًا، لكن عينيها بقيتا معلّقتين بالمرآة.

وحين اختفى القرويون تمامًا من خلفهم، تنفست أخيرًا.

نظرت إلى الساعة—لقد مرّ وقت الزواج المحدد.

الرأس المتشنج… ارتخى أخيرًا.

ومن نافذة الجيب، نظرت إلى الصحراء التي عجزت عن مغادرتها طوال عمرها، واليوم… ترحل فوقها.

كم حلمت بأجنحة تنبت لها، تحملها بعيدًا عن هذه الأرض الموحشة.

واليوم شعرت...وكأنها نبتت حقًا.

انطلقت موسيقى داخل السيارة، وامتلأت عيناها بالدمع:

"يا بُنيّتي… الطريق البعيد لا يُقطعله إلا بقلبك… أنتِ وحدك."

كانت هادئة طالما لم يتكلم فارس… فبقيت صامتة.

خمسة أيام كاملة، ينامان في السيارة كل ليلة.

وفي الليلة السادسة، استيقظ فارس بسبب امتلاء مثانته، وأدار رأسه… فوجدها مستيقظة، تحدّق فيه بعينين مليئتين بالحذر.

سأل باستغراب: "لا تنامين؟"

فهي ليست كنساء المدينة المدللات اللواتي عرفهن سابقًا.

هزّت رأسها بصمت.

كانت تخاف من ذئاب الصحراء الليلية التي قد تهاجم دون إنذار.

لم يضيع وقته في إقناعها، وخرج إلى الخلف لقضاء حاجته.

وما إن فتح السحاب… حتى وجد يارا تقف بجانبه، تحدّق فيه بعيون واسعة.

توقف، ثم ضحك ساخرًا: "ألا تخجلين؟"

كانت نجوم الليل ساطعة، وضوؤها يكفي لرؤية كل شيء.

فكرت قليلًا… ثم هزّت رأسها.

لم يكن معتادًا على أن تراقبه امرأة أثناء ذلك.

فأمسك رأسها بيد واحدة، ووجّه نظرها للجهة الأخرى، ثم ابتعد خطوات، وأعاد فتح السحاب.

وتحت ظلام الصحراء… بدأ ضوء أخضر يقترب.

كانت يارا قد صعدت فوق السيارة، وعندها رأت الظلال السوداء المختبئة خلف الكثبان.

صرخت: "انتبه! ذئاب!"

كانت الرمال المرتفعة تحجب الرؤية؛ ومن موقع فارس… لم يكن يراها.

لم يتردد—سحب السكينين القصيرين من جانبي حذائه، وعيناه اشتعلتا بحدة قاتلة.

تلألأت الشفرات في الهواء، وتراجعت ذئبتان من الرعب.

لكن الجوع يجعلها أكثر شراسة؛ فصارت اثنتان تحاصراه من الجانبين.

رأت يارا الظلال الأخرى تتحرك، فلم تفكر—قفزت من السيارة بسكينها الرفيع واتجهت نحوه.

تفاجأ فارس من تهورها، فأمسكها بسرعة وسحبها خلفه:

"جننتِ؟ بلا سلاح تقفزين هكذا!"

قالت بعينين ثابتتين:"لستُ مجنونة… فقط لا أريدك أن تُصاب."

نظر إليها طويلًا… هل تستحقه شجاعة كهذه؟

هي تعرفه منذ أيام فقط.

وعندما عادت الذئاب للهجوم، ناولها أحد السكينين: "خذي."

بيد ثابتة، صارت تضرب حين يفسح لها المجال.

وفجأة، انطلقت ذئبة ثالثة من خلف الكثيب، مباشرة نحوه.

لم تفكر، قفزت بينهما.

شق السكين فم الذئبة، وبأسنانه تمزّق معصمها.

اتسعت عينا فارس: "يارا!"

"لا بأس." سحبت السكين المغطّى بالدم، وابتسمت، وفي عينيها ضوء أقوى من النجوم.

بعد نصف ساعة، هربت الذئاب تجر جراحها.

وقفت يارا تلهث، تنظر إلى فارس بإعجاب صادق: "أنت… رائع."

فهو ابن مجمّع عسكري، جسده مدرّب، مهارته قاتلة، والذئاب… لم تكن ندًا له.

لكن ما لم يتوقعه...أن يارا سترمي نفسها هكذا لحمايته.

منذ متى… لم يقف أحد بجانبه؟

تدفقت مشاعر دفنها طويلًا، ينبض قلبه كطبول الحرب، والدم يغلي بعد القتال.

أمسك يدها النازفة وصوته خافت: "ألا يؤلمك؟"

هزّت رأسها: "لا." ثم أمسكت يده بقلق: "وأنت؟ هل جُرحت؟ دعني أرى…"

لكن عينيها اتسعتا فجأة.

لمستها كانت شرارة أشعلت شيئًا عميقًا بداخله.

أمسك ذقنها، سلب أنفاسها، وبينما هي محاصرة تحت قبضته، شعرت بقوة افتراس أشد من الذئاب نفسها.

ولوهلة، ظنت أنه… سيفترسها.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 30

    في لحظة، أصبحت يارا وزميلها محور أنظار الجميع.سارعا مديرا القسمين إلى التوضيح، مؤكدين أن الاثنين مجرد متدربين، وسيُعاد تدريبهما لاحقًا على نظام الشركة.أمام نظرات الجميع، التقت يارا بعيني فارس الداكنتين، وقد شعرت بالحيرة من استهدافه المفاجئ.لحسن الحظ، أشاح بنظره بعيدًا بسرعة، وارتسمت على وجهه ملامح باردة بشكل ملحوظ، وباتت هالته أشد رهبة.انتهى الاجتماع الصباحي في جو متوتر، وكان فارس أول من غادر قاعة الاجتماعات.وباعتبارهما متدربين، خرجت يارا وزميلها في الأخر.من خلال حديثه الحماسي، علمت أن اسمه مالك جابر، طالب في قسم المالية بجامعة الأمل، وأنه قد بدأ تدريبه في مجموعة المشرق الأسبوع الماضي.كان منفتحًا وسألها بمبادرة: "ما اسمكِ؟ هل أنتِ طالبة أيضًا؟"تقدم مجموعة المشرق فرص تدريب خلال عطلتي الشتاء والصيف كل عام، وهي فرصة تنافسية للغاية لطلاب أفضل الجامعات في جميع أنحاء البلاد، وكان مالك من بين أفضلهم."اسمي يارا." فهي لم تكن تنوي إطالة الحوار معه.ثم قال بخجل لطيف: "هل يمكن أن نتبادل أرقام التواصل؟ أود دعوتكِ للعشاء يومًا ما لأشكركِ على مساعدتكِ اليوم."فجأة، تظاهر السكرتير وليد بالسعا

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 29

    "يارا، ندى أخذت إجازة اليوم. بعد قليل ستأتين معي لحضور اجتماع الصباح."صُدمت يارا. فوفقًا لقواعد المجموعة، لم تكن مؤهلة كونها متدربة صغيرة، لحضور الاجتماع الصباحي للمجموعة، ولا حتى لرفض مديرها.أخذت دفتر ملاحظاتها الجديد وتبعت مدحت إلى غرفة الاجتماعات، وجلست في أكثر الزوايا خفاءً.ما إن بدأ الاجتماع، حتى دخل فارس مرتديًا بدلة وربطة عنق. وبعد أن جلس، لمع بريق الماسات داخل ساعته الثمينة تحت الأضواء."لنبدأ." دوى صوته اللامبالي، وساد جوٌّ من التوتر في قاعة الاجتماعات بأكملها على الفور.بدأ كل مدير قسم بتقديم تقريره بانتظام.جلست يارا في آخر القاعة، تنظر إلى الرجل الجالس في رأس الطاولة.كان متجمد الملامح، كأنه قمة ثلجية في أقاصي الشمال، باردًا ومنعزلًا، تحيط به هالة تمنع الآخرين من الاقتراب أو حتى من النظر المطوّل في عينيه.كان زميلها الجالس بجانبها، والذي بدا أنه من قسم المدير الذي يتحدث الآن، قد نفد حبر قلمه، فطلب المساعدة من يارا بعجز.ولأنه لم يجرؤ على رفع صوته، مال قليلًا نحوها.خفض صوته وقال: "معذرةً، هل يمكنني استعارة قلمكِ الأسود للحظة؟ لقد نفد حبر قلمي."قابلت يارا نظراته المُعتذر

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 28

    خلال اليومين التاليين، لم ترَ يارا فارس إطلاقًا.استغلت عطلة نهاية الأسبوع، وحزمت الملابس التي أعدّها فارس لها، وأخذت ما ارتدته وتركت ما لم ترتده في خزانة الملابس.في المرة السابقة، اختارت شقة بالقرب من جامعة الأمل، على بُعد بضع محطات من قطار الأنفاق فقط، وكان المجمع السكني أمام المخرج مباشرةً، مما يجعله موقعًا مريحًا من كل الجوانب.وما إن فتحت الباب بالرمز، حتى اكتشفت أن "الشقة الصغيرة" التي تحدث عنها وليد، تزيد مساحتها عن مئتي متر!كان التصميم الداخلي فخمًا وبسيطًا، يناسب ذوق فارس تمامًا.لم تطلب من وليد إعادة تصميمها؛ مجرد وجود مكان تستقر فيه كان كافيًا لها، ولم تهتم كثيرًا بالشكل أو التفاصيل.كان الأثاث من نفس ماركة منزله في قصر النجوم.حتى الأريكة الوحيدة التي أحبتها يارا هناك، كانت لها واحدة مماثلة في شرفة هذه الشقة.بنظرة سريعة إلى تخطيط الشقة: ثلاث غرف وصالتان، الجناح الرئيسي فسيح بإضاءة ممتازة، أما الغرفتان الأخريتان فواحدة مكتبة، والأخرى صالة رياضية صغيرة.وضعت ملابسها في غرفة الملابس داخل الجناح الرئيسي، وكانت مساحةٍ تتجاوز الأربعين مترًا، لم يكن هناك سوى ست أو سبع قطع معلّق

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 27

    أبقت رأسها منخفضًا ولم تُجب.أكمل السكرتير وليد: "آنسة يارا، اسمحي لي أن أقول شيئًا آخر، السيد فارس ليس قاسيًا تجاهكِ حقًا."وكيف لم تُدرك ذلك؟لقد خطط فارس عمليًا لكل خطوة في مستقبل يارا.لقد عاشرت هذا الرجل الوسيم المتميز لفترة طويلة دون مقابل، وحتى لو انفصلا، فسيظل لديها منزل وسيارة ومال ووظيفة. مَن في العالم يمكنه مجاراته؟دون أن تطلع على تفاصيل الوثيقة، رفعت رأسها مباشرةً وسألت السكرتير وليد: "وما هي شروطه إذن؟"نظر إليها السكرتير وليد بنظرة رجل ذكي وابتسم، ثم قلب الوثيقة إلى الصفحة قبل الأخيرة، مشيرًا لها أن تطالعها، فيما بدأ بتلخيص شروط فارس.أصبحت نبرته جدية: "لا يُسمح لكِ بإخبار أي أحد بعلاقتكِ السابقة بالسيد فارس. لا تثيري غضب السيدة رباب أو الآنسة منار، وأيضًا..."وعندما وصل إلى النقطة الثالثة، توقف السكرتير وليد عمدًا قبل أن يقول: "من الآن فصاعدًا، إن رأيتِ السيد فارس، فتجنّبيه تمامًا."باختصار، كان يقصد أنه من الآن فصاعدًا، لا ينبغي أن يكون لها أي صلة بفارس أو عائلته.ولم يكن هذا صعبًا على يارا.لكن لماذا ينقبض قلبها بهذه القسوة؟ألم تكن متأكدة بأنها لم تقع في حب فارس أصلً

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 26

    انغمست يارا في فرحة حصولها على تدريب في مجموعة مالية مرموقة، غافلةً تمامًا عن ذلك التعبير المعقد العابر في عيني فارس.وسريعًا ما أنهت ترتيبات عملها الجزئي في المقهى.كان مديرها وزملاؤها جميعهم في غاية اللطف، ولما علموا أنها ستتدرب في مجموعة المشرق، هنأوها جميعًا.وفي صباح اليوم التالي.نهضت يارا واختارت عمدًا زيًا بسيطًا وأنيقًا، ثم اتجهت لتطرق باب غرفة النوم الرئيسية، لتكتشف أنها خالية تمامًا.تفقدت هاتفها، فلم تكن هناك أي رسائل.كان الأمر غريبًا، ما زال الوقت مبكرًا على موعد العمل، فأين ذهب فارس في هذا الوقت المبكر؟ولم تعرف الإجابة حتى وصلت إلى مجموعة المشرق، وعلمت أن فارس اصطحب فريقه في رحلة عمل إلى الخارج، دون تحديد موعد للعودة.وما أدهشها أكثر هو أن وليد المساعد التنفيذي للرئيس لم يسافر معه، بل بقي خصيصًا ليتولى إجراءات تدريبها، وكذلك إجراءات نقل الملكية العقارية.ابتسم وليد ابتسامة مهنية واسعة وقال: "آنسة يارا، هذه العشرات من العقارات جميعها مملوكة للسيد فارس.""نظرًا لدراستكِ القادمة، وأولويتكِ في جامعة الأمل، فقد رتبت لكِ العقارات الواقعة ضمن نطاق ثلاثة كيلومترات من الجامعة: ع

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 25

    كانت الساعة السابعة مساءً في حر الصيف اللاهب، ولا تزال السماء تتلألأ بآخر خيوط الغروب.كان فارس يرتدي بدلة داكنة مفصّلة على مقاسه، واقفًا أمام النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف، يجري مكالمة وهو يوليها ظهره.قوامه المثالي وحضوره الطاغي جعلاه كأنما وُلِد ليكون محور الأنظار؛ فكل حركة منه تنضح بهالة قوية ومهيبة. مجرد وقوفه هناك كان كافيًا لجذب انتباه الجميع.ولم تكن يارا استثناءً.لكن هذه المرة، قبل أن يلتفت فارس إليها، كانت قد رتبت ملامحها وأخفت ارتباكها جيدًا.ومن خلال الظل المنعكس على زجاج النافذة، لمح وجودها، فمال بجسده قليلًا ولوّح لها بيده مشيرًا أن تقترب.وقفت يارا إلى جانب فارس عند النافذة، تطلّ معه على الطرق المزدحمة أسفلهم، وعلى بحرٍ من الأضواء المتلألئة.إحساس أن كل شيء تحت قدميك، وأن المدينة بأسرها خاضعة لنفوذك، كان شعورًا آسرًا بالنسبة ليارا.انتهت المكالمة.التفت فارس نحوها ثم قال بصوته العميق، بنبرة تحمل أكثر مما تُظهر: "هل ترين ذلك؟"ولما التقت عيناها سواد عينيه العميق، فهمت تمامًا ما يقصده.هذا المشهد من قمة السلطة، وهذا العلو فوق صخب المدينة، لم يكونا شيئًا يمكن الحصول ع

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status