Share

الفصل 6

Author: حلوى الكستناء

رفعت يارا السعيد عينيها تبحث عن نظرة فارس العلي، لكنها وجدته منشغلًا بهاتفه.

توقف رنين الهاتف، ثم عاد ودوّى من جديد.

وفي المرة الثالثة، قبل أن ينقطع الاتصال تلقائيًا، أجاب فارس.

كان العزل الصوتي في الغرفة ممتازًا، فلم تستطع سماع أي كلمة مما قيل في الطرف الآخر.

لكن بضع ثوانٍ فقط كانت كافية ليتحوّل الرجل إلى شخص آخر.

العاطفة التي كانت تتصاعد في عينيه لحظاتٍ قبل ذلك انطفأت فجأة، ثم ابتعد عنها ببرود قاسٍ.

أمسكت بيده متوسلة: "فارس…"

فأجابها بصوت خالٍ من أي دفء: "ارتاحي مبكرًا."

أعاد إغلاق سحاب بنطاله، ثم استدار وغادر دون أي تردّد.

دوّى صوت الباب وهو يُغلق، وبقيت يارا السعيد ترسم على شفتيها ابتسامة ساخرة مريرة.

حتى بزغ الفجر، لم يعد فارس العلي. وبعدها اختفى لأيام أخرى.

ولم يتبقَ أقل من ثلاثة أشهر على امتحاناتها، فانغمست يارا في الاستعداد بكل ما تملك من وقت وجهد.

كانت تعلم أن الذهاب الآن إلى مدرسة جديدة والتأقلم مع البيئة والزملاء سيضيّع وقتًا لا تملكه، فاختارت أن تعتمد على الدراسة الذاتية، وهي الطريق الأنسب لها.

وفي الحقيبة التي سلّمها لها مساعد فارس، وليد أحمد، وجدت نماذج امتحانات من سنوات سابقة، وموادًا تعليمية لأفضل الأساتذة، إضافة إلى ملفات شرح إلكترونية.

غياب فارس منحها مساحة كاملة، فاستولت على البيت كله للدراسة.

شغّلت الدروس على شاشة التلفاز، بينما غطّت أوراق المراجعة طاولة القهوة، والمكتب، والأريكة، بل كل ركن في المنزل.

كانت عازمة بكل قوة على التمسّك بهذه الفرصة التي قد تغيّر مصيرها.

في صباح أحد الأيام، أيقظها جرس الباب.

فتحت، فوجدت أمامها امرأة شديدة الأناقة والجمال.

وفي اللحظة نفسها، أيقنت يارا بغريزتها أن هذه لا يمكن أن تكون سوى منار الشرقاوي.

وبالفعل، قالت المرأة بلباقة مصطنعة:

"مرحبًا، أنا منار الشرقاوي… زوجة شقيق فارس الأكبر."

أجابت يارا بهدوء:

"فارس غير موجود."

ابتسمت منار دون أن يتغيّر تعبير وجهها:

"جئت من أجلِك أنتِ يا آنسة يارا."

فهمت يارا فورًا أن الضيفة ليست قادمة بخير، لكنها لم تُظهر خوفًا.

فتحت الباب لها، وأحضرت لها شبشبًا للاستعمال مرة واحدة.

ضحكت منار ساخرة:

"لا داعي، أنا لا أرتدي الأشياء ذات الاستخدام الواحد."

ثم أضافت بعد أن توقفت قليلًا لتزيد وقع كلماتها:

"ألم يخبرك فارس؟ الشبشب الذي ترتدينه… لي."

إشارة واضحة ووقحة إلى أنها تستولي على ما ليس لها.

خفضت يارا عينيها لتخفي بريق السخرية فيهما، ثم رفعت رأسها بابتسامة باردة:

"لم يخبرني… هو فقط ركع أمامي وألبسني إياه بنفسه."

ثم تابعت:

"إن كان يعجبك، يمكنني خلعه فورًا لتأخذيه."

وقالت ذلك وهي تستبدله بلا مبالاة بشبشب فارس الرمادي.

انقبض وجه منار بضيق:

"فارس لديه حساسية شديدة تجاه النظافة… من الأفضل ألا تعبثي بأغراضه."

ردّت يارا ببرود قاتل:

"غريب…عندما كان يُقبّل قدمي، لم يبدُ عليه شيء من هذه الحساسية."

سكتت منار، وقد خنقتها العبارة الفجّة المباشرة.

تركتها يارا وتوجّهت لتغيير ثيابها.

عادتا إلى غرفة الجلوس، التي تحوّلت بدورها إلى فوضى من الأوراق والاختبارات.

تأمّلت منار المشهد باستياء واضح، ثم سألتها بنبرة متعالية:

"أنتِ تقاربين العشرين، أليس كذلك؟ هل تخططين لإعادة الامتحانات؟"

"نعم." قالت يارا بلا اهتمام، ودون أن تتأثر بالنبرة المحتقرة.

نظرت إلى الساعة وقالت:

"إن كانت لديكِ كلمات مباشرة، فقوليها. لدي الكثير لأراجعه."

أجابت منار باحتقار ممزوج بالشفقة المصطنعة: "حددي السعر."

رفعت يارا حاجبًا: "عذرًا؟"

كم تريدين لتتركي فارس؟

"اسمحي لي بتذكيرك… فارس العلي ابن عائلة محترمة، وليس شخصًا يليق به… نوعك."

ضاق صدر يارا من هذا العالم المهووس بالألقاب والطبقات.

لكنها التفتت نحوها بابتسامة خفيفة، بعد أن لاحظت الهاتف الذي تخفيه منار لتسجيل الحوار.

"وما هو برأيك السعر المناسب يا منار؟"

نظرت إليها باحتقار أكبر وقالت:

"مليون. مبلغ يكفيك لرفاهيتك بقية عمرك."

يا لها من إهانة.

رفعت يارا رأسها بتعجّب مصطنع، ثم بدّلت تعبيرها إلى خيبة محبطة:

"هكذا إذن… إذًا فارس في نظرك لا يساوي سوى مليون؟"

ثم أضافت بحزم: "أما في قلبي… فهو لا يُقدَّر بثمن."

وأكملت بثبات:

"وعدت نفسي بأنني لن أترك فارس، إلا إن قالها هو بنفسه. غير ذلك… لن يحدث."

كانت تشكّ بوجود كاميرات مخفية رغم أنه لم يقل ذلك.

وقفت وقالت: "لديّ دراسة… أرجو منك المغادرة."

لم تتوقع منار هذا القدر من الرفض.

نظرت إليها من أعلى لأسفل بازدراء، ثم قالت بغضب مكتوم:

"كل هذا من أجل مزيد من المال؟"

"حسنًا… مليونان."

"أسرع لك من أن تعودي للدراسة وتعملي بأجر زهيد."

ثم بدأت ترفع الرقم في مزادٍ وقح:

"ثلاثة ملايين."

"أربعة."

"خمسة. وهذا الحدّ النهائي."

طوال الوقت، كانت يارا تنظر إليها ببرود، والضيق مرسوم على وجهها.

"قلت لك… اخرجي."

استفزّ ذلك منار كثيرًا.

"أنتِ لستِ سوى متعة مؤقتة له. لن يختلف مع والدته من أجلك. خذي المال وارحلي نفسكِ قبل أن تُرمى خارجًا."

أغلقت الباب خلفها بعنف.

بقيت يارا في مكانها، قبضتاها مشدودتان، ودمعة واحدة انزلقت على السجادة.

متعة مؤقتة؟

لن تكون كذلك يومًا.

مسحت دمعتها، تمثّلًا للحزن… إن كان هناك مراقبة بالفعل.

ثم عادت إلى دراستها وكأن شيئًا لم يكن.

وبمجرد خروجها، أرسلت منار الفيديو إلى أحد أتباعها.

وبحلول الوقت الذي وصلت فيه إلى مكتب المجموعة، كانت النسخة المعدّلة منه جاهزة.

دخلت مكتب فارس العلي بلا عوائق.

وبمجرد دخولها، تكلّمت بنبرة مكسورة ظاهرًا، مليئة بالعجرفة باطنًا:

"فارس… هذه هي المرأة التي أعجبتك؟ مستواها متدنٍ للغاية."

قطّب فارس جبينه:

"من سمح لكِ بالذهاب إلى بيتي؟ "

أجابت بسرعة:

"والدتك قلقة عليك."

ثم ناولته الهاتف:

"استمع… في نظرها أنت لا تساوي سوى مليون."

"هل ستخالف أمّك لأجل فتاة لا ترى فيك سوى المال؟"

في الفيديو المعدّل، ظهرت يارا وكأنها هي من تطلب المبلغ.

أنهى فارس المشاهدة دون أي تغيير في تعابير وجهه.

لا دفاع عنها… ولا إشارة لطردها.

ازدادت نار منار اشتعالًا، لكنها أخفتها قسرًا، ثم تمتمت بتمثيل رقيق:

"فارس… هل تفعل هذا لأنني اخترت أخاك؟"
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 30

    في لحظة، أصبحت يارا وزميلها محور أنظار الجميع.سارعا مديرا القسمين إلى التوضيح، مؤكدين أن الاثنين مجرد متدربين، وسيُعاد تدريبهما لاحقًا على نظام الشركة.أمام نظرات الجميع، التقت يارا بعيني فارس الداكنتين، وقد شعرت بالحيرة من استهدافه المفاجئ.لحسن الحظ، أشاح بنظره بعيدًا بسرعة، وارتسمت على وجهه ملامح باردة بشكل ملحوظ، وباتت هالته أشد رهبة.انتهى الاجتماع الصباحي في جو متوتر، وكان فارس أول من غادر قاعة الاجتماعات.وباعتبارهما متدربين، خرجت يارا وزميلها في الأخر.من خلال حديثه الحماسي، علمت أن اسمه مالك جابر، طالب في قسم المالية بجامعة الأمل، وأنه قد بدأ تدريبه في مجموعة المشرق الأسبوع الماضي.كان منفتحًا وسألها بمبادرة: "ما اسمكِ؟ هل أنتِ طالبة أيضًا؟"تقدم مجموعة المشرق فرص تدريب خلال عطلتي الشتاء والصيف كل عام، وهي فرصة تنافسية للغاية لطلاب أفضل الجامعات في جميع أنحاء البلاد، وكان مالك من بين أفضلهم."اسمي يارا." فهي لم تكن تنوي إطالة الحوار معه.ثم قال بخجل لطيف: "هل يمكن أن نتبادل أرقام التواصل؟ أود دعوتكِ للعشاء يومًا ما لأشكركِ على مساعدتكِ اليوم."فجأة، تظاهر السكرتير وليد بالسعا

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 29

    "يارا، ندى أخذت إجازة اليوم. بعد قليل ستأتين معي لحضور اجتماع الصباح."صُدمت يارا. فوفقًا لقواعد المجموعة، لم تكن مؤهلة كونها متدربة صغيرة، لحضور الاجتماع الصباحي للمجموعة، ولا حتى لرفض مديرها.أخذت دفتر ملاحظاتها الجديد وتبعت مدحت إلى غرفة الاجتماعات، وجلست في أكثر الزوايا خفاءً.ما إن بدأ الاجتماع، حتى دخل فارس مرتديًا بدلة وربطة عنق. وبعد أن جلس، لمع بريق الماسات داخل ساعته الثمينة تحت الأضواء."لنبدأ." دوى صوته اللامبالي، وساد جوٌّ من التوتر في قاعة الاجتماعات بأكملها على الفور.بدأ كل مدير قسم بتقديم تقريره بانتظام.جلست يارا في آخر القاعة، تنظر إلى الرجل الجالس في رأس الطاولة.كان متجمد الملامح، كأنه قمة ثلجية في أقاصي الشمال، باردًا ومنعزلًا، تحيط به هالة تمنع الآخرين من الاقتراب أو حتى من النظر المطوّل في عينيه.كان زميلها الجالس بجانبها، والذي بدا أنه من قسم المدير الذي يتحدث الآن، قد نفد حبر قلمه، فطلب المساعدة من يارا بعجز.ولأنه لم يجرؤ على رفع صوته، مال قليلًا نحوها.خفض صوته وقال: "معذرةً، هل يمكنني استعارة قلمكِ الأسود للحظة؟ لقد نفد حبر قلمي."قابلت يارا نظراته المُعتذر

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 28

    خلال اليومين التاليين، لم ترَ يارا فارس إطلاقًا.استغلت عطلة نهاية الأسبوع، وحزمت الملابس التي أعدّها فارس لها، وأخذت ما ارتدته وتركت ما لم ترتده في خزانة الملابس.في المرة السابقة، اختارت شقة بالقرب من جامعة الأمل، على بُعد بضع محطات من قطار الأنفاق فقط، وكان المجمع السكني أمام المخرج مباشرةً، مما يجعله موقعًا مريحًا من كل الجوانب.وما إن فتحت الباب بالرمز، حتى اكتشفت أن "الشقة الصغيرة" التي تحدث عنها وليد، تزيد مساحتها عن مئتي متر!كان التصميم الداخلي فخمًا وبسيطًا، يناسب ذوق فارس تمامًا.لم تطلب من وليد إعادة تصميمها؛ مجرد وجود مكان تستقر فيه كان كافيًا لها، ولم تهتم كثيرًا بالشكل أو التفاصيل.كان الأثاث من نفس ماركة منزله في قصر النجوم.حتى الأريكة الوحيدة التي أحبتها يارا هناك، كانت لها واحدة مماثلة في شرفة هذه الشقة.بنظرة سريعة إلى تخطيط الشقة: ثلاث غرف وصالتان، الجناح الرئيسي فسيح بإضاءة ممتازة، أما الغرفتان الأخريتان فواحدة مكتبة، والأخرى صالة رياضية صغيرة.وضعت ملابسها في غرفة الملابس داخل الجناح الرئيسي، وكانت مساحةٍ تتجاوز الأربعين مترًا، لم يكن هناك سوى ست أو سبع قطع معلّق

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 27

    أبقت رأسها منخفضًا ولم تُجب.أكمل السكرتير وليد: "آنسة يارا، اسمحي لي أن أقول شيئًا آخر، السيد فارس ليس قاسيًا تجاهكِ حقًا."وكيف لم تُدرك ذلك؟لقد خطط فارس عمليًا لكل خطوة في مستقبل يارا.لقد عاشرت هذا الرجل الوسيم المتميز لفترة طويلة دون مقابل، وحتى لو انفصلا، فسيظل لديها منزل وسيارة ومال ووظيفة. مَن في العالم يمكنه مجاراته؟دون أن تطلع على تفاصيل الوثيقة، رفعت رأسها مباشرةً وسألت السكرتير وليد: "وما هي شروطه إذن؟"نظر إليها السكرتير وليد بنظرة رجل ذكي وابتسم، ثم قلب الوثيقة إلى الصفحة قبل الأخيرة، مشيرًا لها أن تطالعها، فيما بدأ بتلخيص شروط فارس.أصبحت نبرته جدية: "لا يُسمح لكِ بإخبار أي أحد بعلاقتكِ السابقة بالسيد فارس. لا تثيري غضب السيدة رباب أو الآنسة منار، وأيضًا..."وعندما وصل إلى النقطة الثالثة، توقف السكرتير وليد عمدًا قبل أن يقول: "من الآن فصاعدًا، إن رأيتِ السيد فارس، فتجنّبيه تمامًا."باختصار، كان يقصد أنه من الآن فصاعدًا، لا ينبغي أن يكون لها أي صلة بفارس أو عائلته.ولم يكن هذا صعبًا على يارا.لكن لماذا ينقبض قلبها بهذه القسوة؟ألم تكن متأكدة بأنها لم تقع في حب فارس أصلً

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 26

    انغمست يارا في فرحة حصولها على تدريب في مجموعة مالية مرموقة، غافلةً تمامًا عن ذلك التعبير المعقد العابر في عيني فارس.وسريعًا ما أنهت ترتيبات عملها الجزئي في المقهى.كان مديرها وزملاؤها جميعهم في غاية اللطف، ولما علموا أنها ستتدرب في مجموعة المشرق، هنأوها جميعًا.وفي صباح اليوم التالي.نهضت يارا واختارت عمدًا زيًا بسيطًا وأنيقًا، ثم اتجهت لتطرق باب غرفة النوم الرئيسية، لتكتشف أنها خالية تمامًا.تفقدت هاتفها، فلم تكن هناك أي رسائل.كان الأمر غريبًا، ما زال الوقت مبكرًا على موعد العمل، فأين ذهب فارس في هذا الوقت المبكر؟ولم تعرف الإجابة حتى وصلت إلى مجموعة المشرق، وعلمت أن فارس اصطحب فريقه في رحلة عمل إلى الخارج، دون تحديد موعد للعودة.وما أدهشها أكثر هو أن وليد المساعد التنفيذي للرئيس لم يسافر معه، بل بقي خصيصًا ليتولى إجراءات تدريبها، وكذلك إجراءات نقل الملكية العقارية.ابتسم وليد ابتسامة مهنية واسعة وقال: "آنسة يارا، هذه العشرات من العقارات جميعها مملوكة للسيد فارس.""نظرًا لدراستكِ القادمة، وأولويتكِ في جامعة الأمل، فقد رتبت لكِ العقارات الواقعة ضمن نطاق ثلاثة كيلومترات من الجامعة: ع

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 25

    كانت الساعة السابعة مساءً في حر الصيف اللاهب، ولا تزال السماء تتلألأ بآخر خيوط الغروب.كان فارس يرتدي بدلة داكنة مفصّلة على مقاسه، واقفًا أمام النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف، يجري مكالمة وهو يوليها ظهره.قوامه المثالي وحضوره الطاغي جعلاه كأنما وُلِد ليكون محور الأنظار؛ فكل حركة منه تنضح بهالة قوية ومهيبة. مجرد وقوفه هناك كان كافيًا لجذب انتباه الجميع.ولم تكن يارا استثناءً.لكن هذه المرة، قبل أن يلتفت فارس إليها، كانت قد رتبت ملامحها وأخفت ارتباكها جيدًا.ومن خلال الظل المنعكس على زجاج النافذة، لمح وجودها، فمال بجسده قليلًا ولوّح لها بيده مشيرًا أن تقترب.وقفت يارا إلى جانب فارس عند النافذة، تطلّ معه على الطرق المزدحمة أسفلهم، وعلى بحرٍ من الأضواء المتلألئة.إحساس أن كل شيء تحت قدميك، وأن المدينة بأسرها خاضعة لنفوذك، كان شعورًا آسرًا بالنسبة ليارا.انتهت المكالمة.التفت فارس نحوها ثم قال بصوته العميق، بنبرة تحمل أكثر مما تُظهر: "هل ترين ذلك؟"ولما التقت عيناها سواد عينيه العميق، فهمت تمامًا ما يقصده.هذا المشهد من قمة السلطة، وهذا العلو فوق صخب المدينة، لم يكونا شيئًا يمكن الحصول ع

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status