Share

الفصل 5

Author: حلوى الكستناء
ساد الصمت في المقعد الخلفي لسيارة المايباخ الفاخرة.

خارج النافذة، كانت أضواء النيون تتراجع سريعًا، وارتفعت ناطحات السحاب المضيئة…مناظر لم ترَ يارا السعيد مثلها يومًا.

الرجل الجالس بقربها، فارس العلي، ظل هادئ الملامح، لكنه لم ينطق بكلمة منذ أن غادرا القصر.

كما أنها لم ترَ رباب تخرج لتودعه، مما يدلّ على أن الحديث بينهما انتهى على خلاف.

مدّت يارا يدها لتتحسس مزاجه، فقبض عليها بإحكام، كما كان يفعل دائمًا، تشابكت أصابعهما بقوة.

وصلت السيارة إلى أرقى منطقة سكنية في قلب مدينة النرجس: حي النجوم.

أرقى المباني فيه، يملك فارس فيها فيلا تتجاوز مساحتها الألف متر.

وقفت يارا أمام الجدار الزجاجي المطل على المدينة، تنظر إلى مشهد ليلي مختلف تمامًا عن ذاك الذي عرفته في المدينة الحدودية.

سألها فارس ، وهو ما زال يتنشق بخار الماء بعد خروجه من الحمام: "عمّ تنظرين؟"

قفزت في حضنه، ومثّلت بمهارة ملامح فتاة فقيرة لم ترَ العالم من قبل، وأظهرت دهشتها بالمشهد:

"الليل هنا جميل جدًا."

وقفت على أطراف أصابعها وقبّلته بخفة.

"شكرًا لك يا فارس… لولاك لبقيت في المدينة الحدودية طوال حياتي، ولما شاهدت هذا الجمال"

كانت عيناها الواسعتان تتلألآن، لكن في عمقهما ظلّ خيط خفي من البرود… وسرّ دفين.

ومع هذا المشهد الساحر أمامها، ازداد عزمها على مواصلة الصعود نحو الأعلى.

ضمّها فارس من خصرها وقال:

"إن أعجبك المشهد… فهو لك."

ارتعشت نظراتها قليلًا.

"ماذا تقصد بهذا؟

هل ينوي بالفعل الانفصال عنها بهذه السرعة؟

في ثوبها الأبيض الذي أعطاها إياه فؤاد، بدت كزهرة نقية لا مسّها غبار… لكن فارس كان يعرف حقيقتها جيدًا.

قال بهدوء:

"لدي في هذا الحي عدة منازل. يمكنك اختيار واحد منها."

ردّت بسرعة دون تفكير:

"لا أريد."

دفنت وجهها في صدره، وعانقته بقوة أكبر.

كانت تعرف جيدًا… إن قبلت المنزل، يعني نهاية كل شيء؛ طريقة نظيفة ومريحة لرجل لا ينقصه المال.

ولن يبقى بينهما شيء بعدها.

كان ذلك أسهل حلّ لرجل لا ينقصه المال.

كان يرتدي رداء نوم فضفاضًا، وملامحه المنحوتة تزيده فتنة.

قال بنبرة تحمل سلطة خفية: "انظري إليّ."

رفعت رأسها مطيعة، تحدّق في عينيه بعناد هادئ.

ابتسم قليلًا وسأل: "أتدرين كم يساوي المنزل؟"

قالت بلا تردد:

"لا يهمني. لن آخذه."

ثم أضافت بصوت يحمل قلقًا:

"أعرف أن والدتك لا تحبني… وإن كان ثمن هذا البيت هو أن أفقدك، فلا أريده."

اشتدّ عناقها حول خصره، أقوى مما كان يوم التقيا أول مرة.

مرّر فارس يديه على ظهرها بلطف، ثم قال بنبرة تحمل تحذيرًا مستترًا:

"يارا… إن فوّتِ هذه الفرصة، فلن تكون هناك أخرى."

اخترق دفء جسده الرقيق إلى قلبها، لكنها تجاهلت كل ما يدلّ على اختبارها.

وأجابت بثبات:

"إذًا لا تكون هناك أخرى."

كانت تراهن…تراهن على أن تخلّيها سيجبره على أن يراها حقًا، لا مجرد امرأة يمكن تعويضها بشقة فاخرة.

طرفا رموشها الكثيفة ألقيا ظلًا خفيفًا على وجنتيها، تخفي جرأتها المتهوّرة. تحركت أصابعها بخفة فوق بشرته المكشوفة تحت الرداء. فاشتدّت قبضته على خصرها، وانفرجت ملامحه المتوترة تدريجيًا، ثم ارتسمت على شفتيه ابتسامة خافتة.

بعد تلك الليلة، لم يعاود فارس الحديث عن التعويض.

لقد ربحت الرهان.

كان مشغولًا جدًا، وكل ما يثبت عودته ليلًا هو بدلة يتركها في الحمّام.

لم يلتقيا منذ زمن، لكنها كانت تقيم في شقته البانورامية بأفضل رعاية، تصلها ثلاث وجبات يوميًا من إدارة العقار.

لكن هذا… لم يكن ما تريده.

كانت تريد الالتحاق بالجامعة.

وجدت مكتبًا ضخمًا في المنزل، مليئًا بكتب المال والاقتصاد، بعضها ملاحَظة بخط يشبه خط فارس.

نقلت كرسيًا مريحًا إلى المكتب، وأصبحت تقرأ تحت مشهد بانورامي باهر لمدينة النرجس.

خلال شهر واحد فقط… أنهت أغلب الكتب. وحان وقت المرحلة التالية.

قبل أن يخدعها عمدة القرية بحجة نقل قبر أمها ويعيدها بالقوة إلى البلدة، كانت يارا قد حصلت على قبولها من جامعة الأمل بمدينة النرجس.

ثم ضاعت عليها فرصة الالتحاق، وكانت على وشك أن تُدمَّر حياتها بالكامل.

ذلك كان عذابها الشخصي… لكنه وحده لا يكفي ليجعل فارس يلين.

فالزهرة المتسلقة مهما بدت جميلة، تبقى مجرد نبات طفيلي.

لكن… ماذا لو صارت يارا متسلّقة تسعى بكل قوتها للصعود نحوه؟

لمعت شرارة في عينيها، واستقرّت خطتها في ذهنها.

في تلك الليلة، لم يجدها فارس في غرفة النوم.

بحث عنها حتى وجدها نائمة في المكتب، وبين ذراعيها كتاب نصفه مقروء، وبجوارها كومة من كتب أساتذة الاقتصاد في جامعة الأمل.

تطلع إليها طويلًا… ثم حملها إلى السرير.

في صباح اليوم التالي، وكان يوم عطلة، استيقظت يارا ووجدته ما زال في المنزل.

فهمت حينها أنها نجحت خطوة أخرى.

عانقته قائلة:

"فارس… لم أرَك منذ زمن."

كانت رائحة جسدها الدافئة تتصاعد من تحت رداء نومها الخفيف.

آخر مرّة اقتربا فيها كانت ليلة استدعاء حراس آل العلي له من المدينة الحدودية.

تظاهرت بعدم ملاحظة ابتعاده المتعمّد، واقتربت تقبّل شفتيه بخفة، تنظر في عينيه السوداوين.

ثم أغمضت عينيها بسرعة، تختبر حدوده بشراهة، لكنها اصطدمت بجموده… شفاهه لم تُفتح، فشعرت بالإحباط.

وعندما تراجعت متظاهرة بالغضب… جذبها فجأة وقبّلها بقوة.

ارتخت أنفاسها.

عاد الأمان إلى صدرها.

بعد ساعتين، كانت تستريح في حضنه حين قال بصوته العميق:

"يارا… هل ترغبين في دخول الجامعة؟"

تجمّد نفسها. أخيرًا…

تمثّلت التردد وقالت:

"سجلي ما زال في المدينة الحدودية… المدير ابن شقيق العمدة…"

ثم توقفت، فالإفراط في الشرح قد يفسد المخطط.

ابتسمت قائلة:

"لا بأس… لقد أثبتّ قدرتي. أنا راضية بما أنا عليه الآن."

لو كانت راضية حقًا، لما استخدمت حاسوبه للبحث عن معلومات إعادة الامتحان. كان حسابه مسجلاً عليه، وسيعرف بسهولة أنها بحثت عن الأمر.

تظاهرت بالتخلي، بينما كان قلبها يخفق بشدة.

قال فارس بصوت عميق:

"هل تريدين حقًا؟"

أجابته وهي تختنق:

"نعم."

فمسح على رأسها بنبرة رجل اعتاد أن تُطاع كلمته: "إذًا ستدرسين."

بعد أيام قليلة، جاء مساعد فارس، وليد أحمد، يحمل ملفًا بين يديه. قال: "آنسة يارا… تمّ تعديل سجلّك المدني."

لم يصدق أن هذه الشابة هي نفسها التي تحدثت عنها الصحف العام الماضي، طالبة التفوق التي أُرسلت إليها لجنة من جامعة الأمل في الشمال الغربي، ولم يجدوها.

وكانت والدة يارا من سكان مدينة النرجس، وهذا سهّل الأمر كثيرًا.

أخذت الملف ويدها ترتجف: "شكرًا لك."

أصبحت الآن قادرة على دخول اختبارات القبول من جديد.

وفي ليلة عودة فارس من مناسبة عمل. دخل المنزل دون أن يشعل الضوء، ففوجئ بأن يارا تعانقه فجأة، وارتفع صوت سحب السحّاب.

ارتجف حلقه وهو ينطق باسمها: "يارا؟"

أجابته بأنفاس دافئة: "أنا."

كانت رائحة الخمر الخفيفة تزيد حرارة الجو، واستسلم هو أيضًا…

لكن فجأة...اهتزّ الهاتف عند المدخل.

رنّت نغمة خاصة.

توقف فارس تمامًا، وكأن الهواء انحبس في صدره.

فتحت يارا عينيها بصعوبة بسبب لهفة الجسد، ورأت اسم المتصل:

منار الشرقاوي…

وريثة الشرقاوي المدلّلة التي خطبها شقيق فارس الأكبر قبل وفاته.

وكان وصفها الخدم بأنها حبيبة فارس التي لم تطأها يد الزمن...وجرحه القديم.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 30

    في لحظة، أصبحت يارا وزميلها محور أنظار الجميع.سارعا مديرا القسمين إلى التوضيح، مؤكدين أن الاثنين مجرد متدربين، وسيُعاد تدريبهما لاحقًا على نظام الشركة.أمام نظرات الجميع، التقت يارا بعيني فارس الداكنتين، وقد شعرت بالحيرة من استهدافه المفاجئ.لحسن الحظ، أشاح بنظره بعيدًا بسرعة، وارتسمت على وجهه ملامح باردة بشكل ملحوظ، وباتت هالته أشد رهبة.انتهى الاجتماع الصباحي في جو متوتر، وكان فارس أول من غادر قاعة الاجتماعات.وباعتبارهما متدربين، خرجت يارا وزميلها في الأخر.من خلال حديثه الحماسي، علمت أن اسمه مالك جابر، طالب في قسم المالية بجامعة الأمل، وأنه قد بدأ تدريبه في مجموعة المشرق الأسبوع الماضي.كان منفتحًا وسألها بمبادرة: "ما اسمكِ؟ هل أنتِ طالبة أيضًا؟"تقدم مجموعة المشرق فرص تدريب خلال عطلتي الشتاء والصيف كل عام، وهي فرصة تنافسية للغاية لطلاب أفضل الجامعات في جميع أنحاء البلاد، وكان مالك من بين أفضلهم."اسمي يارا." فهي لم تكن تنوي إطالة الحوار معه.ثم قال بخجل لطيف: "هل يمكن أن نتبادل أرقام التواصل؟ أود دعوتكِ للعشاء يومًا ما لأشكركِ على مساعدتكِ اليوم."فجأة، تظاهر السكرتير وليد بالسعا

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 29

    "يارا، ندى أخذت إجازة اليوم. بعد قليل ستأتين معي لحضور اجتماع الصباح."صُدمت يارا. فوفقًا لقواعد المجموعة، لم تكن مؤهلة كونها متدربة صغيرة، لحضور الاجتماع الصباحي للمجموعة، ولا حتى لرفض مديرها.أخذت دفتر ملاحظاتها الجديد وتبعت مدحت إلى غرفة الاجتماعات، وجلست في أكثر الزوايا خفاءً.ما إن بدأ الاجتماع، حتى دخل فارس مرتديًا بدلة وربطة عنق. وبعد أن جلس، لمع بريق الماسات داخل ساعته الثمينة تحت الأضواء."لنبدأ." دوى صوته اللامبالي، وساد جوٌّ من التوتر في قاعة الاجتماعات بأكملها على الفور.بدأ كل مدير قسم بتقديم تقريره بانتظام.جلست يارا في آخر القاعة، تنظر إلى الرجل الجالس في رأس الطاولة.كان متجمد الملامح، كأنه قمة ثلجية في أقاصي الشمال، باردًا ومنعزلًا، تحيط به هالة تمنع الآخرين من الاقتراب أو حتى من النظر المطوّل في عينيه.كان زميلها الجالس بجانبها، والذي بدا أنه من قسم المدير الذي يتحدث الآن، قد نفد حبر قلمه، فطلب المساعدة من يارا بعجز.ولأنه لم يجرؤ على رفع صوته، مال قليلًا نحوها.خفض صوته وقال: "معذرةً، هل يمكنني استعارة قلمكِ الأسود للحظة؟ لقد نفد حبر قلمي."قابلت يارا نظراته المُعتذر

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 28

    خلال اليومين التاليين، لم ترَ يارا فارس إطلاقًا.استغلت عطلة نهاية الأسبوع، وحزمت الملابس التي أعدّها فارس لها، وأخذت ما ارتدته وتركت ما لم ترتده في خزانة الملابس.في المرة السابقة، اختارت شقة بالقرب من جامعة الأمل، على بُعد بضع محطات من قطار الأنفاق فقط، وكان المجمع السكني أمام المخرج مباشرةً، مما يجعله موقعًا مريحًا من كل الجوانب.وما إن فتحت الباب بالرمز، حتى اكتشفت أن "الشقة الصغيرة" التي تحدث عنها وليد، تزيد مساحتها عن مئتي متر!كان التصميم الداخلي فخمًا وبسيطًا، يناسب ذوق فارس تمامًا.لم تطلب من وليد إعادة تصميمها؛ مجرد وجود مكان تستقر فيه كان كافيًا لها، ولم تهتم كثيرًا بالشكل أو التفاصيل.كان الأثاث من نفس ماركة منزله في قصر النجوم.حتى الأريكة الوحيدة التي أحبتها يارا هناك، كانت لها واحدة مماثلة في شرفة هذه الشقة.بنظرة سريعة إلى تخطيط الشقة: ثلاث غرف وصالتان، الجناح الرئيسي فسيح بإضاءة ممتازة، أما الغرفتان الأخريتان فواحدة مكتبة، والأخرى صالة رياضية صغيرة.وضعت ملابسها في غرفة الملابس داخل الجناح الرئيسي، وكانت مساحةٍ تتجاوز الأربعين مترًا، لم يكن هناك سوى ست أو سبع قطع معلّق

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 27

    أبقت رأسها منخفضًا ولم تُجب.أكمل السكرتير وليد: "آنسة يارا، اسمحي لي أن أقول شيئًا آخر، السيد فارس ليس قاسيًا تجاهكِ حقًا."وكيف لم تُدرك ذلك؟لقد خطط فارس عمليًا لكل خطوة في مستقبل يارا.لقد عاشرت هذا الرجل الوسيم المتميز لفترة طويلة دون مقابل، وحتى لو انفصلا، فسيظل لديها منزل وسيارة ومال ووظيفة. مَن في العالم يمكنه مجاراته؟دون أن تطلع على تفاصيل الوثيقة، رفعت رأسها مباشرةً وسألت السكرتير وليد: "وما هي شروطه إذن؟"نظر إليها السكرتير وليد بنظرة رجل ذكي وابتسم، ثم قلب الوثيقة إلى الصفحة قبل الأخيرة، مشيرًا لها أن تطالعها، فيما بدأ بتلخيص شروط فارس.أصبحت نبرته جدية: "لا يُسمح لكِ بإخبار أي أحد بعلاقتكِ السابقة بالسيد فارس. لا تثيري غضب السيدة رباب أو الآنسة منار، وأيضًا..."وعندما وصل إلى النقطة الثالثة، توقف السكرتير وليد عمدًا قبل أن يقول: "من الآن فصاعدًا، إن رأيتِ السيد فارس، فتجنّبيه تمامًا."باختصار، كان يقصد أنه من الآن فصاعدًا، لا ينبغي أن يكون لها أي صلة بفارس أو عائلته.ولم يكن هذا صعبًا على يارا.لكن لماذا ينقبض قلبها بهذه القسوة؟ألم تكن متأكدة بأنها لم تقع في حب فارس أصلً

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 26

    انغمست يارا في فرحة حصولها على تدريب في مجموعة مالية مرموقة، غافلةً تمامًا عن ذلك التعبير المعقد العابر في عيني فارس.وسريعًا ما أنهت ترتيبات عملها الجزئي في المقهى.كان مديرها وزملاؤها جميعهم في غاية اللطف، ولما علموا أنها ستتدرب في مجموعة المشرق، هنأوها جميعًا.وفي صباح اليوم التالي.نهضت يارا واختارت عمدًا زيًا بسيطًا وأنيقًا، ثم اتجهت لتطرق باب غرفة النوم الرئيسية، لتكتشف أنها خالية تمامًا.تفقدت هاتفها، فلم تكن هناك أي رسائل.كان الأمر غريبًا، ما زال الوقت مبكرًا على موعد العمل، فأين ذهب فارس في هذا الوقت المبكر؟ولم تعرف الإجابة حتى وصلت إلى مجموعة المشرق، وعلمت أن فارس اصطحب فريقه في رحلة عمل إلى الخارج، دون تحديد موعد للعودة.وما أدهشها أكثر هو أن وليد المساعد التنفيذي للرئيس لم يسافر معه، بل بقي خصيصًا ليتولى إجراءات تدريبها، وكذلك إجراءات نقل الملكية العقارية.ابتسم وليد ابتسامة مهنية واسعة وقال: "آنسة يارا، هذه العشرات من العقارات جميعها مملوكة للسيد فارس.""نظرًا لدراستكِ القادمة، وأولويتكِ في جامعة الأمل، فقد رتبت لكِ العقارات الواقعة ضمن نطاق ثلاثة كيلومترات من الجامعة: ع

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 25

    كانت الساعة السابعة مساءً في حر الصيف اللاهب، ولا تزال السماء تتلألأ بآخر خيوط الغروب.كان فارس يرتدي بدلة داكنة مفصّلة على مقاسه، واقفًا أمام النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف، يجري مكالمة وهو يوليها ظهره.قوامه المثالي وحضوره الطاغي جعلاه كأنما وُلِد ليكون محور الأنظار؛ فكل حركة منه تنضح بهالة قوية ومهيبة. مجرد وقوفه هناك كان كافيًا لجذب انتباه الجميع.ولم تكن يارا استثناءً.لكن هذه المرة، قبل أن يلتفت فارس إليها، كانت قد رتبت ملامحها وأخفت ارتباكها جيدًا.ومن خلال الظل المنعكس على زجاج النافذة، لمح وجودها، فمال بجسده قليلًا ولوّح لها بيده مشيرًا أن تقترب.وقفت يارا إلى جانب فارس عند النافذة، تطلّ معه على الطرق المزدحمة أسفلهم، وعلى بحرٍ من الأضواء المتلألئة.إحساس أن كل شيء تحت قدميك، وأن المدينة بأسرها خاضعة لنفوذك، كان شعورًا آسرًا بالنسبة ليارا.انتهت المكالمة.التفت فارس نحوها ثم قال بصوته العميق، بنبرة تحمل أكثر مما تُظهر: "هل ترين ذلك؟"ولما التقت عيناها سواد عينيه العميق، فهمت تمامًا ما يقصده.هذا المشهد من قمة السلطة، وهذا العلو فوق صخب المدينة، لم يكونا شيئًا يمكن الحصول ع

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status