Share

بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة
بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة
Author: حلوى الكستناء

الفصل 1

Author: حلوى الكستناء
على حدود الشمال الغربي، وفي مدينة صغيرة نائية، كانت يارا السعيد تُعاد قسرًا بعد فشل محاولتها التسعة والتسعين للهروب. كانت الشمس الحارقة تلسع الرمال، والغبار الأصفر يغطّي السماء.

غطّت يارا رأسها ووجهها بوشاح، تحاول حماية نفسها من الرياح المحمّلة بالرمل والحصى.

فجأة، اقتربت من الجهة المقابلة سيارة جيب قديمة أنهكها الزمن، تتحرك ببطء حتى توقفت أمامها وأمام القرويين.

ومن نافذة السيارة التي انزلقت بصوت صرير، رأت يارا جانب وجه رجلٍ حادّ الملامح، شعره الأحمر الناري مربوط بلا مبالاة خلف رأسه، تتدلّى منه خصلات على جبينه.

استدار الرجل، فكشف عن وجهٍ وسيم رغم ما حمله من تعب، بملامح نظيفة لا تشبه رجال هذه المدينة الحدودية.

لم يلتفت إلى يارا المربوطة بإحكام، بل مدّ رزمة من النقود سائلاً عن أقرب محطة وقود.

لم يفهم القرويون كلامه لأنهم لا يجيدون اللغة الرسمية، لكن أعينهم مثبتة فقط على المال في يده.

كانت يارا تنظر إليه بحدة.

تجاوز بصرها النقود ليستقرّ على يده الأخرى الممسكة بعجلة القيادة.

ففي صباح الغد سيتم تزويجها للشيخ العجوز ليستمر نسله.

لم يتبقَّ أمامها سوى عشرين ساعة، ولم يعد لديها طريق للهروب.

لكن هذا الرجل ظهر… ومعه سيارة.

وربما يكون طريقها الوحيد للهروب من هذا الجحيم.

كان هو أيضًا لا يفهم لهجة القرويين. وبينما كان يسحب يده محبطًا، سمع صوتًا واضحًا خلفه.

قالت يارا:

"على بُعد عشرين كيلومترًا توجد بلدة صغيرة، فيها بيت أصفر يبيعون فيه الوقود… لكنه غالٍ."

ان هذا أول لقاء بين يارا وفارس العلي.

وبينما كانت تراقب الغبار الذي خلّفه انطلاق السيارة، تجاهلت حماس القرويين الذين حصلوا على النقود، وتمتمت في قلبها بدعاء خفي:

أتمنى ألا يغادر هذه الحدود سريعًا…

ومن نافذة السيارة نصف المفتوحة، لمح فارس عبر المرآة الفتاة التي تحدّق طويلاً في اتجاه السيارة المغادرة.

لم يتوقع أن تنبت في هذا المكان المقفر… وردة بهذه القوة والجمال.

لكن يا للخسارة...هو غارق في وحل حياته، ولا يريد التورط أكثر.

كان الليل يتأخر في هذه المنطقة.

وللعودة إلى القرية لا بد من عبور الرمال، وهو طريق محفوف بالخطر ليلًا.

فقرر القرويون المبيت في كوخ مهجور حتى الصباح.

ربطوا يارا بقوة إلى جذع شجرة يابسة في الفناء، وعيّنوا امرأة لمراقبتها.

ومع أنها عروس سيُعاد بها فورًا لتُزفّ، لم يحرمُوها الطعام، فأعطوها قطعة خبز يابس.

لم تعترض يارا؛ أكلت الخبز لتحافظ على طاقتها.

فهذه ستكون آخر محاولة للهروب عند منتصف الليل.

نظرت إلى ساعتها القديمة.

بقيت ثلاث عشرة ساعة فقط على موعد الزواج المشؤوم.

إن لم تهرب الآن… انتهى كل شيء.

حلّ الليل، وبدأ الشخير يملأ الكوخ.

فتحت يارا عينيها السوداوين، وسحبت بخفة من حزامها الخلفي شفرة صغيرة خبّأتها مسبقًا.

ورغم أن الشفرة جرحت جلدها، قطعت الحبل السميك بسرعة.

وما إن وقفت، حتى تقلّبت المرأة الحارسة فجأة، فارتجف قلب يارا.

لكنها لم تستيقظ.

ركضت يارا في الظلام دون أن تجرؤ على الالتفات.

كان المكان الذي سأل فيه الرجل عن الطريق يقع على بُعد عشرين كيلومترًا، ثم ساروا القرويون باتجاه معاكس ثلاثة أو أربع كيلومترات.

كان الطريق لا نهاية له.

السير في الصحراء ليلاً… عذابٌ لا يوصف.

ومع بقاء سبع ساعات فقط في العدّ التنازلي، كانت يارا لا تزال تائهة بين الرمال.

وحين حاولت التقاط أنفاسها، سمعت أصواتًا بعيدة خلفها:

"هناك! إنها هناك! أمسكوا بها!"

لا…!

لم تتجرأ على التوقف؛ ركضت بكل قوتها.

تعثرت مرارًا في المنحدرات الرملية، لكنها تابعت الصعود، تتبع النجوم خطوة بعد خطوة… حتى خرجت من عمق الصحراء.

وقبل شروق الشمس بقليل، ومع بقاء ساعتين فقط، وصلت أخيرًا إلى ذلك البيت الأصفر.

ابتسمت ابتسامة نادرة: وصلت… أخيرًا.

لكن لم يكن هناك أثر للجيب.

سقطت على الأرض، شفاهها متشققة، حلقها محترق، وانطفأت آخر شرارة في عينيها.

لكنها لم تستسلم.

زحفت ونهضت من جديد.

سيارة كهذه لا تحجب الضوء جيدًا، والمؤونة ليست كثيرة.

لا بد أنه سيتوقف لشراء الطعام.

وأمامهما منطقة شاسعة خالية، صحراء، جبال ثلج، وهضاب.

حتى بالسيارة يحتاج المرء سبعة أيام وسبع ليالٍ لعبورها.

رهنت كل شيء على أنه سيقضي الليلة هنا.

لم تكن هناك فنادق، فقط بيوت طينية قليلة.

فبحثت بينها واحدة تلو الأخرى.

وأخيرًا…!

رأت الجيب المغطّى بالغبار في أبعد بيوت الحيّ.

كان السور منخفضًا، فقفزته بخفة، تفقدت المكان بحذر، ثم انحنت أمام الغرفة التي يواجه بابها مقدمة السيارة.

استعملت الشفرة لفتح القفل بسرعة.

وما إن فُتح الباب… حتى اشتدّت قبضتها على الشفرة، وقلبها يرتفع إلى حلقها.

لكن فور دخولها… انقضّت يد قوية تخطف الهواء.

أمسك فارس بكلتا يديها، ولوى ذراعيها خلف ظهرها، وضغطها بقوة على الجدار.

كانت حركته مدرّبة، فلم تستطع حتى المقاومة.

قالت بسرعة، بصوت متحشرج:

"أنا… لستُ هنا لأؤذيك"

الصوت بدا مألوفًا.

أضاء فارس قدّاحته، وبرق اللهب كشف عيني يارا المذعورتين.

قطّب حاجبيه… لقد كانت هي الفتاة التي غطّت وجهها بالوشاح في النهار.

شعر بسائل دافئ ينزل على كفه.

تجمّد لحظة وهو يلمح الرسوم البارزة على معصميها… آثار الربط، الجروح، الخدوش… والدم.

تركها وتراجع خطوتين، وسأل ببرود:

"لماذا جئتِ؟"

لم يظن أن بينهما حاجة للقاء آخر.

كانت السماء على وشك أن تضيء، وقلب يارا كاد ينفجر.

لم تكن تعرف إن كان هذا الرجل سيرضى بأخذها أم لا.

لقد تجاهل استغاثتها بالأمس.

ورغم يأسها، اعترفت بصوت مرتجف:

"أرجوك… خذني معك."

تردد المشهد الأول في ذهنه.

كان يعرف أن هذه الفتاة ستكون مصدر متاعب، فقال دون تردد:

"لا."

شحب وجهها.

لو أمسكها القرويون ثانية… فستُسلَّم لذاك العجوز.

تذكرت النساء اللواتي ابتلعتهن حياة الشيخ العجوز، واختنق صدرها رعبًا.

لا… لا يمكنني العودة!

في لحظة يأس قاتلة…

أغمضت عينيها، واتخذت قرارًا يائسًا…نزعت ثيابها دفعة واحدة، واندفعت بقوة نحو فارس.

كانت أجمل فتاة في القرى المحيطة؛ جمالًا لا يشبه هذه الأرض الجافة، وقلبًا لا يريد أن يُدفن تحت التراب.

قالت أمها:

"الرجال في الخارج يحبون المرأة الضعيفة."

وهي لم تكن كذلك… لكنها تستطيع التظاهر.

كان فارس قد حوّل نظره منذ بدأت تخلع ثيابها، فلم يتوقع هجومها المفاجئ.

كان هذا ثاني لقاء بين يارا وفارس العلي.

عانقته كالغريق الذي وجد لوح نجاة، ذراعاها ملتفّتان حول عنقه، وجسدها يضغط على جسده الدافئ خلف قميصه الخفيف.

وانهمرت دموعها:

"أرجوك… أنت أملي الأخير"

ارتجّ بصره.

كان قد سمع كلمات مشابهة… ولم يستطع يومًا أن ينقذ أحدًا، وبقي ذلك الجرح قيدًا في قلبه.

شعر بألم حاد في صدره.

اليد التي كانت على وشك دفعها…

تحولت إلى يد تمسك خصرها بقوة.

من العاصمة المزدهرة… إلى هذه الحدود البائسة.

قلبه المنفي منذ أشهر… وجد فجأة سكونًا بين ذراعي هذه الفتاة.

"قالوا عنه إنه أسوأ أبناء آل العلي… آخرهم، وأضعفهم.

فليكن.

فليتعفن كل شيء إذًا.

شعرت يارا بحرارة يده على خصرها.

لم تعرف هل أثّرت كلماتها فيه… أم جسدها.

لكنها عرفت شيئًا واحدًا...لقد ربحت الرهان.

في تلك الليلة… أخذ فارس يارا معه.

لكن دون أن يلمسها.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 30

    في لحظة، أصبحت يارا وزميلها محور أنظار الجميع.سارعا مديرا القسمين إلى التوضيح، مؤكدين أن الاثنين مجرد متدربين، وسيُعاد تدريبهما لاحقًا على نظام الشركة.أمام نظرات الجميع، التقت يارا بعيني فارس الداكنتين، وقد شعرت بالحيرة من استهدافه المفاجئ.لحسن الحظ، أشاح بنظره بعيدًا بسرعة، وارتسمت على وجهه ملامح باردة بشكل ملحوظ، وباتت هالته أشد رهبة.انتهى الاجتماع الصباحي في جو متوتر، وكان فارس أول من غادر قاعة الاجتماعات.وباعتبارهما متدربين، خرجت يارا وزميلها في الأخر.من خلال حديثه الحماسي، علمت أن اسمه مالك جابر، طالب في قسم المالية بجامعة الأمل، وأنه قد بدأ تدريبه في مجموعة المشرق الأسبوع الماضي.كان منفتحًا وسألها بمبادرة: "ما اسمكِ؟ هل أنتِ طالبة أيضًا؟"تقدم مجموعة المشرق فرص تدريب خلال عطلتي الشتاء والصيف كل عام، وهي فرصة تنافسية للغاية لطلاب أفضل الجامعات في جميع أنحاء البلاد، وكان مالك من بين أفضلهم."اسمي يارا." فهي لم تكن تنوي إطالة الحوار معه.ثم قال بخجل لطيف: "هل يمكن أن نتبادل أرقام التواصل؟ أود دعوتكِ للعشاء يومًا ما لأشكركِ على مساعدتكِ اليوم."فجأة، تظاهر السكرتير وليد بالسعا

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 29

    "يارا، ندى أخذت إجازة اليوم. بعد قليل ستأتين معي لحضور اجتماع الصباح."صُدمت يارا. فوفقًا لقواعد المجموعة، لم تكن مؤهلة كونها متدربة صغيرة، لحضور الاجتماع الصباحي للمجموعة، ولا حتى لرفض مديرها.أخذت دفتر ملاحظاتها الجديد وتبعت مدحت إلى غرفة الاجتماعات، وجلست في أكثر الزوايا خفاءً.ما إن بدأ الاجتماع، حتى دخل فارس مرتديًا بدلة وربطة عنق. وبعد أن جلس، لمع بريق الماسات داخل ساعته الثمينة تحت الأضواء."لنبدأ." دوى صوته اللامبالي، وساد جوٌّ من التوتر في قاعة الاجتماعات بأكملها على الفور.بدأ كل مدير قسم بتقديم تقريره بانتظام.جلست يارا في آخر القاعة، تنظر إلى الرجل الجالس في رأس الطاولة.كان متجمد الملامح، كأنه قمة ثلجية في أقاصي الشمال، باردًا ومنعزلًا، تحيط به هالة تمنع الآخرين من الاقتراب أو حتى من النظر المطوّل في عينيه.كان زميلها الجالس بجانبها، والذي بدا أنه من قسم المدير الذي يتحدث الآن، قد نفد حبر قلمه، فطلب المساعدة من يارا بعجز.ولأنه لم يجرؤ على رفع صوته، مال قليلًا نحوها.خفض صوته وقال: "معذرةً، هل يمكنني استعارة قلمكِ الأسود للحظة؟ لقد نفد حبر قلمي."قابلت يارا نظراته المُعتذر

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 28

    خلال اليومين التاليين، لم ترَ يارا فارس إطلاقًا.استغلت عطلة نهاية الأسبوع، وحزمت الملابس التي أعدّها فارس لها، وأخذت ما ارتدته وتركت ما لم ترتده في خزانة الملابس.في المرة السابقة، اختارت شقة بالقرب من جامعة الأمل، على بُعد بضع محطات من قطار الأنفاق فقط، وكان المجمع السكني أمام المخرج مباشرةً، مما يجعله موقعًا مريحًا من كل الجوانب.وما إن فتحت الباب بالرمز، حتى اكتشفت أن "الشقة الصغيرة" التي تحدث عنها وليد، تزيد مساحتها عن مئتي متر!كان التصميم الداخلي فخمًا وبسيطًا، يناسب ذوق فارس تمامًا.لم تطلب من وليد إعادة تصميمها؛ مجرد وجود مكان تستقر فيه كان كافيًا لها، ولم تهتم كثيرًا بالشكل أو التفاصيل.كان الأثاث من نفس ماركة منزله في قصر النجوم.حتى الأريكة الوحيدة التي أحبتها يارا هناك، كانت لها واحدة مماثلة في شرفة هذه الشقة.بنظرة سريعة إلى تخطيط الشقة: ثلاث غرف وصالتان، الجناح الرئيسي فسيح بإضاءة ممتازة، أما الغرفتان الأخريتان فواحدة مكتبة، والأخرى صالة رياضية صغيرة.وضعت ملابسها في غرفة الملابس داخل الجناح الرئيسي، وكانت مساحةٍ تتجاوز الأربعين مترًا، لم يكن هناك سوى ست أو سبع قطع معلّق

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 27

    أبقت رأسها منخفضًا ولم تُجب.أكمل السكرتير وليد: "آنسة يارا، اسمحي لي أن أقول شيئًا آخر، السيد فارس ليس قاسيًا تجاهكِ حقًا."وكيف لم تُدرك ذلك؟لقد خطط فارس عمليًا لكل خطوة في مستقبل يارا.لقد عاشرت هذا الرجل الوسيم المتميز لفترة طويلة دون مقابل، وحتى لو انفصلا، فسيظل لديها منزل وسيارة ومال ووظيفة. مَن في العالم يمكنه مجاراته؟دون أن تطلع على تفاصيل الوثيقة، رفعت رأسها مباشرةً وسألت السكرتير وليد: "وما هي شروطه إذن؟"نظر إليها السكرتير وليد بنظرة رجل ذكي وابتسم، ثم قلب الوثيقة إلى الصفحة قبل الأخيرة، مشيرًا لها أن تطالعها، فيما بدأ بتلخيص شروط فارس.أصبحت نبرته جدية: "لا يُسمح لكِ بإخبار أي أحد بعلاقتكِ السابقة بالسيد فارس. لا تثيري غضب السيدة رباب أو الآنسة منار، وأيضًا..."وعندما وصل إلى النقطة الثالثة، توقف السكرتير وليد عمدًا قبل أن يقول: "من الآن فصاعدًا، إن رأيتِ السيد فارس، فتجنّبيه تمامًا."باختصار، كان يقصد أنه من الآن فصاعدًا، لا ينبغي أن يكون لها أي صلة بفارس أو عائلته.ولم يكن هذا صعبًا على يارا.لكن لماذا ينقبض قلبها بهذه القسوة؟ألم تكن متأكدة بأنها لم تقع في حب فارس أصلً

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 26

    انغمست يارا في فرحة حصولها على تدريب في مجموعة مالية مرموقة، غافلةً تمامًا عن ذلك التعبير المعقد العابر في عيني فارس.وسريعًا ما أنهت ترتيبات عملها الجزئي في المقهى.كان مديرها وزملاؤها جميعهم في غاية اللطف، ولما علموا أنها ستتدرب في مجموعة المشرق، هنأوها جميعًا.وفي صباح اليوم التالي.نهضت يارا واختارت عمدًا زيًا بسيطًا وأنيقًا، ثم اتجهت لتطرق باب غرفة النوم الرئيسية، لتكتشف أنها خالية تمامًا.تفقدت هاتفها، فلم تكن هناك أي رسائل.كان الأمر غريبًا، ما زال الوقت مبكرًا على موعد العمل، فأين ذهب فارس في هذا الوقت المبكر؟ولم تعرف الإجابة حتى وصلت إلى مجموعة المشرق، وعلمت أن فارس اصطحب فريقه في رحلة عمل إلى الخارج، دون تحديد موعد للعودة.وما أدهشها أكثر هو أن وليد المساعد التنفيذي للرئيس لم يسافر معه، بل بقي خصيصًا ليتولى إجراءات تدريبها، وكذلك إجراءات نقل الملكية العقارية.ابتسم وليد ابتسامة مهنية واسعة وقال: "آنسة يارا، هذه العشرات من العقارات جميعها مملوكة للسيد فارس.""نظرًا لدراستكِ القادمة، وأولويتكِ في جامعة الأمل، فقد رتبت لكِ العقارات الواقعة ضمن نطاق ثلاثة كيلومترات من الجامعة: ع

  • بعد 99 محاولة هروب من الزواج، ارتقت إلى طبقة النخبة   الفصل 25

    كانت الساعة السابعة مساءً في حر الصيف اللاهب، ولا تزال السماء تتلألأ بآخر خيوط الغروب.كان فارس يرتدي بدلة داكنة مفصّلة على مقاسه، واقفًا أمام النافذة الممتدة من الأرض إلى السقف، يجري مكالمة وهو يوليها ظهره.قوامه المثالي وحضوره الطاغي جعلاه كأنما وُلِد ليكون محور الأنظار؛ فكل حركة منه تنضح بهالة قوية ومهيبة. مجرد وقوفه هناك كان كافيًا لجذب انتباه الجميع.ولم تكن يارا استثناءً.لكن هذه المرة، قبل أن يلتفت فارس إليها، كانت قد رتبت ملامحها وأخفت ارتباكها جيدًا.ومن خلال الظل المنعكس على زجاج النافذة، لمح وجودها، فمال بجسده قليلًا ولوّح لها بيده مشيرًا أن تقترب.وقفت يارا إلى جانب فارس عند النافذة، تطلّ معه على الطرق المزدحمة أسفلهم، وعلى بحرٍ من الأضواء المتلألئة.إحساس أن كل شيء تحت قدميك، وأن المدينة بأسرها خاضعة لنفوذك، كان شعورًا آسرًا بالنسبة ليارا.انتهت المكالمة.التفت فارس نحوها ثم قال بصوته العميق، بنبرة تحمل أكثر مما تُظهر: "هل ترين ذلك؟"ولما التقت عيناها سواد عينيه العميق، فهمت تمامًا ما يقصده.هذا المشهد من قمة السلطة، وهذا العلو فوق صخب المدينة، لم يكونا شيئًا يمكن الحصول ع

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status