LOGINسيارتان فاخرتان دخلتا تباعا إلى مجمع مجموعة الهاشمي.طلبت تالة من السائق أن يزيد السرعة، وفي الطريق أوصت بعض الأشخاص بالتواصل مع عدة وسائل إعلامية لتسريب خبر قدومها.قبل أن تصل، كان بعض الصحفيين قد تمركزوا بالفعل عند بوابة المجمع.توقفت السيارة الأولى، والتقط الصحفيون بحسهم أن القادم ليس شخصا عاديا، فرفع أحدهم الكاميرا مستعدا للتقدم. لكن ما إن رأوا من نزل من السيارة، حتى جمدت حركاتهم جميعا وتبادلوا النظرات في صمت.تلاقت أنظارهم وكأنهم يتساءلون: 「إنه الراسني الثالث… ماذا نفعل؟」「هل نذهب لالتقاط الصور؟」「هل نجرؤ على التصوير؟」أسئلة ثلاثة هزت أعماقهم.وفي لحظة، تراجع كل واحد منهم عن الفكرة.فمشهد الأمس ما زال حاضرا في أذهانهم: الراسني الثالث وهو يحمي الآنسة الزهيري. وفي ليلة واحدة، انهالت الضربات على الريادة للإعلام حتى صار كل من فيها مطاردا، بل إن مديرها نفسه استدعي للتحقيق.كانت الريادة للإعلام في السنوات الأخيرة في أوج صعودها،والجميع يعرف أن وراءها داعما قويا.لكن مهما كان هذا الداعم، لم يستطع أن يمنع سقوطها في ليلة واحدة.ومن تسبب في هذا الانهيار…كان من الصعب عليهم ألا يربطوا الأمر
"نعم يا سيدي." قال رائد، متراجعا عن فكرة إقناع مالك بالتفكير مرة أخرى.حينما لحقت تالة، كانت سيارة مجموعة الراسني قد انطلقت بسرعة بعيدا.نظرت إلى السيارة تختفي عن مجال بصرها، وأرادت أن تطلب من مساعدتها إحضار السيارة، لكن الأوان قد فات.فركلت الأرض بغضب، وصبت جام غضبها على مساعدتها بجانبها: "ألا تملكين أي حس؟ ألم تري أنني وقعت للتو؟ لو كنت أسرعت لمساعدتي، لكنت لحقت به!""بسببك ضاعت علي هذه الفرصة الثمينة.""لقد ابتسم لي الراسني الثالث قبل قليل!"كان وجه تالة مليئا بالامتعاض.أما المساعدة التي لحقت بها مسرعة، فقد كانت تستمع بحذر شديد، بينما في داخلها كانت مندهشة.فهي رأت المشهد كله بعينيها.ومن موقعها كمراقبة، لم تلحظ أن الراسني الثالث أبدى أي اهتمام بتالة.كان واضحا أن اهتمامه كله انصب على تلك السيدة التي ظهرت قبل قليل.عيناه لم تكن ترى سواها، فكيف لم تدرك هذه النجمة ذلك؟تمتمت المساعدة ساخرة في نفسها.هدأت تالة قليلا، واستعادت تفاصيل ما حدث، ثم عقدت حاجبيها قائلة: "تلك المرأة... لم أرها من قبل."ولم تسمع ما قاله رائد لفادية حين ناداها بـ "سيدتي"،بل لم تسمع سوى أنه خاطبها بـ "الآنسة ال
ابتسمت فادية ابتسامة خفيفة.ولما وقع بصر رائد على تلك الابتسامة، تنفس الصعداء.وكأن حملا ثقيلا قد أزيح عن صدره. فبعد أن تعيد السيدة المعطف بنفسها، فلا بد أن يكون السيد مالك راضيا.لكن ما أثار الدهشة، أن فادية بعدما استدارت، لم تتجه نحو مالك.تجمد رائد للحظة،وحتى ابتسامة مالك المليئة بالانتصار تجمدت على وجهه في الحال.تقدمت فادية بخطواتها نحو تالة.هل كانت تريد… أن تجعل هذه المرأة تسلمها؟في تلك اللحظة، اسود وجه مالك من الغضب.لو كان أي معطف آخر، لكان سهلا أن يرميه إن لمسه غيرها.لكن هذا المعطف بالذات، كانت فادية قد استخدمته ليلة أمس، وما إن ظهرت في قلب مالك لمحة من التردد حتى لم يستطع كبح نفسه.وما إن خطت فادية بضع خطوات، حتى امتدت كف كبيرة من خلفها وأمسكت بمعصمها.لم تكن قوته كبيرة، بحيث تمكنت فادية من أن تفلت."فادية!"ناداها مالك بامتعاض من محاولتها التهرب منه. تقدم خطوة نحوها، لكنها تراجعت خطوة كاملة، وكأنها لا تريد الاقتراب منه، بل حتى لم تكلف نفسها أن تنظر في عينيه.كانت فادية… تنفر منه!هذا الشعور جعل مالك في غاية القلق. أراد أن يعرف السبب، لكنه خشي أن يقترب أكثر فيزداد بعدها ع
كان مالك قد وقف في موقع يحجب رؤيتها، لكن صوتها وصل بوضوح إلى مسامع فادية.تذكرت فادية المشهد قبل قليل، حين كانت تلك المرأة متشبثة بمالك، فارتسمت على وجهها ابتسامة ساخرة، ثم هزت رأسها لتطرد تلك الأفكار وسارت إلى الأمام.وحين رأى مالك أنها تتجه نحوه، ازداد حماسه، فتحولت خطواته إلى عدو خفيف.وقبل أن يقترب من فادية تماما، كان قد مد ذراعه استعدادا لاحتضانها.شعر وكأنه على وشك أن يحتضن فادية، حتى إنه خيل إليه أنه استنشق رائحة الرماد العطرة العالقة بها.لكن فجأة، خطت فادية خطوة جانبية وتابعت المسير إلى الأمام.مالك: "…"ارتج دماغه كما لو أن دلوا من الماء البارد انسكب على رأسه.فتجمد في مكانه، وقدماه أثقل من أن تتحركا.أما فادية، فقد واصلت سيرها حتى وقفت أمام رائد، ابتسمت له بأدب وقدمت له سترة كانت تحملها بيدها، قائلة: "تكرما، هل توصلها بدلا عني؟"رائد: "…"ما الذي يحدث؟لم يكد يستفيق من ذهوله حين مرت السيدة بجانب السيد، حتى سمع كلام فادية، فصرخ قلبه داخله:يا ويلي!هو وحده يعلم حق العلم كم كان سيده يتشوق إلى سيدته.ولو أخذ هذه السترة، فسيكون مصيره الموت على يد سيده!رفع رائد عينيه نحو مالك، ف
مدت تالة يدها برشاقة نحو مالك.هي التي دخلت عالم الترفيه بهوية ابنة الأثرياء، اعتادت أن تكون محط أنظار الجميع، والكل يحيط بها.حتى في الخارج، كانت بجمالها قادرة على جذب الأنظار أينما حلت.سحرها لا جدال فيه.يكفي أن ينظر إليها أي شخص مرة واحدة، حتى يعجز عن صرف بصره عنها.ومالك لم يكن استثناء.كانت تالة مليئة بالثقة، لكنها انتظرت طويلا دون أن يمد الرجل أمامها يده لمصافحتها.فسرت الأمر بأن الراسني الثالث ربما توقف لحظة مأخوذا بجمالها، فنسي أن يرد الحركة.رفعت عينيها نحوه، وفي عينيها دلال لا ينتهي.لكنها فوجئت بنظرة غير راضية من عينيه.تجمدت قليلا، لكنها متعمدة تجاهل عبوسه المتجهم، ورفعت ابتسامة على شفتيها قائلة: "أنا تالة..."تقدمت خطوة وهي تتحدث،لكن فجأة التوت قدمها وفقدت توازنها.وفي لحظة اندفعت نحو مالك.كان المشهد طبيعيا للغاية، فهي ممثلة بارعة، واثقة أن حركتها ستبدو "عفوية"، وكأنها وقعت بين ذراعيه بلا قصد.وكانت متأكدة أن هذه الطريقة ستجذب حتى ذلك الرجل البارد الذي يقال عنه الراسني الثالث.وفي لحظة خاطفة، أمسكت تالة بذراع مالك، نصف جسدها معلق عليه، وشعرت بقوة ذراعه، فخفق قلبها بشدة.
خرج مالك من قصر الهاشمي، فتقدم رائد مسرعا وقدم له الهاتف قائلا: "سيدي، الحاجة..."وأضاف رائد بوجه يحمل معالم القلق: "الحاجة طلبت أن تنظر في هاتفك، وأوصت بأن هذا الاتصال عليك أن تجيب عليه بنفسك..."أخرج مالك هاتفه، فرأى بالفعل عدة مكالمات فائتة من قصر الراسني القديم."همم." تمتم مالك بصوت منخفض، ثم تناول الهاتف من يد رائد دون مبالاة."جدتي...."ما إن نطق مالك بالكلمة، حتى جاءه صوت الحاجة من الطرف الآخر ممتزجا بالبرود: "لا تزال تذكر أنني جدتك؟ كنت أظن أنك نسيتني تماما.""كيف أنسى؟ كنت في عزاء الشيخ الهاشمي، ولم يكن مناسبا أن أرد على الهاتف."بمجرد أن سمعت الحاجة تفسيره، زال ما في قلبها من انزعاج سريعا، وقالت: "حسنا، أردت فقط أن أوكلك بأمر. عليك أن تذهب فورا إلى شركة نجوم الترفيه، فالمسؤول هناك قد استقال، وأنت ستتولى الأمر مؤقتا."شركة نجوم الترفيه؟إمبراطورية مجموعة الراسني تضم عشرات الشركات.وشركة نجوم الترفيه ليست سوى شركة ترفيهية صغيرة، فكيف تطلب منه أن يتولى إدارتها؟في لحظة، أدرك مالك أن في الأمر شيئا غير عادي، فقال: "جدتي، قولي لي بصراحة، ما الذي تريدينه؟"قولها بصراحة؟لو أخبرته م



![زوجتي الحبيبة: [سيد عبّاد، لقد غازلتك بالخطأ!]](https://acfs1.goodnovel.com/dist/src/assets/images/book/43949cad-default_cover.png)



