Share

الفصل 366‬‬

Author: تشيان دوه أر شياو تاي يانغ
ما الذي يحدث؟"

ازدادت ملامح مالك قتامة، ولما لامس يد فادية، أطلقت صرخة ألم.

"آه..."

الألم... كان شديدا بحق.

قبل قليل كان يؤلم، لكن ألمها آنذاك كانت تحتمله.

أما حين جاء هذا الرجل، فلم تعد قادرة على الصبر.

رفعت فادية عينيها لتنظر إليه، فوجدته يحدق بيدها بجدية وتركيز، لتشعر فجأة بأن قلبها بدأ يخفق بخطوات غير منتظمة.

مالك لم يكن يعرف ما يدور في رأس فادية، لكنه رأى تجهم حاجبيها من الألم، فسدد نظرة حادة إلى الحاضرين.

"هذا... هذا مجرد سوء فهم."

لم تجرؤ جنى على مناداته بالراسني الثالث.

لم يخطر ببالها أبدا أن مالك سيأتي إلى هنا.

لكن مالك لم يعر جنى أي اهتمام، كانت ملامحه غارقة في الصرامة، ولم يثر الجدال فورا، بل أجرى اتصالا هاتفيا، اكتفى فيه بجمل قليلة قبل أن يغلق الخط.

ظل على شدته الحادة.

في الهواء، عمت أجواء توتر تخيف.

راح الحاضرون يتساءلون عن هوية هذا الرجل.

بعد قليل، خرج من المصعد عدة أفراد من الطاقم الطبي، وتوالت المصاعد لتنزل المزيد من الأطباء والممرضين.

كانت المعاطف البيضاء التي يرتدونها تحمل شعار "مستشفى الصفاء".

الجميع هنا يعرف "مستشفى الصفاء".

إنها إحدى المستشفيات الخاصة التابعة لمجمو
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 410

    لم يسبق للموظف أن رأى فادية، لذلك لم يعرف هويتها."أوه، نعم، تفضل من هنا."فادية لم تغلق الخط، بل فقط خرجت من واجهة الاتصال، وفتحت البريد الإلكتروني لتظهر بطاقة الدعوة الإلكترونية للموظف."حسنا يا آنسة، تفضلي بالدخول."دخلت فادية إلى المنتجع، وأعادت الاتصال برامي، "مرحبا، الأخ رامي، هل ما زلت على الخط؟ هل كنت تبحث عني… لأمر ما؟""لا شيء، فقط اشتقت إليك."جاء صوت رامي من الطرف الآخر هادئا ودافئا، أما كلماته الموحية فبدت كمن يتقن هذا الفن بمهارة.فكرت فادية: لا بد أن السيد رامي خبير في شؤون العاطفة.ولم تستطع إلا أن تشعر ببعض الشفقة على ياسمين. تبادلا بضع كلمات، ولم يزد رامي على ذلك.بعد أن أنهت المكالمة، ظلت فادية تحدق بهاتفها في شرود.هل اتصل فقط ليقول إنه "اشتاق إليها"؟هزت رأسها بلا حول ولا قوة، مدركة أن قوله "اشتاق إليها"، إما كان يمزح معها أو لأن هذا الرجل شعر بالملل، وعلى كل حال لا يحمل أي معنى عاطفي جاد بين رجل وامرأة.دفعت تلك الأفكار جانبا، وتوقفت عن التفكير في رامي.أما هو، فبينما كان يجلس في مكتب مكتبته داخل قصره الجديد، ينقر بأصابعه على المكتب بإيقاع متكرر، بدا عليه لأول مرة

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 409‬

    غضب الجد في لحظة عابرة، أهون بكثير من أن يجر فوفو إلى مخاطر مجهولة."آه، لن تأتي إذن..."ليان تضايقت وعضت شفتها بخيبة، لكن في قلبها ضحكة باردة.لقد استعملت بريدا إلكترونيا مجهولا لترسل لفادية دعوة إلكترونية، وفيها سربت بعض المعلومات عن عمد، لعلها تثير فضولها.فقط إن استبد بها الفضول، فربما ستأتي إلى حفل عيد الميلاد.الجد سيعلن عن وصيته ويحدد مستقبل مجموعة الهاشمي، كيف يمكن السماح لفادية بالغياب عن هذا المشهد؟ثم إنه يوم رائع، وهي تريد من فادية أن ترى بعينيها كيف أن ما كان من حقها بالأصل، صار ملكا لليان. أن تنظر بعينها إلى الحقائق، ومع ذلك تبقى جاهلة تماما بالحقيقة.مجرد التفكير بهذا ملأ قلب ليان بنشوة خبيثة."إن لم تأت، فلا داعي." قال الشيخ الهاشمي ببرود.حتى لو لم تأت، فمتى ما اعتذرت لعزيزته لولو، فسيظل محتفظا بنصيبها ليورثه لها.هكذا فكر الشيخ الهاشمي.لكن ليان التقطت من نبرة صوته الحادة أنه ما زال يتذكر الحادثة التي وقعت يومها في المستشفى.فارتسمت بسمة خفية على شفتيها.كأن القدر يعاونها!وكلما اقترب الوقت، ازداد انتظارها لهذا اليوم....في منتجع عائلة الهاشمي، كان الضيوف قد وصلوا با

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 408

    "روبو، لن أسمح أبدا أن تتعرض لولو لأي ظلم، ما كان من حقك، فسيكون لها."الكلمات التي قالها حملت معنى خفيا، جعل ليان تكاد تقفز من فرط الحماس.لكنها تماسكت، وكتمت فرحتها.فهي تعلم أن عقدة الشيخ الهاشمي الكبرى هي نادية جبران الهاشمي، وهذه العقدة يمكن القول إنها أصبحت كأنها شبح يطارده.كلما أيقظت شعوره بالذنب، غرق في تعويضها بلا حدود.مسحت ليان دموعا صغيرة من عينها، ونظرت إليه باستفهام: "جدي، ماذا ستعطيني؟"كانت عيناها البريئتان اللامعتان كأنهما لا تعرفان الدنيا، بريئتان لا تحملان أي رغبة.أحبها الشيخ الهاشمي أكثر في تلك اللحظة: "ستعرفين غدا."ففي حفلة عيد ميلاد الغد، لن يكتفي بجعلها تستعيد اسم عائلتها الهاشمي، بل سيكتب وصية يعلن فيها من سيكون وريث مجموعة الهاشمي.في صباح اليوم التالي، استدعى الشيخ الهاشمي المحامي على الفور.ومن خلال المراقبة، علمت ليان أن الشيخ وضع اسمها كوريثة في وصيته، فلم تستطع منع نفسها، وقامت ترقص فرحا داخل غرفتها."هاها، هو ما زال حقا يضع نادية جبران في قلبه!"فكرت أنه لولا اكتشافها أسرار فادية الحقيقية في الوقت المناسب، لكانت مجموعة الهاشمي الآن في يد فادية، لكنها س

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 407

    "جدي، لم أرد أن أزعجك، ولم أرد أن أزعج أي أحد، فقط... فقط اشتقت إلى أمي."كانت ليان تعض على شفتها.كانت تعرف أن هذه الكلمات قادرة على لمس ألين نقطة في قلب الشيخ الهاشمي.وفعلا، تلاشى الغضب من وجهه رويدا رويدا، حتى نبرته حين عاتبها لم تعد قاسية: "أمك... ما زالت حية، كيف تفعلين هذا..."أشار الشيخ الهاشمي إلى أوراق المراسم المشتعلة في الوعاء، وعيناه مليئتان بالرفض.ردة فعله لم تفاجئ ليان، فقد كانت تعلم أن الشيخ الهاشمي لم يقبل قط فكرة موت ابنته.لكن نادية جبران ماتت فعلا!هاه!ليان لن تخبره بالحقيقة، لكنها تستطيع استخدام موت ابنته كي تثير مشاعره."جدي، أنا..." قالت ليان، ولم تستطع أن تمنع نفسها من البكاء.كانت تبكي وهي تواصل:"حتى أنا لا أريد تصديق أن أمي رحلت، لكن كل هذه السنوات، لم تجدها، جدي.""رأيتها في حلمي الليلة الماضية، امرأة جميلة تناديني باسمي، وقالت لي أن أعتني بك جيدا. أنا... أنا ظننت أنها أمي.""قالت أيضا إنها تعيش في عالم آخر، لكن أي عالم آخر؟ جدي... لا أستطيع أن أتخيل.""فأحرقت لها قليلا من أوراق المراسم، علها في ذلك العالم الآخر تسمع كلماتي.""وأردت أن أخبرها أني سأعتني بك

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 406

    كان المقص تحت ضوء القمر يلمع ببرود قاتلة، وما إن لامست شفراته الحادة القماش الفاخر حتى تمزق بسهولة.حتى الصوت بدا كأنه موسيقى خافتة للأذن.لكن لا يدري لماذا، الشيخ الهاشمي ما إن قص زاوية منها حتى شعر بالندم.توقف فجأة، وأخذ يتفحص بعناية، وإذا بالبدلة قد تلفت.غمرت قلبه مشاعر متناقضة، وفي داخله تسلل إحساس بالذنب، فتنهد وألقى المقص جانبا، ولم يتمالك نفسه عن الهمس:"فوفو يا فوفو، لو أطعت قليلا، هل كنا وصلنا إلى هذا الحال؟"صحيح أن لقاءه بفادية لم يطل، لكنه بات يعرف طباعها بشكل جيد.تلك الفتاة صريحة وبريئة، لا تسعى وراء المظاهر، ولا تجري خلف التيار.ولم تغير من طريقة حياتها القديمة بعد أن تبنتها عائلة الهاشمي، واعتبرها حفيدته بالاسم.في قلبه كان يقدرها، ولم يطق القسوة عليها. لذا اتخذ قرارا في نفسه: إن جاءت فادية غدا إلى حفل عيد ميلاده، واعتذرت من لولو، فسوف يتجاوز عن كل ما قالته في المستشفى يومها.وما إن خطر له ذلك، حتى شعر الشيخ الهاشمي بانشراح مفاجئ.وكان على وشك أن يعود إلى السرير ليستريح، لكنه فجأة لمح من النافذة ظلا يتحرك."لولو؟" تمتم بدهشة وهو يقترب من النافذة، ارتدى نظارته، وتأكد أ

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 405

    "إنها فادية."نطق يوسف باسم فادية، ثم نظر بخفة إلى الشيخ الهاشمي.في عينيه، بدا الشيخ الهاشمي متفاجئا للحظة.تابع يوسف قائلا: "فوفو قد بذلت جهدا كبيرا في تصميم هذا اللباس لك، لقد قاست مقاساتك بنفسها وصممته خصيصا لك. كان هذا اللباس معدا ليكون هديتي لك في عيد ميلادك، لكن حين فكرت أكثر، قلت لنفسي: من الأصح أن يقال إنه هدية من فوفو لك."وعندما ذكر يوسف اسم فادية، لم يستطع أن يخفي الحنان الذي يملأ عينيه.كان يظن أن الشيخ الهاشمي سيشعر بالامتنان تجاه عناية فادية.لكن ما لم يتوقعه أن الشيخ الهاشمي أظلم بصره وقال: "تعبت، ساعدني على خلعه."تعجب يوسف، لكنه ما لبث أن خلع له اللباس بهدوء.وكان يريد أن يتحدث أكثر، غير أن الشيخ الهاشمي اكتفى بجملة: "أريد أن أرتاح." فلم يجد يوسف خيارا إلا أن يغادر الغرفة.وقبل أن يخرج من الباب، نظر إلى الشيخ الهاشمي نظرة امتلأت بالقلق.ذلك القلق انتقل من خلال كاميرا خفية، ليظهر على الشاشة أمام عيني ليان. فانطلقت منها ضحكة خافتة وباردة.قبل أيام، استغلت خروج الشيخ الهاشمي مع رئيس الخدم في جولة بالحديقة، وتسللت إلى غرفته لتزرع كاميرا خفية صغيرة.كان هدفها مراقبة حالته

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status