Share

الفصل 547

Author: تشيان دوه أر شياو تاي يانغ
"فادية!"

كان صوت مالك يرتجف بشدة.

وعلى الطرف الآخر من الهاتف، تعمد كريم أن يرفع صوته ليجعل صوت فادية يصل إلى مسامع مالك بوضوح.

مجرد سماعه لتلك الصرخة "فادية"، شعر كريم بتوتر مالك الشديد.

نظر كريم إليها بنظرة باردة.

في تلك اللحظة، كانت فادية جالسة متكئة على جدار المقصورة، عيناها شاردتان، وعلى جبينها جرح ينزف بسبب ارتطامها بجدار المقصورة أثناء مقاومتها لكريم قبل قليل.

كانت منهكة من قبل، والآن بدأ الدوار يسيطر عليها.

وكأنها سمعت صوت مالك يناديها.

رأسها يزداد ثقلا، وفي غمرة وعيها المترنح، نادت بغريزتها: "زوجي..."، كانت على وشك أن تفقد وعيها، حتى إن صورة كريم الواقف أمامها بدأت تهتز وتغيم في عينيها.

ومع ذلك كانت تدرك تماما أنها لا يجب أن تستسلم للنوم.

إن أغمضت عينيها، فلن يكون أمامها إلا أن تقع تحت رحمة كريم.

وبين غشاوة وعيها، غرزت أظافرها في فخذها محاولة استخدام الألم لإبقاء نفسها مستيقظة.

"فادية..."

الصمت الذي خيم على المقصورة جعل قلب مالك ينقبض بقوة، كان يحاول بكل جهده أن يسمع صوتها، لكن ما وصله لم يكن سوى فراغ غريب.

قبض على الهاتف بقوة، حتى كاد يحطمه بين أصابعه.

سمع بوضوح أنفاس رجل على
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 600

    اعتذار؟لقد انحنت رأسها حتى لامست الأرض، فماذا يعني الاعتذار بعد ذلك؟سلمى اعترفت بهزيمتها.ثم التفتت نحو صورة الشيخ الهاشمي وصندوق رماده وقالت: "الشيخ، سامحني."لكن كلماتها خرجت بلا أي إحساس.فادية لم ترض بذلك وقالت: "أعيديها!"عضت سلمى على شفتيها وقالت من جديد: "الشيخ، سامحني!"إلا أن نبرتها بقيت باردة ومتهاونة.فادية عقدت حاجبيها وقالت: "أعيديها!""أنت..."كانت سلمى تدرك أن هذا الاعتذار إن لم يرض فادية فلن يكون أمامها إلا الخضوع، فتنفست بعمق وحدقت في صورة الشيخ الهاشمي.هذه المرة التقت عيناها بعينيه في الصورة.وفجأة عادت إلى ذهنها تلك اللحظة حين تبناها الشيخ وأدخلها إلى عائلة الهاشمي.حينها كان الزوجان قد فقدا ابنتهما، ولتخفيف ألم السيدة الهاشمي على فقدانها، تبنياها.وفي عائلة الهاشمي، غمراها بالحب والحنان، حتى شعرت أنها أسعد يتيمة في العالم.حتى بلغت الثامنة عشرة، كانت حياتها مليئة بالسكينة.لكن في ذلك اليوم اكتشفت صدفة أن عائلة الهاشمي لم تتوقف يوما عن البحث عن ابنتهم الحقيقية. عندها تسلل الخوف إلى قلبها.خافت أن تكون ابنة العائلة ما زالت على قيد الحياة، وخافت من اليوم الذي سيجدون

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 599

    بلا وعي تقريبا، أغمضت سلمى عينيها.لكن حتى وهي مغمضة الجفون، شعرت أن المشبك في يد فادية لا يبعد عن جفنها سوى شعرة.لو فتحت عينيها الآن، ربما كانت فادية ستغرسه مباشرة في بؤبؤها.في خضم الخوف، جاءها صوت فادية من فوق رأسها: "اسجدي واعتذري للجد!"النبرة الباردة كأنها صادرة عن رسول من جحيم.عضت سلمى على أسنانها، ورغم رفضها، اضطرت أن تتنازل: "سأسجد… لكن أبعدي هذا أولا…"ثم أضافت بسرعة وكأنها لم تكتف: "وأيضا، اتركيني… وإلا كيف يمكنني أن أسجد؟!"كانت تظن أن فادية لن تستجيب،لكن على غير المتوقع، تركتها.نالت سلمى حريتها، لكنها لم تفكر أصلا في أن تسجد وتعتذر. غير أن عينيها وقعتا على صورة الشيخ الهاشمي، فشعرت وكأنه يحدق بها مباشرة."اسجدي!"جاء صوت فادية مجددا.نظرت سلمى إلى الحاضرين، فوجدت في عيونهم لوما وانتظارا.وكأن كل تلك النظرات تخبرها: إن لم تسجدي، فلن يتركك أحد هنا بسلام.لحظة تردد، ثم رضخت.جثت على ركبتيها، وانحنت برأسها أمام صورة الشيخ الهاشمي وصندوق رماده، وضربت جبينها بالأرض ثلاث مرات سريعة، ببرود شديد وكأنها تؤدي واجبا بلا قلب.قطبت فادية حاجبيها.أتريد الخداع بهذا الشكل؟مستحيل!"لا

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 598

    حين كانت فادية تحمل صندوق الرماد وتستعد للرحيل مع الآخرين، اعترضت سلمى طريقها مرة أخرى."ليس لك الحق أن تحملي هذا الصندوق!"توقفت فادية مرغمة، والتقت عيناها بنظرات سلمى.الصفعتان السابقتان كانتا كافيتين لحفظ ماء وجهها، لكنها ما زالت تلح وتتشبث، فلا تلومن إلا نفسها!أمام أنظار الجميع، سلمت فادية صندوق الرماد إلى يوسف.أدرك يوسف قصدها، وقال بصوت منخفض: "دعيني أتعامل مع الأمر.""لا حاجة!" أجابت فادية بصرامة.حتى لو كان هذا شأنا داخليا لعائلة الهاشمي، وحتى لو لم تكن أهل عائلة الهاشمي الحقيقية، بل حتى لو كان الأمر تجاوزا، فهي ستتصرف بنفسها!استدارت فادية، وقبل أن تستقر نظراتها على سلمى، اجتاح قلب سلمى شعور غريب بالارتجاف.ارتجاف لم يكن فقط من الحدة المفاجئة التي انبعثت من فادية، بل أيضا من ذكرى ربى الخالدي.وكأنها رأت ربى من جديد!لماذا؟لماذا ترى ظل ربى الخالدي بالذات في ملامح فادية؟ولم تكد سلمى تفهم ما يجري، حتى تقدمت فادية نحوها، وفي لمح البصر أمسكت بمعصمها.وفي اللحظة التالية، شعرت سلمى بألم في قدمها، ثم ضغط قوي على رأسها أجبر ركبتيها على السقوط أرضا."اتركيني!"أدركت سلمى أنها مقيدة،

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 597

    تناثرت رماد الجثمان على الأرض، والجميع تجمدوا في أماكنهم، تتصاعد على وجوههم ملامح الغضب في لحظة واحدة.سلمى وقفت مذهولة.وحين استعادت وعيها، التفتت لا إراديا نحو يوسف، فرأت في عينيه قسوة باردة، ذاك الذي كان دوما هادئا رزينا، صار الآن ينظر إليها وكأنه يريد أن يفتك بها.سلمى أدركت أنها ارتكبت خطأ فادحا.وبلمح البصر، خطر في بالها أن تجد من تتحمل عنه المسؤولية."إنها..." فادية!رفعت سلمى رأسها بجرأة لتواجه نظرة يوسف، فهي تعتقد أن كل ما يهمها هو مواجهته فقط، أما فادية...فهي تظن أنها قادرة على السيطرة عليها بسهولة.لكن قبل أن تتمكن من إلقاء التهمة، جاءتها صفعة قوية على وجهها، دوى صوتها في أذنها، وارتج رأسها حتى شعرت بالدوار، تلاها فراغ قصير في عقلها.وحين استوعبت ما حدث، رأت من صفعها.فادية؟كيف تجرؤ على ضربها!اندفعت نيران الغضب في صدرها، وحدقت في فادية بعينين جاحظتين: "أنت..."لكنها لم تكمل، إذ ارتفعت يد فادية مجددا، وصفعتها على الخد الآخر بقوة أشد.تركت الصفعة آثار أصابع واضحة على وجه سلمى، ومع شدة الضربة لم تستطع الوقوف بثبات، فتراجعت خطوات إلى الوراء.وبينما تستعيد توازنها، صرخت غاضبة:

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 596

    "آنسة فوفو، اصبري واحتسبي، فجدك بالتأكيد لا يرضى أن يراك حزينة."نزلت فادية إلى الأسفل، ولما مرت بجانب رئيس الخدم لم يتمالك نفسه وواساها بكلمات رقيقة.توقفت فادية في مكانها.لا يريد أن يراها حزينة...جدها فقد حياته بسببها، لأن ليان طعنته، ولأن كل ذلك كان مرتبطا بها.كله بسببها!الحزن المكبوت في صدرها انفجر أخيرا، فارتفع صوت بكائها في أرجاء القاعة، حتى رئيس الخدم وبقية خدم عائلة الهاشمي تأثروا وشاركوا بالبكاء.غطى صوت البكاء في القاعة على صراخ سلمى في الخارج.وللحظة قصيرة، تسلل شيء من الحزن إلى قلب سلمى، لكنها سرعان ما تجمدت مشاعرها، وأطلقت ضحكة ساخرة: "ما أبرعها في التمثيل!"فحفيدة لم يعترف بها إلا منذ فترة قصيرة، تظن أن دموعها ستمنحها نصيبا من ميراث عائلة الهاشمي؟ مجرد وهم سخيف.سلمى عقدت العزم، لن تدع فادية تنال أي منفعة."فادية، لا تظني أن دموعك ستجلب لك شيئا من إرث عائلة الهاشمي، فليس لك فيه أي نصيب!"صرخت سلمى نحو القاعة.دخل صوتها إلى آذان كل من بداخلها.تجهم وجه مالك.امرأته مالك، كيف يمكن أن تفكر يوما في ميراث عائلة الهاشمي؟!"رائد..."فتح مالك فمه ليأمر رجاله بإخراج تلك المرأة

  • بعد الزواج الخاطف، اكتشفت أن زوجي ملياردير   الفصل 595

    فادية رأت حلما طويلا.في الحلم، كان الشيخ الهاشمي جالسا على المقعد الخشبي في الحديقة حيث التقيا أول مرة، وفي يده قطعة الحلوى نفسها التي أحضرها يوم تعارفا، وهو يبتسم ويلوح لها بيده."فوفو، تعالي… اقتربي…"اقتربت فادية بفرح، لكن ما إن بقيت على بعد خطوة منه، حتى نهض فجأة من على المقعد وأدار ظهره وابتعد شيئا فشيئا."جدي…"أرادت اللحاق به، لكن قدميها كأنهما عالقتان في الأرض، مهما حاولت لم تستطع أن تخطو خطوة واحدة للأمام.كادت تبكي من شدة القلق.صرخت تناديه "جدي"، والخوف ينهش قلبها، كأنها إن فقدته الآن فلن تراه أبدا بعدها."جدي، لا تذهب، أرجوك لا تتركني." نادت فادية بصوت مرتجف.وأخيرا، توقف الشيخ الهاشمي.استدار ببطء نحوها، وابتسم كأنه يهمس لها بشيء.لكن مهما حاولت فادية أن تصغي، لم تستطع أن تفهم ما يقوله.وبينما قلبها يتخبط قلقا، لم تر إلا يده تلوح لها في النهاية، وكأنه يودعها الوداع الأخير، قبل أن يختفي في وهج ضوء ساطع.استيقظت فادية من جديد، لتجد نفسها على سرير غرفتها، والوسادة مبتلة بالدموع.لم تفتح عينيها بعد، لكن مشهد الحلم تكرر في رأسها، ثم سرعان ما حل مكانه المشهد الأشد إيلاما: جدها

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status