Masukدعي كريم يقوم بالاختطاف ليبدو وكأنه حادث!"لم أفعل شيئا!" صرخت ليان في وجه فادية.ما دامت لا تعترف بأن لها علاقة بعملية الاختطاف هذه، فلن يكون لديهم أي دليل حقيقي لإدانتها.وما دامت تظهر الندم، وبحكم أنها الحفيدة الحقيقية للشيخ الهاشمي، ومع وجود "ربى الخالدي" كدرع يحميها، فلن يجرؤ الشيخ الهاشمي على المساس بها."جدي، أنا حفيدتك الحقيقية!"كانت دموعها تنهمر بغزارة وهي تحاول أن تذكر الشيخ الهاشمي مجددا بأنها ابنة ربى الخالدي.ذلك الشعور بالذنب الذي يحمله تجاه ربى، كان يجب أن ينعكس عليها هي.كانت تظن أن مجرد هذه الجملة كافية لتليين قلب الشيخ الهاشمي، على الأقل ليشفق عليها، لكنها لم تتوقع أن نظرته تصبح أكثر حدة شيئا فشيئا.كان الشيخ الهاشمي يرمقها بغضب شديد، حتى أن صوته ارتجف قليلا وهو يقول: "أنت لا تستحقين حتى أن تذكري اسم روبو!"كيف لها أن تذكر اسم روبو؟"ليان، إلى متى ستواصلين خداعي؟"ارتبكت ليان للحظة.تحت تلك النظرات القاسية، شعرت ليان بالذنب يتسلل إلى قلبها، فحاولت التماسك وقالت ببراءة مصطنعة: "جدي؟ لم أخدعك، لم أقصد ذلك أبدا، أنا نادمة حقا..."كانت تشرح بعجلة.ظنت أن ما يقصده بكلمة "
مع صرخة ألم حادة، ظهرت على وجه ليان خمس بصمات أصابع واضحة.وفي اللحظة نفسها، أعادتها تلك الصفعة إلى وعيها بعد أن كانت مذهولة.رمقت ليان جنى بنظرة حادة مليئة بالغضب، لكنها لم تجد وقتا للرد على صفعتها الآن.الأمر الأكثر إلحاحا كان الشيخ الهاشمي!حين التقت عيناها بعينيه المليئتين بالغضب والبرود، شعرت بانقباض غامض في قلبها، ومع ذلك لم تكن مستعدة للاعتراف بسهولة بما ارتكبته.حاولت ليان بكل قوتها أن تفلت من قبضة الحراس، ثم سقطت على ركبتيها بقوة، وقالت بلهفة وهي تدافع عن نفسها: "جدي، أرجوك اسمعني، فالأمر ليس كما تظن.""إذن كيف هو؟"أظهر الفيديو بوضوح قوة ركلتها نحو الكرسي المتحرك، فبأي حجة يمكنها أن تبرر ذلك؟نظر إليها الشيخ الهاشمي نظرة صارمة، كأنه يقول: "أريد أن أرى كيف ستتهربين هذه المرة."عضت ليان على شفتيها، مدركة أنها فقدت ثقة الشيخ الهاشمي.لكنها خططت لكل شيء بعناية، وبذلت الكثير، فكيف تسمح لكل شيء أن ينهار الآن؟ماذا تفعل؟بدأ يعمل عقلها بسرعة بحثا عن مخرج.وأمام أنظار الجميع، تماسكت فجأة وقالت بحزم: "إنها فادية!"فادية؟كان هذا التبرير صادما، لكنه بدا متوقعا في الوقت نفسه.أما فادية
الآخرون لم يدركوا معنى هذا الفيديو، حتى يوسف نفسه لم يكن يعلم بوجوده.لكن حين وقعت عينا ليان على تلك اللقطة، دوى رأسها كالرعد واهتز جسدها.كانت تعرف جيدا ما يمثله هذا الفيديو.لم يخطر ببالها أن قد سلم ذلك الرجل الفيديو إلى مالك.محاولتها إغواء الرجل ليصنع حادثا ويغتال الشيخ الهاشمي، لم يكن عليها دليل، وكان بوسعها الادعاء أنه افتراء، لكن هذا الفيديو يظهر بوضوح لحظة ركلها لكرسي الشيخ المتحرك بقدميها…وفي تلك اللحظة، ظهر على الشاشة فادية وهي تتلقى اتصالا هاتفيا ثم تغادر الممر.وما تلا ذلك…تملك الخوف قلب ليان.لا يمكنها السماح باستمرار عرض هذا الفيديو!حين وقعت عيناها على مصدر الكهرباء، اندفعت بخطوات سريعة محاولة نزع القابس.لكن أحدهم كان قد قرأ نواياها.فما إن مدت يدها حتى قبض رائد على معصمها بقوة هائلة جعلتها تصرخ من الألم، ولم يبد أي رحمة وهو يمسك بها، ثم رماها بعيدا بسهولة.تعثرت ليان بخطواتها.وبعد أن أفلتت من قبضته، لم تستسلم.اندفعت مرة أخرى نحو الشاشة، لكن هذه المرة ما إن خطت خطوة واحدة حتى أمسك بها الحراس وأوقفوها.حاولت المقاومة، لكن كمن يحاول زحزحة جبل.حركاتها العنيفة تلك،وفي
هل تحتاج فادية أن تغار من ليان إذن؟تجمدت ليان لبرهة، وظنت أن جد الهاشمي قد علم بما دبرته لإيذائه، فحمل في قلبه عليها ضغينة، فسارعت تدلل وتحاول التبرير: "جدي..."لكن في اللحظة التالية، قاطعها الشيخ الهاشمي بصرامة.قال بوجه متجهم: "آنسة ليان، هذه الكلمة جدي لا أستحقها منك!"ارتبكت ليان، وبدت على وجهها براءة مصطنعة: "جدي، كيف تقول هذا؟ هل استمعت إلى كلام أشخاص يحاولون التفريق بيننا؟"رد الشيخ الهاشمي ببرود: "وما الذي ينبغي أن أسمعه؟ أهو أنك سعيت لقتلـي، وأردت حياتي؟"حتى وإن عقدت العزم على الإصرار بأن كل ما حدث كان افتراء من فادية عليها، فقد خان ليان للحظة شعور بالارتباك لم تستطع إخفاءه.لكنها مضطرة إلى إكمال تمثيلها."جدي، ماذا تعني؟ استئجار قاتل؟ أنا؟ كيف يمكن أن أفعل شيئا كهذا؟"قالت بملامح مذهولة وبدت وكأنها لا تفهم شيئا من اتهاماته.ثم فجأة تظاهرت بالخذلان لكلامه، وضحكت بسخرية حزينة:"أهناك من اتهمني بأني أردت قتل الجد؟ أجدي، هل صدقت ذلك أيضا؟ كيف يكون هذا ممكنا؟ من الذي ابتكر هذه الحيلة؟ يا جدي، مهما قال الآخرون، فلك أنت حكمك. أما زلت لا تعرفني بعد هذه الفترة التي عشناها معا؟ جدي،
كان يفيض مالك برغبة عارمة، وكأنه يتمنى لو تبقى فادية دائما تحت حمايته، لا تفعل شيئا سوى أن تكون أمام عينيه."نعم، سيدي!" أجاب رائد فورا.ثم أشار بعينيه إلى أحد الحراس، فانسحب الحارس بهدوء.الجميع في القاعة بدت عليهم علامات الفضول، حتى فادية نفسها لم تكن استثناء.فقد سمعت من مالك من قبل أن سناء مفقودة، لكنها لم تتوقع أبدا أنه قد وجدها أيضا.ولكن… هناك شخص آخر؟ من يكون؟وبينما كانت التساؤلات تتزاحم في قلبها، دخل الحارس ومعه رجل آخر.كان رأس الرجل مغطى بقطعة قماش سوداء، فلم يظهر وجهه، لكن هيئته لم تخطئها عينا فادية، فقد تعرفت عليه من النظرة الأولى.ذلك الرجل الذي كاد أن يودي بحياتها تلك الليلة.كريم…حتى لو تحول إلى رماد، ستظل قادرة على التعرف عليه!اشتعل الغضب في صدر فادية، وقبضت يديها بقوة.وكذلك كانت ليان يعتريها الاضطراب في قلبها.فمنذ أن وقع بصرها عليه، تذكرت فورا أنه هو ذلك الرجل الذي هددها بتسجيل الفيديو وأجبرها على الخضوع له.وفي اللحظة التي عرفته فيها، ارتبكت ملامحها بوضوح.ما الذي جاء به إلى هنا؟والآن وقد وقع في يد مالك، فهل هذا يعني أن كل ما فعلته من خلاله قد انكشف؟نظرت ليان
أهي الخدعة نفسها مرة أخرى؟تضربها وتسبها؟بما أنها طلبت ذلك، فستفعل كما أرادت لترضيها!"أنت..." تعالي هنا.لم تكمل فادية جملتها، حتى كان مالك قد أشار بعينيه إلى رائد.أما الضرب، فهل تحتاج فادية أن توسخ يديها به؟رائد اندفع بخطوة سريعة، وفي لمح البصر، صفع ليان على وجهها.دوى الصوت عاليا، بلا أي رحمة، فتعثرت ليان وكادت تسقط، بالكاد تماسكت، ورأسها فرغ من كل شيء إلا من طنين متواصل.من... الذي تجرأ وضربها؟!أفاقت ليان من ذهولها، وحدقت بغضب في رائد.رائد رجل مدرب، صقلته أيامه في "فرسان العقاب"، وجسده ممتلئ بالقوة، كما تأثر بصرامة مالك وسطوته، فبمجرد نظرة منه، انكسرت هيبة ليان وتراجعت.لكن هل ترضى ليان بالهزيمة؟هي الحفيدة الحقيقية لعائلة الهاشمي، أما رائد... فما هو إلا كلب تابع لمالك.حتى لو كان ضربها بأمر من مالك، فإن وجود هذا العدد الكبير من الناس جعل ليان تشعر بالإحراج، ولا سيما بعد أن تلقت تلك الصفعة، إذ جاءت ردود فعل الحاضرين لتزيد الموقف حدة.ساد الصمت المكان.لم يتوقع أحد أن يقدم رائد على هذه الخطوة المفاجئة.وبعد الصمت، انطلقت ضحكة خفيفة، فالتفتت ليان لترى جنى.نظرات جنى كانت مليئة ب






