Share

الفصل 10 جاء أخي ليحضرني

Author: أميرة الثلوج البيضاء
"حازم!"

لم تكن ميار تعرف حقيقة العلاقة بين الاثنين أمامها، لكنها شعرت أن وجود لارا كان مزعجًا بعض الشيء، فقالت: "أسرع واجعل السكرتيرة لارا تغادر! أمي وأبي ما زالا ينتظران عودتنا للمنزل سويًا، فهم لم يروك منذ وقت طويل، ويشتاقان إليك كثيرًا."

أعاد صوت المرأة الناعم حازم من شروده.

كانت عائلة العلي مدينة لعائلة الهاشمي، ولهذا السبب فقط تعين عليه بالفعل زيارة عائلة الهاشمي.

لكن بالنظر إلى لارا، لم يبدُ على ملامحها أي تغيير بسبب هذه الجملة.

وكأنها لم يعد لديها علاقة بأي ما يجمعها به.

فشعر بضيق في صدره، وأصبح تعبيره باردًا ومعقدًا.

"أغراضك هناك."

تتبعت لارا الاتجاه الذي أماء إليه بذقنه، لتجد بطاقة هويتها ملقاة تحت مبرد الماء، محتقرة تمامًا كما احتقرها هي شخصيًا.

"شكرًا" كتمت ما في قلبها من ألم، وتقدمت مباشرة لتلتقط بطاقتها الشخصية.

ثم استدارت وغادرت دون تردد.

وكانت تشعر بنظرة حادة وباردة تتبعها باستمرار من خلفها.

وفي اللحظة التي فتحت فيها لارا باب مكتب المدير التنفيذي، تجمعت أنظار كل من في منطقة المكاتب عليها.

كان هناك من يستمتع بالمشهد، وهناك من يتعاطف معها، لكن الأغلبية كانوا يغتابونها.

حتى أن البعض كانوا يهمسون بمحاولة إغوائها للسيد حازم، ولذا قام الطرف الشرعي في العلاقة بفصلها.

كانت هي زوجة حازم بموجب القانون، لكن انتهى بها الأمر إلى مصير يعادل مصير العشيقة.

احمرّت عينا لارا ما إن ركبت المصعد، لكنها أجبرت نفسها على عدم البكاء، وبمجرد وصولها إلى ردهة الطابق الأول، سمعت صوت خطواتٍ خلفها.

كان لؤي، وقد أحضر لها مظلة، وقال: "سكرتيرة لارا، إنها تمطر في الخارج، إذا كنتِ تشعرين بالبرد، سأعطيكِ معطفي أيضًا!"

يبدو أن ليس كل العاملين بشركة العلي بلا قلب.

عندما رأته على وشك خلع ملابسه، أوقفته لارا، وابتلعت ريقها بصعوبةٍ قائلةً: "لا داعي، شكرًا لك يا لؤي. من الآن فصاعدًا، لن نلتقي مجددًا."

نظرًا لمظهرها الحزين الضائع، حرك لؤي شفتيه وكان يقول شيئًا، لكنه لم يعرف ما ينبغي عليه قوله.

وأثناء تردده، كانت لارا قد غادرت بالفعل، واقتحمت المطر الغزير.

فمثل هذه العواصف العاتية وحدها ما يمكنها إيقاظها من غفلتها.

جلست مرة أخرى في سيارة الأجرة المتجهة إلى المطار، ونظرت لارا إلى المطر المنهمر بالخارج، فانعكست في بصرها بشكل غريبٍ صورة هذه المدينة التي عاشت فيها لسنوات عديدة، وأخيرًا لم تستطع تمالك نفسها وأجرت مكالمة هاتفية.

في اللحظة التي تم فيها الرد على المكالمة، استجمعت كل قوتها، وقالت بصوتٍ منهك: "أخي..."

لم تقل سوى بضع كلمات مع الطرف الآخر قبل أن تنتهي المكالمة.

وبعد ثماني ساعات، هبطت طائرة خاصة في مطار مدينة الساحل.

احتضن لارا مباشرةً رجل طويل القامة يرتدي ملابس سوداء.

وقام الحارس الشخصي خلفها بجرّ أمتعتها، وأوصلهما إلى الطائرة.

...

في وقتٍ متأخرٍ من الليل، دخلت سيارة بنتلي سوداء ببطء المنزل العتيق لعائلة العلي.

وفي المساحة الضيقة للمقعد الخلفي، رفع حازم عينيه، ونظر عبر النافذة إلى الفيلا المكونة من طابقين تحت الأشجار الكثيفة.

عادة ما تكون أضواء غرفة النوم مضاءة، لكنها الآن مظلمة تمامًا.

مما ذكره برحيل تلك المرأة.

شعرت ميار بالهالة الباردة المنبعثة منه، وظنت أن كلمات والدها أثناء العشاء قبل قليل هي ما أزعجت حازم، فقالت: "حازم، أعلم أن ما حدث بين أختي الكبرى وأخوك الأكبر قد آذانا كثيرًا، لذا لا داعي للاستعجال في أمر الزواج، ولا تهتم بما قاله والدي، إنه فقط قلق لأنني حامل..."

أعادت كلماتها إلى حازم بعضًا من انتباهه، فألقى نظرة خاطفة على طرف كمه الذي جعدته، وقال لها كلمتين: "لقد جعدتّيه"

أفلتت ميار يدها بشكل لا إرادي.

وبعد ذلك، فتح حازم الباب مباشرةً ونزل من السيارة.

تجمدت ميار في مكانها، محدقة في ظهر الرجل المغادر ببرود، غير قادرة على فهم لماذا سمح لها بالجلوس على قدمه في المكتب اليوم، وكيف تغير تمامًا الآن ليبدو وكأنه شخص آخر.

لكنها لم تستطع التفكير مطولًا، إذ تبعته ونزلت من السيارة.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 100 فلنمهلها وقتها لتتعرف علي جيدًا

    كان الجد وائل الفقي جالسًا في غرفة المعيشة مع أبنائه الثلاثة ينتظرون منذ وقت طويل.وجميعهم قد قرأوا ذلك الخبر، ففي البداية شعروا بالارتياح لأن لؤلؤة العائلة بخير، لكن ما إن فكروا مجددًا، حتى شعروا أن هناك أمرًا غير صحيح، فكيف أصبح الاثنان حديث الإنترنت كثنائي؟كان رائد نادمًا أشد الندم، فما كان يجب عليه أن يسافر على رحلة مختلفة عن لارا لرؤية أصدقائه، ويترك شقيقته وحدها في مطار مدينة البرج.أما العم شاكر، فحين رأى ابنه وزوجته يخرجان لتلطيف الأجواء، شعر وكأنه أُنقِذ للتو."فؤاد، قم بتحية جدك وائل بسرعة!"تقدّم فؤاد، وانحنى بأدب قائلًا: "مرحبًا يا جدي وائل.""أهلًا."كان الجد وائل يرتدي زيًّا تقليديًا بلون أزرق، ورغم أن شعره شاب، إلا أن روحه كانت نابضة بالحياة.تبادل ليث وفؤاد نظرة سريعة كتحية، فهما بالأصل زميلا دراسة تجمعهما علاقة طيبة.أما قاسم، فكان يحدق في فؤاد بعين محلل بيانات، ويفكر في أنه عليه اختراق حاسوبه لاحقًا ليتحقق من شخصيته.وقف رائد عاقدًا ذراعيه بعدائية، فكان يشعر وكأن أحدهم يريد انتزاع صغيرته لارا منه، وإن أراد ذلك فعليه تجاوزه أولًا.قال رائد بهدوء: "لارا الصغ

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 99 لقد وصلت

    في حادثة الطائرة الأولى، كانت لارا قد أدركت حقيقة حازم، واكتشفت كذلك حقيقة زواجهما، واستيقظت من ذاك الحلم الذي ظنت فيه أن عطائها سيكافأ بالحب.ولكن ماذا عن هذه الحادثة؟وبعد كل هذا الدوران والتقلب؟ما زالت وحيدة لا رفيق لها.أخفضت لارا عينيها للنظر إلى شاشة هاتفها المهشم، وقد غمرها شعور بخيبة الأمل، واغرورقت عينيها بالدموع.في تلك اللحظة، كانت الرياح العاتية تهب في الخارج، فهبط طائرة مروحية ببطء، ثم ترجل منها رجل طويل القامة يرتدي بدلة رسمية وربطة عنق، وله هيبة طاغية. كان وجهه حاد القسمات، وما إن وقعت عيناه الحادتان على الجموع حتى بدا وكأنه قد تعرّف على من جاء من أجلها، فاتخذ طريقه نحوها بخطى واسعة.كان الضجيج الذي أحدثته المروحية قد جذب أنظار جميع من تم إنقاذهم، فراحوا يرمقونه بفضول، فمن هي تلك المحظوظة التي جاء هذا الرجل لأجلها؟"إنه وسيم جدًا، من هي تلك الأميرة المصابة التي جاء ليأخذها؟"لم تكن لارا في مزاج يسمح لها بالنظر لما يتحدثون عنه، لكنها حين سمعت هذه الجملة، انهمرت الدموع من عينيها ولم تستطع كبحها.كل شخص بالعالم لديه من يأتي لأجله، أما هي، فليس لها أحد.وأصبح ا

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 98 وقوع حادث طائرة مرةً أخرى

    قال رائد بهدوء لجون عبر الهاتف: "ليحافظوا على مستواهم، ولن تقل المكافآت عن ذلك."ثم أنهى الاتصال."متى استثمرت في فريق ألعاب إلكترونية، يا رائد؟" سألت بفضول وهي ترتشف من مشروبها."حينما كنتُ لاعبًا فاشلًا، كنت دائمًا أُهزم ويشكو زملائي مني، فغضبت ودفعت مائتي مليون لتأسيس فريق، وأثبت لنفسي أن المال يصنع النجوم!"ثم مال على كرسي الألعاب ضاحكًا: "من الآن فصاعدًا، الفريق كله بين يديكِ، أقدّمه لك كهدية!"غمزت لارا قائلةً: "شكرًا جزيلًا."رنّ هاتفها وكان المتصل رقم غريب، فرفضت المكالمة دون تردد، إلا أن الرقم نفسه اتصل مجددًا."مرحبًا.""لارا، الآن وقد عرفتِ مدى قوتي، فلتعيدي خاتم اليشم لي، واعتذري لميار الهاشمي." قال شناوي بغطرسة، أضاف: "ما شعورك والجميع يسبونك على الإنترنت؟"رفعت لارا حاجبيها بسخرية، وقالت بلا مبالاة: "هل هذا أقصى ما يمكنك فعله؟"وأكملت ببطء: "ظننتُك عملاقًا تجاريًا بفضل سنوات خبرتك في مجال الأعمال، لكن حيلك كلها مجرد حيل رخيصة.""أنت مجرد بلطجي ببدلة رسمية لا يعرف سوى الغش، التهديد، ونشر الشائعات… فأي شرف بقي لك لتتفاخر به؟"زمجر شناوي بغضبٍ قائلًا: "قد لا ت

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 97 سأقتل التنين الكبير

    أجرى رائد مكالمة دولية."أيقظوا الجميع فورًا، كل الفريق يجب أن يتصل بالإنترنت الآن من أجل أختي الصغيرة."ثم قدّم للارا مشروبًا أعدّه خبير مختص، وقال: "انتظري لبضع دقائق، وسينضمون للّعبة."كانت لارا متكئة تضُمّ ساقيها على كرسي الألعاب، فأومأت برأسها بتكاسل.كان الوقت فجرًا بالفعل في الجهة الأخرى من الكرة الأرضية في ألمانيا.استيقظ جون رئيس نادي EDF للرياضات الإلكترونية فور تلقيه الاتصال، وركض إلى غرف اللاعبين مرتديًا خفه المنزلي وأخذ يقرع الأبواب بجنون.وبعد ثلاث دقائق، خرج أعضاء الفريق واحدًا تلو الآخر يتثاءبون وهم ملفوفون بالبطانيات."جون، إنها الرابعة صباحًا! لسنا معتادين على تدريبات في هذا الوقت!"وكانت عينا جون محمرتان من السهر كذلك، لكنه أجبر نفسه على التماسك."استمعوا جيدًا! لقد تلقينا الآن اتصالًا من رئيسنا الذي خلف الكواليس!"استعاد الجميع نشاطهم فور أن سمعوا ذلك.وكان الرئيس الغامض الذي لم يره أحد قط معروف بكونه ثري قليل الكلام، لكنه سخي، وكان يمنح الفريق كل ربع سنة مكافأة قدرها 30 مليون، وفي حالة الفوز ببطولات كبيرة، ترتفع القيمة.مؤخرًا، فاز فريق EDF بلقب بطولة ا

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 96 لماذا ازداد اهتمامه بها؟

    ابتسمت لارا بهدوء، وقالت: "نعم، أنا من يهاجمه الجميع."كان حسام أول من نفدَ صبره، فصرخ: "كيف يجرؤون على قول ذلك عنك؟ سأذهب وأردّ عليهم!""وأنا أيضًا!""وكذلك أنا!""لا حاجة لذلك، فالبريء سيظل بريئًا مهما قالوا." ابتسمت لارا حين رأت دفاعهم عنها، وقالت: "لا يهم ما دام من يهمني أمرهم لا يرونني بتلك الطريقة."ثم سألتهم عن احتياجاتهم الدراسية بعد القبول، وطمأنتهم بأنها قد أودعت المال في حساباتهم لتغطية نفقاتهم، طالبةً منهم ألا يرهقوا أنفسهم بالقلق.كما أوصتهم بألا يكشفوا عن هويتها كالقطة المرقطة، ثم رتّبت لهم مرافقة أمنية لمغادرة المبنى عبر المرآب.ما إن غادر الأطفال، حتى رنّ هاتفها، وكان المتصل مروان السالمي.كان يكثر من السفر في الآونة الأخيرة بناءً على تعليماتها، وكان راضيًا تمامًا بذلك بدافع تأنيب الضمير.في المكالمة، بدأ أولًا بشتم الإعلام الظالم، ثم طمأن لارا بأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأعرب عن رغبته في العودة إلى الوطن.ضحكت "لارا" بخفة، ثم وافقته على عودته.فليعد بعد إنهاء عمله في أمريكا ليحضر عيد ميلاد جدّهم بعد أيام.أنهى مروان المكالمة بسعادة غامرة.دخل "ليث" الغ

  • بعد الطلاق، أصبحت حفيدة أثرى رجل في العالم   الفصل 95 أختنا القطة المرقطة

    "أختي القطة المرقطة، هل يمكننا أن نلتقي عند بوابة جامعة الساحل؟"عندها فقط تذكّرت لارا أن الوقت ليس مناسبًا لخروجها هذه الأيام."أين أنتم الآن؟ سأرسل من يصطحبكم."بعد ساعة.كان الصحفيون لا يزالون متجمهرين أسفل مبنى الإمبراطور، وقد ترددوا في المغادرة، فكانوا بانتظار ظهور لارا لالتقاط مجموعة صور جديدة.في تلك اللحظة، توقفت سيارة فاخرة، ونزل منها ثلاثة أطفال بملامح نقية وعيون مشرقة.سرعان ما تعرف أحد الصحفيين على الفتاة التي تتقدمهم، وهي جوهرة، الحاصلة على المركز الأول في امتحانات الثانوية العامة لهذا العام في مدينة الساحة.أما الفتيان اللذان كانا خلفها، فهما عمر صاحب أعلى درجة في المواد العلمية، وحسام الفائز بجائزة التأليف الإبداعي.كان لدى الثلاثة ندوب خفيفة أعلى شفاههم، وهي آثار جراحة أُجريت لهم لعلاج الشفة الأرنبية.ونظرًا لأن يونيو هو وقت إعلان نتائج القبول الجامعي، فقد أصبح هذا الموضوع محط اهتمام كبير على الإنترنت، ولا يقل أهمية عن أخبار المشاهير وفضائحهم.تقدّم الصحفيون نحوهم بالمذياع والكاميرات."بدايةً، نبارك لكم يا جوهرة وعمر وحسام على نجاحكم اللافت في الالتحاق بجام

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status