الفصل 9 أغراضي بحوزة المدير حازم

أصبح الجو في مكتب المدير التنفيذي كالصقيع في لحظة.

كانت لارا دائمًا تتحدث مع حازم بحذرٍ شديدٍ في الماضي.

تلك أول مرة تظهر فيها هذا القدر من الصرامة والبرود في مكان العمل.

مما تسبب في تجهم وجه حازم على الفور.

"هل حدث هذا فعلًا يا حازم؟" قالت ميار مقتربةً منه، فعقد جبينه قليلًا، وقال: "بالطبع لا"

وقال بلا أدنى مراعاة: "فكما قالت، مجموعة شركات العلي مليئة بالموظفين الموهوبين، ولا حاجة لنا للبطاقة الشخصية لسكرتيرة عادية"

"وعلى أي حال، بما أنك ستغادرين مجموعة العلي، فيجب أن تتم عملية تسليم واستلام المهام بشكلٍ صحيح، فمغادرة العمل دون تسليم المهام، وكذا ارتداؤك زي العمل الذي أعطته لك الشركة يخالف القواعد"

حينها أدركت لارا أخيرًا هدف حازم من جعلها تأتي للشركة باستغلال بطاقتها الشخصية"

فإما أن تبقى، أو تخرج بلا شيء.

لقد استخدم تلك الأساليب ليجبرها على الاستسلام، وكان واثقًا من خضوعها.

وفي تلك اللحظة، سحق هذا الرجل آخر ما تبقى لها من احترامها لنفسها.

"هذا هو الأمر إذًا! في تلك الحالة، فأنت المخطئة يا سكرتيرة لارا"

"كدت أشك أن هناك شيءٌ بينك أنت وحازم..."

قاومت لارا ارتجاف قلبها حين رأت ميار تعود إلى أحضان حازم، ورفعت يدها على الفور، وخلعت معطفها الأسود، ثم بدأت تفك أزرار قميصها واحدًا تلو الآخر.

قالت باختصارٍ ووضوح: "سأخلعها"

كان حازم محقًا، فطالما قررنا إنهاء الآمر، فيجب علينا إنهاؤه تمامًا.

أدى تصرفها المفاجئ إلى تهدئة الأجواء في مكتب المدير التنفيذي.

وكانت ميار تحدق بها في دهشة.

أما حازم الذي كان قد أخفض رأسه قليلًا، فقد تجمدت عيناه المليئتان بمزيجٍ من الفتور والشهوة فجأة.

وذلك لأنه لاحظ بوضوحٍ كيف أصبحت لارا مختلفة تمامًا عما كانت خلال الأيام القليلة الماضية.

كان شعورًا لا يمكنه وصفه، وكأنها كانت تحاول التحرر منه نهائيًا.

شعور أفقده السيطرة عليها.

فهل يعني ذلك أنه رغم تزوجه من تلك المرأة لثلاث سنوات، إلا أنه لم يفهمها أبدًا؟

انتشرت الأحاديث عن مكتب المدير التنفيذي بسرعة، وكان هناك عدد من الموظفين الذين تجمّعوا عند الباب بدافع الفضول، ولم يتوقع أحد أن السكرتيرة لارا اللطيفة الودودة لديها مثل هذا الجانب القوي.

فمن أجل أن تستقيل، خلعت ملابسها أمام الجميع!

وحين سقط قميصها على الأرض، كانت لارا ترتدي إزارًا أبيضًا قصيرًا، مما كشف عن قوامها الممشوق بشكلٍ خافت.

كانت رشيقة الجسد، مما أثار إعجاب زملائها السابقين الواقفين بالخارج، وقالوا: "من كان يتوقع أن تملك السكرتيرة لارا جسدًا بهذا الجمال!"

"زي شركتنا واسع للغاية، فمن يستطيع تخمين ما إن كان قوام الشخص ممشوقًا أم لا؟"

توقفت ثرثرة الجميع بسبب صراخ المساعد لؤي حين قال: "هل أنت عاطلون عن العمل؟ أليس لديكم ما تفعلونه؟ أم أنكم تعتقدون أنني لن أخصم من راتبكم؟"

نظر بعضهم إلى بعضٍ وسرعان ما تفرقوا كسربٍ من الطيور.

ثم نظر لؤي عبر شقوق الستارة المطوية، وكان في نفسه بعض التساؤلات.

فقد كانت تلك أول مرة يرى فيها المدير حازم يعرقل استقالة سكرتيرة، فهل هناك سوء فهمٍ بالأمر؟

أما في المكتب، ارتعشت لارا فجأة من البرد بعد أن خلعت ملابسها.

لكنها تحملت البرد القارس، وأخيرًا رفعت رأسها.

"سيد حازم، أيمكنك إعطائي بطاقتي الشخصية الآن؟"

خافت أن يعثر على سببٍ آخر لرفض طلبها، فأضافت: "أما بالنسبة لما ذكرته عن تسليم العمل، فعندما أستقر، سأرسل التفاصيل للمساعد لؤي عبر البريد الإلكتروني، وإن ما زلت تشعر بالقلق، فلا داعي لدفع راتب الشهر الماضي لي"

كانت هذه الكلمات تعني قطع علاقتها به بشكلٍ نهائي.

كانت عينا حازم السوداوان مليئتان بالبرود، ورؤيته لإصرار لارا جعلت مشاعر غير مألوفة تتأجج في قلبه.