الفصل 0002

تابع زياد العتيبي نظر السكرتير عمر.

اللون الأحمر كان لافتا بين الحشد.

كانت نورا العلي ترتدي فستانا عنابيا طويلا، وكل عبوس وابتسامة منها كانت تلامس قلوب الناس. كانت كاميرات وسائل الإعلام تراقب نورا العلي، وللحظة، بدت نورا العلي كنجمة مشهورة تسير على السجادة الحمراء.

نورا العلي؟

استغرق زياد العتيبي لحظة ليتعرف علي نورا العلي.

في الماضي، كانت نورا العلي تفضل دائما المكياج الخفيف والفساتين الأنيقة البسيطة، هذه هي المرة الأولى التي يراها فيها بهذا المظهر.

اصفر وجه ليان السعد أول لقاء بينهما.

مقارنة بالجمال الآسر لنورا العلي، بدت هي باهتة للغاية، وكأنها طالبة قاصر لم تتفتح أنوثتها بعد.

"الأخت نورا... جميلة حقا."

كان صوت ليان السعد يحمل غيرة خفية.

كانت نورا العلي على الجانب الآخر قد رأت أيضا زياد العتيبي وليان السعد، فاتجهت نحوهما مباشرة.

توقعت ليان السعد أن نورا العلي التي تعتقد أنها غير مدركة للأمر ستصاب بالإحراج والدهشة عند رؤيتها وهي تظهر يدا بيد مع زياد العتيبي، لكنها فوجئت بأن نورا بدت وكأنها على علم مسبق بالأمر، وكانت الابتسامة الهادئة ترتسم على وجهها.

"إذا كانت السيدة العتيبي هنا، فمن تلك الفتاة؟"

همس الإعلاميون.

أمسكت نورا العلي بذراع زياد العتيبي ومدت يدها نحو ليان السعد وهي ابتسمت وقالت لها: "أهلا يا تلميذة زوجي، يمكنك مناداتي بالسيدة العتيبي."

سحبت ليان السعد يدها بإحراج من ذراع زياد العتيبي، وصافحت نورا العلي مصافحة خفيفة.

"أهلا سيدتي."

كلمات "السيدة العتيبي" علقت في حلقها كالشوك.

قالت نورا العلي: "سمعت من زياد أنك طالبة مستفيدة من منحته، وهل تنوين الدراسة في الخارج خلال العامين المقبلين؟"

نظرت ليان السعد خلسة نحو زياد العتيبي.

رد زياد العتيبي: "ليان متفوقة وإنها تستعد للسفر إلى الخارج هذا العام. لكنها خجولة، فأحضرتها لتكتسب الخبرة."

نعم، هذه المرة أحضرت ليان السعد فقط لتوسيع آفاقها.

في هذا الوقت، لم يكن زياد العتيبي قد وقع في حب ليان السعد بعد ذلك سيحدث بعد عودتها من الخارج.

لكن حتى الآن، كان زياد العتيبي يصطحب ليان السعد في جميع المناسبات كبيرة كانت أم صغيرة، لدرجة أن جميع أهل المدينة مدينة البحر يعلمون بأنه يحب طالبة جامعية.

لم يعد أي من هذا يهم نورا العلي الآن.

لم تأت إلى المزاد لتنافس ليان السعد على زياد العتيبي، بل لتحقيق هدف أكثر أهمية.

"اعتن جيدا بالآنسة ليان يا زياد، سأدخل قبلكم."

تحررت من ذراعه ببرود.

تجمد زياد العتيبي في مكانه.

لم يتوقع أبدا أن تخرج هذه الكلمات من فم نورا العلي.

عندما استجمع أفكاره، كانت قد دخلت القاعة.

عبس زياد العتيبي.

متى أصبحت نورا العلي التي كانت دائمة المشاكل بهذا الهدوء؟

جلست نورا العلي في زاوية غير بارزة، بينما كان قاعة المزاد مليئة بشخصيات مدينة البحر البارزة.

إن لم تخني الذاكرة، فقد عرضت في هذا المزاد قطعة أرض مهجورة غير مرغوب فيها، اشتراها رجل أعمال صغير. لاحقا، اكتسبت هذه القطعة قيمة كبيرة بفضل المشاريع العقارية الراقية المحيطة بها. ويمكن القول إن كل شبر منها يساوي الكثير من المال.

سيجني المشتري ثروة طائلة.

قررت أن تضمن مستقبلها المالي قبل الطلاق.

هنا، بعد أن جلس زياد العتيبي في القاعة، كان يبحث في كل مكان عن أثر نورا العلي. قالت ليان السعد بجواره: "سيد العتيبي... هل تريدني حقا أن أرفع اللوحة لاحقا؟"

عاد زياد العتيبي إلى حواسه بصوت ليان السعد، وقال: "نعم، أنا أثق في ذوقك."

احمرت وجنتا ليان السعد.

كانت دراستها للأعمال ستثبت جدارتها اليوم.

من الطابق الثاني، شاهدت نورا العلي زياد العتيبي وليان السعد يتحدثان بسعادة، ثم نقلت نظرها بصمت.

كانت ليان السعد ذكية إحدى أسباب وقوع زياد العتيبي في حبها لاحقا.

تتذكر من حياتها السابقة أن ليان السعد لاحظت قطعة أرض عالية الجودة نيابة عن زياد العتيبي، ومنذ ذلك الحين بدأ ينظر إليها نظرة مختلفة.

لكن في الواقع، لم تكن الأرض سيئة أصلا، وكانت هناك أرض العتيبي العقارية بالقرب منها. استغل ليان السعد أموال زياد العتيبي لرفع السعر دون تردد. وهكذا، ارتفعت قيمة أرض العتيبي العقارية المحيطة بالأرض أيضا. مهما حدث، لن يخسر زياد العتيبي أمواله في النهاية.

أما قطعة الأرض هذه، فحتى بدون مساعدة ليان السعد، كان زياد العتيبي سيفوز بها على أي حال.

بدأت ليان السعد بالمزايدة فورا.

حصلت ليان السعد على ثلاث قطع ممتازة.

جلس زياد العتيبي بجانب ليان السعد كأنه تميمة حماية.

"أرض الهلال المزايدة تبدأ بمائة مليون!"

"مائتا مليون."

عندما شاركت نورا العلي للمرة الأولى، أذهلت الجميع.

تقطبت جبهة زياد العتيبي.

ما هذا الجنون؟

همست ليان السعد: "هذه الأرض لا تسوى هذا المبلغ."

أخرج زياد العتيبي هاتفه وأرسل رسالة لنورا العلي: "نورا العلي، ماذا تريدين أن تفعلي بالضبط؟"

نظرت نورا العلي إلى الرسالة على هاتفها، ثم تجاهلتها وقلبت الهاتف على وجهه.

" مائتا مليون للمرة الأولى..."

" مائتا مليون للمرة الثانية..."

...

"هل فقدت نورا العلي عقلها وأنفقت هذا المبلغ على صفقة خاسرة؟"

صعق يوسف السفياني في الطابق الثاني.

"ثلاثمائة مليون."

قال أمير الراشد الرقم بهدوء.

كاد يوسف السفياني يقفز من مكانه.

صرخ: "أمير الراشد! هل أصابك الجنون أيضا؟"

في المقابل، كانت نورا العلي تعبس في حيرة، وهي تتساءل أي مجنون ينافسها على شراء هذه الأرض العقيمة، وعندما رفعت رأسها رأت أمير الراشد في الجانب المقابل.

تذكرت نورا العلي بشكل غامض أن أمير الراشد يعمل في أنشطة غير قانونية، فمتى تحول إلى مجال التطوير العقاري؟

"أربعمائة مليون!"

زادت نورا العلي السعر بثقة.

ازدادت تجاعيد جبين زياد العتيبي في الطابق السفلي، ثم كتب على هاتفه: "نورا العلي، اصمتي!"

هذه المرة قامت نورا العلي بإغلاق هاتفها بشكل كامل.

"خمسمائة مليون."

في مواجهة استفزاز أمير الراشد المتعمد، كادت نورا العلي أن تطحن أضراسها من شدة الغيظ.

"إذن هكذا تريد اللعب؟"

صرخت نورا العلي: " مليار!"

"إنها مجنونة تماما!"

انطلق صوت يوسف السفياني.

وقف زياد العتيبي في الطابق السفلي، حتى الشخص الثابت مثله وجد صعوبة في فهم نوايا نورا العلي.

كانت الأرض لا تسوى حتى مائة مليون في نظره.

وهل تعتزم نورا العلي حقا شراءه بمليار؟

نظر أمير الراشد إلى نظرة عدم اكتراثها وابتسم قليلا ثم أشار بإيماءة تنازل.

" مليار للمرة الأولى..."

" مليار للمرة الثانية..."

"مليار للمرة الثالثة! بيع!"

مع دوي صوت مطرقة "بيع" النهائي، ارتاحت نورا العلي أخيرا وشعرت وكأن حجرا ثقيلا قد أزيح من على صدرها.

وفي النهاية تم الاستحواذ على الأرض، ولكنها اضطرت إلى دفع ثمانمائة مليون زيادة.

كل هذا بسبب أمير الراشد!

قذفت نورا العلي بنظرة غاضبة نحو أمير من بعيد.

دفع يوسف السفياني أمير الراشد بمرفقه: "انظر! نورا العلي ترمقك بنظرات قاتلة! لو كنت مكانها لكنت أرغب في التخلص منك الآن!"

رفع أمير الراشد حاجبيه بلا مبالاة.

في الطابق السفلي، جذبت ليان السعد زياد العتيبي: "سيد العتيبي، أختي نورا ستتسبب بخسارتك حتى الإفلاس."

قال زياد العتيبي ببرودة: "هي من حددت السعر بنفسها، ولن يسدد أحد عنها."