الفصل 2

"اعتني بالطفل جيدًا، توقفي عن إثارة المشاكل، ويجب أن تدركي مكانتك."

"اطمئني، ما زال لدينا غرفة للمربية في منزلي الآن."

ما إن تفوّه بذلك، حتى انفجر من حولها الناس بضحكات ساخرة.

"ليلى الأسدي، انظري، كم طارق العدواني لطيف معك، خائف أن تعاني في الخارج، وقد رتب لك كل شيء من مأكل ومشرب."

"مجرد أن تساعدي ريم الزبيدي في رعاية الأطفال، أليس هذا أفضل بكثير من أيامك البائسة الآن؟ هيا، اشكري آخوك طارق بسرعة."

مدّت ريم الزبيدي يدها إلى حلقها، وقالت متظاهرة بالاهتمام:

"اطمئني يا ليلى الأسدي، إذا كان ابني مشاغبًا ولا يطيع، فسأساعدك في تأديبه، ولن أسمح لك بالمعاناة،"

ضحك طارق العدواني ساخرًا، ثم رمقني بنظرة.

"ما الذي قد يضايقها؟ لقد اختفت بسبب أمر بسيط في ذلك الوقت، والآن بعد أن فشلت، عادت، لذا من الطبيعي أن تتذوق بعض المرارة."

عند سماع ذلك، توقف قلبي لحظة.

حتى الآن، هل ما زال يعتقد أن تسجيل زواجه بريم الزبيدي كان مجرد أمر بسيط؟

يبدو أن طارق العدواني الذي أحبني في ذلك الوقت، لم يعد موجودًا.

لم يعد ذلك الفتى الذي كان يحملني المصابة ويجتاز بي نصف المدينة وهو مصاب في جميع أنحاء جسده.

ولم يعد ذلك الشاب الذي لم يملك شيئًا، لكنه صرخ بحبه لي ووعدني بكل شيء.

وليس ذلك الرجل الناجح والمشهور، لكنه كان مستعدًا لإعداد الطعام لي بيديه.

ولكن هذا جيد، كل شيء مضى، ولا داعي لذكره.

ففي النهاية، أنا على وشك إنجاب الوليد الثاني.

قمعت أفكاري، لم أكن أرغب في الجدال معهم هنا، فذلك لا طائل منه.

نظرت إلى طارق العدواني وقلت بهدوء:

"ألم تأتوا لاصطحابي؟ لنذهب."

ساد الصمت للحظة، ثم تبادل عدة أشخاص النظرات، وانفجروا فجأة في الضحك.

قهقهت ريم الزبيدي بسخرية، وقالت ببرود:

"ننتظرك أنت، وهل أنت تستحقين ذلك؟!"

وأشارت إلى اللافتة، "انظري بوضوح، نحن ننتظر هيلينا، هل تعرفين من هذه؟"

إنه اسمي الإنجليزي، وبالطبع أعرف.

"هيلينا هي ربة منزل عائلة المالكي، وهي الزوجة الشرعية للسيد المالكي من عائلة المالكي."

"السيد فارس حاسم في عالم الأعمال، لكنه في الحقيقة رجل عاشق، ويقال إنه لم يتزوج في ذلك العام لكي ينتظر هيلينا."

"الجميع في الدائرة الاجتماعية يعرفون أن إرضاء السيدة المالكي أفضل من إرضاء السيد فارس، فالسيدة المالكي هي المدللة الحبيبة للسيد المالكي."

عند سماعي حديثهم في أمور شتى، ارتسمت على شفتي ابتسامة سعيدة.

بعد ثلاث سنوات من الزواج، توسعت أعمال فارس المالكي أكثر فأكثر، وازدادت شهرته كـ "مجنون تدليل زوجته" أيضًا.

ريم الزبيدي كانت دائمًا تريد التفوق علي، ولا تفوت فرصة للتباهي أمامي:

"السيد فارس، في ذلك العام، ولإرضاء السيدة المالكي، اشترى سوار القلب الأبدي من دار المزادات الفاخرة، بقيمة عشرين مليون دولار."

"السيدة المالكي هي محط حسد جميع نساء العالم."

توقفت لحظة، ثم أشارت إلى معصمي بصوت حاد:

"إنه هذا السوار تحديدًا!"

ساد الصمت المكان فجأة، واتجهت أنظار الجميع إلى سواري.

طارق العدواني أمسك يدي فجأة، وتفحصها بنظرة سريعة، ثم قال بسخرية:

"التقليد متقن جدًا! أي ساعي توصيل اشتراه لك؟ تهدي هدية مقلدة أيضًا."

"قمامة."

نفضت يده، ورفعت زاوية فمي، ثم داعبت السوار برفق.

عندما رآني أبتسم ابتسامة سعيدة، ضاقت حدقتا طارق العدواني، وأمسك بمعصمي فجأة، ثم نزع السوار بقوة.

لم أتوقع أن يحدث هذا، وقد نجح في ذلك بسرعة.