الفصل 3

تقدمت ريم الزبيدي لتفحص السوار، وأخذته من يد طارق العدواني لتعاود اللعب به.

"إنه بالفعل أكثر إتقانًا من المقلد الذي اشتريته، لكنني لا أرتديه أبدًا في الخارج، حتى لا يسخر مني الناس."

"التقليد الأجنبي يختلف حقًا، الملمس رائع جدًا."

"أم أنك، ليلى الأسدي، هيلينا، السيدة المالكي الأسطورية تلك؟!".

عندما انتهت من كلامها، انفجر من حولها عدة أشخاص بالضحك.

لأنه كان أمرًا سخيفًا للغاية بالنسبة لهم.

فارس المالكي هو عبقري مالي مشهور عالميًا، قاس بلا رحمة في عالم الأعمال، وحاسم في قراراته.

بينما أنا قبل ثلاث سنوات كنت لا أزال أختلط بهم، وكنت الفاشلة التي ألغى طارق العدواني زواجها.

لا يمكن تصديق ذلك بأي شكل من الأشكال.

ريم الزبيدي أرجحت السوار على إصبعها.

"ليلى الأسدي، دعي هذا السوار لي، سأشتريه بضعف الثمن."

خفت أن تسقط السوار وتكسره، فقلت مسرعة:

"أعيدي السوار لي، هذا فارس المالكي هو من أهداني إياه..."

لم أكمل كلامي حتى، حتى ضربني طارق العدواني بصفعة جعلت رأسي يميل، وسال الدم من زاوية فمي.

"اخرسي!"

طارق العدواني نظر إليّ بغضب وقال:

"ليلى الأسدي، هل اسم فارس المالكي من الأسماء التي يمكنك ذكرها؟ وتتجرئين على نشر الشائعات هنا بأن لك علاقة به، هل تريدين قتلي؟"

إخوة طارق العدواني المقربون كانوا أيضًا يغتاظون، ونظروا إليّ بغضب.

"ليلى الأسدي، هل تعلمين أن استقبال السيدة المالكي اليوم هو شيء حققناه بصعوبة بالغة؟"

"لقد استحوذ فارس المالكي على شركة طارق العدواني العام الماضي، ونحن الآن نعتمد على السيد فارس في معيشتنا. فقط بإرضاء السيدة المالكي يمكن لمركز طارق العدواني أن يستقر."

"الآن أنت تنشرين الشائعات هنا بأن لك علاقة بالسيد فارس، هل تريدين تدمير طارق العدواني؟"

مسحت آثار الدماء من زاوية فمي، وأدرت رأسي ببطء، فالتقيت بنظرات طارق العدواني.

ربما كانت نظراتي مرعبة للغاية، فعبس طارق العدواني، وومضت لمحة من الارتباك في عينيه.

عندما رأت ريم الزبيدي أن نظرات طارق العدواني إليّ ليست طبيعية، نظرت إليّ بحقد، وأشارت إلى أنفي وهي تسبّني:

"ليلى الأسدي، أيتها ناكرة الجميل، لقد وافق طارق على استضافتك، فلا تكوني قليلة الحياء وتستغلي كرمه."

"حتى لو كان لديك غضب تجاه طارق، فلا يمكنك الانتقام منه بهذه الطريقة، أليس كذلك؟"

عند سماع ذلك، شعرت كأنني عدت إلى ما قبل ثلاث سنوات.

مهما فعلت، كانت ريم الزبيدي دائمًا تحرّف كلامي وتفسّره لطارق العدواني.

في البداية، كان طارق العدواني يلوم ريم الزبيدي.

لكن لاحقًا، كان يلومني بناءً على كلام ريم الزبيدي.

تمامًا كما هو الحال الآن، شتمني طارق العدواني بكلمة تدل على خيبة أمله:

"أيتها الحسودة."

لكن هذه المرة، لم يواصل الشتم كما في الماضي.

صمت طارق العدواني للحظة، ثم أخرج شيكًا بقيمة مائتي ألف، ووضعه أمامي.

"تقديرًا للعلاقة القديمة بيننا، لن أفعل بك شيئًا."

"خذي المال، واشتري بعض الملابس اللائقة، وإذا كنت لا تحبين رعاية الأطفال، فسأساعدك في العثور على عمل كريم بعد بضعة أيام."

"اطمئني، فمنذ استحواذ فارس المالكي على الشركة، لم يعد هذا المبلغ يعني لي شيئًا."

لقد أثارتني هيئة طارق العدواني المتفضلة بالاشمئزاز، يبدو أنه يعيش حياة جيدة مؤخرًا.

في ظل نظرات الدهشة من الجميع، دفعت يد طارق العدواني التي كانت تحمل الشيك، واستعدت سواري من يد ريم الزبيدي، وقلت مبتسمة:

"لا داعي لذلك، السيد العدواني، أنا لا أقبل أشياء من الغرباء."

لم أبال بطارق العدواني الذي تحول وجهه إلى لون داكن من الغضب، واستدرت لأرحل.

لكنني لم أكن قد سرت سوى بضع خطوات حتى أمسكني طارق العدواني فجأة، وسألني بوجه بارد: