Share

الفصل 0004

Author: فنغ يو تشينغ تشينغ
في تمام الساعة التاسعة مساء، غادر الاثنان منزل عائلة عباس.

وأثناء ربط سهيل حزام الأمان، سأل كأنه يتحدث عرضا: "عن ماذا كنت تتحدثين مع سلام؟ بدا أن الحديث بينكما ممتع."

أجابت ورد بهدوء: "نعم، كنا نتحدث عن عشيقتك الصغيرة."

سهيل: …

بعد لحظات، أمسك سهيل براحة يد ورد بلطف، وصوته حمل لمحة نادرة من الرقة: "لم أنم معها."

أسندت ورد ظهرها إلى المقعد، وفي عينيها بريق دموع خافت.

كانت تعرف جيدا أن هذا اللين من سهيل ليس حبا، بل لأنه يعلم أنها في فترة خصوبة، ويريد فقط أن يزرع فيها نسلا.

لا علاقة له بالحب، ولا بها، ورد!

تساءلت في نفسها: لو علم سهيل أنها لم تعد قادرة على الإنجاب، فهل سيحاول الاحتفاظ بها، أم سيسرع في توقيع أوراق الطلاق والبحث عن امرأة أخرى تصلح لأن تكون "سيدة عباس" التالية.

الليل، سهيل بذل جهدا غير معتاد، اقترب منها وحاول إثارة مشاعرها الزوجية.

شعرت ورد أن ذلك محزن للغاية.

زوجها لا يحبها، يتعامل معها كآلة عمل وآلة إنجاب، لا يرغب في العلاقة معها، لكنه يجبر نفسه على ذلك كل شهر لأجل الإنجاب، أليس هذا سلوك الحيوانات؟

تجنبت ورد قبلة الرجل، وهمست بصوت مبحوح، يخالطه حزن غريب: "سهيل، عندما قلت إنني أريد الطلاق، كنت جادة. وإن كنت ترى أنني أطلب الكثير، فيمكننا إعادة التفاوض."

ساد الظلام داخل السيارة، وكان سهيل يثبت عينيه على وجه زوجته، وكأنه يفتش في تلك الملامح القليلة اللحم ليكشف حقيقتها العارية.

وبعد فترة صمت، قال بصوت بارد—

"قلت لك من قبل، نحن لن نطلق أبدا."

"ورد، لو أنجبنا طفلا، فلن تتفرغي لمثل هذه الأوهام!"

أغلقت ورد عينيها بلطف، وهمست بضعف: "سهيل، وماذا لو لم أعد قادرة على الإنجاب؟"

قطب سهيل حاجبيه وقال بلا مبالاة: "مستحيل! وقت الزواج أجرينا الفحوصات قبل الزواج وكنا سليمين."

ابتسمت ورد ابتسامة مرة.

ففحوصات ما قبل الزواج منذ أربع سنوات، لم تعد تحتسب اليوم.

تماما كما أن وعود سهيل وقت خطبته قد تبخرت، تلاشت مع ضمائر الرجال، واختفت في أحضان الفتيات الصغيرات…

وصلا إلى تلال الرفاهية قرابة الساعة العاشرة.

دخل سهيل إلى غرفة الضيوف ليستحم، وكان ينوي إقناع ورد أن تشاركه الفراش، لكن مكالمة هاتفية جعلته يخرج على عجل.

ورد خمنت أنه ذهب للقاء عشيقته.

لكنها لم تهتم، فعلى الأقل الليلة، لن تضطر لتحمل سهيل مجددا.

لم يعد سهيل طوال الليل.

وظلت أنوار تلال الرفاهية مضاءة طوال الليل، دون أن يعود سيد المنزل…

ولأسبوع كامل بعدها، لم يبت سهيل في المنزل.

أما بخصوص الطلاق، فلم يحرك سهيل ساكنا.

ترى، ماذا كانت ورد تفعل في تلك الليالي الخريفية الباردة؟

كانت كثيرا ما تقف أمام النافذة الزجاجية في غرفة النوم، تنظر إلى أوراق شجرة البولونيا التي بدأت تصفر، وتتساءل بهدوء: لو لم تترك الرسم، لو لم تتزوج مبكرا، لو لم تدخل عالم التجارة… هل كانت ستكون أكثر سعادة؟

أما سهيل، فلم تتصل به ولا مرة، ورجل كهذا يلهو في الخارج، فلترحمه السماء إن شاءت، أو لتعتبره ميتا.

مضى وقت طويل دون أن يلتقيا، حتى جمعهما مجددا لقاء عمل.

[دار الصفوة]

أفخم ناد تجاري في مدينة عاصمة.

ما إن دخلت ورد قاعة الجلسة، حتى رأت جميلة ملتصقة بجانب سهيل، في هيئة فتاة دلوعة تتشبث بحبيبها كالعصفور الوادع. ولما رأت ورد تدخل، خفضت رأسها وانشغلت بهاتفها، وكأن ورد غير موجودة.

سكرتيرة ليلي كادت أن تنفجر من الغضب.

لكن ورد أوقفتها، وقالت بنبرة هادئة: "هي الآن محبوبة سهيل، فلندعها تعتاد على الدلال أولا."

لم يكن بجانب سهيل مقعد شاغر، ولم يكن لائقا أن تجلس ورد مع الفريق الآخر، فتحججت وذهبت إلى الحمام، لتمنح سهيل وقتا كافيا لحل موضوع عشيقته.

في الحمام، كانت أضواء الثريا الكريستالية تتلألأ.

كانت ورد تغسل يديها، حين سمعت خطوات امرأة تقترب خلفها…

رفعت رأسها، ورأت جميلة تنعكس في المرآة.

اقتربت جميلة منها، وقد تخلت عن أسلوبها المتواضع المعتاد، وقالت بنبرة استفزازية حادة: "لقد عدت إلى تلك الفيلا. قال سهيل إنني أستطيع البقاء فيها ما شئت."

أغلقت ورد صنبور المياه.

كانت تنظر في المرآة إلى ذلك الوجه الصغير البريء الطافح بالنقاء.

وجه ناعم، مليء بالكولاجين، لا يشبه وجهها المتعب من غمار الأعمال. أجل، الشباب جميل.

وفجأة تذكرت، أنها في الحقيقة لا تزال في السادسة والعشرين فقط.

أطرقت ورد رأسها وهي تدير خاتم زواجها ذي الستة قراريط بلطف، وقالت ببرود:"لو كنت مكانك يا الآنسة جميلة، لاكتفيت بأن تكوني محظية في قفص ذهبي إلى جوار سهيل؛ بلا ضجيج ولا صخب، فقط تعلقين ذراعيك حول عنقه لتأخذي المال، ولن أبوح بما يجري بينكما تحت الأغطية. ثم لماذا جئت لتفتعلي الفوضى هنا؟ فمثل هذا المكان لا يليق بك."

ابتسمت جميلة بافتخار: "سهيل يحمي́ني، ولا يحتمل رؤيتي أشرب الخمر."

"حقا؟"

ورد واصلت ابتسامتها الهادئة: "يا الآنسة جميلة ربما لا تعرفين أن المال يحتل المرتبة الأولى في قلب سهيل، فهو يميز جيدا بين العمل والنساء. لا تستغربي لو طلب منك بعد قليل أن تشربي السم إرضاء للشركاء."

شحب وجه جميلة: "لا أصدق ذلك."

قلت ابتسامة ورد، حتى تلاشت تقريبا.

بعد أن غادرت جميلة، وقفت ورد أمام المرآة تحدق بنفسها شاردة: لقد كانت مجرد تهديدات فارغة، حتى هي لم تصدقها. وهي تعلم أنه بقليل من الحيلة والتمسك، يمكنها أن تظل دائما سيدة عباس، لكن تلك الحياة وذلك الزواج لم يعودا يرضيانها.

لقد سئمت، وأرادت قلب الطاولة.

عندما عادت إلى الغرفة الخاصة، كان المقعد بجوار سهيل قد فرغ. جلست ورد دون تردد، تؤدي دور الزوجة المحبة كعادتها بجانب سهيل.

جلست جميلة بعيدا.

بملامح حزينة، وعينين دامعتين.

قال سهيل بنبرة لوم خفيفة: "لماذا تضايقين فتاة صغيرة؟"

ورد لم ترد عليه. لم يعلم سهيل أن كل كلمة منه دفاعا عن جميلة كانت كطعنة في قلب ورد. إذا كان يشعر بالشفقة تجاه جميلة، فماذا عن ورد التي شاركته الصعود والسقوط لسنوات؟

نعم، ماذا كانت تعني له؟

كان قلب ورد ينزف، لكن وجهها بقي جامدا كالصخر. وبابتسامة هادئة، طلبت من جميلة أن تشارك أحد شركاء العمل كأسا من الشراب، وكان من الواضح أن الرجل معجب بمظهرها البريء.

لكن جميلة، معتدة بأنها "خاصة سهيل"، رفضت مرارا.

تحت ضوء الثريا، ارتسمت على وجه سهيل الوسيم علامات غضب مكبوت.

لقد فهم فورا أن ورد تعمدت ذلك.

رفع سهيل كأسه عاليا، لكنه تحدث موجها كلامه إلى جميلة: "مشروع الجسر يتضمن استثمارا بأكثر من عشرة مليارات دولار، لا بد أن تحترمي السيد مدير محمد وتقدري وجوده."

جميلة لم تجرؤ على الاعتراض أكثر، فهزت رأسها بصوت مرتجف بالموافقة.

وأثناء انحناءها لتناول الكأس مع مدير محمد، جلست ورد إلى جانب سهيل.

كان سهيل بلا أي تعبير، أما ورد فشعرت وكأنها زوجة شريرة تدفن بيديها قصة حب سهيل العظيمة.

لقد نسيا، أنهما كانا يوما زوجين شابين في مقتبل الحب.

ليلا، في مرآب السيارات.

ساعدت سكرتيرة ليلي ورد على الدخول إلى السيارة، وفتحت الباب الخلفي: "مديرتي، انتبهي، لقد شربت كثيرا الليلة."

وضعت ورد يدها على جبينها، وتمتمت: "مزاجي سيء."

كانت سكرتيرة ليلي تتفهمها جيدا، فسهيل تجاوز حدوده الليلة.

[مشروع الجسر] كان من بنات أفكار ورد، من التخطيط إلى العلاقات، وكل شيء كان من إنجازها، لكنه اليوم أحضر جميلة معه، فمن الطبيعي أن تغضب ورد.

على الأقل، جميلة نقلت إلى المستشفى لتغسل معدتها، وهذا أراح أعصاب الجميع.

لكن عندما همت ورد بالدخول، قبضت يد رجولية على معصمها.

ثم ارتطم جسدها بسيارة سوداء فاخرة بصوت مكتوم.

كان هيكل السيارة باردا وفاخرا، مما زاد من مظهر ضعفها أمامه.

بعد لحظة من الألم، رفعت ورد رأسها، ونظرت إلى ملامح سهيل الغاضبة وقالت بهدوء: "يا ليلي، غادري."

لكن سكرتيرة ليلي لم تكن مطمئنة. لكنها لم تجرؤ على البقاء أمام نظرات سهيل، فاكتفت بالقول بخفوت: "سيدتي ورد ليست بخير أيضا."

اغرورقت عينا ورد بالدموع.

وبعد مغادرة ليلي، انفجر سهيل أخيرا، اقترب منها وأمسك بذقنها بقوة، وسألها بحدة—

"لماذا تعمدت إذلالها؟"

"إنها في المستشفى الآن، تجري غسل معدة!"

"قلت لك سابقا، إنها فقط ابنة أحد الأقارب، وكل ما في الأمر أنني أعتني بها أكثر قليلا..."

صفعة مدوية سقطت على وجه سهيل.

ارتجفت يد ورد، واهتز جسدها بأكمله من فرط الغضب.

نظرت إليه ببرود، وابتسمت بسخرية: "هل وصلت العناية إلى السرير؟ سهيل، هل تظن أنني غبية، أم أنك فقط لا تجيد الكذب؟"

أدار سهيل وجهه بعد الصفعة.

ثم أعاد نظره إليها، ولسانه يضغط على خده من الداخل. حدق فيها وكأنه سيقتلها، لكن صوته بقي ثابتا: "هل تريدين حبي إلى هذا الحد؟ مستعدة لفعل أي شيء؟"

قلدته ورد بسخرية: "لا تغرق نفسك في أوهامك."

بدا أن سهيل استعاد هدوءه فجأة.

وبعد لحظة، مرر يده على وجهها بلطف وقال: "يا حبيبتي ورد، لم تعودي تلك الزوجة المطيعة! ألم يكن من الأفضل أن تلعبي دور سيدة عباس بهدوء، وتنجبي طفلا وتبقي في مكانك؟ لماذا تصعبين الأمور؟ لماذا دائما ضدي؟"

في برد الليل، سالت دموع ورد على وجهها، دون أن تشعر.

"تقول من قبل؟"

"هل تعي أننا لم نعد في الماضي؟"

"سهيل، هل هذا هو الماضي الذي تتحدث عنه؟ الماضي الذي لم يكن فيه عشقة صغيرة، ولا غيابك عن البيت، ولا تلك الحسابات الباردة من أجل طفل؟"

"هل أنا من تغيرت، أم أنت؟"

بعد أربع سنوات من الحياة المشتركة، تمزقت كل الأقنعة.

نظر سهيل إلى ورد بهدوء، إلى تلك الزوجة التي رافقته عبر طريق المجد والمصلحة. وبعد صمت طويل، أصبح نظره باردا، وكأن قرارا خطيرا ترسخ في لحظته تلك.

كان الليل ساكنا،

وكأنه جنازة للحب.

قال سهيل وهو يبتعد عنها: "بدءا من الغد، لن تكوني مسؤولة عن مشروع الجسر. وبخصوص منصبك، سأدعو لاجتماع المساهمين للنظر فيه."

ابتسمت ورد بهدوء—

أول ضربة بعد وصوله للسلطة، كانت لامرأة أحبها.

في الحقيقة، كلاهما كان يعرف أن خلافهما لم يكن سببه جميلة فقط. كان سهيل كمن يقطع الجسر بعد أن يعبره؛ أراد أن يجبر ورد على العودة إلى البيت كزوجته، مهمتها الوحيدة أن تنجب له الأولاد، ويقيد حياتها كلها باسم حبها له.

الحب، الأطفال…

في تلك اللحظة، بلغت أحزان ورد ذروتها.

فجأة، شعرت بأن كل شيء كان وهما من طرف واحد، وأن لقاءها بسهيل لم يكن نصيبا… بل لعنة!

لم تعد ترغب في الكتمان!

هي الآن ستقول الحقيقة، الآن ستخبر سهيل… أن ورد لم تعد قادرة على الإنجاب!

Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0150

    تجمد جسد سهيل.من خلفه، بكاء حسناء ناعم كالحرير، يذيب قلب الرجل قطرة قطرة —"سهيل، حياة مدينة النورين وحشة جدا.""أقف على شرفة الغرفة، لا أرى سوى السماء والكاتدرائية. كل يوم أسمع حمام الكاتدرائية يرفرف فوق سريري، فأعرف أن الفجر قد بزغ، وعندما يعود الحمام، يهبط الليل.""يوما بعد يوم، شهرا بعد شهر، عاما بعد عام.""سابقا، كنت أنتظرك كل شهر، أجمع كلام شهر كامل لأقوله لك، هل تعرف كم كنت سعيدة؟ حتى لو كان قلبك مشغولا بالأعمال، بمستقبل مجموعة عائلة عباس.""لكني أفهمك!""ثم توقفت عن المجيء، لأن زوجتك لم تكن سعيدة.""سهيل، رحلت جميلة، لم تعد موجودة!""لا مصدر الكلى، ربما أموت قريبا.""سهيل، أريد البقاء في مدينة عاصمة، لا أريد الموت وحيدة في مدينة النورين، لا أريد أن أستيقظ كل يوم على رفرفة الحمام، ذلك الصوت يجنني، لا أريد مواجهة الموت وحيدة.""سهيل، أتوسل إليك."…حبيبة الشباب، تتوسل هكذا —لان قلب سهيل، استدار ونظر إلى حسناء من الأعلى.ضماد أبيض على جبهتها، ثوب المستشفى الأزرق الفضفاض يتدلى على كتفيها، نحيلة هشة مريضة، دموعها تسيل كالمطر...بلل قلب سهيل، تذكر الماضي، ماضيه مع حسناء.طويلا، همس

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0149

    "سهيل، أنت تحبني بوضوح."…نظر أيوب إلى ورد: "من أين جاء هذا الشيء؟"ضرب سهيل نافذة سيارة ورد بقوة، تقدمت حسناء وتسحب كمه.هز سهيل يده...اصطدمت حسناء مباشرة بلوحة إنارة، الإطار الحديدي جرح جبهتها البيضاء، كانت هشة كالورق، فأغمي عليها فورا.ذهل سهيل.حمل حسناء فورا، ناداها: "حسناء، حسناء..."وجه حسناء شاحب، شفتاها ترتجفان.دم أحمر يتدفق من جبهتها.رفع سهيل عينيه إلى سيارة ورد، ثم إلى حسناء في حضنه، عض على أسنانه، فتح باب سيارته، وضعها داخلا، داس البنزين نحو المستشفى.يريد قضاء العمر مع ورد.لكنه لا يستطيع ترك حسناء تصاب!…داخل السيارة، التفت أيوب: "عشيقة المنافق القديمة؟"عينا ورد رطبة: "أموري، لا تسأل كثيرا."صاح أيوب فجأة: "ما زلت تحبينه؟ ما الجميل في هذا الخائن الكبير، لم لا تحبيني؟ انظري، عائلتي غنية، أنا شاب وسيم، جسدي أفضل منه بالتأكيد. أنا ابن مسرف، بعدي عائلة القريشي لك، سأغيظ سهيل بالتأكيد."نظرت ورد إليه بهدوء.بعد برهة، قالت: "تحلم جميلا!"داس أيوب البنزين، لكنه لم ييأس: "أنا جاد. لم أهتم بامرأة هكذا أبدا! هذا شرفك، هل فهمت؟"تجاهلته ورد تماما.اليوم، تخاف إزعاج أمها، اعتذر

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0148

    في الغرفة، لم ينطق أحد.نظرت ورد إلى الرجل الذي أحبته بعمق سابقا، شعرت بالسخرية؛ في قلب سهيل، لا مكان لها حتى للوقوف.انظر، عادت حسناء، فلم تعد عينا سهيل تتسعان لأحد آخر.القسم الذي أقسم سهيل، كلمات الحب التي قالها، تبدو الآن باهتة مضحكة.تألمت ورد لذاتها حقا.شبابها الماضي أطعم للكلاب، وحتى الآن، ما زالت تؤلمها.من لا يتألم؟أربع سنوات كاملة، أجمل سنوات امرأة، أصدق مشاعرها، أعطتها كلها لسهيل دون تردد، لكنه رمى قلبها الحقيقي مرات في التراب.ابتسمت ورد بارتياح.اختارت الرحيل والتخلي، تعرف أن الكثيرين ينظرون إليها الآن، إما تعاطفا أو تسلية.لا تهتم أبدا، تريد فقط المغادرة، مغادرة مشهد لقاء العشيقين القديمين، لا تريد النظر أكثر.مثير للغثيان حقا.نهضت ورد، مرت بجانب سهيل، لكن الرجل لم يشعر.حدق في حسناء، غير قادر على الهدوء.الممر الفاخر أصبح في هذه اللحظة مجزرتها، ذبحها حب سهيل في شبابه حتى تفتت، كرامتها تلاشت تماما.أربع سنوات زواج، مجرد مسرحية منفردة لها.من البداية إلى النهاية، كان سهيل ملكا لحسناء، لا تحتاج حسناء سوى الوقوف ونداء خفيف "سهيل"، فيستعيد حبه القديم.عيناه، مركزتان، عميقت

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0147

    قال سليمان في الهاتف: "تعالي، سارة تتوق للتعرف عليك."فضلا عن ذلك، يجب أن يشكر ورد، لأنها أعطته أعمال معرض الورود، تدفق كبير، عمولة وافرة.فكرت ورد، ثم وافقت.تبارك سليمان وسارة بصدق، في اليوم التالي اختارت بعناية ساعة زوجية بقيمة 600 ألف دولار كهدية خطوبة.خرجت من المتجر بعد الدفع، صاح أيوب: "كريمة جدا مع الرجال! راتبي الشهري 1200دولار فقط، أعطيت عشيقك 600 ألف دولار! 600 ألف دولار!"نظرت ورد إليه —"يمكنك رفع صوتك أكثر!""سليمان ليس عشيقي."لم يصدق أيوب: "ليس عشيقا، وتعطين 600 ألف دولار؟"تجاهلته ورد.في السيارة، أرسلته عنوان النادي.داس أيوب البنزين، يشتكي: "لا عجب أن سهيل يريد مراقبتك."شعرت ورد أنه مزعج جدا.بعد عشر دقائق، توقفت السيارة أمام دار الصفوة، فك أيوب الحزام، يريد النزول، قالت ورد بهدوء: "انتظر في السيارة."صاح أيوب: "لماذا؟"تفحصت ورد بدلته بقيمة 80 دولار، ابتسمت بلا ابتسامة: "لأنك سائق، والسائق يبقى سائقا، أي سائق يدخل الحفلة مع صاحبته؟"احمر وجه أيوب: "فهمت، تريدين الغش خلفي، أليس كذلك؟""صحيح."كانت ورد سعيدة.أحيانا، مضايقة الكلب الصغير ممتعة.…صعدت وحدها، دفعت باب

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0146

    لم تهرب ورد.تقدمت نحو سهيل وحدقت به.في نسيم الليل العاتي، شعرها الأسود وثوبها الأبيض، شفتاها الحمراوان جعلتا أضواء النيون المحيطة تبدو باهتة.قالت ورد بهدوء: "تبحث عني؟ إن كان بسبب أيوب، فأنا راضية جدا، وأشكرك."قال سهيل بعمق في عينيه: "إن أعجبك فحسب."الآن، عاد إلى رباطة جأشه السابقة، ليس كالرجاء الذليل السابق، بل أضاف: "إن أعجبك، أرسل غدا بضعة آخرين أفضل."نظرت ورد إليه بنظرة مختلفة.— مريض!أما أيوب جانبا، فقد شاهد الدراما كاملة، فتح باب مساعد السائق في الرولز الوردية، صاح متعمدا: "صاحبتي، حان وقت العودة."عبس سهيل: "يناديك صاحبتي؟"اقتربت ورد من السيارة، قالت بهدوء: "وما المانع؟ طالما أسعدني، يمكنه مناداتي حبيبتي أيضا."لم يتكلم سهيل، يرى الشاب القوي الذي اختاره بنفسه يجلس في رولز ورد، يقودها إلى منزلها، ويسمح له بمناداتها صاحبتي...في الواقع، هو أيضا يستطيع.في السيارة، لمس أيوب عجلة القيادة: "هذه السيارة رائعة! وأنت أيضا، وجه ذلك المنافق اسود."ربطت ورد الحزام، قالت بهدوء: "من الآن، ممنوع مناداتي صاحبتي."داس أيوب البنزين: "إذن... حبيبتي؟"صمتت ورد: ……بقي سهيل في مكانه،بعد ب

  • بعد رحيلي شابَ شعره في ليلة   الفصل 0145

    حدق في ورد، خيبة أمله شديدة: "أنت مثل أمك تماما، قاسية القلب! حسناء أختك الشقيقة!"كادت ورد تتكلم، فدخل ظل طويل من الباب.ألقاها حقيبة قماشية سوداء على الطاولة الجانبية، صاح في صلاح: "ابتعد، ابتعد!"رفع صلاح عينيه، رأى شابا وسيما.احتقره في سره، ثم استغل الفرصة لينفجر غضبا: "ألا تعرف من أنا؟"جلس أيوب فوق الطاولة مباشرة، يمضغ علكته ببطء متعمد، بمظهر وقح ومتهور: "أعرفك! قبل أيام رأيتك في قسم العقم بمستشفى، شيء لا ينجب."احمر وجه صلاح: "هذه فظاظة لا تطاق! سأرفع دعوى عليك!""ارفعها إذن!""اذهب وتحدث إلى محامي أبي! بالمناسبة، أبي اسمه فارس القريشي."ألقى بطاقة أعمال أمام صلاح بأطراف أصابعه.بطاقة سليمان بالضبط.ارتجف شفتي صلاح: فارس القريشي، رئيس مجموعة السلام، عملاق لا يقاوم.…بعد رحيل صلاح.ألقى أيوب بنفسه على مكتب ورد: "زوجك السابق استأجرني لمراقبتك، يخاف أن تخونيه."التقطت ورد البطاقة، همست: "تعرف سليمان؟"نظر إليها أيوب بشك واضح: "هو عشيقك؟"لم تجب ورد، بل سحبت نموذجا: "املأ هذا. من اليوم أنت موظف في معرض الورود، الراتب والتأمين من هنا، لا علاقة لك بسهيل بعد الآن."صاح أيوب قائلا: "أ

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status