مشاركة

الفصل 74

مؤلف: زهرة الورداني
قالت رغدة: "اطمئني، ما دمتِ لم تتخلّي عن أحد وهو في محنة، فلن أقول شيئًا."

...

في اليوم التالي، قادت روان سيارتها متجهة إلى المحكمة لحضور جلسة.

وما إن خرجت من المحكمة بعد انتهاء الجلسة، حتى التقت بـ فهد مصادفةً.

نظرت إليه بتوجّس وسألت: "ما الذي تفعله هنا؟"

فهد نظر إليها بعينين مليئتين بالشوق وقال: "علمتُ أنكِ تعملين في مكتب الصفوة، وأن لديكِ جلسة محكمة اليوم، فجئت خصيصًا لأنتظركِ هنا."

ضيّقت روان عينيها ونظرت إليه بنظرة يشوبها بعض الغضب: "هل كنتَ تراقبني؟"

لمعت في عيني فهد نظرة منكسرة وقال بصوتٍ فيه شيء من الألم: "روان، مررتُ بأيام صعبة في الفترة الماضية، لم أتوقف عن التفكير بكِ ولو للحظة."

ضحكت روان بسخرية وقالت: "وما علاقتي أنا بذلك؟"

ابتسم فهد وأخرج من جيبه خاتمًا ألماسيًا لامعًا، ولوّح به وكأنه يقدم كنزًا ثمينًا: "ألم تقولي سابقًا إنكِ تحبين هذا الخاتم؟ اشتريته لكِ."

تذكّرت روان ذلك الخاتم جيدًا.

كانت قد رأته ذات مرة في إحدى المجلات، وقد عبّرت عن إعجابها بتصميمه المميز واللافت، وشاركت فهد رأيها بعفوية.

لكن فهد في تلك اللحظة، كان قد عبس وجهه، وقال لها ببرود: "يمكنني أن أُهديكِ أشياء
استمر في قراءة هذا الكتاب مجانا
امسح الكود لتنزيل التطبيق
الفصل مغلق

أحدث فصل

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل 100

    كان الاثنان يتبادلان الحديث والضحكات، يتصرفان بألفة وود واضح.تمتم فهد بصوت منخفض: "خرج من المستشفى بهذه السرعة؟ يبدو أن حظه قوي فعلاً."خمن هاشم في نفسه أن ذلك الرجل لا بد أن يكون خطيب روان.في تلك اللحظة، فتح فهد باب السيارة ونزل منها، متجهًا نحو روان بخطوات حثيثة....مرّ على خروج حمدي من المستشفى أسبوع كامل.خلال هذا الأسبوع، كانت روان تراقبه يوميًا وتحرص على أن يتناول طعامًا خفيفًا وصحيًا.في البداية تقبّل الأمر، لكن مع مرور الوقت، بدأ يشعر بالملل من الأكل الخفيف والمطهو على البخار.بعد كثير من التوسل والدلال، وافقت روان أخيرًا على تحسين نوع الطعام، وقررت أن تخرجه ليتناولا وجبة في الخارج.أخذته إلى مطعم شهير في وسط المدينة، يقع في أكثر المناطق حيوية وازدحامًا.كان مطعمًا عريقًا معروفًا في سرابيوم، يرتاده السكان منذ سنوات طويلة.بل إنه كان المطعم الذي اعتاد حمدي وروان ارتياده منذ الطفولة.حين وصلا، كانت الساعة قد اقتربت من وقت العشاء، وكان المطعم مكتظًا بالزبائن، لا توجد طاولة شاغرة في القاعة، بل حتى عند المدخل كان هناك صف طويل ينتظر دوره.لكن روان كانت قد حجزت مسبقًا.وعندما وصلت

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل 99

    في الفترة الأخيرة، كان فهد يتنقل من مكان إلى آخر بحثًا عن مستثمرين.في سرابيوم، من الصعب أن يجد استثمارًا من شركات هناك، لذا اضطر إلى البحث في أماكن أخرى، وكان يقضي معظم وقته بين الفنادق والطائرات.في أحد الأيام، عاد فهد إلى سرابيوم قادمًا من الخارج، وكان هاشم في استقباله.في المساء، أثناء توجههما إلى موعد عشاء، وبينما كانا ينتظران إشارة المرور الحمراء، نظر هاشم إلى فهد.كان فهد يتصفح على هاتفه صورًا قديمة له مع روان.حاول هاشم التحدث لكنه تردد.قبل أن يبدأ، اقترب فهد منه وأراه الصور، وعيناه مليئتان بالحنان، وقال: "انظر كم كنا سعداء آنذاك."كانت تعابير هاشم معقدة.في المرة الماضية، طلب فهد منه شراء خاتم من فرنسا ليستخدمه لاستعادة روان.قال فهد حينها أن روان على وشك الخطوبة، وهاشم قال إن سرقة خطيبة شخص آخر أمر غير أخلاقي.منذ عودة هاشم إلى الوطن، لم يجرؤ على السؤال عن موضوع روان.منذ مغادرة روان للمرسى، لم يرها هاشم، ولا يعرف من هو خطيبها.لكن مع الوقت، لاحظ هاشم أن فهد ابتعد عن الضحك والمرح.في لقاءات الأصدقاء، كان فهد عادة أكثر الناس مرحًا، لكنه الآن كثيرًا ما يشرب بمفرده، ويصرخ باسم

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل 98

    روان لم تيأس وسألت بلهفة: "هل لا يوجد وقت تقريبي؟"أجابها حمدي: "إذا كنت تريدين معرفة الوقت، فربما كان ذلك عندما كنتِ في المدرسة الثانوية، حينما ضايقكِ رائد، وبعد أن ضربته أدركت ببطء أن مشاعري تجاهكِ مختلفة."ضغطت روان شفتيها وقالت: "لقد خبأت مشاعرك جيدًا."ربت حمدي على رأس روان الناعم قائلاً: "كنت أنتظر فقط حتى تكبري."ثم بدت على عينيه لمحة حزن، وقال: "بعد تخرجكِ في الجامعة ذهبت لأطلب يدكِ من والدكِ، لكنكِ رفضتِ وحدث ما حدث من هروبكِ من المنزل."أدارت روان عينيها بشيء من الندم وتمتمت: "كنت أظن حينها أن والدي ضحى بي من أجل مصلحة الشركة، لم أكن أعلم أن الأمر مخطط له مسبقًا، ولم تخبرني، لقد كنت مظلومة..."تظاهر حمدي فجأة بأنه يتألم وقال: "آه، الجرح يؤلمني كثيرًا."قلقت روان وانحنت لتتفقد جرحه في خصره قائلة: "ماذا حدث؟ هل لمست الجرح بالخطأ؟ سأطلب من الممرضة أن تأتي لتتفقده."عانقها حمدي بقوة، وأخذ ذقنه يستند على رأسها، وقال بصوت هادئ ومريح: "عندما تحضنيني لا يؤلمني."ابتسمت روان وقالت: "حسنًا، أنت تمزح."ربّت حمدي على شعرها الناعم بلطف وقال: "لا، أنا جاد، احتضنيّني فقط، وسيتوقف الألم."دف

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل 97

    كانت كلمات فهد تَرنّ في ذهن روان كتعويذة، لا تفارقها وتثير فيها القلق والاضطراب.لدرجة أنه في اليوم التالي عندما جاءت روان إلى المستشفى لزيارة حمدي، بدت عليها علامات الهم والقلق الشديد.سألها حمدي: "روان، ما الذي تفكرين فيه؟"رفعت روان رموشها بحذر وأدارت وجهها بعيدًا عنه، وقالت: "بشأن... سوسو تلك، ما قصتها؟"ابتسم حمدي ابتسامة تحمل معنى مبهم وقال: "هل تغارين؟"حاولت روان التظاهر بعدم الاهتمام، ونفخت خديها قائلةً: "لا، لم أغار، فقط لم أسمع منك عنها من قبل، فسألتُ فقط."لكن عندما تذكرت كيف أن تلك المرأة اختطفت لين، وحاولت طعنها حتى الموت، امتزج الغضب بالغيرة في قلب روان، وقالت بغضب: "كيف تورطت بهذه العلاقة العبثية؟ فلماذا هي مجنونة لهذا الحد؟"لوّح حمدي بيده نحوها وقال: "روان، تعالي هنا."طاعت روان وجلست بجانب سريره.أمسك حمدي يدها بجدية وقال: "هي زميلتي في الثانوية، وكانت مهووسةً بي، طاردتني بحرارة ولكني رفضتها بوضوح، ثم انضمت إلى جامعتي، وأثناء الجامعة استمرت في ملاحقتي، لكني لم أعطها أي أمل."خفضت روان عينيها وقالت مازحة بشيء من الاستغراب: "هذا كل شيء؟"ربّت حمدي على وجهها وقال: "نعم،

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل 96

    "نعم."نظرت نوال إلى حمدي وقالت: "هل شبعت؟ هل تريد أن تأكل المزيد؟ لقد جلبتُ لك كل ما تحب."أجاب حمدي: "لا حاجة، الطعام الذي طبخته روان بيديها يناسب ذوقي تمامًا، وقد أكلتُ كل شيء."سمعت نوال ذلك وابتسمت بابتسامة الخالة المحبة: "حسنًا، بما أنك أكلت فلا داعي للمزيد."كان عباس يحمل تعبيرًا ماكرًا على وجهه وقال: "حقًا؟ تناولت طعامًا أعدته روان بيديها؟"وضع سلة الفواكه والمكملات التي يحملها على الطاولة، ثم نظر إلى حمدي مازحًا: "أنت محظوظ حقًا."رد حمدي بابتسامة ساخرة: "نعم، هذه السعادة لا يشعر بها العزاب."تجمّدت ابتسامة عباس قليلاً وقال: "حسنًا، غدًا سأبحث عن صديقةً أيضًا، لأُظهر حبي أمامك كل يوم وأزعجك."فتحت نيرمين عينيها من الدهشة وقالت: "روان، أتجيدين الطبخ أيضًا؟"ابتسمت روان بخفة وقالت: "تعلمته مؤخرًا."قالت نيرمين مداعبة: " الحب له تأثير عجيب."لفّت نيرمين حول روان مرة وهي لا تصدق: "أتذكر عندما كنت في الجامعة وأتيت إلى شقتكِ، وطهيت لي بيضة مقلية، وكانت القشرة مقرمشة، وقلت لي إن قشرة البيض تحتوي على الكالسيوم، لم أتوقع أن تتعلمي الطبخ حقًا."خجلت روان ولمست أنفها قائلة: "قشرة البيض ف

  • بعد عودة حبيبة اللعوب القديمة، كشفت الوريثة المدللة عن وجهها الحقيقي   الفصل 95

    عندما عاد حمدي إلى وعيه، وجد الطاولة الصغيرة قد امتلأت بالأطعمة.كانت هناك ملفوفة صغيرة، لحم بقري، أرز أبيض شهي، وأيضا وعاء من الحساء.ابتسم بلطف وسأل: "ما هذا الحساء؟"أجابت روان وهي تحمل الحساء: "شوربة الدجاج مع الكزبرة والبطاطا الحلوة."رفعت روان ملعقة صغيرة من الحساء، ونفخت عليها قليلاً ثم مدت الملعقة إلى فم حمدي وقالت: "تذوق."ابتسم حمدي وخفض عينيه، لكنه توقف فجأة عن الابتسام.قال: "ما شأن يدك؟"لاحظ وجود بثرة على إصبع روان السبابة.حاولت روان إخفاءها، لكنها لم تستطع، فاعترفت: "لقد حرقت نفسي في المطبخ للتو، لا شيء خطير، مجرد بثرة صغيرة."احمرت عينا حمدي بقليل وقال: "هل تؤلمكِ؟"هزت روان رأسها: "لا، لا تؤلمني."شرب حمدي الحساء، ثم أمسك بمعصم روان برقة، وأمال رأسه لينفخ قليلاً على مكان الحرق.بعد عدة نفخات، رفع عينيه نحوها ونظر إليها بتعاطف: "كاذبة، كيف يكون الحرق بلا ألم؟"احمرت عينا روان قليلاً وقالت: "حقًا، لا تؤلمني، مقارنةً بجروحك، هذه لا شيء."مد حمدي يده وربّت برفق على وجهها وقال: "روان، جرحكِ يؤلمني، حتى لو كان صغيراً."ابتسمت روان بخفة، ورمشاتها تتهدل، وتوددت إليه بصوت ناعم

فصول أخرى
استكشاف وقراءة روايات جيدة مجانية
الوصول المجاني إلى عدد كبير من الروايات الجيدة على تطبيق GoodNovel. تنزيل الكتب التي تحبها وقراءتها كلما وأينما أردت
اقرأ الكتب مجانا في التطبيق
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status