Share

الفصل 3

Author: أَلُوت
استلقت ماري محاولةً تهدئة نفسها، وهي تفكر فيما ستقوله لكاترين لتوضح لها أن الطلاق هو الحل الوحيد لزواجها. وفجأة، رن هاتفها معلنًا تلقيها رسالة.

(ما رأيك فيما رأيته بالأمس؟

أتعرفين أن تلك ليست أول مرة؟ بل نفعل ذلك مرةً أو مرتين يوميًا، فزوجك لا يكتفي، هذا يحدث عادةً بين الأزواج المحبين، ولكنني أعتقد أنك لا تعرفين هذا الأمر لأن زواجك مجرد مسرحية هزلية لا أحد يسعد بها سواك.)

كانت هناك صورة حميمية لأليكسيا وماكسيموس مرفقة مع الرسالة، فتلاشى كل هدوء ماري، وبدأت فجأة تبكي بحرقةٍ لأنه لم يسبق وأن اقترب منها بهذا الشكل! لم تكن عذراء، ولكنه لم يرغب بها يومًا كما بدت على وجهه الرغبة بأليكسيا في تلك الصورة.

وفجأة، انهارت أعصابها، وأخذت تهشم كل شيء حولها، حتى هشمت المرآة وتناثرت منها شظايا الزجاج على الأرض. التقطت قطعة زجاجٍ وبدأت تجرح بها جلدها. أرادت أن تشعر بالحياة، وتلك الجروح كانت تمنحها ألمًا غريبًا ومُرْضيًا جعلها تتحسن. كانت قد اكتشفت منذ بعض الوقت أن جرح نفسها من شأنه التنفيس عن غضبها، ولذا فكان لديها جروح عادةً على ذراعيها. وبدون أن تعي ما تفعل، قطعت وريدًا في معصمها، مما تسبب لها بنزيفٍ سريع.

سمعت إيما أصوات الضجيج فهرعت إلى غرفة ماري، وحينما حاولت الدخول، وجدت أن الباب مغلقٌ من الداخل.

"سيدتي؟ سيدتي؟ هل أنت على ما يرام؟ أرجوك أجيبيني!" صرخت إيما بذعر.

وحين لم تتلق أي رد، ارتعدت واتصلت بماكسيموس.

"أرجوك أجب، أرجوك..."

"نعم؟"

"سيدي، أرجوك تعال بسرعة! السيدة ماري حبست نفسها في غرفتها ولا تفتح لي الباب، وقد سمعت الكثير من الضوضاء بالداخل لكنها لا تفتح الباب ولا تجيبني حتى."

"إيما، أنا على وشك دخول اجتماع، إنها على الأغلب إحدى نوبات غضبها المعتادة لتجبرني على العودة. اذهبي لإحضار المفتاح وافتحي الباب اللعين."

"ولكن يا سيدي..."

"افعلي فقط ما أخبرتك به!"

"حسنًا يا سيدي، آسفة على الإزعاج."

ركضت إيما لتحضرَ المفتاح وتفتح الباب، وحين دخلت ورأت المشهد أمامها، لم تستطع أن تكبح صراخها.

"آهٍ يا سيدتي! ماذا فعلت؟"

لم تجبها ماري، وكان وجهها ملطخًا بالدماء، وذراعيها مليئتان بالجروح.

صرخت إيما مرةً أخرى: "ماذا فعلت يا سيدتي؟"

انحنت إيما لتحاول رفعها عن الأرض، ولكن ماري كانت فاقدةً للوعي. أحد الجروح كان قد أصاب وريدًا مهمًا للغاية، ونزفت الكثير من الدماء. ارتعدت إيما وبدأت بالبكاء، واتصلت بالطوارئ. حاولت الاتصال بماكسيموس مجددًا ولكنه تجاهل الاتصال معتقدًا أنه مجرد أمر آخر له علاقة بزوجته. وحين لم يجبها، لم تجد إيما بدًا من الاتصال بكاترين.

"سيدة كاترين! أنا آسفة على الإزعاج، ولكنني لا أعرف ما يتعين علي القيام به. حاولت السيدة ماري الانتحار للتو، واتصلت بالإسعاف ولكنها لم تصل بعد. حاولت الاتصال بالسيد ماكسيموس ولكنني لم أستطع الوصول إليه. أنا ذاهبة للمستشفى معها الآن."

عقد لسان كاترين لوهلة، ولكنها سرعان ما أجابتها.

"ماذا حدث؟ أخبريني! اشرحي الأمر!" قالت بنبرةٍ قلقة، وأضافت: "أنا في طريقي إليك!"

حاولت إيما الاتصال برقم ماكسيموس مجددًا، وأجابها ماثيو هذه المرة.

"ما الخطب يا إيما؟ لما تتصلين مرارًا؟ المدير في اجتماع مهم للغاية."

"يا ماثيو، السيدة ماري حاولت الانتحار، وقد وصلت سيارةُ الإسعاف للتو. سأذهب معها، وكان علي أن أخبر السيدة كاترين بالأمر، وهي كذلك في طريقها إلى المستشفى."

شحب وجه ماثيو، فقد كانت ماري هادئة للغاية حين رآها بالأمس، ولكن هذا الهدوء قد تلاشى اليوم، وكان متيقنًا أن ذلك بسبب ما شهدته بالأمس.

"سأخبر المدير فورًا! ولتبقني على اطلاع بما سيحدث." قال ماثيو بصوتٍ مليءٍ بالقلق.

وبدون أن يتردد، دخل غرفة الاجتماعات وهو يعلم جيدًا أن لا يمكنه المقاطعة سوى في حالات الطوارئ فقط. قسى وجه ماكسيموس حين رآه يدخل الغرفة.

"ما الخطب يا ماثيو؟" قال بانفعال.

"سيدي! اتصلت إيما للتو وقالت أن السيدة ماري حاولت الانتحار، وأنها في طريقها الآن للمستشفى."

شحب وجه ماكسيموس، ونهش من مكانه قائلًا: "أيها السادة، يجب علي المغادرة، إذا كان هناك أي شيءٍ هام فرجاءً أخبروا ماثيو."

وبهذا غادر الغرفة بدون أن ينطق بكلمةٍ أخرى.

سأل ماثيو أثناء سيرهما: "ما الذي أخبرتك إيما به بالضبط؟"

أجابه ماثيو: "ما أخبرتك به فقط، لم يكن لديها وقت لتوضيح التفاصيل فهي الآن في سيارة الإسعاف مع السيدة ماري."

في تلك اللحظة، اقتربت أليكسيا من ماكسيموس، وقالت بانزعاج: "ما الخطب؟ لماذا غادرت الاجتماع فجأة؟ يجب أن نتمم الصفقة اليوم، ولا يمكننا تحمُّل فقدانها."

"ستتم الصفقة، ولكن علي المغادرة."

صرخت به أليكسيا بنفاد صبر: "أين ستذهب يا ماكسيموس؟"

قال ماكسيموس ممسكًا بذقنها: "أليكسيا، لا تنس أنني المدير هنا، ولا تجرؤي على الحديث معي بتلك الطريقة."

"ماكسيموس، أنا آسفة، ولكن..."

"لا يوجد (لكن)، علي أن أغادر الآن!"

أسرع ماكسيموس للخارج متجهًا إلى المستشفى، وهو يحاول فهم ما حدث اليوم، فشجارهما هذا الصباح كان بسيطًا مقارنةً بشجاراتهما الأخرى. لم يستطع فهم سبب تصرفات زوجته، ولم يكن الأمر منطقيًا بالنسبة له، ويعتقد أن السبب قد يكون فارق السن الكبير بينهما.
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App

Pinakabagong kabanata

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 100

    اتجه بيتر وكاترين إلى المطار مباشرةً ما إن غادرا غرفة الاجتماع، وهناك كان رجال ماركوز بارتز بانتظارهما. لم تكن كاترين على ما يرام، ولكنها ارتدت قناع الشجاعة. بمجرد أن استقلا الطائرة الخاصة، وجدوا ماركوس جالسًا فيها يتفقد بريده الإلكتروني. قالت كاترين بنبرةٍ ضعيفة: "عزيزي ماركوس! شكرًا لأنك انتظرتنا."أجابها ماركوس محدقًا خارج النافذة: "لا داعي لشكري! بل هذا من دواعي سروري، كما أنني سأذهب لفلورنتيا كذلك."قالت كاترين واضعةً بطانية فوق كتفيها: "اعذراني، فأنا متعبة قليلًا. أعتقد أنني سأستريح حتى نصل."سرعان ما نامت كاترين بعمق، وبدأ ماركوس وبيتر في مناقشة أحداث اجتماع اليوم. "هل كنت تعلم بأي من هذا يا ماركوس؟"نظر ماركوس إلى عينيه مباشرةً وقال مغلقًا حاسوبه: "لا، ولكن هذا يفسر سبب اهتمام الجدة الكبير بشفائي."سأله بيتر: "هل أنت متأكد أنك لا تريد العودة؟""لا أريد العودة تمامًا. تعلم أن هناك فدية على رأسي، وإذا عدت، فسيقوم ذلك الحقير فرانك ليفيت بإرسال رجاله خلفي.""إنه لأمرٌ غير معقول أن يكون هذا الرجل لا يزال على قيد الحياة، وهو من القضاة الأعلى شأنًا في فاليريا.""لم يعد هناك ما يفاجئ

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 99

    سأله بيتر: "هل أنت ذاهب إلى فلورنتيا؟""نعم، سأتوقف بها قبل العودة إلى المنزل. إذا كنت في عجلة من أمرك، فبإمكاننا الذهاب معًا وإنهاء تفاصيل نقل الملكية."غادر ماركوس المكتب بعد ذلك مغلقًا الباب بعده، وحينها بدأ الشجار الحقيقي."ما الذي تفكرين به يا جدتي؟ تحضرين شخصًا ما إلى هنا وقد لا يكون حتى من عائلة بارتز!"سألته جدته بغضبٍ واضح: "هل تقصد أنني كاذبة يا ماكسيموس؟""لا تنكري يا أمي أن الظهور المفاجئ لهذا الرجل الغامض يعد أمرًا مثيرًا للشك!""هل أنت حقًا تصدق ما يقوله ابنك يا ليونارد؟"قال ليونارد بحيرة: "لم أعد أعرف ما الذي يجب عليّ تصديقه يا أمي.""بيتر أيها الأحمق اللعين! ألعن اليوم الذي أصبحت فيه أخي! أنت خائن لعين!""ماكسيموس!" سقطت كاترين بمجرد أن صرخت.صرخ بيتر وهرع لمساعدتها: "جدتي!"كان من الصادم أن ترى حفيدها الأكبر، المعروف عادةً باتزانه، يفقد السيطرة تمامًا ويثور غاضبًا على شقيقه الأصغر.قالت كاترين بضعف: "احضر لي بعض الماء يا بيتر."أجلسها بيتر على كرسي، وأسرع بسكب كوبٍ من الماء لها. رغب للحظةٍ بضرب ماكسيموس، ولكنه تمالك نفسه حين رأى جدته في تلك الحالة الضعيفة.وبخه ليونار

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 98

    بعد سماعهم ما قالته الجدة كاترين، كان ليوبارد غاضبًا، وماكسيموس لم يستطع تصديق ما سمعه، أما بيتر، فابتسم ببساطة.قال ماكسيموس بغضب: "ما الذي تضحك عليه يا بيتر؟""أضحك على حقيقة أن طليقتك المستقبلية سيصبح نفوذها أكبر مني ومنك."صاح ماكسيموس واقفًا ومشيرًا إليه بإصبعه: "أنت أحمق!"إذا لم تفصل بينهما طاولة الاجتماع، للكم ماكسيموس أخوه بيتر في وجهه."هل أنت مدركة للجهد الذي بذلته عائلة بلمير لبناء هذه الامبراطورية؟""أنا مدركة، ولكن هذا ليس إرثنا نحن فقط، بل يخص ماركوس وماري كذلك. كنت حمقاء إذ اعتقدت أنك ستتقبل الأمر. يمكنك تحدي قراري، ولكن الأمر قد تم قانونيًا.""سأقبل حصتي بنسبة 11% من الأسهم بامتنان. أشكرك يا جدتي! إذا انتهينا، فعلي المغادرة لألحق بطائرتي إلى فلورنتيا."قالت كاترين بهدوء: "كنت أعرف أنك ستتفهم الأمر يا بيتر."قال ماكسيموس وبالكاد يكبح غضبه: "لم يوافق بيتر إلا لأنه لم يعمل يومًا في حياته. كل ما يفعله هو إنفاق الأموال التي ترسلها له الشركة يوميًا.""أوه يا ماكسيموس! أنا لست بحاجة لتلك الشركة كي أعيش، فمنذ ذهبت إلى جاليا، تعلمت ألا أتوقع أي شيء من عائلة بلمير، ولذا فأنا حتى

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 97

    راقبت أورورا ماري وهي تدخل العيادة، وكان جسدها الصغير الضعيف يبدو ضئيلًا أمام المبنى الأبيض الكبير الذي يشع هدوءًا. كانت الحدائق المحيطة بالمكان تبعث على السكينة، لكن أورورا لم تستطع منع نفسها من القلق على صديقتها.تردّدت ماري عند المدخل، لكن يد أورورا الثابتة الممسكة بيدها منحتها الشجاعة للمضي قدمًا. في الداخل، تعجبت من همس الأصوات الهادئة ومشهد الناس يسيرون بسلام في الممرات. بدا الجميع طبيعيين، وكان أغلبهم مبتسمين. لم يكن هذا مكانًا لمعالجة الأجساد، بل ملاذاً للقلوب المنكسرة.استقبلتهما الطبيبة هيل بابتسامة دافئة ونبرة مطمئنة تعكس هالة من الحكمة والاحتواء، وقالت: "مرحبًا بك يا ماري. أنا سعيدة جدًا لأنك هنا. دعينا نقوم بتسجيل دخولك ونرتّب لك الأمور."ورغم تردد ماري، إلا أنها أومأت برأسها وتبعتها. رافقتها أورورا في الإجراءات الرسمية، ووقعت الأوراق وتأكدت من أن ماري تعلم أنها ليست وحدها. وعندما حان وقت رحيل أورورا، تعانقت الصديقتان بحرارة.وعدتها أورورا بصوتٍ واثق: "سأزورك بقدر ما أستطيع. تذكّري أنك أقوى مما تعتقدين، وأنك ستتجاوزين هذا."راقبت ماري صديقتها وهي تغادر، وشعرت بألم الهجران

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 96

    جلس ليونارد وماكسيموس مذهولين في صمتٍ بينما تعانق كاترين ماكسيموس بارتز بحرارة، ذلك الرجل الغامض الذي دخل الغرفة بسلطةٍ تحيط به، إلا أنهم ما زالوا لا يعلمون صلته بالعائلة.قال ماركوس بأريحية: "سأعترف يا بيتر، لقد شككت بحضورك الاجتماع حين أخبرتني جدتي."أجابه بيتر بنبرةٍ دافئةٍ ومماثلة: "ماركوس! يالها من مفاجأة رائعة أن أراك مجددًا يا أخي."قاطعتهما كاترين بفضول: "أخي؟ كيف تعرفان بعضكما البعض؟"قال ماركوس: "تقابلنا في مستشفى."قاطعه بيتر بسرعة: "أعتقد أن علينا الذهاب إلى غرفة الاجتماعات."وافقته كاترين قائلة: "نعم، أنت محق. والآن طالما جميعنا هنا، لنبدأ. عزيزي ماركوس، أحتاج أن نكون نحن الخمسة وفريدريك فقط في هذه الغرفة، أتمانع أن ينتظر رجال حراستك في الخارج؟""بالطبع لا!" استدار ماركوس إلى رجاله قائلًا: "انتظروني هناك رجاءً، وسأعلمكم إذا احتجت شيئًا."انتقلت المجموعة إلى غرفة اجتماعات واسعة حين تمركز حراس الأمن بالخارج. جلست كاترين عند رأس الطاولة، على جانبها ليونارد وماكسيموس في ناحية، وماركوس وبيتر في ناحيةٍ أخرى. تحدث ماركوس وبيتر كأصدقاء قدامى، مناقشين أمور العمل والاستثمار، وتذكر ب

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 95

    استيقظ بيتر مبكرًا ليُحضّر أغراض ماري استعدادًا لإقامتها في العيادة. انفطر قلبه حين رآها على هذه الحال، لكنه كان على علم أنه ليس بمقدوره تقديم المساعدة التي تحتاجها. فكان لا بدّ أن تأتي تلك المساعدة من خبراء، من خلال العلاج والوقت. أصرت أورورا -أقرب صديقة لماري- على أن تكون جزءًا من هذه المرحلة، وأن ترافقها.قالت أورورا وهي تطمئنه: "لا تقلق يا بيتر. سأصطحبها وأهتم بكل شيء. وقّع فقط على استمارة الدخول التي كتبها الطبيب، وسأتولى أنا الباقي."وقبل أن يهمّ بيتر بالمغادرة، تلقّى رسالة من كاترين، تحثّه فيها على القدوم إلى فاليريا بأسرع ما يمكن. حيّرته نبرة الاستعجال في طلبها، لكنه كان يعلم أن جدته لا تطلب شيئًا من فراغ، وإذا وضعت خطة، فهناك بالتأكيد سبب وجيه وراءها.دخلت أورورا غرفة ماري بخفة، فوجدتها جالسة على حافة السرير. كانت قد ارتدت بلوزة فضفاضة بلون البيج، وبنطالًا أبيض واسعًا، مع حذاء مسطح بلون مماثل. كانت ضفائرها مجدولة بإتقان. تألم قلب أورورا عندما رأت عيني صديقتها المتورمتين والحمراوين من كثرة البكاء، ووجهها المبلل بآثار الدموع، ومع ذلك، استقبلتها ماري بابتسامة باهتة دافئة."هل اضط

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status