حبي حتى الوداع الأخير

حبي حتى الوداع الأخير

By:  أَلُوتUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
34views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

هربت ماري بريستون وعائلتها إلى خارج البلاد تاركين كل شيء وراءهم، وفجأة، وجدت نفسها محاطة بأناسٍ غير مألوفين في أرضٍ أجنبية، يتحدثون لغةً لم تفهمها. بعد بضعِ سنوات، حين كانت بمجرد التاسعة عشر من عمرها، انتهى بها الأمر متزوجة من ماكسيموس بلمير، حفيد كاترين بلمير ذات النفوذ. أحبته ماري بكل قلبها، ولكنه لم يبادلها الحب يومًا، فقد تزوجها مضطرًا وليس راغبًا. وسوءُ فهمٍ تلو الآخر دفع بزواجهما نحو الهاوية، هاويةٍ مليئةٍ بالخيانة، الإساءة وخيبة أملٍ لا حد لها. عاشت ماري لسنواتٍ في ظل امرأةٍ أخرى، متحملةً الألم حتى استجمعت شجاعتها أخيرًا لتطلب الطلاق، وقد تفاجأ ماكسيموس من قرارها، ورفض أن يتركها تذهب، ولكن القدر كان له رأيٌ آخر، كما أن حدثًا مأساويًا قد تسبب بحدوث الطلاق أبكر من المتوقع. بعد ذلك، حاولت ماري بدء حياتها مرةً أخرى، آملةً في العثور مجددًا على الحب والسعادة التي تدوم، ولكن جراح ماضيها لم تساعدها على الوثوق أو الإيمان بالحب مجددًا. واجهت لحظاتٍ كثيرةٍ من الألم والحزن والوحدة، ومع ذلك وبرغم كل ما حدث، بدأت تجد نفسها مجددًا وتخرج إلى النور. ربما تلك المرة لن تضطر لمواجهة كل شيء بمفردها، ربما سيدخل شخصٌ جديد حياتها، شخص يصبح سندها وسبب رغبتها في العيش، ورغم أنها تعلمت أن الماضي لا يمكن نسيانه تمامًا، إلا أنها اكتشفت كذلك أن وجود أساس متين قد يجعل حتى أكثر الأشياء تهشمًا قادرة على الوقوف بشموخٍ من جديد. علمتها الحياة أن الحب ثلاثة أنواع: حب يعلمك كيف تحب، وحب يجعلك تتمناه، ولكنك لا تحصل عليه، وحب لم تتوقعه ولكنه داوى جروحك وجلب لك السعادة الحقيقية.

View More

Chapter 1

الفصل 1

وقفت ماري في شرفة تلك الغرفة التي كانت تبات فيها طوال السنوات الثلاث الماضية، ولم ترد إشعال الأنوار لأن ظلمة الليل ستخفي الدموع المنهمرة على وجنتها.

"انتهى الأمر، لا يمكن أن أظل على هذا الحال، لقد فاض بي الكيل!" دارت تلك الأفكار ببالها وهي تنظر أمامها.

وفجأة، قاطع نور سيارة شرودها، فقد عاد زوجها الحبيب للمنزل، وكانت تعرف تمامًا ما سيحدث. فزوجها ماكسيموس بلمير هو رئيس مجموعة شركات بلمير، وهي إحدى أهم الشركات في فالينتيا. باكرًا هذا الصباح، كان ماكسيموس قد نسي ملفًا مليء بالمستندات، ولأنها تعرفه جيدًا، فاعتقدت ماري أنه على الأغلب يحتاج هذا الملف، وأنه سيقع في مشكلة إن لم يكن معه.

حاولت الاتصال به مرارًا لتخبره عن المستندات، ولكن حين لم يجبها، غادرت القصر لتوصيلها له بنفسها. لم تخبر أحدًا بذهابها سوى إيما روزوود مدبرة المنزل.

"إيما، إن ماكسموس لا يجيب على الهاتف، هل أنت متأكدة أنه كان يمسك بتلك المستندات صباحًا؟" سألتها بصوتٍ قلق.

"نعم يا سيدتي، كان يضع كل شيءٍ في حافظة أوراقه حين كان بغرفة المعيشة، ولكنه حينها تلقى اتصالًا، فأعتقد أنه نسي وضعها، وربما كان يحتاجها."

قالت ماري: "حسنًا، حسنًا، سأذهب حالًا، ربما أصل في الوقت المناسب."

"قودي بحذر يا سيدتي!" قالت إيما، بينما تشاهد ماري تسرع بالمغادرة.

بعد أن أسرعت بالقيادة، وصلت ماري أخيرًا لمكتب مجموعة بلمير. لم تطأ قدمها هذا المكان طوال سنوات زواجها الثلاث، ولكن الأمر هام هذه المرة.

لم تجد أحدًا حين دخلت الردهة، وكانت تعرف أن هناك مصعد يوصل مباشرةً لمكتب المدير.

لم تكن متأكدة أي مصعدٍ هو، ولكن الحظ حالفها وكان هو ما اختارته. وبعد بضعة أدوار، سمعت صوت الجرس معلنًا وصولها. خرجت ماري من المصعد، وكان المكان خاليًا لحسن حظها، وكذلك لم يكن هناك أحد عند مكتب سكرتيرة ماكسيموس.

"أين قد يكون ماثيو؟ وأين الجميع؟" فكرت بصوتٍ عالٍ، ورغم ذلك فلم يكن هناك من يجيبها بالطبع.

خطت تجاه الباب الخشبي الضخم المنحوت بفخامة، ودخلت المكتب بدون أن تطرق على الباب، وعقد لسانها حين رأت المنظر أمامها، كان ماكسيموس يخونها مع امرأةٍ شقراء، ولم تكن تلك المرأة الشقراء سوى أليكسيا ليفيت، سكرتيرته الوحيدة. سقط الملف من يد ماري، واستدار ماكسيموس حين سمع الصوت، فتفاجأ وسرعان ما أخذ يرتدي ملابسه ويرتبها بتعجل، بينما أسرعت أليكسيا بالتقاط ملابسها لتغطي بها جسدها المتعرق.

لم يكن رد فعل ماري مفاجئًا.

|أيها الحقير! أتلك من تخونني معها طوال هذا الوقت؟" أخذت تصرخ به، وأكملت: "أيها الحقير! أيها الوغد! أنا أكرهك! وأنتِ أيتها الحقيرة، سأقتلك!" صرخت ماري مندفعةً تجاه أليكسيا.

وبمجرد أن اقتربت من المرأة الشقراء، شعرت بألمٍ في معدتها، لقد لكمها ماكسيموس وأسقطها على ركبتيها. مؤخرًا، باتت نوبات فقدانها السيطرة الهستيري متكررة، فحين رآها تقترب من حبيبته بنظرةٍ قاتلة، لم يكن أمامه خيار سوى ضربها، وأستغل كونها على الأرض ليتصل بماثيو.

"ماثيو، أريدك أن تعيد ماري إلى المنزل وتبقيها هناك!"

لم يستغرق ماثيو الكثير من الوقت للحضور، وكانت ماري حينها ما زالت على الأرض ممسكةً ببطنها، فساعدها ماثيو على النهوض محاولًا عدم النظر لأليكسيا ذات الملابس الغير مرتبة. شعر بالأسف تجاه ماري، فإمساكها بزوجها وهو يخونها هي أحد أكثر التجارب مرارة.

"يا سيدة ماري بلمير، لنعد للمنزل، فأنت بحاجة للهدوء." قال ماثيو مؤكدًا بشكل خاص على اسم (بلمير)، وكان يعرف جيدًا أن هذا قد يعرضه للتوبيخ لاحقًا، ولكنه وضع نفسه مكانها.

"ماثيو؟"

"نعم يا سيدي!"

"ابق في المنزل وتأكد أنها ستظل هناك." أمره ماكسيموس بصوتٍ باردٍ ومتسلط.

"وأين قد تذهب المسكينة؟" تساءل ماثيو في قرارة نفسه، فهي بمفردها في بلدٍ أجنبية، مع زوجٍ لا يسمح لها بتكوين صداقات مع أي شخص.

"سيدتي، هيا بنا، سأصطحبك للمنزل."

"لا! لا أريد العودة للمنزل!"

"أرجوك لا تصعبي الأمور، فأنت تعرفين جيدًا كيف يكون المدير حين ينفد صبره."

"ماثيو، أنا لا أريد العودة للبيت! أرجوك، لا أريد العودة للبيت! أريد العوده لوطني! أريد استعادة حياتي!"

ارتبك ماثيو حين سمع جملتها الأخيرة، فقد تذكر الظروف التي جعلتها تأتي لفالينتيا. كانت أسباب تركها لبلادها خطيرة، ولن تكون عودتها بالأمر السهل، بل سيضعها ذلك هي وعائلتها في خطر.

"ليس بيدي ما أفعله يا سيدتي، يجب علي اصطحابك للمنزل."

"نعم يا ماثيو، أعرف ذلك، ولكنني قلت هذا وحسب متخيلةً لو أنني حرة وأستطيع العودة لحياتي القديمة."

"ولكنك تعرفين أن هذا غير ممكن يا سيدتي، الأمر خطير جدًا على جدك."

"هذا السبب الوحيد الذي يدفعني لتحمل كل هذا، وأنت تعرف هذا جيدًا، ولولا جدي، لكنت غادرت بالفعل سواءً كنت متزوجة أن لا."

وصل ماثيو إلى قصر بلمير، وفتح باب كرسي الراكب، ورأى المرأة المُساء إليها، المهانة، والمنسية تخرج من السيارة كشظايا زجاج تهشم بالفعل، فشعر بقلبه يعتصر، ولكنه لا يملك ما يستطيع فعله. في الحالات المشابهة، أفضل شيء قد يفعله هو ألا يتدخل بالأمر، فماكسيموس صارم للغاية، ولن يسمح لأحدٍ بالتعقيب على زواجه. الوحيدة التي كان بإمكانها التحدث عن هذا الأمر هي السيدة كاترين بلمير، جدة ماكسيموس، والتي لم تكن موجودة في الوقت الحالي.

بعد أن حدقت بالقمر وبما حولها لوقتٍ طويل، حاولت إيجاد القوة لمجابهة ما سيحدث، ثم دخلت ماري أخيرًا دون أن تشعل النور. اتجهت إلى الحمام وغسلت وجهها لتتخلص من آثار الدموع التي انهمرت من عينيها، وكانت يداها ترتجفان وهي متيقنة من أن عاصفةً ستهب.

"إيما؟"

"نعم يا سيدي؟"

"أين هي ماري؟"

"إنها في غرفتها. طلب مني ماثيو أن أبقي عيناي عليها لأتأكد أنها لن تقوم بأي فعلٍ أخرق، هل كل شيءٍ على ما يرام؟"

"نعم يا إيما، أنا لست بحاجة لخدماتك اليوم، بإمكانك المغادرة رجاءً."

"حسنًا، في الحقيقة، لقد كنت على وشك الذهاب لغرفتي."

"لا، أريدك أن تتركيني بمفردي تمامًا مع ماري."

"ولكن يا سيدي..."

"أخرجي!"

لم تستطع إيما المقاومة أكثر من ذلك، فما كان لها سوى أن غادرت وهي تشعر بثقلٍ على كاهلها. لم تكن تعرف سبب تعكر مزاج ماكسيموس، ولكن ملامح وجهه اليوم كانت داكنة ومرعبة بشكلٍ غير مسبوق.

"ماري!" صرخ ماكسيموس ما إن دخل الغرفة.

"نعم؟" أجابته وهي تخرج من الحمام بعدم اهتمام.

"أريد تفسيرًا لتصرفك بالمكتب هذا الصباح."

"لا يوجد ما يحتاج للتفسير." أجابته باختصار.

صرخ بها بحدة: "ماري!"

"لا تقلق، لن تخطو قدمي هذا المكتب مرةً أخرى، وإذا كان هناك شيء اعتقدت أنك قد تحتاجه، سأتصل بماثيو ليحضره إليك."

"هذا ما آمله، فأنت ممنوعة تمامًا من المجيء للمكتب، وفي الحقيقة، لقد طلبت عدم إعطائك إذن بالدخول."

"أخبرتك بالفعل ألا تقلق، فهذا لن يتكرر مجددًا." قالت ماري وبدأت تخطو تجاه غرفة تغيير الملابس لترتدي البيجاما الخاصة بها، وأضافت: "والآن إن لم يعد هناك ما تخبرني إياه، فهل بإمكانك مغادرة غرفتي رجاءً؟"

حين رأى لا مبالاة ماري، لم يستطع ماكسيموس الاستمرار بالجدال، بل أحكم قبضة يده بتوتر، فقد أمضى طريقه إلى هنا يتدرب على خطابٍ طويلٍ سيلقيه على مسامع زوجته، وكان يتوقع أن تنفجر بالسباب والشكوى.

"ماري، أنت تعرفين جيدًا أنني لا أحبك، وأنني تزوجت فقط بسبب جدتي، بينما أليكسيا هي من أحبها حقًا. أنا وأنت متزوجان فقط بسبب علاقة الصديقة الطويلة التي جمعت جدي وجدك."

"أعرف، ليس عليك تذكيري بهذا في كل مرةٍ تفعل بها ما يسيء لزواجنا." قالت ماري وهي تدخل غرفة تغيير الملابس مغلقةً الباب خلفها.

حين رأى ماكسيموس الحزن في عيني ماري، شعر بغصةٍ في حلقه، وبدأ ألمٌ غير مفسر يتكون بداخله. كان يشعر بأنه من الأفضل مغادرة تلك الغرفة، رغم عدم معرفته بالسبب.

وبعد أن غادر غرفة زوجته، اتجه إلى غرفة النوم الرئيسية، واستحم مقررًا أن ينام مبكرًا. وحين نام، أخذ عقله يذكره بكيفية مقابلته لزوجته، وكأن كل شيءٍ ضده.

حينها في صباحٍ باكر، كان مرهقًا للغاية ويرغب بكوبٍ من الماء، ولكنه وجد فتاةً ترتدي بيجاما وتشرب الحليب، ولم تتلفظ بكلمةٍ له. جذبته عيناها الواسعتين اللوزيتين في التو، ورغم أنه تظاهر بعدم الاهتمام، إلا أن تلك النظرة أسرت قلبه.

Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل 1
وقفت ماري في شرفة تلك الغرفة التي كانت تبات فيها طوال السنوات الثلاث الماضية، ولم ترد إشعال الأنوار لأن ظلمة الليل ستخفي الدموع المنهمرة على وجنتها."انتهى الأمر، لا يمكن أن أظل على هذا الحال، لقد فاض بي الكيل!" دارت تلك الأفكار ببالها وهي تنظر أمامها.وفجأة، قاطع نور سيارة شرودها، فقد عاد زوجها الحبيب للمنزل، وكانت تعرف تمامًا ما سيحدث. فزوجها ماكسيموس بلمير هو رئيس مجموعة شركات بلمير، وهي إحدى أهم الشركات في فالينتيا. باكرًا هذا الصباح، كان ماكسيموس قد نسي ملفًا مليء بالمستندات، ولأنها تعرفه جيدًا، فاعتقدت ماري أنه على الأغلب يحتاج هذا الملف، وأنه سيقع في مشكلة إن لم يكن معه.حاولت الاتصال به مرارًا لتخبره عن المستندات، ولكن حين لم يجبها، غادرت القصر لتوصيلها له بنفسها. لم تخبر أحدًا بذهابها سوى إيما روزوود مدبرة المنزل."إيما، إن ماكسموس لا يجيب على الهاتف، هل أنت متأكدة أنه كان يمسك بتلك المستندات صباحًا؟" سألتها بصوتٍ قلق."نعم يا سيدتي، كان يضع كل شيءٍ في حافظة أوراقه حين كان بغرفة المعيشة، ولكنه حينها تلقى اتصالًا، فأعتقد أنه نسي وضعها، وربما كان يحتاجها."قالت ماري: "حسنًا، حسن
Read more
الفصل 2
كانت ماري مرهقة من شدة البكاء، وحين كانت ترتدي بيجامتها، رأت كدمة كبيرة على بطنها، سببتها لكمة زوجها لها هذا الصباح. انهمرت دمعة على وجنتها، ولكنها اختارت ألا تفكر في هذا الأمر مجددًا، فتلك ليست أول مرة يحدث فيها هذا، ولذا فرؤية جسدها بتلك الكدمات ليس بأمرٍ جديد. أخذت تذكر نفسها أن كل ذلك من أجل جدها، فلم يكن بإمكانها أن تخذله.وحين نامت أخيرًا، راودها كابوسٌ مرعب. أخذت ترى مشاهد مما قد تؤول إليه حياتها، كانت مشاهد قصيرة، ولكنها تركت فراغًا في قلبها. لم تكن حياتها ستتغير للأفضل، بل على النقيض، وبرغم كل ما تبذله من جهد، كانت سينتهي بها الأمر وحيدةً بدون عائلتها، وكان جدها سيموت بالسجن، بينما سيعيش ماكسيموس وأليكسيا بسعادة بعد أن يسلموا عائلتها للسفارة، وسينتهي بها الحال كمتشردة جائعة في الشارع، لا تملك ما تطعم به طفلها."آه!" صرخت مستيقظةً من نومها.أيقظها هذا الحلم المفاجئ في الخامسة صباحًا، فقد مات صغيرها في الحلم من شدة الجوع والبرد في الخامسة مساءً، وبغض النظر عن مدى توسلها المساعدة، لم يأت أحد لمساعدتها، كان هذا ما استطاعت تذكره. نظرت إلى ذراعيها، وتساءلت من هو هذا الطفل، وكيف انته
Read more
الفصل 3
استلقت ماري محاولةً تهدئة نفسها، وهي تفكر فيما ستقوله لكاترين لتوضح لها أن الطلاق هو الحل الوحيد لزواجها. وفجأة، رن هاتفها معلنًا تلقيها رسالة.(ما رأيك فيما رأيته بالأمس؟أتعرفين أن تلك ليست أول مرة؟ بل نفعل ذلك مرةً أو مرتين يوميًا، فزوجك لا يكتفي، هذا يحدث عادةً بين الأزواج المحبين، ولكنني أعتقد أنك لا تعرفين هذا الأمر لأن زواجك مجرد مسرحية هزلية لا أحد يسعد بها سواك.)كانت هناك صورة حميمية لأليكسيا وماكسيموس مرفقة مع الرسالة، فتلاشى كل هدوء ماري، وبدأت فجأة تبكي بحرقةٍ لأنه لم يسبق وأن اقترب منها بهذا الشكل! لم تكن عذراء، ولكنه لم يرغب بها يومًا كما بدت على وجهه الرغبة بأليكسيا في تلك الصورة. وفجأة، انهارت أعصابها، وأخذت تهشم كل شيء حولها، حتى هشمت المرآة وتناثرت منها شظايا الزجاج على الأرض. التقطت قطعة زجاجٍ وبدأت تجرح بها جلدها. أرادت أن تشعر بالحياة، وتلك الجروح كانت تمنحها ألمًا غريبًا ومُرْضيًا جعلها تتحسن. كانت قد اكتشفت منذ بعض الوقت أن جرح نفسها من شأنه التنفيس عن غضبها، ولذا فكان لديها جروح عادةً على ذراعيها. وبدون أن تعي ما تفعل، قطعت وريدًا في معصمها، مما تسبب لها بنزيف
Read more
الفصل 4
بعد رحلةٍ طويلة، وصل الإسعاف أخيرًا للمستشفى. كانت ماري شاحبةً وفاقدةً للوعي، وقال أحد المسعفين: "لقد فقدت الكثير من الدماء، فلنأمل أن نتمكن من فعل شيء."قال آخر: "يجب علينا فعل أي شيء، فما زالت صغيرة جدًا ولا يمكن تركها تموت هكذا."علق أحد الأطباء: "لا أعرف ما جرى بعقلها وجعلها ترغب بالانتحار، إنها صغيرة جدًا."وفي تلك الأثناء، كانت ماري الفاقدة للوعي تصارع واقعًا آخر، فكان نفس ذلك الكابوس يراودها مجددًا.وجدت ماري نفسها عالقةً في قصر بمفردها وببطنٍ بارزٍ تظهر حملها بوضوح، وكانت تبكي وتتوسل ليخرجوها. بدت بائسة، وكانت إيما بجوارها تحاول مواساتها."سيدتي، اهدئي أرجوك. لا ينبغي أن يتعرض طفلك لهذا.""إيما، أنا لا أريد سوى المغادرة أرجوك! أريد فقط أن أغادر. لما حبسني ماكسيموس هنا؟ أريد المغادرة! لقد خدعني ليجعلني آتي إلى هنا كي يختطف طفلي.""سيدتي، السيد ماكسيموس لا يريد سوى أن يبقيك بأمان؛ فزوجته قد تؤذيك، ولهذا أنت هنا. إنه لا يريدك أن تتأذي، أرجوك اهدئي قليلًا.""لا يا إيما، إنه يريد أن يأخذ طفلي ثم يتخلص مني، كيف كنت بتلك السذاجة ووقعت في فخه؟"وفجأة، تغير المشهد إلى مشهدٍ آخر كما في ا
Read more
الفصل 5
وبينما كان ماكسيموس، إيما، وكاترين ينتظرون معرفة تطورات حالة ماري في إحدى الغرف الخاصة، أخذت كاترين تتذكر كيف ظهرت هذه الفتاة في حياتهم منذ خمسة سنوات، والكثير من تلك المعلومات لم يكن ماكسيموس على دراية بها.كانت ماري بالسابعة عشر من عمرها حين أجبرت فجأة على ترك بلادها. فجدها آلبرت اتصل بها وهي في مدرستها وطلب منها الحضور بعد انتهاء اليوم الدراسي، وحينها اتصلت به كاترين ونصحته بالمغادرة بدون أن يعرف أحد.-فلاشباك-اتصل ألبرت بالمدرسة وطلب من ماري انتظاره في المدخل بعد عشر دقائق. عندما فتح باب السيارة، رأى حفيدته بينما رأت هي ذلك الرجل الذي عهدته قويًا وقد بدا في قمة الوهن، ووجهه مليء بالحزن."ماري، أسرعي واركبي السيارة، نحتاج للمغادرة فورًا...""جدي، ما الخطب؟ أغراضي ما زالت بالداخل...""هذا لا يهم بعد الآن. هيا!"لم يكن لديها خيارٌ سوى أن تركب، وفكرت بداخلها: "ستضبّ ريجينا أغراضي وتعيدهم للمنزل هذا المساء." توقفت السيارة عند حظيرة، وطلب منهم السائق إعطائه هواتفهم المحمولة."سيدي، آنستي، أحتاج منكم إعطائي هواتفكم، وأي ما يمكن تعقبه.""هيا يا عزيزته، أعطيه إياه!"أجابت ببعض الرهبة: "جدي
Read more
الفصل 6
بعد تناول العشاء، ذهبت كاترين وألبرت لحجرة الدراسة لمناقشة المشاكل الحالية."ألبرت، لقد راجعت المعلومات التي أرسلها لنا المحامي الخاص بك، وللأسف، ليس لدي أخبار سعيدة. لقد هرب شريكك المزعوم بالملايين كما وأضر بواحدة من أكثر العائلات أهمية ببلادك، مما يجعل الأمر صعبًا للغاية.""ما الذي تقترحي علي فعله؟ لم يبق لي الكثير، يمكنني أن أسلم نفسي لأتجنب كل تلك المشاكل.""لا يا ألبرت، لا أقترح أن تسلم نفسك، الحقيقة أننا ليس بوسعنا فعل الكثير حتى نجد الجاني الحقيقي.""إذا، ما الذي يجب علينا فعله برأيك؟""لقد قمت بتحليل الاحتمالات، وتوصلت لخيارٍ واحدٍ ولكنه لن يعجبك.""وما هو؟""عائلتنا تملك بعض الأملاك الغير معلن عنها، ففكرت أنك ربما قد تمكث هناك على الأقل حتى نتمكن من تحديد مكان شريكك. أعلم أنهم بمجرد أن يصلهم خبر مغادرتك للبلاد فسيبدأون بالبحث في كل مكان، ولا أعرف كم من الوقت سيستغرقهم الأمر حتى يكتشفوا علاقتك بنا.""إذًا فما تقترحيه هو أن نذهب إلى إحدى ممتلكاتك؟""أعتقد أن أهم شيء هو سلامتك وسلامة عائلتك، وبإمكاني حمايتكم ولكنني لا أريد أي مخاوف لا حاجة لها.""أفهمك، وأعلم أنني أسبب لك الكثير
Read more
الفصل 7
نهضت ماري من السرير وأسرعت للخارج معتقدةً أنها قد تجد جدها، ولكن لسوء الحظ، كان قد غادر بالفعل منذ بضعة ساعات.سألتها كاترين: "إلى أين أنت ذاهبة يا عزيزتي ماري؟""أنا أبحث عن جدي!""يا حبيبتي، غادر جدك في الليلة الماضية، لم يبق سوى لتناول العشاء ثم غادر."اعتصر قلب كاترين ألمًا حين رأت تغير ملامح ماري. كانت ماري لا تزال ترتدي زيها المدرسي الذي وصلت به، وبدت كطفلة صغيرة جاءت للحضانة للتو ولا تريد أن تفترق عن والدها."عزيزتي، نحن بحاجة لتناول الإفطار ثم سنذهب لشراء بعض المستلزمات لك.""أنا لست جائعة.""هيا يا عزيزتي، أنا لن أدعك تتضورين جوعًا! ماذا سأخبر جدك حين يعود؟""هل سيعود؟" سألت ماري بعينين متسعتين."نعم، إنه لم يغادر للأبد، لكننا لم نرغب بالمخاطرة بالعثور عليه، ولذا فهو في مكانٍ آخر، لكنه ليس بعيدًا عن هنا.""إذًا هل يمكنني رؤيته مجددًا؟""بالطبع! ربما حين تهدأ الأمور قليلًا سنجد مكانًا لنلتقي به كي نكون على راحتنا."حين سمعت هذا، دخلت ماري القصر مجددًا، وذهبت لحجرة الطعام مع كاترين. تناولت طعامها في صمت، وكان قلبها يرفض كونها بمفردها في بلدٍ غريب، وهي غير قادرة على التواصل مع أح
Read more
الفصل 8
بعد قضائها بضعة أيامٍ في القصر، اضطرت كاترين للرحيل في رحلة متعلقة بأعمال العائلة، وفي تلك المرة، لم تستطع اصطحاب ماري معها، ولذا قالت قبل أن تغادر:"ماري، سأغادر لبضعة أيام، ولكنك لن تكوني بمفردك فإيما ستظل معك، وإذا احتجت أي شيءٍ فلتسأليها.""حسنًا يا جدتي، لا تقلقي!""حسنًا، سأذهب إذًا! سأعود بعد بضعة أيام، حاولي ألا تغادري القصر!""لا تقلقي، سأكون حذرة."في ذلك اليوم، لم تفعل ماري شيئًا سوى تناول العشاء والذهاب للنوم. كانت دائمًا تقرأ الرسالة التي تركها لها جدها. كانت تحب التظاهر بأنه قد كتبها لها للتو، خاصةً وأنه لا يوجد تاريخ عليها، مما أشعرها بحنينٍ شديد.في تلك الأثناء وقرابة منتصف الليل، اصطفت سيارة مايباخ في مدخل المنزل، وترجل منها شاب وسيم بملامح متعبة. كان لا يقوى على الدخول، ولكنه لم يكن ليستطيع الراحة إذا نام على كرسي السيارة، لذا خرج من السيارة حاملًا أمتعته من على الكرسي الخلفي. دخل القصر وترك أمتعته في غرفة المعيشة، وتوجه للمطبخ ليشرب بعض المياه.كانت رحلته طويلة، ولم يتناول العشاء. أراد أن ينعش نفسه قليلًا قبل أن يذهب للنوم، فلم يبق سوى ساعات قليلة على شروق الشمس، لذا
Read more
الفصل 9
بعد بضعة أيامٍ في المستشفى، كانت ماري قد نقلت إلى غرفةٍ خاصة بعد أن زال عنها الخطر، ولم يبق سوى أن تلتئم جروح جسدها، ولكن ما زال عليهم أيضًا مداواة جراحها النفسية. خلال تلك الأيام، ظلت كاترين تتذكر كيف دخلت ماري حياتها منذ خمسة سنوات، وأعادت لها الشباب مرةً أخرى، وعوضتها عن عدم إنجابها فتاة. لكن رؤيتها في هذا الوضع الآن جعلها تلوم حفيدها عديم المسؤولية والإحساس.كانت الجدة هي أول من رأتها ماري بعد أن استيقظت. كانت تشعر ببعض النعاس، ولكنها قد ارتاحت حين أدركت أن كل تلك المشاهد التي كانت تراها لم تكن سوى كوابيس.قالت ماري بهدوء: "جدتي، أريد الطلاق."أجابتها الجدة بقلق: "عزيزتي، لقد استيقظت للتو، حاولي أن ترتاحي قليلًا، فما حدث ليس بالأمر الهين."أدارت ماري رأسها لتنظر خارج النافذة، وكان اليوم مشمسًا، كما وكأن القدر منحها فرصةً جديدة. وفجأة، استدارت مجددًا لجدتها وامتلأت عينيها بالدموع."جدتي، أريد الطلاق! لا أستطيع أن أتحمل الأمر أكثر من هذا. لقد أحببت ماكسيموس طوال زواجنا، ولكنني لا أريد أن أحبه بعد الآن." قالت بينما تنهمر الدموع على وجنتيها. وأضافت: "يؤلمني أن وصل الأمر إلى هذا الحد، و
Read more
الفصل 10
"ماكسيموس، ما الذي تفعله جالسًا هنا؟ لم لا تدخل لترى زوجتك؟" قالت كاترين لتقطع عنه دوامة الذكريات التي كانت تحاصره.في أعماقها، كانت كاترين لا تزال تأمل أن يستمر زواج حفيدها من ماري، لذا تعلّقت بأمل أن يبدأ ماكسيموس في معاملتها بمزيد من الحب والاحترام. فإذا حدث ذلك، فلن يكون لدى ماري أي مبرّر للمطالبة بالطلاق. ولكن ما لم تكن كاترين تتوقّعه هو أن ماري لم تكن لتتراجع عن قرارها. فذلك الخوف الذي شعرت به حين رأت مستقبلها ومستقبل ابنتها الصغيرة لم يترك مجالًا للشك بأن الطلاق هو أفضل ما يمكن أن تفعله.ظل ماكسيموس جالسًا في منطقة الانتظار خارج غرفة المستشفى، فرمقته جدته بنظرة حادة، وهمست له:"ماكسيموس، إن استمررت بهذا الشكل، ستفقد أكثر فتاة اهتمت بك. هل تعتقد أن عشيقتك ستعتني بك كما فعلت ماري؟""جدتي، لا أظن أن الوقت مناسب الآن لمناقشة علاقتي بأليكسيا.""علاقة؟ أي علاقة؟ كل ما تفعله مع تلك المرأة هو خيانة زوجتك في مكتبك. إنها امرأة شديدة الكفاءة بالنسبة لك، لكنها لم تحصل على منصبها إلا بجسدها.""جدتي!" ردّ ماكسيموس بغضب.كانت كاترين على وشك مواصلة توبيخه عندما سُمع صوت طرق على الباب.طق! طق!"
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status