Share

الفصل 4

Author: أَلُوت
بعد رحلةٍ طويلة، وصل الإسعاف أخيرًا للمستشفى. كانت ماري شاحبةً وفاقدةً للوعي، وقال أحد المسعفين: "لقد فقدت الكثير من الدماء، فلنأمل أن نتمكن من فعل شيء."

قال آخر: "يجب علينا فعل أي شيء، فما زالت صغيرة جدًا ولا يمكن تركها تموت هكذا."

علق أحد الأطباء: "لا أعرف ما جرى بعقلها وجعلها ترغب بالانتحار، إنها صغيرة جدًا."

وفي تلك الأثناء، كانت ماري الفاقدة للوعي تصارع واقعًا آخر، فكان نفس ذلك الكابوس يراودها مجددًا.

وجدت ماري نفسها عالقةً في قصر بمفردها وببطنٍ بارزٍ تظهر حملها بوضوح، وكانت تبكي وتتوسل ليخرجوها. بدت بائسة، وكانت إيما بجوارها تحاول مواساتها.

"سيدتي، اهدئي أرجوك. لا ينبغي أن يتعرض طفلك لهذا."

"إيما، أنا لا أريد سوى المغادرة أرجوك! أريد فقط أن أغادر. لما حبسني ماكسيموس هنا؟ أريد المغادرة! لقد خدعني ليجعلني آتي إلى هنا كي يختطف طفلي."

"سيدتي، السيد ماكسيموس لا يريد سوى أن يبقيك بأمان؛ فزوجته قد تؤذيك، ولهذا أنت هنا. إنه لا يريدك أن تتأذي، أرجوك اهدئي قليلًا."

"لا يا إيما، إنه يريد أن يأخذ طفلي ثم يتخلص مني، كيف كنت بتلك السذاجة ووقعت في فخه؟"

وفجأة، تغير المشهد إلى مشهدٍ آخر كما في الأفلام. كانت قد وضعت طفلها بالفعل، وكان ماكسيموس يحمله بلطف، بينما هي مستلقية بتعبٍ تبكي.

"أرجوك يا ماكسيموس! لا تأخذها مني، إنها طفلتي!"

"إنها طفلتي أنا أيضًا! وأفضل شيءٍ لها أن تكبر في مدرسة داخلية، فأنت لم تعودي زوجتي، فما هي تلك الحياة التي تستطيعين توفيرها لها؟"

"لا شأن لك بهذا! لا يمكنك أخذها مني! أنت بالفعل لديك ابن!"

لم يتأثر ماكسيموس وكان مستعدًا لأخذ الطفلة، ولكن ماري استجمعت قواها وهشمت مصباحًا فوق رأسه، فسقط مغشيًا عليه. حملت ماري الطفلة وهربت. كان الجو بعد الظهيرة باردًا، وكانت تركض بدون حذاء، ولم يكن معها سوى معطف لفت به طفلتها. استغلت الفوضى وهربت من القصر.

تغير المشهد مجددًا، وكانت كلما تغير المشهد تشعر بألمٍ في صدرها وكأن شيئًا ينتزع روحها، أو كأن قلبها يحترق بداخلها.

تلك المرة وجدت نفسها تجلس تحت جسر، وكانت متسخة، تشعر بالبرد، وتحتضن طفلتها محاولةً إرضاعها. وكانت قد أمضت وقتًا طويلًا مشردة بالشوارع تتسول المال. كانت جائعة وضعيفة، وكانت طفلتها تبكي. كانت الطفلة منهكة للغاية لدرجة أن نامت تدريجيًا، فعانقتها لتقيها البرد، وتوقفت الطفلة عن البكاء. وفجأة، أدركت ماري أن الطفلة لم تعد تبكي، فنظرت لها بذعر، ووجدت أن وجهها كان شاحبًا وشفتيها زرقاوين، وأخذت تهزها محاولةً إيقاظها، ولكنها لم تجبها. ماتت طفلتها من الجوع والبرد. صرخت صرخةً مدوية، ولكن لم يأت أحد لنجدتها في هذا الوقت البارد.

أخذت ماري تنوح بمرارة، وتلوم نفسها على ما حدث وتلطم وجهها آملةً أن يكون هذا مجرد كابوس ستستيقظ منه قريبًا.

"أنا آسفة يا ابنتي الحبيبة! أنا آسفة! لم أستطع الاعتناء بك، ولكن انظري إلي! أنا حتى لا أستطيع الاعتناء بنفسي! أنا آسفة!"

تمنت ماري أن يكون هذا المشهد مجرد كابوس.

"يا رب! أرجوك فليكن هذا كابوسًا يا رب!"

وبينما هي تردد هذه الكلمات، شعرت مجددًا بشيءٍ يسحبها ويحرق صدرها، وفجأة، بدأت ترى شعاعًا من النور.

قال كبير الأطباء: "أرجوك استيقطي! أرجوك! لا يمكن أن تموتي!"

وأخيرًا، استعاد قلب ماري نبضاته مجددًا على الشاشة.

"يا طبيب! قلب المريضة ينبض، لقد نجت!"

"هيا! يجب أن نستمر في تقطيب جروحها، فما زال الوقت باكرًا جدًا لإعلان الانتصار."

لاحظ الطبيب شفير، كبير الأطباء، دمعةً تنساب من عين الفتاة.

لفتت انتباه الطبيب الذي أراد معرفة سبب إنهاء فتاة صغيرة مثلها حياتها، ولم يستطع تصديق أنها كانت لديها سبب مقنع بشكلٍ كافٍ لتقوم بهذه الفعلة المشينة. وفي تلك الأثناء، كانت إيما وكاترين تنتظران خارج غرفة الطوارئ.

"إيما، لقد عملت لدى عائلتنا لسنواتٍ طويلة، ولهذا طلبت منك البقاء مع ماكسيموس عندما تزوج، فقد علم أنك ستعتنين به وبماري جيدًا. أخبريني، ماذا حدث؟"

"لست متأكدة مما حدث يا سيدة كاترين، غادرت ماري المنزل بالأمس ومعها ملف مليء بالمستندات، قائلةً أنها ستذهب لإيصالهم لماكسيموس لأنه قد نسيهم على الأرجح. وبعد ذلك، أعادها ماثيو للمنزل، وأغلقت باب غرفتها عليها. وفي الليلة الماضية، عاد السيد ماكسيموس للمنزل وطلب مني المغادرة، وظل بمفرده معها فلم أستطع القيام بأي شيءٍ بعد ذلك، والآن صباحًا نشبَ بينهما شجار كبير، وصرخا في بعضهما البعض، وطلبت ماري منه الطلاق."

"ماذا؟" أجابت كاترين متفاجئة: "أنا متأكدة أن هذا الماكسيموس العاق قد فعل شيئًا تسبب برد فعل ماري هذا."

في تلك اللحظة، لمحت شخصًا طويلًا يقترب من على مسافة.

"ماكسيموس أيها الأحمق المدلل! هذه ليست تربية والديك! ما الذي فعلته لماري؟"

قال ماكسيموس بانفعال: "جدتي، لا أعتقد أن هذا الوقت مناسب للجدال!"

"أيها الحقير! إنه خطئي لأنني دللتك. بمجرد أن تستفيق ماري، ستأتي للعيش معي، ولا رجعة في ذلك."

بينما كانت كاترين توبخ ماكسيموس، خرج كبير الأطباء ومعه ممرضة من غرفة الطوارئ.

سألت الممرضة: "هل أنت عائلة السيدة بريستون؟"

قال ماكسيموس بنبرةٍ رسمية: "أنا زوجها."

"سيدي، لقد نزفت زوجتك الكثير من الدماء وتعين علينا إجراء نقل دم، فصيلة دمها نادرة ولكننا تمكنا من إنقاذها. إنها الآن في العناية المركزة، فإحدى الجروح التي جرحتها لنفسها أصابت وريدًا رئيسيًا، وهذا ما سبب حالتها الحالية. لو تأخرت لدقائق قليلة لفارقت الحياة." قال كبير الأطباء بنبرةٍ تحمل غضبًا ممزوجًا بقلق.

شحب وجه ماكسيموس، واضطربت تعبيرات وجهه. بدت ماري مستاءة هذا الصباح، ولكنه لم يظن أنها ستتمادى إلى هذه الدرجة. شعر بشيءٍ من تأنيب الضمير بداخله بسبب ما شهدته ماري يحدث بمكتبه. وأدرك أنه قد تمادى في إيذائها، ولم يراعي يومًا مشاعر زوجته رغم أنها لطالما أخبرته أنها تحبه، وذكرته كل يومٍ بمدى عشقها له.

"سيدي، حتى وإن نجت الآن من الخطر، فسيتعين مراقبتها عن كثب، فإن لم تنجح هذه المرة، فهذا لا يعني أنها قد لا تحاول تكرارها مجددًا." قال كبير الأطباء بجدية.

سأل ماكسيموس بانزعاج: "ماذا تعني؟"

"يجب عليك معرفة ما دفعها للانتحار، لا يمكن تجاهل هذا. فربما استطعنا إنقاذها هذه المرة، ولكن الأناس الذين يتعرضون لصدمات عادةً يكررون المحاولة مجددًا حتى ينجحون في إنهاء حياتهم."

تفاجأ ماكسيموس بما سمعه. "كيف استطاعت ماري فعل ذلك؟ هل كنت قاسيًا جدًا عليها؟"

"أنت عاق! أنا أخجل من كوني جدتك! أخبرني، كيف أمكنك دفعها إلى تلك الدرجة؟ لقد أخبرتك بالفعل أنها بمجرد خروجها من هنا ستأتي للعيش معي، ولو أرادت تركك فلن أمنعها!" صرخت كاترين.
Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 100

    اتجه بيتر وكاترين إلى المطار مباشرةً ما إن غادرا غرفة الاجتماع، وهناك كان رجال ماركوز بارتز بانتظارهما. لم تكن كاترين على ما يرام، ولكنها ارتدت قناع الشجاعة. بمجرد أن استقلا الطائرة الخاصة، وجدوا ماركوس جالسًا فيها يتفقد بريده الإلكتروني. قالت كاترين بنبرةٍ ضعيفة: "عزيزي ماركوس! شكرًا لأنك انتظرتنا."أجابها ماركوس محدقًا خارج النافذة: "لا داعي لشكري! بل هذا من دواعي سروري، كما أنني سأذهب لفلورنتيا كذلك."قالت كاترين واضعةً بطانية فوق كتفيها: "اعذراني، فأنا متعبة قليلًا. أعتقد أنني سأستريح حتى نصل."سرعان ما نامت كاترين بعمق، وبدأ ماركوس وبيتر في مناقشة أحداث اجتماع اليوم. "هل كنت تعلم بأي من هذا يا ماركوس؟"نظر ماركوس إلى عينيه مباشرةً وقال مغلقًا حاسوبه: "لا، ولكن هذا يفسر سبب اهتمام الجدة الكبير بشفائي."سأله بيتر: "هل أنت متأكد أنك لا تريد العودة؟""لا أريد العودة تمامًا. تعلم أن هناك فدية على رأسي، وإذا عدت، فسيقوم ذلك الحقير فرانك ليفيت بإرسال رجاله خلفي.""إنه لأمرٌ غير معقول أن يكون هذا الرجل لا يزال على قيد الحياة، وهو من القضاة الأعلى شأنًا في فاليريا.""لم يعد هناك ما يفاجئ

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 99

    سأله بيتر: "هل أنت ذاهب إلى فلورنتيا؟""نعم، سأتوقف بها قبل العودة إلى المنزل. إذا كنت في عجلة من أمرك، فبإمكاننا الذهاب معًا وإنهاء تفاصيل نقل الملكية."غادر ماركوس المكتب بعد ذلك مغلقًا الباب بعده، وحينها بدأ الشجار الحقيقي."ما الذي تفكرين به يا جدتي؟ تحضرين شخصًا ما إلى هنا وقد لا يكون حتى من عائلة بارتز!"سألته جدته بغضبٍ واضح: "هل تقصد أنني كاذبة يا ماكسيموس؟""لا تنكري يا أمي أن الظهور المفاجئ لهذا الرجل الغامض يعد أمرًا مثيرًا للشك!""هل أنت حقًا تصدق ما يقوله ابنك يا ليونارد؟"قال ليونارد بحيرة: "لم أعد أعرف ما الذي يجب عليّ تصديقه يا أمي.""بيتر أيها الأحمق اللعين! ألعن اليوم الذي أصبحت فيه أخي! أنت خائن لعين!""ماكسيموس!" سقطت كاترين بمجرد أن صرخت.صرخ بيتر وهرع لمساعدتها: "جدتي!"كان من الصادم أن ترى حفيدها الأكبر، المعروف عادةً باتزانه، يفقد السيطرة تمامًا ويثور غاضبًا على شقيقه الأصغر.قالت كاترين بضعف: "احضر لي بعض الماء يا بيتر."أجلسها بيتر على كرسي، وأسرع بسكب كوبٍ من الماء لها. رغب للحظةٍ بضرب ماكسيموس، ولكنه تمالك نفسه حين رأى جدته في تلك الحالة الضعيفة.وبخه ليونار

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 98

    بعد سماعهم ما قالته الجدة كاترين، كان ليوبارد غاضبًا، وماكسيموس لم يستطع تصديق ما سمعه، أما بيتر، فابتسم ببساطة.قال ماكسيموس بغضب: "ما الذي تضحك عليه يا بيتر؟""أضحك على حقيقة أن طليقتك المستقبلية سيصبح نفوذها أكبر مني ومنك."صاح ماكسيموس واقفًا ومشيرًا إليه بإصبعه: "أنت أحمق!"إذا لم تفصل بينهما طاولة الاجتماع، للكم ماكسيموس أخوه بيتر في وجهه."هل أنت مدركة للجهد الذي بذلته عائلة بلمير لبناء هذه الامبراطورية؟""أنا مدركة، ولكن هذا ليس إرثنا نحن فقط، بل يخص ماركوس وماري كذلك. كنت حمقاء إذ اعتقدت أنك ستتقبل الأمر. يمكنك تحدي قراري، ولكن الأمر قد تم قانونيًا.""سأقبل حصتي بنسبة 11% من الأسهم بامتنان. أشكرك يا جدتي! إذا انتهينا، فعلي المغادرة لألحق بطائرتي إلى فلورنتيا."قالت كاترين بهدوء: "كنت أعرف أنك ستتفهم الأمر يا بيتر."قال ماكسيموس وبالكاد يكبح غضبه: "لم يوافق بيتر إلا لأنه لم يعمل يومًا في حياته. كل ما يفعله هو إنفاق الأموال التي ترسلها له الشركة يوميًا.""أوه يا ماكسيموس! أنا لست بحاجة لتلك الشركة كي أعيش، فمنذ ذهبت إلى جاليا، تعلمت ألا أتوقع أي شيء من عائلة بلمير، ولذا فأنا حتى

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 97

    راقبت أورورا ماري وهي تدخل العيادة، وكان جسدها الصغير الضعيف يبدو ضئيلًا أمام المبنى الأبيض الكبير الذي يشع هدوءًا. كانت الحدائق المحيطة بالمكان تبعث على السكينة، لكن أورورا لم تستطع منع نفسها من القلق على صديقتها.تردّدت ماري عند المدخل، لكن يد أورورا الثابتة الممسكة بيدها منحتها الشجاعة للمضي قدمًا. في الداخل، تعجبت من همس الأصوات الهادئة ومشهد الناس يسيرون بسلام في الممرات. بدا الجميع طبيعيين، وكان أغلبهم مبتسمين. لم يكن هذا مكانًا لمعالجة الأجساد، بل ملاذاً للقلوب المنكسرة.استقبلتهما الطبيبة هيل بابتسامة دافئة ونبرة مطمئنة تعكس هالة من الحكمة والاحتواء، وقالت: "مرحبًا بك يا ماري. أنا سعيدة جدًا لأنك هنا. دعينا نقوم بتسجيل دخولك ونرتّب لك الأمور."ورغم تردد ماري، إلا أنها أومأت برأسها وتبعتها. رافقتها أورورا في الإجراءات الرسمية، ووقعت الأوراق وتأكدت من أن ماري تعلم أنها ليست وحدها. وعندما حان وقت رحيل أورورا، تعانقت الصديقتان بحرارة.وعدتها أورورا بصوتٍ واثق: "سأزورك بقدر ما أستطيع. تذكّري أنك أقوى مما تعتقدين، وأنك ستتجاوزين هذا."راقبت ماري صديقتها وهي تغادر، وشعرت بألم الهجران

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 96

    جلس ليونارد وماكسيموس مذهولين في صمتٍ بينما تعانق كاترين ماكسيموس بارتز بحرارة، ذلك الرجل الغامض الذي دخل الغرفة بسلطةٍ تحيط به، إلا أنهم ما زالوا لا يعلمون صلته بالعائلة.قال ماركوس بأريحية: "سأعترف يا بيتر، لقد شككت بحضورك الاجتماع حين أخبرتني جدتي."أجابه بيتر بنبرةٍ دافئةٍ ومماثلة: "ماركوس! يالها من مفاجأة رائعة أن أراك مجددًا يا أخي."قاطعتهما كاترين بفضول: "أخي؟ كيف تعرفان بعضكما البعض؟"قال ماركوس: "تقابلنا في مستشفى."قاطعه بيتر بسرعة: "أعتقد أن علينا الذهاب إلى غرفة الاجتماعات."وافقته كاترين قائلة: "نعم، أنت محق. والآن طالما جميعنا هنا، لنبدأ. عزيزي ماركوس، أحتاج أن نكون نحن الخمسة وفريدريك فقط في هذه الغرفة، أتمانع أن ينتظر رجال حراستك في الخارج؟""بالطبع لا!" استدار ماركوس إلى رجاله قائلًا: "انتظروني هناك رجاءً، وسأعلمكم إذا احتجت شيئًا."انتقلت المجموعة إلى غرفة اجتماعات واسعة حين تمركز حراس الأمن بالخارج. جلست كاترين عند رأس الطاولة، على جانبها ليونارد وماكسيموس في ناحية، وماركوس وبيتر في ناحيةٍ أخرى. تحدث ماركوس وبيتر كأصدقاء قدامى، مناقشين أمور العمل والاستثمار، وتذكر ب

  • حبي حتى الوداع الأخير   الفصل 95

    استيقظ بيتر مبكرًا ليُحضّر أغراض ماري استعدادًا لإقامتها في العيادة. انفطر قلبه حين رآها على هذه الحال، لكنه كان على علم أنه ليس بمقدوره تقديم المساعدة التي تحتاجها. فكان لا بدّ أن تأتي تلك المساعدة من خبراء، من خلال العلاج والوقت. أصرت أورورا -أقرب صديقة لماري- على أن تكون جزءًا من هذه المرحلة، وأن ترافقها.قالت أورورا وهي تطمئنه: "لا تقلق يا بيتر. سأصطحبها وأهتم بكل شيء. وقّع فقط على استمارة الدخول التي كتبها الطبيب، وسأتولى أنا الباقي."وقبل أن يهمّ بيتر بالمغادرة، تلقّى رسالة من كاترين، تحثّه فيها على القدوم إلى فاليريا بأسرع ما يمكن. حيّرته نبرة الاستعجال في طلبها، لكنه كان يعلم أن جدته لا تطلب شيئًا من فراغ، وإذا وضعت خطة، فهناك بالتأكيد سبب وجيه وراءها.دخلت أورورا غرفة ماري بخفة، فوجدتها جالسة على حافة السرير. كانت قد ارتدت بلوزة فضفاضة بلون البيج، وبنطالًا أبيض واسعًا، مع حذاء مسطح بلون مماثل. كانت ضفائرها مجدولة بإتقان. تألم قلب أورورا عندما رأت عيني صديقتها المتورمتين والحمراوين من كثرة البكاء، ووجهها المبلل بآثار الدموع، ومع ذلك، استقبلتها ماري بابتسامة باهتة دافئة."هل اضط

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status