Share

الفصل 157

Author: سيد أحمد
رفعت سارة رأسها تنظر إليه، كانت أشعة الشمس تتسلل فوقه، لكن عينيه لم تحملا أي دفء.

بل كان فيهما غضب، وسخرية، واحتقار.

قالت بصوت خافت: "أحمد، ما الذي تريده مني حقاً؟ أحتى حقي في الحياة لم يعد لدي؟"

لقد تطلقا منذ زمن، لكن هذا الرجل بات أكثر تملكاً لها مما كان عليه قبل الطلاق، بل وصل الأمر إلى حدّ جنوني.

وقعت عينا أحمد على اليد التي كانت تمسك بمعصمها بقوة، وعندما التقت نظراته بنظرات جلال، أسرع الأخير بوضع سارة خلفه وكأنه يحميها.

تشابكت النظرات في الهواء، ورغم البرودة القاتلة فيها، لم يظهر جلال أي خوف، ثم قال بثبات: "أنتما مطلقان، وهي لا تريد أن ترحل معك".

هذه الحركة، وتلك الكلمات، كانت كفيلة بإشعال نيران الغضب في قلب أحمد.

كان ينظر إلى جلال بعينين سوداويين لا قرار لهما، والانزعاج الجارف ارتسم على ملامحه بوضوح.

حتى الهواء من حولهم بدا وكأنه على وشك الانفجار، والرياح البحرية راحت تعبث بخصلات سارة التي طالت قليلاً.

كانت شاحبة الوجه، تختبئ خلف رجل، جسده لا بأس به، لكن سترته السوداء المهترئة لا تليق به.

أحمد شعر بنفور شديد، هذا الرجل، لا يقارَن به في شيء، ومع ذلك هربت سارة مراراً من أجله؟

أخرج
Patuloy na basahin ang aklat na ito nang libre
I-scan ang code upang i-download ang App
Locked Chapter

Pinakabagong kabanata

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 628

    في المكتب، كان أحمد يعرض على سارة تفاصيل ما جرى في الخطة الأخيرة.اتضح أنّه كان على علم منذ البداية بأنّ هيثم يحاول سرًا التواصل مع رجاله، فاستغل ذلك ورتّب خطة مضادة، إذ أوعز إلى أحد رجاله بأن يتظاهر بالخيانة لينال ثقة هيثم.وبذلك تمكّن من نصب فخٍّ داخل فخٍّ، ليكشف خيانة ذلك الشخص ويطيح به.سارة ظلّت طوال الشرح مذهولة، وقد تذكّرت أنّها قبل أيام قرأت منشورًا ساخرًا عن ما يُسمّى "حروب العمل الحقيقية" في الشركات.وكانت تظن أنّ الأمر لا يتجاوز حيلًا طفولية، مثل أن يرسل المدير موظفًا سرًا إلى الشركة المنافسة ليقطع سلك الإنترنت عندهم، أو أن يقوم أحدهم بسكب الماء المغلي في شجرة الحظ الموضوعة في مكاتبهم.ابتسم أحمد وهو يمد يده يلمس أنفها مداعبًا: "انتبهي، سيسيل لعابكِ."ضحكت بخجل وقالت: "تعلم... يمكنك أن تخبرني أكثر عن أمورك هذه، وإلا أشعر وكأنني عديمة الفائدة تمامًا."لم يستطع أحمد كتم ضحكته حين رآها على هذه الحال، وقال بلطف: "أنا فقط لا أرغب في أن أُقحمكِ في مثل هذه الدوامات."قالت سارة بجدية: "صحيح أنّ مشكلات عائلة أحمد حُلّت، لكن ماذا عن ماهيتاب؟ ألم يُعتقل خالد وبقية رجالك؟ سمعت أنّ حتى م

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 627

    لقد استنفد كل ما بوسعه من الوسائل، وحصل بالفعل على دعم نصف كبار المساهمين تقريبًا.لذلك كان يظن أن خسارة أحمد اليوم أمر لا مفر منه، لكن كيف انقلب المشهد فجأة إلى هذا الحال؟وحين طلب مراجعة نتائج التصويت واحدًا تلو الآخر، اكتشف أن أولئك الذين سعى لاستمالتهم، لا سيما المساهمين الذين يملكون نسبًا ضخمة من الأسهم، ما زالوا يقفون جميعًا إلى جانب أحمد!بل إن الذين تعهّدوا له من قبل بوعود قاطعة، انقلبوا بدورهم عليه.وما زاد الطين بلة أنّ بعض المساهمين قد حوّلوا جزءًا من أسهمهم إلى سارة دون أن يشعر هو بذلك.ليصبح بين يديها الآن ما يقارب عشرة في المئة من أسهم عائلة أحمد!كل ما أنفقه خلال هذه السنوات، وكل ما بذله من جهد، قد تبخّر كليًا.فتلقى هيثم صدمة عنيفة لم يكن يتوقعها، إذ كيف حدث ذلك؟ وأين مكمن الخطأ؟لقد تعامل مع هؤلاء الأشخاص طويلًا، وكان يعرف أن بعضهم من المقرّبين إلى أحمد، لذلك بذل أقصى درجات الحذر، وقدم لهم غاية الإخلاص.وقد أظهروا له بدورهم استعدادًا للانضمام إليه، غير أنّ خوفهم من سطوة أحمد جعلهم يكتفون باتفاق شفهي لا أكثر، دون أن يُجروا الإجراءات اللازمة.وكان الاتفاق يقضي بأنهم سينق

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 626

    "بَـوْم!!"دوّى صوتٌ عنيف في قاعة الاجتماع.إذ كان أحمد قد ركل كرسيّ هيثم بكل قوته، فاندفع الكرسي بعجلاته بسرعة هائلة حتى بدا وكأن ظلًّا باهتًا قد تبع حركته.وحين تدارك الجميع ما حدث، كان هيثم قد ارتطم بالحائط وسقط أرضًا مقلوبًا في هيئةٍ مزرية، لا يخلو حاله من الفوضى والمهانة.سارع المتفرجون الذين جاءوا يتلذذون بالمشهد إلى مساعدته في فوضى وارتباك، وقال أحدهم: "سيد هيثم، هل أنت بخير؟"كان واضحًا أنّ أحمد قد استعمل قوته الحقيقية، إذ تحطّم الكرسي تمامًا.ولولا أنّ الكرسي قد امتص معظم القوة، لكان جسد هيثم قد تحطّم أشلاءً.قال الأخير وهو يحاول التماسك: "أنا بخير"، ثم ابتسم ابتسامة باهتة، غير أنّ انحناءة شفتيه لم تعد كما كانت قبل لحظة.أما عمّ أحمد الثاني، فقد شحب وجهه غضبًا، إذ لم يتوقع أنّ هذا الزوجين يمكن أن يكونا بهذه القسوة والشدّة.لم يجرؤ على مواجهة أحمد مباشرة، فحوّل نظره نحو سارة قائلًا: "سيدة سارة، اليوم هو اجتماع تصويت للمساهمين، وليس مكانًا لكِ، إن كنتِ بانتظار الرئيس التنفيذي أحمد، فالأفضل أن تنتظري في قاعة الضيوف."لقد أخفى أحمد وجود سارة طيلة هذه السنوات إخفاءً محكمًا، حتى إنّ

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 625

    على غير عادتها، اعتنت سارة بمظهرها في ذلك اليوم، فقد وضعت مسحة خفيفة من الزينة، ورفعت شعرها إلى أعلى، وارتدت معطفًا من الصوف بلون أزرق فيروزي، وزيّن أذنيها زوج من أقراط الياقوت الأزرق.كان عنقها الأبيض النقي أشبه بعنق البجعة، يجمع بين الرقة والسمو، ليضفي عليها مزيجًا من الأناقة والعزة.خطت بخطوات ثابتة على كعبَيها العاليين، ورغم أن حضورها لم يكن مهيبًا كما في حفلات توزيع الجوائز، إلا أن بساطتها الأنيقة منحتها سحرًا آخر، أكثر صفاءً ورقّة.فمن حيث الجمال، لم تستطع حتى نجمات الوسط الفني أن يضاهينها، ومن حيث الهالة والهيبة، فهي فريدة لا مثيل لها.حتى هيثم، الذي كان يراها لأول مرة وجهًا لوجه، وقف مذهولًا أمامها.وكأنما صُعق من حضورها، فقد بدا له أن هالة هذه المرأة سامية كقداسة تمثالٍ عتيق، عصيّ على الاقتراب، حتى إنه لأول مرة في حياته وجد أن صفة "المقدّسة" يمكن أن تُطلق على امرأة.نهض أحمد على الفور، وتقدّم نحوها بخطوات واثقة، ومدّ يده إليها قائلًا: "لماذا لم تخبريني بقدومكِ؟".فأجابته سارة برقة وهي تضع يدها في كفّه، لتلتقي يدا الزوجين المتحليتين بخاتم الزواج معًا.لقد تغيّر حالها كثيرًا عمّ

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 624

    لم يكن التصويت قد بدأ بعد، لكن التوتر كان يشتعل خفيًا بين الرجلين، فيما انقسم كبار المسؤولين من حولهم إلى فريقين وكأنهم قد اتفقوا مسبقًا، وكل فريق اصطف خلف من يسانده.ورغم أنّ هيثم لم يكن سوى ابن غير شرعي، إلا أنّه حاز على كل حب والده سيد سامر، وبعد الطلاق أصبح يُعترف به رسميًا كالابن الثاني للعائلة.غير أنّ الجد لم يعترف قط بهذا الحفيد، بل تخلّى حتى عن ابنه، وقسا إلى الحد الذي جعله يشطب اسم سيد سامر من سجل العائلة.حين كانت المسألة محصورة داخل أسوار البيت الكبير، اعتبرها الجميع شأناً داخليًا لا يليق التدخل فيه، لكن الآن وقد بات الأمر متعلقًا بمستقبل "عائلة أحمد"، فإنها لم تعد مجرد نزاع عائلي بل معركة على العرش بين الابن الشرعي والابن غير الشرعي، ولهذا آثر الجميع النأي بأنفسهم، خشية أن تطالهم نيران هذه الحرب.لم يكن أحد يتوقع أن يبدأ الأمر بمظاهر الغرام والود، لينتهي إلى هذا المشهد الدموي اليوم.فها هي مجموعة أحمد الشاهقة تتعرض لهجوم داخلي وخارجي معًا، ولا أحد يستبعد أن يكونوا شهودًا على ولادة فصل جديد من تاريخها.إنها معركة ولاية العرش بين ولي العهد والأمير الثاني، ولهذا لزم الحضور ال

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 623

    كان الجد صارمًا جدًّا مع أحمد، لكنه في الوقت نفسه حماه بكل ما يملك.فلم يخبره بالحقيقة يومًا، بل كان يقول له إن والده مشغول بالعمل كثيرًا، لذلك لا يجد وقتًا ليعود إلى البيت.حينها كان أحمد يظن ببراءته أن والده يعمل خارج المنزل ليكسب المال ويعيل الأسرة، ولم يكن يعلم أبدًا أن له عائلة أخرى في مكانٍ آخر.وفي الوقت الذي كان أحمد لا يعرف فيه شيئًا عن هذا العالم، كان هناك صبيّ آخر يعرف كل شيء عنه.اجتمع هيثم مع بقية الأطفال، وبدأوا يلطخون وجه أحمد وذراعيه وعنقه وجسده بقطع الكعك، حتى لم يبقَ موضع واحد فيه إلا غطّته الكريمة.بينما ضحكاتهم القاسية تتردّد في أذنيه بلا رحمة.ومع ذلك، ظل أحمد واقفًا في مكانه، عيناه متسمّرتان على السيد سامر.كان يظن أنّ السيد سامر سيشفق عليه ويضمه بين ذراعيه، أو على الأقل يمنع الأطفال الآخرين من السخرية منه.غير أنّ السيد سامر لم يحرّك ساكنًا، وقف على الهامش ببرود كأنه مجرد عابر سبيل لا يعنيه الأمر.أما هيثم آخيه، فقد نطق بوجهه البريء وملامحه الملائكية أفظع الكلمات: "أخي الأكبر، أنت مثل أمك، لم يكن ينبغي لكما أن تولدا في هذا العالم، سيأتي يومٌ آخذ فيه كل ما تملك، ل

Higit pang Kabanata
Galugarin at basahin ang magagandang nobela
Libreng basahin ang magagandang nobela sa GoodNovel app. I-download ang mga librong gusto mo at basahin kahit saan at anumang oras.
Libreng basahin ang mga aklat sa app
I-scan ang code para mabasa sa App
DMCA.com Protection Status