Teilen

الفصل 368

سيد أحمد
عادت سارة إلى الزقاق القريب من منزل عائلتها في طفولتها، كانت ذلك شارعًا قديمًا، والكثير من المتاجر فيه أصبحت لافتاتها بالية، وكان الزقاق يعج بالناس، تفوح منه رائحة الحياة اليومية الدافئة.

دخلت إلى مطعم حساء الملفوف، كانت آخر مرة جاءت فيها قبل زواجها، لم يكن الوقت مزدحمًا كثيرًا، فما إن رآها صاحبة المحل حتى رحبت بها بحرارة.

قالت مبتسمة: "السيدة سارة، لقد مضى وقتً طويل منذ زيارتكِ الأخيرة".

أجابت سارة: "نعم، يبدو أن تجارتكِ لا تزال مزدهرة كما هي دائمًا".

ضحكت صاحبة المحل وقالت: "هذا بفضلكِ، هل ستطلبين الطلب إياه كعادتكِ؟"

"نعم، أريد طلبين وغلفيهم".

"حسنًا، انتظري لحظة فقط".

بعد أن طلبت الطعام، ذهبت سارة إلى المتجر المجاور لشراء بعض الحلوى، فأن نور لم تأكل هذه الأنواع منذ أكثر من عشر سنوات، لا بد أنها تشتاق لها كثيرًا.

وعندما كانت سارة تندفع حاملة الأكياس الكبيرة عائدة إلى مطعم حساء الملفوف، اصطدمت بشخصً دون قصد.

قالت على الفور معتذرة: "عذرًا، لم أقصد".

لكن ما إن رفعت رأسها حتى وقعت عيناها على وجه وسيم للغاية، فصاحت بدهشة: "أنت؟!"

تلاقت نظراتهما، وفي عيني الرجل ومضة من الدهشة، قال متعجبًا
Lies dieses Buch weiterhin kostenlos
Code scannen, um die App herunterzuladen
Gesperrtes Kapitel

Aktuellstes Kapitel

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 664

    لم يستطع السيد سامر أن يخفي امتعاضه، فمنذ زمن طويل لم يرها، والمرأة التي كانت في السابق تلاحقه أينما ذهب باتت الآن تجرؤ على إظهار الجفاء في وجهه.لم يكتفِ بعدم المغادرة، بل جلس إلى الطاولة ببرود قائلاً: "لا داعي، نحن نُعدّ من المقرّبين."ارتبك النادل وهو ينظر إلى الوجوه المتوترة، ولم يعرف كيف يتصرف.أما السيدة ناريمان فقد وضعت السكين برشاقة على الطاولة، وأخذت منديلًا تمسح به يديها بعناية، ثم التفتت إلى سارة مبتسمةً بهدوء وقالت: "لنغيّر المطعم."أومأت سارة قائلة: "حسنًا."كانت قد انتظرت طويلًا حتى جاء الطعام، وبات جوعها شديدًا، إلا أنها لم تكن ترغب في تقاسم المائدة مع هذين الشخصين.اكتفت بأن أومأت برأسها لهما وألقت تحية مقتضبة: "أستأذنكم."تبدّل وجه السيد سامر على الفور، واسودّت ملامحه بشكلٍ ظاهر، بينما أمسكت سارة بذراع السيدة ناريمان وغادرتا معًا.صاح بصوتٍ غاضب: "توقفي!"ثم أردف وهو يوجه حدة غضبه إليها بعدما ضاق ذرعًا بزوجته: "أنتِ زوجة أحمد، وبذلك فأنتِ تعدّين كنّتي، أهذه هي طريقة احترامكِ لكبار العائلة؟"كانت السيدة ناريمان قد حافظت حتى تلك اللحظة على رباطة جأشها، لكن حين زُجّ باسم

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 663

    نظرت السيدة ناريمان إليها وقالت: "ما الأمر؟ أتشعرين بعدم ارتياح؟"وضعت سارة يدها على بطنها، وقد ارتسمت على وجهها ملامح الألم: "شعرتُ فجأة بألمٍ في معدتي، لا يوجد شيءً خطير."قالت ناريمان بلهجة حازمة: "إذا كان الأمر كذلك، فلا تشربي المشروبات الباردة بعد الآن، سأطلب من الطبيب الخاص بالأسرة أن يأتي لإجراء فحصًا لكِ."هزّت سارة رأسها وقالت: "لا داعي لإرهاق نفسكِ، لقد أجريتُ فحصًا شاملًا منذ فترة قصيرة في الداخل."أجابت ناريمان: "حتى وإن أجريتِ فحوصات شاملة، فليس بالضرورة أن يكون منها ما يخص المعدة، إن شعرتِ بعدم ارتياح فعليكِ أن تجري تنظيرًا متخصصًا للجهاز الهضمي."قالت سارة بلا مبالاة: "ربما هو مجرد التهاب بسيط في المعدة، هذه القهوة كانت باردة جدًا لا أكثر، حين أعود إلى المنزل سأتناول دواءً للمعدة وسيزول الأمر، ثم إن أمامي ترتيبات تخص عيد ميلاد الجد وجدي، وحين أنتهي من هذه الفترة المزدحمة سأذهب لإجراء فحصٍ مفصّل."أجابت ناريمان: "لا بأس."ثم أشارت بيدها إلى أحد الحراس وطلبت منه أن يشتري دواءً للمعدة، كما أوصت آخر بأن يُحضِر لها كوبًا من الماء الدافئ.شعرت سارة أن الاهتمام بها على هذا النح

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 662

    سارة عقدت حاجبيها بقلق وقالت: "ولكن أليس في هذا ظلمٌ لكِ؟"أجابت السيدة ناريمان بابتسامة باردة: "ظلم؟ يا لكِ من طفلة ساذجة، هناك من يكدّون طوال حياتهم ليحصلوا على قوت يومهم، يعملون في أشق الأعمال وأقذرها، بينما هم يرفعون أبصارهم نحو ناطحة سحاب شاهقة، يولد في أعلاها طفلٌ ما ليكون وريثها الشرعي، فأخبِريني، أين هي العدالة المطلقة في هذا العالم؟"سكتت سارة، بينما تابعت ناريمان بنبرة عميقة: "يا ابنتي، أنتِ ما زلتِ صغيرة، وهناك أمور لم تري حقيقتها بعد، أخبريني، هل تعرفين لماذا ظللتُ ساكنه بلا حراك تجاه تلك المرأة رغم أنني عرفت الحقيقة منذ زمن؟"قالت سارة مترددة: "ألأجل خوفكِ من السيد سامر؟"ضحكت ناريمان بسخرية: "أخاف منه؟ هه، يا صغيرتي، لا يخشى المرء إلا على قلب من يُحب، حين تحبين أحدهم حقًا تأخذين مشاعره في الحسبان، لكن إن انطفأ الحب بداخلكِ، يصبح ذلك الرجل أقل شأنًا من عشبٍ على قارعة الطريق، أنا لم ألتزم الصمت إلا لأنني كنت على يقين من طموح تلك المرأة."لم يكن في ملامح ناريمان أي أثر للحب أو الضعف، بل كانت قاسية وباردة.سألت سارة بصوت منخفض: "أكانت تطمع في أن تصبح زوجة السيد سامر الشرعية؟"

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 661

    كان أحمد يشبه والده كثيرًا، لا سيما في ذلك الوجه الذي نادرًا ما يظهر عليه أي انفعال، حتى في تلك اللحظة بدا وجهه جامدًا، يصعب على من ينظر إليه أن يفهم ما يجول في نفسه.حتى ابتعدت خطواتهم قليلًا، التفتت سارة وسألت بصوتٍ خافت: "أمّي، هل أنتِ بخير؟"قالت السيدة ناريمان بهدوء: "ما الذي يمكن أن يصيبني؟ هي لا تزال كما عهدتها دائمًا، تستخدم الأساليب الدنيئة نفسها، وما تفوّهت به من كلمات لم يكن إلا لتستفزني."ثم بدت وكأنها تذكّرت أمرًا بعيدًا، فابتسمت ابتسامة باهتة وقالت: "في الحقيقة، لم تكن حيلتها بتلك البراعة، كل ما فعلته أنها استغلت حقيقة واحدة فقط، أنني كنتُ أحب ذلك الرجل، وكلما كان الحب أعمق صار الغضب أسرع، كنت أدرك أنها تلعب بأعصابي، ومع ذلك كنتُ أسقط في فخها مرةً بعد مرة، حتى صار الجميع يُسيء فهمي."قالت سارة بصوت متردد: "لكن بما أنه كان مجرد سوء فهم، ألم تحاولي أن توضحي له؟"أمسكت السيدة ناريمان بيد سارة وسارت بها نحو المطعم الغربي الواقع في الطابق العلوي، جلستا على الشرفة حيث النسيم البارد ينساب، أخذت تلوّح بملعقتها في كوب القهوة السوداء أمامها، وبدأت تسرد ماضيها.قالت بنبرة حزينة: "إن

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 660

    شعرت سارة بقلقٍ بالغ أن تتأثر حالة السيدة ناريمان مجددًا بعد أن بدأت بالكاد تتحسن، لذا تابعت ملامح الثلاثة بترقّبٍ شديد.عندها فقط لاحظ السيد سامر وجود السيدة ناريمان، فتوقّف بصره عليها لحظة قبل أن يحوّله بعيدًا.كانت نظراته معقدة، يصعب وصفها بمجرّد شعورٍ واحد.أما السيدة ناريمان فلم تلقِ عليه نظرة، بل تمتمت ببرودٍ: "يا للغثيان".لم تكن نبرتها عالية ولا منخفضة، لكنها كانت واضحة بما يكفي ليسمعها الجميع.ثم لوّحت بيدها نحو موظفة المعرض قائلة: "هذه القطع التي جرّبتها، لفّيها كلّها".ترددت الموظفة قليلًا وقالت: "ذلك... أقراط الأذن كانت قد حجزتها حرم السيد سامر منذ الصباح، ولا يتوافر منها مخزون لدينا الآن، لقد أخرجتها فقط لتجربتها مع العقد".حرم السيد سامر.كم كانت هذه الكلمات الثلاث تحمل سخريةً جارحة.تقدّمت شهيرة على الفور قائلة: "لا بأس يا أختي ناريمان، فنحن في النهاية عائلة واحدة، إذا أعجبتكِ الأقراط فخذيها، وسيتكفّل بها سامر، اعتبريها لفتة بسيطة منّا تجاه الأصغر منّا، صحيح، يا سامر، هذه زوجة أحمد، أظنّك لم تقابلها من قبل".يا للروعة، كم بدت متفهّمة وعاقلة! حينها أدركت سارة فجأة السرّ ا

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 659

    شعرت سارة بوضوح أنّ ثمة أمرًا غير طبيعي، غير أنّ برود حماتها وعدم رغبتها في مجرّد الردّ جعلها تكبح فضولها وتكتفي بأن أومأت بأدب قائلة: "لو سمحتِ، أيمكنكِ أن تفسحي لي الطريق؟"غير أنّ المرأة أمسكت يدها بحميمية وقالت مبتسمة: "أنتِ لا بدّ أن تكوني سارة، لقد تابعت أخباركما في الداخل، حقًا أنتِ وأحمد ثنائي رائع، تقفان معًا كأنكما مثال للكمال."ولمّا رأت نظرات الشك في عيني سارة بادرت بتعريف نفسها: "انظري إليّ من فرط سعادتي نسيت أن أُقدّم نفسي، أنتِ لا تعرفينني بعد، أنا عمّة أحمد، يمكنكِ مناداتي بالعمة شهيرة."بمجرد أن عرّفت نفسها أدركت سارة من تكون، إنّها شهيرة، المرأة التي كان للسيد سامر حبّ أعمى لها، والتي شكّلت بداية تعاسة عائلة أحمد، السيدة التي يقال إنّها أصل كل خبث متستّر بالرقة، ولم تتوقع سارة أن تراها اليوم وجهًا لوجه.عندها فقط فهمت سارة سبب موقف السيدة ناريمان البارد، فمجاملة شهيرة المفرطة محاولةٌ منها لاستمالتها، لكنّ وجودها يثير في المقابل نفور السيدة ناريمان وحنقها.كانت شهيرة بلا شك أعلى حيلةً من فيفي، بابتسامة ودودة توحي بالقرب، ولو لم يكن المرء يعرف ماضيها وأفعالها لكان من ال

Weitere Kapitel
Entdecke und lies gute Romane kostenlos
Kostenloser Zugriff auf zahlreiche Romane in der GoodNovel-App. Lade deine Lieblingsbücher herunter und lies jederzeit und überall.
Bücher in der App kostenlos lesen
CODE SCANNEN, UM IN DER APP ZU LESEN
DMCA.com Protection Status