Share

الفصل61

Author: سيد أحمد
لم تتحرر سارة من قبضته إلا بعد مغادرة باسل، وقالت ببرود: "ماذا يمكن أن يكون بي؟ أنا بخير تمامًا."

بعد أيام من الراحة، أصبحت ملامح سارة أكثر نضارة مما كانت عليه من قبل، ولم تعد تبدو منهكة كما في السابق، حتى أحمد همس قائلًا: "هذا صحيح، لطالما كانت صحتك جيدة."

ضحكت سارة في داخلها دون أن تشرح، ثم خلعت المعطف الذي كانت ترتديه، وقالت: "لا تقلق يا سيد أحمد، سألتزم بنصوص العقد ولن أتزوج مرة أخرى."

كانت بنود الطلاق التي وضعها بكل عناية قد منحتها الكثير من الماديات، لكن شرط عدم الزواج مرة أخرى كان قد سد عليها جميع السبل.

فإذا تزوجت مرة أخرى، سيتوجب عليها دفع تعويض بقيمة عشرة أضعاف المبلغ المتفق عليه، أي مليار دولار.

كان توقيعها على العقد دون تردد نابعًا من معرفتها بأنها لن تعيش طويلًا، فهي لم ولن ترغب في ذلك.

بدأ النبيذ الذي تناولته للتو يهيج معدتها، وجعلتها موجات من الألم الحادتجعلها تشعر بالانهيار، لكنها تحملت الألم واستدارت لتغادر.

لكن الرجل أمسك بقوة بمعصمها، في نفس المكان الذي لمسه باسل للتو.

"سيد أحمد، خطيبتك لا تزال في انتظارك، أتريد حقًا أن يعرف الجميع أنني زوجتك السابقة؟"

لكنه
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (1)
goodnovel comment avatar
sabsoba
.........️...️...️...️...️...️...️...️...️
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 820

    غسلت سارة وجهها وتهيّأت، ومع ذلك أخذ مزاجها يتدرج نحو الهدوء.راودها خاطر أنها قد طلّقت أحمد منذ زمن بعيد، فحتى لو تزوجت الآن مرة أخرى فما شأنه بها، مجرد اقترابها قليلًا من رجل آخر ما الضرر فيه؟ هل يُعقل أن تظلّ طوال حياتها حبيسة وفاءٍ ميتٍ له؟اصطحبت سارة طفلتها لتغادر، لكن خطوات مارية توقفت فجأة، ثم أشارت بإصبعها نحو بضع قطرات من سائل أزرق مائل إلى البنفسجي على الأرض قائلة: "مامي، انظري."خفضت سارة رأسها تنظر، ما هذا؟ يشبه عصير التوت البري، لكنهما لم تتناولا توتًا اليوم.والمكان كان قد نُظِّف منذ الصباح، فكيف ظهرت هذه الآثار الواضحة عند الباب؟دفعت الباب قليلًا فوجدت أرضية المدخل وكأنها قد مُسحت حديثًا، ما تزال عليها بقع ماء، حتى إن أحد العاملين حذرها قائلًا إن الأرضية زلقة ويجب الحذر عند السير.سألت سارة بدهشة: "أليست النظافة تتم عادة صباحًا ومساءً؟ لماذا اليوم في وقت الظهيرة؟"ابتسم العامل بأدب وقال: "الأمر هكذا يا سيدة سارة، لقد سقط أحد موصلي الطعام قبل قليل، فبعثر محتويات الأكياس على الأرض، فاضطررنا لإعادة تنظيف المكان."قالت بهدوء: "حسنًا، فهمت."حدثت نفسها أن الأمر لا يعدو كون

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 819

    كانت سارة تظنّ أن نهايتها قد حانت، فالمكان مسبح خاص، لا يوجد فيه مدرّب ولا منقذ، وإن حدث شيء فلن ينتبه أحد.لكن فجأة، لا تعلم من أين ظهر أحمد، فقد رفع بيدٍ واحدة الطفلة مارية، وباليد الأخرى أحاط خصر سارة.وضع الطفلة على حافة المسبح، ثم التفت إليها قائلًا: "آنسة، هل أنتِ بخير؟"قالت وهي تلهث: "رجلي... رجلي تشنجت، دعني أهدأ قليلًا."قال بهدوء: "حسنًا، تمسكي بي."في تلك اللحظة، لم تعد سارة تفكّر في أي فارق بين رجل وامرأة، بل شدّت ذراعيها حول عنقه تنتظر حتى يزول الألم من ساقها.لم يتعجل أحمد، وبعد أن تأكد من سلامة الطفلة، ظلّ ساكنًا ينتظرها بهدوء.وبعد نحو عشر ثوانٍ، بدأ التشنّج في ساقها يزول شيئًا فشيئًا.تنفست بارتياح، لكنها ما لبثت أن أدركت أنّ جسدها يلتصق بجسده تمامًا، ومع شدّة الألم قبل لحظات، كانت قد تمسكت به بقوة دون وعي.والأدهى أن وضعهما كان وجهًا لوجه، وصدرها الناعم التصق به التصاقًا محرجًا.وحين ضغطت عليه لا إراديًا، شكّل جسدها مشهدًا مثيرًا للنظر.أما هو، فخشية أن تنزلق، أبقى يدًا ممسكة بالحافة، والأخرى مسنودة على خصرها.وكانت حرارة جسده تنتقل إليها بلا انقطاع.هذا القرب الشديد

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 818

    مضى أكثر من شهر وهي مقيمة على الجزيرة، وكانت أيامها هناك بسيطة وهادئة، ومع ذلك حافلة بالسكينة والجمال.صحة سارة أخذت تتحسن بوضوح، ورغم أن الورم داخل جسدها لا يزال أشبه بقنبلة موقوتة لم يختفِ بعد، إلا أن حالتها مقارنةً بما كانت عليه، بين الحياة والموت، قد أصبحت أفضل بكثير، على الأقل صار لديها بارقة أمل جديدة.ومع مرور هذه الفترة، علاقتها بأحمد تحسّنت هي الأخرى بشكل ملحوظ.بسبب ضعف جسدها، كانت طاقتها محدودة، ومعظم الوقت كانت مارية تقضي أوقاتها مع أحمد في اللعب، وفي هذه الأجواء الثلاثية لم يكن من الممكن تجنّب لحظات القرب.في تلك اللحظة، رغبت مارية في الذهاب إلى مدينة الألعاب المائية.لم تستطع سارة أن ترفض طلبها، فاضطرت للموافقة.جلست عند حافة المسبح ولم تنزل إلى الماء، فما كان من مارية إلا أن التفتت إلى أحمد قائلة بلهجة ملتمسة: "عمي، العب معي."كان أحمد يرفض دائمًا المشاركة في أي نشاط مائي، فقد كان جسده مغطى بعصارة نباتية خاصة تُغيّر لون بشرته مؤقتًا دون أن تؤذيها، لكن لهذه العصارة أثرًا جانبيًا خطيرًا، إذ لا تحتمل ملامسة الماء بكثرة، وإلا انكشف اللون الأصلي.والسبب الأهم وراء نجاحه في خد

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 817

    سرحت سارة في أفكارها البعيدة، فمنذ صغرها رحلت والدتها عنها، ونشأت في كنف الأسرة ذات الوالد الوحيد.ورغم أن والدها كان دائمًا يعاملها بحب كبير، سواء في حياتها اليومية أو في تربيتها النفسية، حيث علّمها أن تكون أنيقةً، مشرقةً، طيبة القلب.إلا أن أشياء كثيرة لم يكن باستطاعته أن يعوّضها، مثل تلك المرات التي كانت المدرسة تنظّم فيها سباقاتٍ وأنشطةً يشارك فيها الأب والأم معًا.منذ طفولتها وحتى أن كبرت، كانت في كل مرة ترى الأطفال الآخرين ممسكين بأيدي أمهاتهم، أو يأكلون من طعامٍ أعدّته الأم، أو يتباهون بملابسٍ اختارتها الأم لهم.كانت تشعر بالغيرة في سرّها مهما كانت متفوّقة، وكانت تتمنى لو أن لها أمًّا مثلهم.ومنذ ذلك الحين، ترسّخ في عقلها أنه إن قدّر لها أن تُرزق بأطفالٍ في المستقبل، فستكون مسؤولة عنهم حق المسؤولية، وستحبّهم بصدق، ولن تدعهم يعيشون تجربة الأسرة المفككة.ثم حين التقت بأحمد، أحبّته من النظرة الأولى، وكان حبهما في بدايته حبًا متبادلًا، واتحادًا صادقًا بين الأرواح.رأت فيه رجلًا يمكن أن تُسلّم له حياتها مطمئنة، ولذلك تزوجت به في سن صغيرة.لكن في النهاية أخلفت وعدها، فلم تستطع أن تمنح

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 816

    انعقد حاجبا سارة بقلق، فكل ما يشغل بالها الآن هو أمر آدم.صحيح أنّ جلال كان إلى جانبه، لكنهما فرا على عجل وسط المطر الغزير، فهل أصابهما مكروه؟كانت تعلم يقينًا أنّ القلق لن يُجدي، فما حدث قد حدث، وحتى بعد عودتها إلى مدينة الشمال فلن تتمكن في وقت قصير من التواصل مع جلال.قالت لنفسها: "حسنًا، سأبقى هنا لبعض الوقت."ما دام الطفل معها، فجلال لا بدّ أن يجد وسيلة للتواصل معها، لكن الأهم الآن هو أن تستعيد عافيتها.أما مارية، فكانت طفلة مطيعة جدًا، صبورة على الشدائد، لا ترفض أي طعام، ولا تُبدي أيّ دلع أو تمرد يليق بعمرها الصغير.وبرغم أنّ مرافقتها يوميًا ملأت قلب سارة بالسعادة، إلا أن شعورًا بالوجع كان يتخلل ذلك الفرح.فوراء كل هذا الهدوء والالتزام تاريخ طويل من الحرمان، ومن دون العواصف كيف يمكن لطفلة صغيرة أن تصبح بهذا النضج؟الأطفال الذين عبروا المصاعب هم فقط من يصيرون أكثر طاعة وهدوءًا.لم يخطر ببال سارة أن تُلقي باللوم على جلال، فهو أنقذ طفليها، ورجل واحد يجرّ خلفه طفلين لينشئهما ليس أمرًا هيّنًا، وهي تشعر بامتنان كبير نحوه.كل ما تشعر به هو الأسى على طفليها، اللذين انفصلا عن والديهما في ع

  • سيد أحمد، خالص التعازي في وفاة زوجتك   الفصل 815

    ما إن خطرت ببال سارة فكرة أنّ وجودها قد يجلب النحس لمن حولها، حتى شدّت ذراعيها أكثر حول طفلتها.فالطفلة هي الكنز الذي عثرت عليه بعد معاناة طويلة، وهذه المرة، أيًّا كان الثمن، لن تسمح لأحد بأن يمسّها.يكفي أنّها تأكدت من بقائهما على قيد الحياة، وهذا وحده كان كفيلًا بأن يبعث الطمأنينة في قلبها.ما عليها فعله الآن هو الاعتناء بجسدها المنهك، والبحث سرًا عن الحقيقة.فما دام القاتل لم يُكشف بعد، فهي مضطرة للاختباء والتواري، إذ إن ظهورها يعني أن طفليها سيكونان في خطر أيضًا.لكن، لماذا؟! الخطأ لم يكن خطأها، فلماذا تُضطر إلى أن تعيش في الظل؟فهي بريئة تمامًا، فلماذا يُكتب على طفليها أن يعيشا مطأطئي الرأس، كفئران مطاردة، يختبئان من أعين الناس؟تبًا لذلك، فالمجرم الحقيقي هو ذاك الشخص الذي دمّر زواجها، وشرّد أسرتها، وفرق بينها وبين طفليها، وانتزع منها كل شيء.إن موت فاتن المأساوي سيظل عالقًا في وجدانها، لن تنساه أبدًا.لقد أقسمت أن تعثر على ذلك المجرم، وأن تردّ له عذابها أضعافًا مضاعفة.لم يُبدِ أحمد أي ردة فعل كبيرة، بل قال بهدوء: "أعتذر، لقد تجاوزتُ حدودي."تداركت سارة صرامة نبرتها وقالت: "الخطأ

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status