LOGINصدمت روان، ونظرت إلى تامر بدهشة قائلة: "أبي، هل تتكلم بجد؟"ابتسم تامر وقال: "بالطبع هذا صحيح، لكن كما قلت، يجب أن تسألي رامي إن كان يوافق، ربما لا يريد أن يكون معلمك، ولا يريد إدارة الشركة."قالت روان: "أبي، ما الذي تريد قوله بالضبط؟"قال تامر: "ربما اختار رامي طريقا محفوفا بالمخاطر، ولا يستطيع أن يستقر أو يمنحك مستقبلا ثابتا."كان تامر هو من ذهب لدعوة رامي بنفسه، لكن بعد دخوله الجامعة بدأ يتغيب عن الدروس، ولم يشأ تامر أن يرى موهبة كهذه تضيع، فتحدث معه مرارا على انفراد.كان لدى تامر موارد وعلاقات كثيرة، يمكنه أن يدخل رامي إلى عالم الأكاديميا أو التجارة، فذكاؤه كاف ليثبت نفسه سريعا.لكن رامي رفض، ومنذ تلك اللحظة أدرك تامر أن رامي اختار طريقا مختلفا في الحياة.أما روان فهي الابنة المدللة في عائلة السلمي، نشأت في الرعاية والحنان، وهي و رامي غير مناسبين لبعضهما.لم تفهم روان ما يقصده والدها، وقالت: "أبي، على أي حال لا تمنعني من أن أكون مع رامي، حقا أحبه."تنهد تامر دون أن يجيب، ثم قال: "وماذا عن زيد؟"قالت روان: "أبي، لماذا تذكر زيد؟ هو لا يحبني أصلا، إنه ما زال في علاقة حميمة من سهى!"اب
نظر رامي إلى تامر وقال: "يا مدير."كان تامر مدير الجامعة، ورامي أحد طلابه، ويعرفان بعضهما البعض.أومأ تامر برأسه، ومد يده نحو روان وقال: "يا روان، عودي إلى المنزل معي."نظرت روان إلى رامي، فكانت تنوي أن يوصلها إلى المنزل، لكن بعد مجيء والدها، لم يبق أمامها سوى العودة معه.سارت روان إلى جانب والدها.نظر تامر إلى رامي وقال بلطف: "رامي، لقد تأخر الوقت، تعال معي لكي أوصلك إلى المنزل أولا."رفض رامي وقال: "شكرا مدير، سأعود بنفسي."أومأ تامر وقال: "حسنا، كن حذرا في طريقك، وإن حدث شيء فاتصل بي."قال ذلك ثم استدار آخذا روان معه.التفتت روان ونظرت إلى رامي ولوحت له بيدها الصغيرة بأسى.وقف رامي في مكانه يراقب روان وهي تبتعد.…جلست روان مع والدها في السيارة الفاخرة، والسائق يقود في المقدمة، فقال تامر: "قمر، قولي لي، ما علاقتك برامي؟ هل أنتما على علاقة؟"احمر وجه روان، لكنها اعترفت بصراحة: "أبي، أحب رامي."قال تامر: "هذا عبث، أنتما غير مناسبين."تفاجأت روان وقالت: "أبي، هل لديك تحامل على رامي؟ الآن فهمت، أنت تحكم على الناس بمظاهرهم أيضا!"قال تامر: "قمر، لا أقصد أصل رامي، إنه فتى ممتاز، كان الأول
ارتخت ساقا روان فجأة، ورغم أن ذراعيها لا تزالان تحيطان بعنقه، إلا أن جسدها الرقيق قد ذاب بين يديه.رفعها رامي بذراعيه القويتين، يحيط خصرها الناعم ويقربها منه أكثر.احمر وجه روان خجلا ودفعته برفق بعيدا عنها.افترقت شفتاهما، ونظر رامي إلى شفتيها المتوردتين اللامعتين بصوته المبحوح: "ما بك؟"نظرت إليه بعينيها اللامعتين بخجل وارتباك وهمست: "لقد… لمستني."رامي: "…"تفاجأت روان حين رأت وجنتيه تحمران قليلا.لم تتخيل يوما أن هذا الرجل الصارم قد يخجل.ابتسمت روان بمكر: "هل احمر وجهك يا رامي؟"قال رامي: "لا.""بل احمر، أراه بوضوح." قالت وهي تمد يدها لتلمس وجهه.تراجع مبتعدا وقال بنبرة جادة: "كفى مزاحا."اقتربت من أذنه وهمست: "رامي… أأساعدك كما في المرة السابقة؟"تدفقت إلى ذهنه صور تلك الليلة السابقة، في غرفته، في سريره حيث أصرت على المشاهدة معه، ثم… بدآ...والآن، تسأله إن كان يريد مساعدتها؟أراد أن يرفض، لكن عينيها الواسعتين الساحرتين سبقتا كلماته، واقتربت منه بخفة."روان..." نطق اسمها.كانت خجلة أيضا، لكنها أكثر جرأة، رفعت رأسها وقبلته قائلة: "لماذا تناديني؟"وانزلقت أناملها على صدره.أحبت أن تر
من المؤكد أنه فهم قصدها، ومع ذلك قال بلا تردد إنه وصل فتيات كثيرات!لم يتراجع رامي، فلكمة روان أصابت صدره مباشرة.كان صلبا جدا.شعرت روان بالألم في يدها فسحبتها بسرعة وقالت بغضب: "مم تتكون عضلاتك؟ جسدك صلب كالصخر، لقد آلمتني يدي!"نظر رامي إلى يدها الصغيرة، كانت ناعمة رقيقة حقا وقد احمرت قليلا.ابتسم بخفة وسألها: "ولم ضربتني؟"حدقت به غاضبة وقالت: "ألا تعرف السبب؟"قال رامي: "لا أعرف."قالت روان: "تظاهر بالجهل إذا، أخبرني، من الفتيات اللواتي وصلتهن؟"أجابها: "أمي، وأختي."ارتجفت أهداب روان واحمر وجهها خجلا فورا، كانت تظن أنه يقصد فتيات أخريات، ولم تتوقع أن يكون الحديث عن أمه وأخته.“...”لم تجد ما تقوله بعد أن أحرجت نفسها.راقب رامي ملامحها المربكة البريئة، فارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة.دقت الأرض بقدمها وقالت بانفعال: "لماذا تضحك؟ هل تسخر مني؟"قال رامي: "لم أضحك أصلا."ارتفعت على أطراف أصابعها واقتربت منه، رفعت يديها تمسك بخفة طرفي فمه قائلة: "رأيتك بعيني، تضحك وتسخر مني هكذا!"تراجع رامي خطوة إلى الوراء عندما اندفعت إليه، فاستند ظهره المستقيم إلى الجدار، وكأنها حاصرته بخطوتها.كان
جميلة ونسرين كانتا قد بدأتا ترسمان ملامح المستقبل في خيالهن.ابتسمت جميلة بوجه مشرق: "رائع، لم يعد يفصلني عن العملية سوى يومها المنتظر."...وقف كمال وحيدا في الممر، لم يغادر مباشرة، بل ظل واقفا صامتا.كانت أضواء الممر خافتة، انعكست على كتفيه الممشوقين، وأحاطت جسده بظل باهت.اقترب السكرتير يوسف وقال: "سيدي، الليلة نعود إلى الشركة أم إلى شقق الإمبراطور؟"حرك كمال شفتيه قليلا: "عد أنت أولا."أجاب يوسف: "أمر سيدي."وغادر يوسف.اقترب كمال من النافذة، ترددت في أذنه كلمات ليلى في مكالمتها مع خالد، حين قالت إنها لا تريد البقاء في مدينة البحر، وإنه سيأخذها معه.تحمل في رحمها طفل خالد، وسيعيشان معا حياة سعيدة، أليس كذلك؟أما هو، فإلى جانبه جميلة، تلك المسؤولية التي لا يستطيع التملص منها، وسيكون عليه الزواج بها لاحقا.يفترقان بسلام، ثم يمضي كل منهما إلى حياته الخاصة، وهذا… جيد.نعم، جيد حقا.حاول كمال أن يقنع نفسه بكل ما أوتي من قوة وعقل أن هذا هو الأفضل له ولليلى، لكن قلبه كان يتألم، وكأن شيئا ثمينا يتسرب من داخله ببطء.ومهما حاول الإمساك به، كان يفلت منه شيئا فشيئا.ذلك الفقدان أوجعه حد الانكس
غمرت السعادة روان، فهي تعرف أن ليلى تملك دائما طرقا لمواجهة تلك المنتحلة جميلة.فقط حين تفكر كيف انتحلت جميلة هوية ليلى لتتمتع بكل شيء، كانت تغلي غيظا، وتخيلت أن يوم فضحها سيكون مشهدا لا ينسى.لكن…نظرت روان إلى ليلى قائلة: "ليلى، وماذا عن السيد كمال؟ كيف ستتصرفين معه؟"كمال حتى الآن لا يعلم أن الفتاة التي أنقذته قبل سنوات كانت ليلى، فماذا سيكون شعوره حين يكتشف الحقيقة؟وماذا تخطط ليلى أن تفعل تجاه كمال؟قالت ليلى بصوت خافت: "روان، لقد تعبت، سنين من حب كمال أنهكتني."أرادت أن ترحل من هنا.فهي لم تكن تنتمي إلى هذا المكان أصلا، لم تأت إلا من أجل كمال.والآن، حان وقت الرحيل."ليلى، سيد كمال كان مخدوعا بجميلة طوال هذه السنين، يمكن القول إنه كان أعمى، لكنه أيضا ضحية، لم يكن يعرف أنها أنت." حاولت روان أن تدافع عن ابن خالتها، فهي ما زالت تأمل أن تكون ليلى معه.لكن ليلى لم تشأ متابعة الحديث: "روان، لا نكمل هذا الموضوع."لم تجد روان سوى أن تذعن: "حسنا يا ليلى، استلقي لترتاحي."تمددت ليلى وأغمضت عينيها....عاد كمال إلى جناح جميلة، فسألته بقلق: "كمال، ماذا قالت لك ليلى؟"لم يرد كمال.تابعت جميلة



