Masukاختنق صوت جميلة وقالت: "أنت!"قالت ليلى وهي تتفحص جميلة بريبة: "ولم يتم تحضير ترياقي بعد، كيف استيقظت بنفسك؟"لمع بريق في عيني جميلة، يخفي توترا."لو كنت أنا من سممك، فلا بد أن أقتلك مباشرة، لكنك استيقظت بنفسك. سيد سامي، تسمم ابنتك أمر غير طبيعي، أنصحك بالتحقيق." نظرت ليلى إلى سامي.ثم نظر سامي إلى جميلة بنظرة عميقة.ارتجف قلب جميلة، شعرت بأن سامي قد أدرك شيئا.فتظاهرت بالضعف سريعا: "أبي، أشعر بدوار.""إذن ارتاحي يا جميلة." ثم غطاها سامي باللحاف وخرج مع الجميع.وقف سامي وليلى في الرواق، فسألها سامي: "ما رأيك في حادثة تسمم جميلة؟"قالت ليلى: " سيد العزام، أظن أن جميلة سممت نفسها."ضغط سامي شفتيه قليلا.قالت ليلى: "كانت تريد تسميم نفسها لاتهامي، لكن الأمور خرجت عن سيطرتها، فاضطرت للاستيقاظ بنفسها."لم يعلق سامي.رفعت ليلى نظرها نحوه وقالت: "في الحقيقة أن جميلة لا تشبهك أبدا، إنها شديدة الغباء ولم ترث أي ذكاءك. هل كانت زوجتك، والدة جميلة، امرأة جميلة ولكن غبية؟ هل جميلة تشبهها؟"عندما ذكرت الراحلة، تكسى وجه سامي الوسيم ببرودة حادة: "لا، والدة جميلة لم تكن غبية، بل كانت شديدة الذكاء."حقا؟
فتح حازم فمه محاولا الكلام.لكنه لم يستطع إلا إصدار كلمات غير واضحة، ولا يفهمها أحد."ليلى، لماذا ابني لا يستطيع الكلام بعد؟" سألت السيدة منصور الكبيرة.ارتخت أعصاب نسرين قليلا، كانت تخشى أن يكشف كلام حازم كل شيء، فتبين أنه لا يستطيع الكلام بعد.تقدمت نسرين فورا وأمسكت بيد حازم: "حبيبي، ما بك؟ هل لديك شيء لتقوله لي؟ أنا هنا، تحدث بهدوء!"نظرت ليلى إلى حازم وقالت: "غرست الإبرة وأيقظته، لكنه يحتاج إلى وقت للراحة، فلا يستطيع الكلام بعد."طمأنت السيدة منصور الكبيرة: "يا حازم، لا تنفعل، ستتحسن تدريجيا."ظل حازم ينظر إلى نسرين بعينين حمراوين، لكنه لم يستطع الكلام.ثم دخلت الخادمة مسرعة: "يا سيدتي، خبر سار!"رفعت السيدة منصور الكبيرة رأسها: "ما هو؟"قالت الخادمة: "يا سيدتي، الآنسة جميلة استيقظت!"ماذا؟هل استيقظت جميلة؟فرحت نسرين فرحا شديدا: "حقا؟ جميلة استيقظت؟ هذا رائع."ابتسمت السيدة المنصور الكبيرة أيضا، فجميلة هي ابنة أغلى رجل على أي حال، وهي من تقرر مستقبل عائلتهم، فقالت: "جهزوا السيارة فورا، سأعود لأطمئن على جميلة!"عقدت ليلى حاجبيها، لم تكمل صنع الترياق بعد، ومع ذلك استيقظت جميلة من
ها.هاها.صاحت نسرين بصوت مرتفع: "يا أحد! أسرعوا، تعالوا حالا!"رفعت ليلى نظرها، ووقعت نظرتها الصافية في وجه نسرين، ثم ارتسمت على شفتيها ابتسامة خفيفة."ليلى، علام تضحكين؟ لقد قتلت زوجي، وما زلت تبتسمين!" شعرت نسرين بأن ابتسامة ليلى هذه غريبةحدقت ليلى في نسرين وقالت: "أأنت متأكدة أن زوجك قد مات؟"تجمدت نسرين لحظة وقالت: "ماذا تعنين يا ليلى؟ لقد توقفت أنفاسه، هذا يعني أنه مات."قالت ليلى: "إذن جربي مرة أخرى إن كان يتنفس أم لا."وضعت نسرين أصابعها عند أنف حازم مترددة، فشعرت بالبرد، لا نفس إطلاقا.همت نسرين بسحب يدها وهي تستعد لتوبيخ ليلى، لكن فجأة فتح حازم عينيه.صرخت نسرين مذعورة: "آه!"ومد حازم يده في تلك اللحظة وأمسك بمعصم نسرين بقوة.رجل كان ميتا قبل لحظات وأمسك بها فجأة، فارتعبت نسرين حتى تلاشى لونها، وانتزعت يدها ووقعت أرضا تصرخ: "آه! شبح! شبح!"تقدمت السيدة منصور الكبيرة بفرح جامح قائلة: "حازم! لقد استيقظت؟"رفعت نسرين رأسها، فرأت أن حازم يسحب نفسا عميقا ثم يخرجه ببطء، وعاد جهاز نبضه يصدر إيقاعا منتظما.عاد حازم إلى الحياة من جديد، واستعاد تنفسه ونبضه.لم تستطع نسرين تصديق ما ترى
أصرت السيدة منصور الكبيرة على أن تعالج ليلى حازم.تجمدت ملامح نسرين وقالت: "يا أمي، هل فكرت جيدا؟ لا يمكن تسليم حازم لليلى، فلو حصل أي…"ابتسمت ليلى هي تنظر إلى نسرين: "لماذا تخافين بهذا الشكل من علاجي له؟ إن واصلت المنع، فسأشك بأن لديك سرا تخشين كشفه."نظرت السيدة منصور الكبيرة نحو نسرين مرة أخرى وقالت: "لقد أخذت قراري، نسرين، ابتعدي."أمرت السيدة منصور الكبيرة، فلم تستطع نسرين إلا الانسحاب.رغم كل ما كانت ترفضه نسرين، لم يكن بيدها حيلة، ولو قالت كلمة أخرى، لشكت السيدة منصورة الكبيرة بها، كأنها تعترف بنفسها.اضطرت نسرين إلى التراجع.اقتربت ليلى ونظرت إلى حازم الراقد على السرير، وتذكرت أن كل ما عرفته عنه أنه كان أبا جيدا، رجلا عاش حياته كلها يدور حول جميلة.والآن يستلقي باهت الوجه هنا، بلا أثر للحياة.وضعت ليلى يدها على معصمه وبدأت التشخيص.سألتها السيدة منصور الكبيرة بقلق: "ليلى، كيف حاله؟ هل له أمل؟"أومأت ليلى وقالت: "يمكن إنقاذه."انقبض قلب نسرين ومر القلق في عينيها، أتستطيع ليلى أن تنقذه فعلا؟قالت السيدة منصور الكبيرة بلهفة: "إذن سأوكل الأمر لك يا ليلى، ابدئي العلاج."أخرجت ليلى
شدت ليلى بأصابعها البيضاء قليلا ثم أفلتت وقالت: "حسنا، سأذهب لإنقاذ حازم."غمرت السعادة السيدة منصور الكبيرة، كانت تظن أن ليلى سترفض، لكنها وافقت."حسنا يا ليلى، سأجعلهم يحضرون السيارة، سنذهب إلى المستشفى الآن!"لم تكن ليلى ترغب في إنقاذ حازم، لكنها مضطرة لفعل ذلك، لأن في أمر حازم شيئا مريبا.كانت تشعر أن بين حازم ونسرين سرا لا يقال، وأن هناك من يريد دفنه إلى الأبد.ولن تعرف ما هذا السر إلا بعد إيقاظ حازم.في قصر عائلة منصور هذا، كل شخص يخفي نواياه الخاصة، ويجب عليها أن تكشف وجوه الجميع بنفسها.…وصلت ليلى والسيدة منصور الكبيرة إلى المستشفى، ظلت نسرين تصحب حازم في الغرفة، لا بد أن تمثل دور الزوجة الوفية التي لا تتركه لحظة.عندما رأت نسرين وصولهما، تجمدت وقالت: "ليلى، لماذا جئت؟"قالت السيدة منصور الكبيرة: "أنا من طلبت من ليلى أن تأتي."قالت نسرين: "أمي، لماذا طلبت منها المجيء؟"نظرت السيدة منصور الكبيرة إلى حازم على السرير وقالت: "طلبت منها علاج حازم."ماذا؟صاحت نسرين فورا: "لا يمكن!""لماذا لا يمكن؟" ردت ليلى بسؤال مباشر.تلعثمت نسرين: "أنا…"تقدمت ليلى خطوة بابتسامة لطيفة وقالت: "سم
لا تزال ليلى تحضر الترياق في قصر عائلة منصور، فتح الباب حينها ودخلت خادمة وقالت: "ليلى، السيدة منصور الكبيرة تطلب مقابلتك."هل السيدة منصور الكبيرة تطلبها؟لم ترفع ليلى رأسها وقالت ببرود: "لن أذهب."تفاجأت الخادمة: "لماذا؟ ليلى، كيف تجرئين على هذا! السيدة تطلبك وأنت ترفضين؟ هذا قلة احترام!"ابتسمت ليلى بسخرية، حتى خادمة هنا تجرؤ على التوجيه لها، وهذا يكشف مدى ازدراء أهل عائلة منصور لها."عليكم أن تفهموا أنني جئت هنا لأجل تحضير الترياق، لقد طلبتموني بدلا من أنني أنوي الحضور طواعيا. إن كانت تريد شيئا، فلتأت هي إلي، لن أذهب إليها.""أنت!"ولما رفضت ليلى بهذه النبرة المتعالية، غادرت الخادمة غاضبة.ذهبت الخادمة إلى غرفة السيدة منصور الكبيرة، فاستقبلتها فورا وسألت: "أين ليلى؟""يا سيدتي، ذهبت لأدعوها لكنها رفضت."عقدت السيدة منصور الكبيرة حاجبيها: "لماذا؟""يا سيدتي، ليلى متعجرفة. قالت إن كنت تريدين شيئا، فاذهبي إليها بنفسك، لن تأت هي."تجمدت السيدة منصور الكبيرة في مكانها."يا سيدتي، ماذا نفعل الآن؟"شحب وجه السيدة منصور الكبيرة، ماذا تفعل الآن؟ ابنها المحبوب حازم، يرقد في المستشفى وقد أخبر







