Share

الفصل 229

Author: سفينة الحلم
أرادت نيرة أن تعرف ما هي طبيعة والدتها.

لماذا اختفت لمدة ستة وعشرين عامًا.

قالت جدتها، في الماضي، كان هناك الكثير من صور سهير.

كانت والدتها تحب الجمال، وتعشق التقاط الصور.

لاحقًا، عندما غادرت والدتها، غضب جدها، وأحرق تلك الصور جميعها.

بقت صورة واحدة للعائلة بأكملها، أخفتها جدتها سرًا.

أخرجت نيرة البطاقة، تحت ضوء المصباح الأصفر في المنزل القديم.

تأملت البطاقة السوداء بلمسات الذهب الخافتة، كم عدد الأشخاص في مدينة الزهور القادرين على استخراج بطاقة العملاء المميزين من بنك الاتحاد؟

عند عودتها إلى مدينة الزهور، كانت نيرة تتصل بجدتها مرتين يوميًا.

اقترح خالد أن يزور القرية مع نيرة في عطلة نهاية الأسبوع لرؤية جدتها، فكرت نيرة قليلًا، لكنها رفضت عرضه بلطف.

بعد الغداء، سلّمتها سوسو ظرفًا صغيرًا.

قالت الطفلة، "هذه هدية عيد ميلاد للعم باهر."

منذ أن ذكر مهند أن خاله سيحتفل بعيد ميلاده، احتفظت سوسو بالفكرة حتى الآن.

كانت هدية عيد الميلاد عبارة عن بطاقة مكتوبة بخط اليد.

نظرت نيرة إلى ابنتها، ولمست خصلة من شعرها وقالت لها، "حسنًا، سأوصلها للعم باهر."

بينما كانت نيرة ترتب حقيبة السفر، كانت سوسو ترتب أغ
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • ضباب حالم   الفصل 305

    أسندت نيّرة كتفها إلى الباب وهي تتابع بعينيها رحيل شهيرة.فيما بسط نيمو ذراعيه عند المدخل، كأنه يتوق للّعب معها، فراح يُطلق بين الحين والآخر أنينًا خافتًا.-كانت المياه قد عادت إلى مجاريها بين منير وشهيرة، وأخذ يحكي عن علاقتهما في المجموعة الصغيرة على تطبيق التواصل الاجتماعي، تلك التي لا تضم سوى عدد قليل من الأصدقاء، وجميعهم يعرفون أن السيد منير كان على وشك الخطوبة قبل ثلاث سنوات، ثم -لسبب مجهول- ندم وتراجع عن تلك الخطوة.نشر منير قبل قليل على التطبيق، صورةً لكأس ماء بلون الكهرمان وعلّق عليها: "شاي إزالة الثمالة الذي أعدّتْه زوجتي...لذيذ جدًّا"، فانهالت عليه الإعجابات والتعليقات من الأصدقاء.كان باهر قد نالت منه رياح مدينة الذهب الباردة، فأصابته بنزلة برد خفيفة، وزاد الطين بلّة أنه احتسى الليلة قليلًا من الخمر مع بعض الأصدقاء من معرض إكسبو العقاري؛ فعاد إلى البيت مُثقل الرأس، ثم خلع ربطة عنقه بيد واحدة، وطالع منشور منير.علق عليه: "مبروك."ثم رمى الهاتف جانبًا.وبعد أن استحمّ، نزع القلادة وأمسكها في قبضته.ثم اتجه إلى الثلاجة، وأخرج علبة بيرة باردة، فتحها ورفع رأسه وشرب بضع رشفات، لكن

  • ضباب حالم   الفصل 304

    "أيمكنكِ حقًا ترك شقة مطلة على البحر وفي موقع ممتاز كهذا؟ لقد لاحقكِ باهر حتى باب بيتكِ وعرَّفكِ على الشاب محسن خريج جامعة هارفرد"، نظرت شهيرة إلى تعابير وجه نيرة الهادئة، فهي تعرفها منذ ست سنوات، منذ أن عملتا معًا في شركة إل آند إم، ورغم أن علاقتهما في الأعوام الأولى لم تكن وثيقة، إلا أن شهيرة تعرف طبيعة نيرة جيدًا، فهي شخصية متزنة وهادئة إلى حد يُشعر بأنها راهبة زاهدة.كانت تخفي كل شيء في قلبها.اقتربت منها شهيرة وقالت بصوتٍ منخفض: "لقد سمعت أن صحته تدهورت، أتعلمين ماذا يقولون عنه في الخارج؟ يقولون إن باهر الدالي باتت أيامه معدودة؛ لقد كان يُسعل دمًا في مؤتمر المساهمين عند مشاركته الأولى!"وقفت نيرة وهي تحمل حقيبة حاسوبها، ثم عبست قليلًا وقالت: "يبدو لي أنه بخير تمامًا."قالت شهيرة: "ألم يتحرك داخلك أي شيء؟"أجابت نيرة: "لو عاد منير لمطاردتكِ، أكنتِ ستلتفتين إليه؟"قالت شهيرة: "بل سألقنه درسًا." ثم نهضت شهيرة وقد احمرت وجنتاها فجأة.نظرت شهيرة إليها وهي واقفة عند الباب، ولم يكن في هذه اللحظة في غرفة الاجتماعات سواهما.وقفت نيرة واتكأت على الباب وراحت تنظر بهدوء إلى شهيرة.سعلت شهيرة

  • ضباب حالم   الفصل 303

    كانت شهيرة تعلم جيّدًا أنّ نيرة لا ترغب في رؤية باهر.وبما أنّ كرم هو من أتى لاستقبالهما، فهذا يعني أنّ باهر ينتظرهما في قاعة الاجتماعات بالتأكيد.اقتربت نيرة حتى بلغت باب القاعة، وبصفتها المصممة الرئيسة، لم يكن في وسعها التملّص أو الاختباء.وما إن وصلت إلى الباب، سمعت في الداخل صوت سعال.كان سعالا مكتوما.دفعت الباب ودخلت مع شهيرة، فوجدت في الداخل باهر وإلى جواره المدير بدر ممثل شركة ياقوت.حتى بدر القيسي نفسه لم يكن يتخيّل أنّ الرئيس باهر سيحضر اجتماعًا صغيرًا كهذا.جلس الجميع ثم بدأت مفاوضات بسيطة، وبعدها نهضت نيرة وشرعت تشرح بصوتها الواضح الرقيق، التصاميم وفكرة كل عمل ومصدر الإلهام فيه.غير أنّ السعال الخافت القادم من المقعد الرئيسي كان يتكرر بين الحين والآخر.نظرت بطرف عينها صوبه.ثم أشاحت بنظرها بعيدًا.وعندما فرغت، عادت إلى مقعدها بجوار شهيرة.نظر المدير بدر إلى نيرة لكي تسلّم رسوماتها، وكانت نيرة بطبعها تحتفظ دائمًا بجميع رسوماتها منذ بدأت مسيرتها المهنية في دفتر واحد.فأخرجت الدفتر من حقيبتها، وتقدّمت نحو باهر لتسلمه إياه. أمسكه باهر وبدأ يقلّب صفحاته واحدة تلو الأخرى.عضّت ن

  • ضباب حالم   الفصل 302

    عقدَ يزيد حاجبَيْه واستدعى أحدَ الخدم وقد غمره شعور بالأسف.انحنت الخادمة وقالت: "الآنسة هي من رَمَتْها؛ ظنتها بقايا طعام فألقتْ بها في سلّة المهملات دون أن تعلم أنّك مَن أحضرتها يا سيّد يزيد."اقتربت يسرا وقالت: "أأنتَ من أحضرها يا أبي؟ رأيتُ صندوق التغليف البلاستيكي رخيصًا وفي داخله بضعَ قطعٍ من الحلوى، فظننته شيئًا تركه أحدُ الخدم، فرميته."ثم تقدّمت لتمسك بذراع يزيد وهزّته بدلال، وقالت: "سأشتري لك علبةً كاملة تعويضًا عمّا فعلت، ما رأيك؟"كيف له أن يغضب من ابنته لأجل أمرٍ كهذا؟مدّ يده ولامس أنفها مداعبًا: "ستتزوّجين بعد فترةٍ قصيرة وما زلتِ بهذه الشقاوة، حين تنتقلين إلى بيت عائلة السقّا، عليكِ أن تكوني رصينةً عاقلة."قالت وهي تُسند رأسها إلى كتفه: "كريم لن يتحكّم بي أصلًا. أنا حقًّا لا أريد مفارقتكم يا أبي."عاد يزيد إلى الطابق العلوي، وما إن فتح الباب، سمع صوت ولاء تتحدّث عبر الهاتف."كم تريدين هذه المرّة؟ لا تظنّي يا فادية أنّني عاجزة عن التصرف معكِ."دخل يزيد، فأنهت المكالمة وتقدّمت نحوه وأمسكت بذراعه.سألها وهو يربت على ظهر يدها: "ما الأمر؟"هزّت رأسها وقالت: "لا شيء، بعض الأقا

  • ضباب حالم   الفصل 301

    بعد أن تبادلا بضع كلمات، بدت الدهشة على الرجل: "هل تعلمتِ اللغة الفرنسية بنفسك؟"أجابت نيرة: "أخذتُها كمادة اختيارية في الجامعة، لكنني كدتُ أنساها كلها."تقدم النادل نحوهما وهو يحمل كوبين من المشروبات، وضع أمام نيرة كأساً من عصير البطيخ الفوّار المثلج، فقال يزيد: "أنتم الشباب تحبّون هذا النوع من المشروبات."كان في الكأس الأخرى ماء دافئ.اكتفى يزيد برشفةٍ منه ليرطّب حلقه، ولم يُزد على ذلك.شعرت نيرة بشيء من الحرج؛ فالرجل أكبر منها سنًا، ولم يتبادلا سوى بضع عبارات ثم دعاها للشراب. ابتسم يزيد وراوده شعور لطيف بأن الحديث بينه وبين هذه الشابة جعله يألفها وينجذب إليها.وصلت سعاد بسرعة.كانت نيرة قد أنهت مشروبها، فشكرت الرجل ووقفت لتلحق بسعاد، كان المكان قد بدأ يفرغ من الزبائن وظهرت بعض المقاعد الخالية، فجلستا تتحادثان قليلاً، وحين همّتا بالمغادرة، ذهبت نيرة إلى الكاشير، واختارت حلوى قليلة السكر تناسب كبار السن، وطلبت من النادل أن يرسلها إلى طاولة ذلك الرجل تعبيرا عن امتنانها لأنه دعاها إلى مشروب.دفعت نيرة وسعاد البابَ للخروج، فاهتزّت الأجراس المعلّقة عند المدخل.اقترب النادل حاملاً كعكة الش

  • ضباب حالم   الفصل 300

    عادت نيّرة في عطلة نهاية الأسبوع إلى مدينة الزهور مع ابنتها سوسو.وكان عيد ميلاد السيدة شكرية يوافق يوم السبت.في العام الماضي، ارتفع ضغط السيدة شكرية فجأة فأغمي عليها ودخلت المستشفى؛ لذلك أصبحت شديدة الحرص على نظامها الغذائي، أما وجبة الغداء فيُحضّرها طاهٍ خاص أرسله لها خالد ويكون عبارة عن أطباق صحية خفيفة.خلال السنوات الثلاث الماضية حقّق مشروع خالد البحثي بعض التقدّم.لكن الشيء الوحيد الذي لا يعجب السيدة شكرية في حياته هو أنّه ارتبط بفتاة ثم انفصلا بعد فترةٍ قصيرة.تركت نيّرة ابنتها في منزل عائلة شاهر في فترة ما بعد الظهر، ثم قادت سيارتها إلى معبد السكينة الواقع في قرية الندى.كانت تزوره مرّة كل عام، وفي كل عام كانت تجد فيه تغيّرًا جديدًا.ذاع صيت المعبد على الإنترنت بفضل دقة الرهبان في تفسير أوراق الحظ والطالع.بل إنّ البعض يزعم أنّ الراهب الأكبر هناك هو كبير رهبان البلاد، يعيش بينهم متخفّيًا، مما جعل عدد الزائرين يتزايد عامًا بعد عامكما التحق بالمعبد الكثير من الرهبان الصغار ولم يعد المكان خاليًا أو هادئًا كما كان.عرفها أحد الرهبان الصغار فتقدم نحوها وقال: "اليوم المعلّم زاهد يل

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status