ملك الليكان وإغواؤه المظلم

ملك الليكان وإغواؤه المظلم

By:  لونا نوفاUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
100Chapters
53views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

ملك المستذئبين وإغواؤه المظلم طوال ثلاث سنوات، انتظرت لأصبح "لونا" مثالية لقطيعي، وأمنح "الألفا" وريثًا. ثلاث سنوات من الأكاذيب، عشتها دخيلةً على حبٍّ لا يخصني. ثلاث سنوات ذقت فيها مرارة فقدان طفلي، وسعيت للانتقام من الرجل الذي شوّه وجهي ودمّر رحمي. الموت أسيرةً بين يدي قطيعي، أو الهرب والنجاة... لم يكن أمامي سوى هذين الاختيارين. فاخترت أن أختبئ وأعيش. ملك المستذئبين، ألدريك ثرون، الحاكم الأكثر دموية وقسوة، الذي قاد الذئاب بقبضة من حديد... أصبحت خادمته الشخصية، المنصب الأكثر خطورة على الإطلاق، حيث يمكن أن أفقد رأسي في أي لحظة بسبب أي خطأ تافه. لكنني كنت على يقينٍ من أن لا أحد من ماضيّ سيبحث عني هنا. "كوني دومًا خاضعة. لا تتكلّمي، لا تسمعي، لا ترَي شيئًا، ولا تزعجي القائد، وإلاّ ستموتين." قواعد بسيطة، وظننتُ أنني أجيد اتباعها... حتى جاء اليوم الذي قدّم فيه الملك عرضًا لم أستطع رفضه. "أتريدين مني أن أنقذ هؤلاء الناس؟ إذن استسلمي لي الليلة. كوني لي. إنني أرغب بكِ، وأعلم أنكِ تشعرين بالرغبة ذاتها. مرّة واحدة فقط، فاليريا... مرّة واحدة فقط." لكنها لم تكن مرةً واحدة. وتحول الشغف إلى حب. ذلك الرجل المتبلد الجامح الذي لا يُروّض، غزا قلبي هو الآخر. غير أن الماضي عاد ليطارِدني، ومع انكشاف حقيقة مولدِي، وجدت نفسي مضطرة للاختيار من جديد، إمّا الفرار من ملك المستذئبين، أو انتظار رحمته. "آسفة... لكن هذه المرّة، لن أفقد صغاري مرةً أخرى. ولا حتى من أجلك يا ألدريك." فاليريا فون كارستين هو اسمي، وهذه حكاية حبي المعقدة مع ملك المستذئبين.

View More

Chapter 1

الفصل 1

فاليريا.

"هل… أنتِ متأكدة يا إستر؟" سألتُ بصوت منكسر.

كان قلبي يخفق بسرعة، مفعمًا بالسعادة.

"متأكدة جدًا، لونا. أنتِ حامل."

"لكن… لماذا لم أتمكّن أنا ولا والده من الشعور بذلك؟" سألتُ بقلق.

"الأمر لا يزال حديثًا جدًا، ربما لهذا السبب. امنحيه بضعة أيام أخرى، وستبدئين باستشعار الفيرومونات."

أجابتني، فأومأتُ برأسي، ودموعي تحجب الرؤية عن عينَي.

أنا لونا قطيع غابة الخريف.

قبل ثلاث سنوات، تزوّجت الرجل الذي أحببته بجنون، رغم أننا لسنا رفيقين مقدّرين زوجي، الألفا دوريان.

قدّمت كل ما أملك لأكون اللونا المثالية، الركيزة التي يستند إليها. لكن ظلّ يخيّم موضوع الوريث على زواجنا.

لم أستطع الحمل من قبل، وأعترف أنني لا أشاركه الفراش كثيرًا. لكنني أعلم أن مسؤولياته كألفا تُثقله بالانشغال والضغوط.

"أرجوكِ، لا تخبري أحدًا في القطيع. أريد أن أفاجئ زوجي."

"لا تقلقي، لونا، لن أبوح بشيء. مبارك لكِ!" ابتسمت لي، فرددت لها الابتسامة، وقلبي يغمره الفرح والامتنان.

ورغم أنني غريبة عن هذا القطيع، ولست من أبنائه أصلًا، إلا أنّه منذ وفاة والديّ وتكفّل الألفا السابق برعايتي، لم أشعر يومًا بالرفض أو الاحتقار.

ولهذا كرّست نفسي كليًا لواجباتي كلونا.

أنا ممتنّة لحياتي، وللرجل الرائع الذي تزوّجته.

...

"ما كل هذا الطعام؟ هل ستكون هناك حفلة؟"

"ابتعدي!" أصدّت بيدي مخالب صوفيا الجشعة، صديقتي المقرّبة، التي تسلّلت من باب المطبخ الخلفي.

"لكن يا إلهي، معجنات الباف بستري وكل شيء!" قالت بدهشة وهي تجلس على مقعد البار.

بصراحة، ربما بالغت قليلًا في إعداد الأطباق، لكنني سعيدة جدًا وأردت أن يكون كل شيء مثاليًا.

كل الأطباق المفضّلة لدى دوريان أصبحت جاهزة!

"اليوم ذكرى زواجي أنا ودوريان. أردت أن أحتفل بعشاء حميمي"، قلتُ وأنا أعود إلى الكراميل فوق الموقد.

لم أسمع منها ردًّا، فالتفتُّ نصف التفاتة بدافع الفضول.

"ما الأمر؟"

"لا... لا شيء، لقد سمعتُ أن الألفا واجه حالة طارئة اليوم. ألم يخبرك؟" سألتني، فعبستُ بوجهي.

في الحقيقة، دوريان لا يشرح الكثير فيما يتعلق بعمله.

أظن أنّه يفعل ذلك ليتجنّب قلقي.

"لا، لكنه سيعود على أيّ حال. إنّه يعلم أنّ اليوم مميّز."

أجبتُ بيقين كامل.

حدّقت بي باستغراب.

مؤخرًا، لم أعد أستطيع فهمها تمامًا، لكنّها أوّل من اقترب مني في هذا القطيع ،وكانت دومًا إلى جانبي.

أنا أُقدّرها كثيرًا كصديقة.

"صوفي، هناك أمر أريد أن أخبرك به، ولكن... سأخبرك به غدًا. إنّه مهم جدًّا بالنسبة لي." قلت فجأة، أرغب في مشاركة الخبر السعيد معها، لكن ليس قبل أن أعترف به لدوريان.

"حقًا؟ ألا يمكنكِ أن تخبريني الآن؟" سألت، وقد تفعّل لديها طور الفضول، وهي تنحني فوق المنضدة بينما تقضم قطعة بسكويت منزلية.

"لا، لا. غدًا. أعدكِ بأنّكِ ستكونين الثانية التي تعرف." أجبتُ، وأنا أشعر بفرحتي تتفجّر من كل مسامّ في جسدي.

"حسنًا، سأترككِ مع غموضك إذن. لديّ أشياء لأفعلها. ليلة ذكرى زواج سعيدة." تمتمت باستياء، منزعجة لأنني لم أفشِ لها السر، ثم غادرت بالطريقة ذاتها التي دخلت بها.

نظرتُ إلى الساعة. ما زال هناك وقت.

خلعت مئزر المطبخ وصعدتُ إلى الطابق الثاني للاستحمام وارتداء ملابس أنيقة.

كل شيء يجب أن يكون مثاليًا هذه الليلة، احتفالًا مع رفيقي العزيز.

رمقتُ الساعة للمرة الألف، جالسةً على الأريكة. لقد تجاوز منتصف الليل، ودوريان لم يصل بعد.

نظرتُ إلى الأطباق الباردة على مائدة الطعام، ونهضتُ مستسلمة لإعادة تسخينها من جديد.

كنتُ في وسط ذلك عندما سمعتُ باب المنزل يُفتح ويُغلق. تسلل عبق رائحته اللذيذة إلى أنفي، فأشعل دفئًا في معدتي.

ألقيتُ نظرة على فستاني الكستنائي، أُسوّيه بيدي، وأُصلح شعري أمام مرآة الردهة.

شعري الأسود القاتم مربوطٌ في ذيل حصان عالٍ، وعيناي الزرقاوان اللتان برزتا بالمكياج تحدّقان بي من انعكاس الزجاج.

خطوتُ إلى البهو، أراقب الألفا المهيب وهو يدخل عبر الباب.

"حبيبي، كيف كان يومك؟ الكثير من العمل، أليس كذلك؟" أمسكتُ بالمعطف الذي يحمله لأعلّقه.

رأيته يقبض على بعض الأوراق، لكنني افترضتُ أنّها شؤون تخصّ القطيع.

اقتربتُ منه لأقبّله، لكنّه تراجع خطوة.

"أنا متسخ ومُرهق من الطريق. لا تلوّثي نفسكِ." قال، وعيناه العسليتان النافذتان تحدّقان بي، عينان أعشقهما رغم برودتهما الدائمة.

إنها فقط طبيعة شخصيّته.

إنه يحمل الكثير من المسؤوليات بعد أن ورث المهام صغيرًا إثر وفاة والده.

شعره الأشقر مبعثر بطريقة مثيرة، ولسببٍ ما بدا رطبًا.

حتى إنني التقطتُ رائحة جل استحمام غريب.

لماذا استحمّ قبل أن يعود إلى المنزل؟ وهو يقول إنه متسخ، بينما من الواضح أنه قد اغتسل للتو.

"بـ... بالطبع، امنحني دقيقة لأُعيد تسخين العشاء. لا بد أنك جائع..."

"لستُ جائعًا. فاليريا، علينا أن نتحدث."

"لكن العشاء."

"انسَي أمر العشاء. فلنذهب إلى غرفة المعيشة. عليّ أن أخبرك بشيء." نبرة صوته السلطوية اشعلت التوتر بداخلي.

تبعته، وبدأ القلق يتسرّب إلى داخلي.

تسللت يدي إلى جيب تنورتي، ممسكة بالوثيقة المطوية التي تُثبت أنني حامل.

"لماذا كانت الطاولة ممتلئة بالأطباق هكذا؟ هل كنتِ تخطّطين لحفل؟" سأل وهو يُلقي نظرة على غرفة الطعام. انقبض قلبي.

"حبيبي، أعلم أنك مشغول بمهام القطيع. لكن... لا تقل إنك نسيت ذكرى زواجنا؟ اليوم يُتم ثلاث سنوات على اقتراننا." قلتُ وأنا أجلس على الأريكة.

توقعت أن يجلس بجانبي، لكنه اختار الكرسي المقابل.

دوريان لم يكن يومًا حنونًا، لكن الليلة بدا أبعد من المعتاد. أبرد من المعتاد.

دقّ ناقوس خطر داخلي.

"بالطبع، تذكرت. ليس لديكِ فكرة كم انتظرتُ ذكرانا الثالثة." أجاب، لكنني لم أرَ أثرًا للفرح في ملامحه.

كنتُ واثقة أن كل شيء سيتغيّر مع خبري هذا.

علاقتنا لم تكن مثالية بسبب الأمر ذاته. شيوخ القطيع يواصلون الضغط عليه من أجل وريث.

وحين أخبره عن الطفل، سيغمره السرور.

"سأكون سريعًا لأنني لم أعُد أحتمل هذا..."

"انتظر! انتظر يا دوريان. دعني أريك شيئًا أولًا، ثم قُل ما أردتَ قوله." قاطعته، وشعور قوي ينهشني بأنني لن أحبّ كلماته القادمة.

أخفضت رأسي، وأخرجت الورقة المطوية، ثم قدّمتها له، وقلبي يخفق بعاطفة جياشة.

أخذها، يقرأ بصمت، فيما أنا أراقبه بلهفة، أترقب أن يتطابق فرحه مع فرحي.

"أنا حامل! أحمل طفلك في رحمي! سيكون لدينا وريث للقطيع. أنا متأكدة أن الإلهة قد باركتنا بابن!"

لم أتمالك نفسي، فصرحتُ بها مباشرة.

والدموع تملأ عيني، نهضتُ وتقدمتُ نحوه، أرغب في معانقته.

لكن، على الرغم من عشقي له، لم أستطع أن أتجاهل أنّ ردة فعله لم تكن ما توقعتُه من والد طفلي.

"هل أنتِ واثقة من هذا؟ أم أنّها خدعة لتبقيني مربوطًا بكِ؟" قال فجأة، ينهض ويدفعني بعيدًا حين حاولتُ احتضانه.

"دوريان... بالطبع أنا واثقة. انظر، هذا خط كتابة الداية. لماذا أكذب في أمر بهذه الأهمية؟ حبيبي، ما الخطب؟ ما الذي يحدث، يا ألفا؟"

"لا، لا. تبا!" راقبته وهو يتجوّل في الغرفة كذئب محبوس. "لا يمكن أن يحدث هذا الآن!"

"دوريان..."

"هل أخبرتِ أمي؟ أحدًا آخر؟!" سأل فجأة، متقدّمًا نحوي، ممسكًا كتفيّ بقوة.

"لـا... لا، حبيبي. كنتُ أنتظر أن أخبرك أولًا. ظننتُ... أنك ستفرح. أعلم أنهم يضغطون عليك. يا ألفا، لم يعد عليك أن تقلق. سيكون لدينا عائلة."

رفعتُ يدي المرتجفة لأُداعب وجنته، لكنه اكتفى بالتحديق فيّ بعينيه الذهبيتين، صامتًا.

لم أستطع أن أفهم ما يدور في رأسه.

"أنتِ محقة... لقد كنتُ مرهقًا جدًّا. أنا آسف." فجأة، جذبني إلى ذراعيه، فتنفستُ بارتياح، أبادله العناق برقة.

للحظة، خفتُ أنه لم يكن سعيدًا.

"سنتجاوز هذا معًا، يا ألفا. سأكون اللونا المثالية كي لا يجرؤ أحد على الحكم عليك." همستُ وأنا أرفع رأسي.

كنتُ أرغب أن يقبّلني، أن يعانقني بشغف كما لم يفعل منذ زمن طويل.

"لنخرج للركض. ليلة ذكرى زواج برية بلا قيود."

اقترح فجأة، ممسكًا بيدي وجاذبًا إياي نحو خلف المنزل، حيث تمتد غابة القطيع.

"تحوّلي إلى هيئة الذئبة الخاصة بكِ." أمرني، بينما كنتُ أراقبه يخلع ملابسه.

"إنه مثير وقوي للغاية."

يتلألأ شعره تحت ضوء القمر، وأبدأ أنا التحوّل إلى هيئتي الذئبية، إحدى أعظم الأكاذيب والأسرار في حياتي أمر لم يعرفه حتى دوريان.

نركض بحرية عبر أراضي القطيع.

لكنني ألاحظ أننا نبتعد أكثر فأكثر، حتى نعبر الحدود، ومع ذلك أواصل متابعة الذئب الأبيض الضخم، دوريان، الذي يركض أمامي بجنون.

وصلنا إلى مكان ناءٍ، على حافة منحدر سحيق، وفوقنا يسطع القمر بسطوع مبهر، والغابة تمتد تحتنا بلا نهاية.

"ما هذا المكان؟ نحن خارج أراضي القطيع... ألسنا نتعدى على أرض أحدهم؟"

أنظر إلى الأفق من الحافة، مسحورة بجمال المنظر، وقد عدت بالفعل إلى هيئتي البشرية، لكن لم يجبني أحد.

شعرتُ بالقلق، وبدأت ألتفت. غير أن شيئًا داخليًا أثار الإنذار. صوت نعيق غرابٌ من بعيد لكن الأوان كان قد فات.

"... دوريان، ما...؟! آه!" صرختُ وأنا أشعر بمخالب ذئب تشقّ بطني، تمزّقني بعمق.

ارتعبتُ، مذهولة من هذا الهجوم المفاجئ، وحاولت أن أركض.

سعيتُ إلى التحوّل من جديد إلى هيئة الذئبة لأهرب إلى الغابة، بعيدًا عمّا يحدث، بعيدًا عن هذا الألفا الهائج الذي تحدّق عيناه الحمراء كالدم فيّ بحقدٍ كبير لكن الهرب بات مستحيلًا.

"آه! دعني! دوريان، ماذا تفعل؟! ماذا تفعل؟! آه! النجدة! النجدة!" صرختُ وهو ينقضّ عليّ حين حاولتُ الفرار.
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
100 Chapters
الفصل 1
فاليريا."هل… أنتِ متأكدة يا إستر؟" سألتُ بصوت منكسر.كان قلبي يخفق بسرعة، مفعمًا بالسعادة."متأكدة جدًا، لونا. أنتِ حامل.""لكن… لماذا لم أتمكّن أنا ولا والده من الشعور بذلك؟" سألتُ بقلق."الأمر لا يزال حديثًا جدًا، ربما لهذا السبب. امنحيه بضعة أيام أخرى، وستبدئين باستشعار الفيرومونات."أجابتني، فأومأتُ برأسي، ودموعي تحجب الرؤية عن عينَي.أنا لونا قطيع غابة الخريف.قبل ثلاث سنوات، تزوّجت الرجل الذي أحببته بجنون، رغم أننا لسنا رفيقين مقدّرين زوجي، الألفا دوريان.قدّمت كل ما أملك لأكون اللونا المثالية، الركيزة التي يستند إليها. لكن ظلّ يخيّم موضوع الوريث على زواجنا.لم أستطع الحمل من قبل، وأعترف أنني لا أشاركه الفراش كثيرًا. لكنني أعلم أن مسؤولياته كألفا تُثقله بالانشغال والضغوط."أرجوكِ، لا تخبري أحدًا في القطيع. أريد أن أفاجئ زوجي.""لا تقلقي، لونا، لن أبوح بشيء. مبارك لكِ!" ابتسمت لي، فرددت لها الابتسامة، وقلبي يغمره الفرح والامتنان.ورغم أنني غريبة عن هذا القطيع، ولست من أبنائه أصلًا، إلا أنّه منذ وفاة والديّ وتكفّل الألفا السابق برعايتي، لم أشعر يومًا بالرفض أو الاحتقار.ولهذا كرّ
Read more
الفصل 2
فاليريا.عضّ فخذي بعنف وسحبني تحت جسده، متحكمًا بي بلا رحمة.حاولت المقاومة، الصراخ طلبًا للمساعدة، ويدي تمسك ببطني محاولة حماية طفلي، لكن مخالبه كانت كأسلحة قاتلة، اخترقت جلدي، ممزقة جسدي الصغير والضعيف.عندما وجّه مخالبه الحادة نحو وجهي، رفعت ذراعي غريزيًا، ثم صرخت من الألم حين أحدث جرحًا عميقًا يمتد من جبهتي إلى وجنتي.ومع انكشاف بطني، أصاب طفلنا."لا، ليس الطفل، أرجوك، دوريان، ليس ابني!"انهمرت الدموع بلا توقف من عينيّ وأنا أتوسل إليه، لكن أنيابه مزقت جسدي، ومخالبه غاصت في أعماقي بقسوة مرعبة، محاول انتزاع الحياة التي تنمو بداخلي.لا أعرف كم استمر هذا العذاب، كنت أبكي وأتوسل قدر ما استطعت الكلام.كان الألم في جسدي كله لا يُحتمل، لكن الأسوأ كان الألم في روحي، النازفة والممزقة.أُلقيت على الأرض كأنني قمامة، على حافة الهاوية، وفقدت وعيي تقريبًا من شدة الألم، حتى رأيته يتحول إلى شكله البشري."هل ظننتِ أنك تستطيعين إبقائي مربوطًا بكِ إلى الأبد، أيتها المغفلة!" صاح بغضب شديد.كانت عيناه باردة ومشمئزة، نظرة لم أر مثلها من قبل."هل كنتِ حقًا تعتقدين أنني أحبكِ، وأنني متشوق لإنجاب طفل معكِ؟
Read more
الفصل 3
فاليريا.سمعت صرخات حادة، صوت زجاج ينكسر، زئير وحشي، همهمات ألفا، صراع وضرب ومقاومة.شيء ساخن يُرش على وجهي وذراعيّ.مخالبي تمزّق، وأنيابي تُفترس. لا أستطيع التوقف. لا أستطيع. الغضب يبتلعني من الداخل، يطالب بالانفجار والتحرر.لا أعرف ما أفعل. لست واعية بنفسي.كل ما أعلمه هو أنه عندما استعدتُ السيطرة على جسدي، أول ما رأيته هو يدىّ الملطختان بالدماء.ركعت على الأرض، وكل شيء حولي غارق في اللون الأحمر، حطام وفتات ما كان يومًا ألفا قويًا، دوريان.ماذا فعلت؟! بحق الإلهة، ماذا فعلت؟!حدقت برأسه المقطوع، ملقى على بعد متر واحد فقط مني.تلك العيون العسلية لا تزال تحدق بي في رعب متجمد، وأشعر بالغثيان يعتلي حلقي.أتقيأ على الجانب، غير قادرة على كبح نفسي، مقززة من هذا المشهد المليء بالموت والعنف.هل فعلت كل هذا؟ لا أحد هنا سواي.أتفحص المكان بعينيّ، لا أعرف أين ذهبت صوفيا.الشيء الوحيد الذي أنا متأكدة منه هو أن أحدهم قد طُرح عبر الزجاج المحطم للنافذة والحواف الحادة ملطخة بالدماء.أقف على ساقين مرتعشتين، أنظر إلى الأسفل، وكل ما أراه هو الغابة خلف المنزل وبقع الدماء منتشرة على العشب."لا تدعوها تهرب
Read more
الفصل 4
فاليريا.كانت هيئته تصرخ: "أنا السيد على كل شيء هنا، الحاكم المطلق".أخفضت رأسي على الفور، مرتجفة.لم يكن يهم أنني أفتقد ذئبتي الداخلية، فقوة ذلك الرجل المشعة كانت كفيلة بخنقك، وسحق روحك، ولم يكن حتى واقفًا قريبًا مني.كان من الليكان، الفصيلة الأرقى من المستذئبين، التطور النهائي، وكنت شبه متأكدة أن هذا هو الأقوى بينهم جميعًا، ألدريك ثرون، ملك الليكان."ساشا، تخلّصي من القمامة وتأكدّي أن خادمتي الشخصية القادمة لن تكون عاهرة ماكرة، وإلا ستفقد أكثر من رأسها"، دوّى صوته العميق، البارد، المهيب، تلاه وقع خطوات متراجعة."يا للكارثة. هذه الخامسة خلال شهرين. لا أعلم ما الذي يدور في رؤوس هؤلاء الفتيات. لقد حذرتُهن"، تمتمت المدبّرة وهي تقترب، تسحب قارورة صغيرة من يد المرأة الميتة."واحدة أخرى حاولت أن تسقي الملك مخدّرًا مثيرًا للشهوة. حمقاء. سأستدعي خادمًا ليأخذها بعيدًا. ومهمتك الأولى تبدأ الآن، نظّفي هذه الفوضى".وهكذا، وأنا أفرك الدم الطازج عن الأرض، بدأ عملي في قصر ملك الليكان.أول درس تعلمته: لا تحاولي أبدًا العبث مع ذلك الرجل الخطير، وإلا سينتهي بك المطاف بلا رأس.ولسوء حظي، وجدت نفسي سريع
Read more
الفصل 5
فاليريا."آه، هذا فظيع، إنها مشوهة!""أنتِ فقط تشعرين بالغيرة، لهذا تريدين إبعادنا عن الملك!""لقد قال السيد إن عليكن المغادرة الآن"، كررت ببرود، واقفة عند طرف السرير بينما يلقين عليّ الشتائم.لكنني لم أشعر بشيء، لا بالبرودة ولا بالحرارة.كنت أفكر في كيفية إخراجهن، فمهما كن ضعيفات الآن، فهن ثلاثة وأنا وحدي.حينها فقط، دوّت طرقات قوية من الباب الجانبي المؤدي إلى الردهة، باب لم ألاحظ وجوده من قبل، لا بد أنه الشخص المكلّف بإخراجهن من القلعة.سرت نحوه وفتحته، فإذا بخادمين ضخمين يدخلان دون أن ينبسا بكلمة.بدأت النساء يقاومن، يغطين عريهن، يصرخن أن أجسادهن للملك وحده، ويهددن بأن رؤوسنا ستُقطع.لم أحتج للبقاء طويلًا لأدرك أكاذيبهن.ذلك الرجل استعملهن كأغراض يمكن التخلص منها، والآن يرمي بهن كالنفايات.اندفعت الشقراء نحو الباب المؤدي إلى قاعة الطعام، لكنني وقفت أمامها، ثابتة، حاجزة الطريق."تحلّي ببعض الكرامة وغادري، الملك أمر بذلك، لا تجازفي بالموت.""أريد أن اسمعها منه بنفسه! البارحة أظهر لي العكس! ابتعدي عن طريقي!" اندفعت نحوي كاشفة عن أنيابها، فدافعت عن نفسي وأمسكت ذراعيها في الهواء ونحن ن
Read more
الفصل 6
فاليريا.استجمعتُ شجاعةً من مكان لم أكن أعلم بوجوده بداخلي، واستدرتُ، محاوِلةً أن أمنع السلة من الارتجاف كثيرًا بين يديّ المرتعشتين." … سيدي، المنشفة، يمكنني أن أستبدلها بأخرى نظيفة. أنا أعتذر لذكر للأمر، لقد كان مجرد... مجرد حديث عابر بلا قصد..."لم أعلم ما أقول أكثر من ذلك، وقلبي يخفق بجنون فيما خطا خطوةً أخرى نحوي، وظلّه يغمرني بالكامل.كان عملاقًا، يهيمن على كل شبرٍ من الفراغ حولي.جدارٌ التصق بظهري، قاطعًا أي فرصة للهرب."أجيبي عن سؤالي، فاليريا. لا تحاولي أن تتذاكي."خطف السلة من يدي فجأة، مُبعدًا إياها بسهولة وهو يقترب أكثر. تلك السلة كانت درعي الوحيد!"أتُفضّلين أن تكوني قرب وصيٍّ آخر؟ ربما الوسيم كوين؟ لقد كنتِ شبه مبهورة وأنت تحدقين فيه."الخطر في صوته كان لا يُخطئ. لم أفهم سبب غضبه، فأنا لم أقل شيئًا أصلًا!"لا يا سيدي، أنا فخورة بخدمتك. لا أعرف حتى الأوصياء الآخرين."، تمتمتُ، مثبّتةً بصري على حذائه الجلدي الأسود.عبق خمرٍ داكنٍ ثقيل ملأ حواسي، فأصابني بالدوار. كان متعرقًا، بشرته تلمع وكأنه خرج لتوّه من تدريب."كاذبة." زمجر فجأة، بصوت منخفض أجش.تصلبتُ فيما أصابعه أمسكت بذق
Read more
الفصل 7
فاليريا.مع ذلك الضغط الذي يثقل كتفيّ، حاولتُ ألا أركز على حقيقة أنه كان يرتدي مجرد سروال داخلي، بدأتُ أجرّب خيارات الملابس التي اخترتها له."همم، بسيط جدًا، الرمادي يناسب لون عينيه، لكن ليس البنطال، هذا التفصيل لا يناسب…"كنتُ مستغرقة تمامًا في رفع الثياب أمامه، أقيس وأطابق، لدرجة أنني لم أنتبه أنني كنتُ أفكر بصوتٍ عالٍ."هذا يبدو قصيرًا جدًا… هل سيناسبك هذا الحزام؟" سألت، رافعةً رأسي فجأة وأدركتُ فورًا مدى قربنا.كنتُ تقريبًا ملتصقة بالملك.قطرة ماء من شعره المبلل سقطت على شفتي، والطريقة التي كان ذلك الليكان يحدق بها فيّ جعلت قلبي يخفق بجنون.كل شيء في الموقف كان يصرخ خطر.ما الذي أفعله بحق السماء؟"أنا... آسفة.""جرّبيه عليّ. لنرَ كيف يبدو."، قاطعني، مُشرعًا ذراعيه على اتساعهما.الإشارة كانت واضحة: تعالي وجربي بنفسك.ابتلعت ريقي بصعوبة، وتقدمت خطوةً، ممسكةً بالحزام الجلدي بإحكام وأنا ألفّه حول خصره.كان من المستحيل ألا ألمس بشرته العارية.طرف أنفي كاد يلامس صدره الصلب، ومنه انبعث ذلك العطر الخمري المخمور بقوة.وبينما كانت أصابعي تعمل على ضبط الحزام، أقسم أنني سمعت زمجرة منخفضة تهدر
Read more
الفصل 8
فاليريا.اجتاحت حواسي رائحة نبيذ قوية، جعلتني أشعر بدوار خفيف.تبلّدت حواسي، ولسبب ما، بدأ جسدي يستجيب وكأن حرارة لا تُطاق تلتهمني من الداخل.باب ثقيل من الفولاذ والخشب سد طريقي.من الجانب الآخر، كنت أسمع زمجرات وأصواتًا وكأن شيئًا أو شخصًا يحك الجدران أو الأرض."آغررر..." عند التعرف على صوت الملك للحظة عابرة، قررت أخيرًا الدخول، ربما كان في ورطة.لكنني لم أكن مستعدة لأن أجده عاريًا وشبه فاقد للوعي، جاثيًا على أرضية الحجر الصلبة.كانت يداه مكبلة فوقه بحلقات فولاذية ثقيلة مثبتة في الجدار القديم، وكانت سلاسل سميكة تقيده بقيود قوية صدئة حول معصميه.كان تنفس الملك متثاقلًا، كما لو كان يتحمل ألمًا شديدًا، وجسده العضلي غارق في العرق.كان شعره الأحمر يتدلى بشكل رطب على وجهه، الذي كان مائلًا للأسفل، مخفيًا ملامحه في الضوء الخافت."سيدي!"اندفعتُ نحوه دون تفكير، خائفةً، في اعتقادٍ أحمق أن أحدًا قد أسرَه.لم أفهم الموقف بالكامل، لكن كان من الواضح أنه ليس على ما يرام. وضعت الفانوس الصغير على الجانب، مصدر الضوء الوحيد لدينا وركعت أمام الملك."جلالتك... كيف أحررك؟ ماذا علي أن أفعل؟"مددت يدي المرتع
Read more
الفصل 9
فاليريا."أممم،" عضضت شفتي السفلى لكبح أنين يوشك أن يخرج من صدري. عالٍ عندما بدأت تلك الأصابع الطويلة المثيرة في مداعبة البظر، عند مدخل مهبلي مباشرة، مما أثارها بشكل لذيذ، مما جعلني أرتجف من المتعة وأقوس ظهري.لقد مرّ زمن طويل منذ آخر مرة مارستُ فيها الحب، وحتى في تلك المرات القليلة مع دوريان، لم يكن يفعل سوى أن يخترقني وينتهي الأمر—لا مداعبة، ولا أدنى اهتمام بمتعتـي.لا شيء يشبه ذاك الشغف الجامح الذي يسيطر على هذا الليكان المفترس فوقي الآن. "افردي ساقيك على نطاق أوسع، سأضاجعك،"، أمر فجأة بذلك الصوت الذي بدا أشبه بصوت حيوان. لكن كلماته تلك كانت الصاعقة التي أعادتني إلى رشدي.خصوصًا حين تحرّك قليلًا، وخاصة عندما تحرك قليلا وشعرت به يمسك بقضيبه الصلب، ويفرك طرفه الرطب بين فخذي المغلقة وضد مؤخرتي، باحثا عن الطريق إلى مدخلي المبلل."لا… لا…" تمتمتُ متقطّعة الأنفاس، وسمعتُ أنينه المنزعج.جذب شعري بقسوة، غير مؤلمة، لكنه أرغمني أن أرفع رأسي، بينما كانت مرفقاي يرتجفان تحت ثقل جسدي."أليس هذا ما أردته؟ مثلما فعلت الأخريات؟ أن أجامعكِ؟"، زمجر بغضب، وكانت كلماته كل ما أحتاجه لأتمكّن من كسر فقاعة
Read more
الفصل 10
فاليريا.لم يكن لدي الكثير لأحزمه معي. على السرير جهّزت حزمًا صغيرة تحتوي على بعض الملابس القديمة التي تبرعت بها لي، والأهم من ذلك المال الذي أعطاني إياه الملك. هذا كل ما أملك لأبقى على قيد الحياة.محمية بالليل والظلام، تجولت في الممرات وأنا أنظر حولي بخوف واضح أنني أريد الهرب. وصلت إلى المطبخ وبحثت عن الباب الخلفي، بالطبع لم أكن لأغامر بالخروج من المدخل الرئيسي.عندما نظرت إلى المنضدة حيث تُقدّم وجبات الملك، ارتفع شعور بالغضب في صدري. لماذا يفعلون شيئًا كهذا؟ من يمكن أن يكون قاسيًا إلى درجة إرسال امرأة بريئة إلى الموت الحتمي؟الخادمة التي ساعدت من قطعت يدها كانت المشتبه بها الرئيسية، لديها الفرصة بينما كنت مشتتة الانتباه. ربما كانتا الاثنتان تعملان معًا.خرجت إلى الفناء الداخلي وركضت نحو البوابة حيث تدخل العربات المحمّلة بالإمدادات والبضائع. استقبلتني الغابة، داكنة ومخيفة. شعرت بالرعب ولم يكن لدي أي فكرة عن الاتجاه الذي عليّ التوجّه إليه.فكرت بالتحول إلى هيئتي الذئبية والهروب بعيدًا عن هذه الأراضي، ومع ذلك دوّت الألعاب النارية في البعيد، قادمة من أراضي القطيع، ما جذب انتباهي وز
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status