Share

الفصل 07

Author: مو ليان تشينغ
عمت الفوضى أرجاء المستشفى بسبب حالة أميرة، بينما شعرت ورد أن عقلها بات فارغا تماما، وكأن ما تبقى منها هو فقط صوت خطوات وأصوات صراخ، لا ترى شيئا ولا تسمع شيئا.

"الآنسة ورد؟ هل أنت بخير؟"

لوح الطبيب بيده أمام وجه ورد، يحاول لفت انتباهها.

عادت ورد أخيرا إلى وعيها، وحدقت في الطبيب، وكأن عقلها عاد دفعة واحدة، وقالت بصوت خافت يكاد ينهار: "كيف حال ابنتي؟"

"استقر وضعها مؤقتا، لكن حالتها تدهورت بسرعة، والوضع حرج جدا الآن. لا بد من إدخالها العناية المركزة، وبعد أن تستقر علاماتها الحيوية، ننظر إن كان بالإمكان إجراء عملية جراحية."

"الآنسة ورد، في حالتها الحالية... الجراحة..."

لم يكمل الطبيب، لكن ورد فهمت. كانت العملية عديمة الجدوى، مجرد عبء إضافي على جسد صغير يتهاوى.

لكن قلبها لم يقبل بذلك، لم تستطع أن تستسلم لفكرة فقدان طفلتها، ولو كان هناك أمل واحد في المئة، فلن تتخلى عنه.

"فهمت... شكرا لك، دكتور."

بمجرد أن استدارت، انهمرت دموعها بغتة، دون سابق إنذار. حاولت ورد مسحها، لكنها تساقطت أكثر فأكثر. جلست على الأرض، وانكمشت على نفسها، واحتضنت جسدها. في هذه اللحظة، عرفت حقا ما معنى اليأس، وما معنى الألم
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter
Comments (3)
goodnovel comment avatar
Amany
انا مش فاهمة نظام البرنامج دا ايه
goodnovel comment avatar
Amany
الرواية جميلة
goodnovel comment avatar
znabouyeye
لحظات من الألم عاشتها ام و هي تنتظر الي ابنتها الصغيرة التي تصارع الموت في نفس اللحظة زوجها يمزح مع عشيقته مأثر جدا
VIEW ALL COMMENTS

Latest chapter

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0551

    شعر سليم أنه أخيرا أمسك بيديه على نقطة ضعف ورد، وأنها فرصته ليضرب مجموعة عائلة أديب بقوة، حتى لا تتمكن ورد من النهوض مجددا."يبدو أن الوقت قد حان للهجوم المضاد." ومضت في عيني سليم شرارة قسوة، وبدأ يخطط في ذهنه خطوته التالية.فيلا سليم.جلست جميلة أمام طاولة الزينة، تتأمل صورتها في المرآة، جبينها معقود ووجهها مليء بالقلق."حبيبي في الآونة الأخيرة يبدو شارد الذهن دائما، أيمكن أن يكون ما زال يفكر في ورد؟" همست جميلة لنفسها، وقلبها مفعم بالاضطراب.لقد أحست أنه منذ بدء تعاون ورد مع مجموعة الفخم، عادت أنظار سليم لتتجه إليها من جديد.وإن لم يصرح سليم بشيء، فإن جميلة تلمس من تصرفاته ونبراته تلك المشاعر المعقدة تجاه ورد، مزيجا من الكراهية مع شيء من الغيظ المكبوت."لا، لا يمكنني أن أدع ورد تؤثر مجددا على علاقتي بحبيبي." ومضت في عيني جميلة قسوة، وداخلها عزم راسخ.لقد قررت أن تتحرك، لتقطع تماما كل إمكانية لوجود رابط بين سليم وورد، وتثبت مكانتها في قلبه بلا منازع."سأجعل حبيبي يدرك من الذي يحبه حقا ويخاف عليه." قالت جميلة وهي تبتسم للمرآة ابتسامة هشة، لكن داخلها كان يعج بالحسابات.مجموعة عائلة أديب

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0550

    بدت ورد هادئة تماما، وقالت بنبرة فاترة: "إن كان يريد أن يرى، فليكن، على أية حال، لن يفهم شيئا.""تعاوننا مع مجموعة الفخم قد أعددنا له أدق الاستعدادات، فجميع الأسرار الجوهرية محفوظة بتشفير محكم، وحتى لو حصل على الملفات فلن يستطيع قراءتها."شعر جليل ببعض الارتياح عند سماع ذلك، غير أن نبرته بقيت جادة.عاد جليل إلى مكتبه، وهو يقطب حاجبيه وتكسو وجهه الجدية.تقدم نحو النافذة الممتدة إلى الأرض، وألقى نظرة على أضواء المدينة المتلألئة، فيما أفكاره تدور بسرعة."بلغوا فورا: يجب إعادة تشفير جميع ملفات التعاون بأعلى مستوى، وضمان ألا يكون هناك أي خلل." قال جليل بصوت خافت لكن حازم، موجها أوامره إلى الفراغ.ومن الظلال، انطلق أحدهم ملبيا الأمر على الفور.استدار جليل، وسار نحو مكتبه، والتقط ملفا بيده، وكانت عيناه تلمعان بحدة."لحسن الحظ أننا احتطنا منذ البداية، وأعددنا طبقات من التشفير، أن يحاول سليم أن يستخلص شيئا من هذه الملفات، فذلك محض وهم." ارتسمت على شفتي جليل ابتسامة ساخرة، وامتلأت عيناه بالازدراء.أما ما أقدم عليه سليم من تصرف متذاك، فلم يره إلا مثيرا للضحك."لكن بما أن سليم لم يعد يحتمل الانتظا

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0549

    رفعت ورد رأسها، وحين رأت أنه سليم، انعقد حاجباها قليلا، وجاء صوتها ببرود."السيد سليم، في هذا الوقت المتأخر، هل لديك أمر آخر؟"ارتسمت على وجه سليم ابتسامة باهتة، وحاول قدر المستطاع أن يجعل نبرته تبدو طبيعية."السيدة ورد، رأيتك ما زلت تعملين في هذا الوقت، إنه حقا مرهق، فقلت في نفسي أن أمر لأرى إن كان بوسعي أن أساعدك في شيء."أطلقت ورد ضحكة ساخرة، وفي عينيها امتلأ الاستهزاء."ما أكرمك يا السيد سليم، لكن أمور مجموعة عائلة أديب لا تحتاج إلى تدخلك أو انشغالك.""إن لم يكن لديك أمر آخر، فرجاء غادر، فما زال أمامي الكثير من العمل."وكأن سليم لم يسمع إشارة الطرد من ورد، إذ تقدم مباشرة نحو مكتبها، وألقى بصره على الأوراق المكدسة فوق الطاولة."السيدة ورد حقا مثابرة، حتى في هذا الوقت ما زلت تدرسين خطط التعاون." قالها سليم وكأنه بلا قصد، ثم تناول ملفا وبدأ يقلب صفحاته.فجأة اسود وجه ورد، وانبعث من صوتها جليد قاتل."سليم، ماذا تظن نفسك فاعلا؟"ارتبك سليم كأنه صدم، فارتجفت يده وكاد الملف يسقط على الأرض.أسرع يضع الملف على الطاولة، وارتسمت على وجهه ملامح بريئة، وراح يبرر بلهجة مرتبكة."السيدة ورد، لقد أ

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0548

    "أما الماضي، فقد انتهى منذ زمن، والأفضل للسيد سليم أن ينظر إلى الأمام."ارتطم سليم بجدار صلب، فاسود وجهه ولم يجد ما يقوله.حملت ورد فنجان قهوتها، وغادرت غرفة الاستراحة بخطوات ثابتة، تاركة سليم واقفا في مكانه بوجه مظلم كالحبر.في المكتب، كانت ورد وجليل يقفان جنبا إلى جنب، ينجزان أكواما من الملفات.تدفقت أشعة الشمس عبر النوافذ الممتدة من الأرض إلى السقف، فغمرتهما بهالة دافئة ناعمة.وكان جليل يلتفت إليها بين الحين والآخر، بعينين مليئتين بالحنان والتركيز.أنهت ورد أحد الملفات، وتمددت قليلا وهي تلتفت إليه، وعلى شفتيها ابتسامة رقيقة."جليل، لنتناول الغداء معا اليوم، أشتهي مطعم السوشي في الطابق السفلي."لمع السرور في عيني جليل، فأومأ فورا."بكل سرور، ما تشتهينه هو ما نفعله."رتبا أوراقهما، وغادرا المكتب جنبا إلى جنب.في الممر، كان عدد من الموظفين يراقبون المشهد، وترتسم على وجوههم نظرات الإعجاب."السيدة ورد والسيد جليل متكاملان تماما، كأنهما خلقا لبعضهما.""وفوق ذلك، أليس السيد جليل لطيفا أكثر من اللازم مع السيدة ورد؟ فهو يأتي كل يوم إلى الشركة ليبقى معها حتى ساعات العمل المتأخرة."وقد وصلت تل

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0547

    قالت ورد بحزم: "أعلم ذلك، لكن لا بد أن أفعل هذا. من أجل أميرة، ومن أجلي أنا، يجب أن أسحق سليم وجميلة تماما، وأجعلهما يدفعان الثمن الذي يستحقانه!"رأى جليل ذلك العزم في عيني ورد، وأدرك أنه لا يستطيع منعها.تنهد قليلا، ثم اختار في النهاية أن يدعم قرارها: "حبيبتي، أنا معك، أيا كان ما تفعلينه، سأقف بجانبك دائما."نظرت إليه ورد بامتنان، وعيناها مملوءتان بالتأثر: "شكرا لك، حبيبي، أعلم أنك دائما تساندني."ابتسم جليل برفق، ومد يده ليمسد شعرها بحنان: "حبيبتي، وهل بيننا حاجة إلى كلمة شكر؟"في الأيام التالية، بدأ التعاون المبدئي بين مجموعة عائلة عباس ومجموعة عائلة أديب.بدأت فرق العمل التواصل، في أجواء ظاهرها ودية وهادئة، لكن باطنها يعج بالريبة والمناورات.فريق التعاون الذي أرسله سليم جاء تحت ستار مناقشة الشراكة، بينما هدفه الحقيقي كان استقصاء أسرار مجموعة عائلة أديب، وكشف تفاصيل تعاونها مع مجموعة الفخم.أما ورد فقد سبقتهم بخطوة، إذ أوكلت لسكرتيرها مسؤولية التعامل مع فريق مجموعة عائلة عباس. كان ذكيا ماكرا، يتعامل ببراعة مع كل محاولاتهم، دون أن يترك منفذا واحدا.فبدت اللقاءات وكأنها تسير بسلاسة، ل

  • عيد لها، جنازة لي   الفصل 0546

    ظل جليل متمسكا بموقف لا يترك ثغرة، وفي شأن التعاون التجاري أبدى فتورا واضحا، فلم يعط سوى ردود مقتضبة، دون أي التزام جوهري.أما بخصوص مشروع مجموعة عائلة عباس الجديد، فقد اكتفى بتعليقات سطحية، لا فيها تأييد ولا رفض، بل موقف غامض تماما.بذل سليم جهدا كبيرا ليقتنص من جليل معلومة ذات قيمة، لكن الأخير كان بارعا في المراوغة، فأفشل كل محاولاته بحنكة.زاد هذا من توتر سليم، وأكد له أن جليل شخصية غامضة وعصية على الاختراق.بدأ يشك في أن محاولته لاختباره اليوم ربما كانت خطأ فادحا.فقد اتضح أن جليل أصعب بكثير مما تخيل.وما إن اقترب الوقت من نهايته، حتى نهض جليل وقال بنبرة ودودة: "السيد سليم، سعدت بالحديث معك اليوم، وسأفكر مليا في مقترح التعاون.""تفكر؟" قطب سليم جبينه، وصوته ينضح بعدم رضا: "ماذا يقصد السيد جليل؟"ابتسم جليل ابتسامة ذات مغزى وقال: "قضايا التعاون تستحق الدراسة بعناية، فهذا يمس مستقبل الشركتين، وأظن أن السيد سليم يتفهم وجهة نظري."بقي سليم عاجزا عن الرد، مدركا أن كلمة "التفكير" لم تكن إلا ذريعة.لقد كان واضحا أن جليل لا ينوي التعاون معه، بل حضر فقط ليواجهه ويحذره من أن يقترب من ورد.قا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status