Share

الفصل 5

Author: لو إن
أخذ شادي علبة الهدايا، وشعر بشيء غامض خدش قلبه بخفة وبسرعة في آنٍ واحد.

لم يكن مؤلمًا، لكنه شعر بضيق تنفس.

كانت عقدة العلبة على شكل فراشة مربوطة بعناية.

كان واضحًا كم بذلت من وقت وجهد لتحضير هذه الهدية.

لكن هو مجرد وغد، يخبئ نواياه الخفية.

وقبل أن يرد، كانت راندا قد وصلت للمدخل بالفعل مرتديةً معطفًا صوفيًا بلون المشمش ووشاحًا، كان وجهها البيضاوي الذي بحجم الكف لا يظهر منه سوى عينيها الصافيتين النقيتين.

وبعد ذلك، خرجت من المنزل.

لكن كانت مشيتها ليست طبيعية.

كان شادي على وشك أن يسأل، حتى سمع منيرة بجانبه تشهق، "آه، أتألم جدًا!"

عاد لوعيه واستجمع أفكاره، وسندها مجددًا لتجلس، "هل تؤلمكِ ركبتكِ لهذه الدرجة؟ لآخذكِ للمستشفى."

"لا أريد."

ضمت منيرة شفتيها ونظرت للعلبة التي بيده، وتمتمت بصوت خافت: "تقول إنك لم تنجذب لها، من الواضح أنك تقدر الأغراض التي تعطيها لك."

"..."

عبس شادي، "منيرة، أنا بالفعل مقصّر بحقها للغاية."

فتحت منيرة عينيها على اتساعهما، وانهمرت دموعها على وجهها، "ماذا عني؟ شادي، ماذا تريد بالضبط؟ هل ستتركها تؤذيني أنا وزين هكذا؟"

"قلت من قبل، راندا ليست من هذا النوع من الناس."

"كفى، شادي، ألم تكتشف بعد؟ كل جملة تقولها الآن هي دفاع عنها فقط!"

قالت هذا ونهضت ودموعها تنمر، ثم سحبت زين لتذهب للطابق العلوي.

صُدم شادي للحظة، ثم أطلق زفيرًا ببطء.

هو أيضًا لا يعرف بماذا يفكر.

هو فقط لا يريد أن يسمع أي شخص يقول كلمة سيئة عنها.

...

تساقط ثلج خفيف لمدة يومين.

ذهبت راندا في الصباح لعيادة الطب الصيني، وبعد الظهر، جاءت زميلة من خارج البلاد تبحث عن زميل أكبر لتتعلم الوخز بالإبر.

وكان زميلها مشغولًا، فسلمها هذه المهمة مؤقتًا.

أنهت عملها في الخامسة عصرًا، ثم هرعت للمنزل لتبدل ملابسها، وتضع المكياج الخفيف.

كانت راندا لديها جمالًا طبيعيًا، بعينيها اللامعتين وأسنانها الناصعة البياض، فقط بالقليل من التزيين، يمكنها جذب انتباه الكثيرين.

عندما كانت في الطابق السفلي، لاحظت هدوءًا غريبًا بالمنزل منذ أن عادت للمنزل وحتى الآن.

تلك الأم وابنها، بدا سلوكهما هادئًا اليوم.

"راندا."

كانت قد ارتدت للتو الحذاء طويل الرقبة، وجاءها صوت منيرة الساخر من خلفها، "برأيكِ، هل سيختاركِ أنتِ أم أنا؟"

صُدمت راندا لبرهة ثم سرعان ما ضحكت، "زوجة أخي، ماذا تقولين؟ لم أفهمكِ."

"أتقصدين أنكِ تريدين لعب دور الأرملة التي تغوي شقيق زوجها الصغير؟"

"راندا!!"

كانت الكلمات صريحة جدًا جعلت منيرة تصر على أسنانها من الغضب.

ارتدت بهدوء معطفها الكشمير، وابتسمت قليلًا، "لا وقت للحديث معكِ، شادي ينتظرني بالفعل."

تبعتها منيرة بنظراتها، ونظرت من خلال النافذة الممتدة من الأرض للسقف، كانت سيارة شادي متوقفة بالفعل في الفناء.

غضبت لدرجة أنها كادت أن تبصق دمًا.

وافقت وقتها على زواج شادي من هذه العاهرة، فقط لأنها ضعيفة وسهل التلاعب بها، لكن ذلك الأرنب الضعيف أصبح جاهزًا للعض الآن!

ركبت راندا السيارة ونظرت لشادي، "هل انتظرتني كثيرًا؟"

"لا، لقد وصلت للتو."

ضغط شادي على كفها بخفة، ثم خفض عينيه ليرى أن الفستان يكشف عن جزءًا من ساقها، مستقيمًا، متناسقًا، أبيضًا متوهجًا، فعبس وعقد حاجبيه، "لماذا ترتدين ملابس مكشوفة هكذا؟"

ابتسمت ابتسامة رقيقة، "على كل حال، إما سأكون في السيارة أو في منزل العائلة القديم، هناك تدفئة بكل مكان."

في العيادة، كانت تنبه على مرضاها بلا كلل أن ينتبهوا للتدفئة.

عندما يتعلق الأمر بها، فلا يهم.

لم يستطع شادي فعل أي شيء معها، "ما العمل إن أصبتِ بنزلة برد وحمى؟"

"سأتناول الدواء وقتها."

نزلات البرد سهل علاجها، يكفيها جرعة واحدة للشفاء، لقد أصبح لديها خبرة بهذا.

مرت ثلاث سنوات، بكل مرة كان نفس الشيء.

لم يمكنها أبدًا أن تتوقع من شادي أن يعتني بها.

لا يمكنها.

لا يمكنها توقع أي شيء من أي شخص.

عندا رآها شادي لا تهتم بصحتها، شعر بانزعاج غريب، "ما تقولينه يبدو وكأنني كزوجكِ لا أهتم بكِ."

اندهشت بعض الشيء، "الهدية التي أعطيتها لك بالأمس، ألم تفتحها؟"

"ليس بعد."

قال شادي بهدوء: "أليست هدية عيد ميلادي، سأفتحها بعيد ميلادي."

"..."

لا بأس.

لحسن الحظ، سيعطيها هذا متسعًا من الوقت لتستعد.

لم يكن هناك الكثير من المواضيع المشتركة بينها وبين شادي، لم يتكلما بعد ذلك طوال الطريق.

أمال شادي رأسه، فرأى راندا تحدق بهدوء في حركة المرور الكثيفة، لم يعرف بماذا تفكر، كانت تبدو مطيعة وهادئة.

بدت بريئة ولطيفة.

لا يعرف لماذا لا تطيقها منيرة لهذه الدرجة.

رفع شادي شفتيه قليلًا، كان يريد أن يبدأ الحديث بموضوعٍ ما، لكن رن هاتفه فجأة.

"مدير شادي، آنسة منيرة ذاهبة في موعد غرامي."

لم يكن صوت الطرف الآخر عاليًا ولم يكن خافتًا.

سمعت راندا ما قاله.

توتر جو السيارة فجأة، شعرت راندا بوضوح أن شادي يكبح غضبه.

كانت تصرفاته دائمًا متزنة، ونادرًا ما يغضب.

"أرسل لي الموقع."

تجهم وجه شادي.

أغلق المكالمة، ثم نظر لراندا وقد استعاد هدوءه، وقال بكلمات لا مجال للمناقشة بها، "راندا، حدث أمر طارئ، لن أتمكن من مرافقتكِ لمأدبة عائلتكِ."

ما الأمر الطارئ الذي حدث!

لم ترد راندا أن تفضح الأمر.

وألا، فستحرج نفسها أكثر.

"فهمت."

خفضت عينيها قليلًا، "عم سعيد، توقف على جنب من فضلك."

توقفت السيارة ببطء.

لم يتحرك شادي، نظرت له راندا بحيرة، "شادي، انزل بسرعة، لا يمكن التوقف على جانب الطريق لوقت طويل."

"... حسنًا."

صُدم الرجل قليلًا، عندما رأى ملامحها العابسة تليين، ولم يتمكن من قول شيء آخر.

فقط نزل من السيارة.

كانت مأدبة عائلة الشناوي كل شهر مختلفة عن الأجواء المفعمة بالحيوية المتناغمة لباقي العائلات المرموقة.

مأدبة عائلة الشناوي تضم خمسة أشخاص، بما فيهم شادي.

كيف أصف ذلك، تكون هادئة جدًا.

هادئة كزيارة المقابر.

الجو مشابه لهذا جدًا.

ما إن دخلت راندا لمنزل العائلة القديم، حتى قادها مدبر المنزل لغرفة الطعام."

"آنسة راندا، الجدة تنتظركِ منذ وقتِ طويل، تنتظر عودتكِ بفارغ الصبر."

"حسنًا."

زمت راندا على شفتيها وأومأت برأسها، لكن قبضت يديها بانزعاج.

في غرفة الطعام.

سيدة عائلة الشناوي كانت تجلس في الكرسي الرئيسي، وتجلس ابنتها الكبرى وابنتها الثانية على يسارها.

دخلت راندا ونادت عليهن جميعًا، "جدتي، عمتى الكبرى، عمتي الثانية."

كانت تناديهن كغيرها من أفراد عائلة الشناوي.

أجابت العمتان بلا مبالاة، أما الجدة فنظرت خلفها، ولم ترَ أحدًا، فعبست وعقدت حاجبيها، "أين شادي؟"

أجابت راندا بصدق، "طرأ له أمر عاجل، فغادر."

في اللحظة التالية، انطلقت صرخة غاضبة كالعاصفة أسقطت معها فنجان الشاي.

"اخرجي واركعي!"

Continue to read this book for free
Scan code to download App

Latest chapter

  • لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي   الفصل 100

    كان مشغولًا للغاية.انشغل حتى نسي أن لديه زوجة.تنفست راندا ببطئ، ثم التفتت إليه قائلة، "كيف عرفت؟"فأجاب، "مجرّد تخمين."حين لاحظ أنها لا تنوي حتى الاعتراض، لم يبدُ على شادي أدنى اندهاش، غير أنّ صدره بدا مثقلاً، كأن شيئًا أثقل أنفاسه.ابتسمت راندا بهدوء وقالت، "كنت أظن أنك لن تلاحظ."أمعن النظر فيها، وعبوسه المتأثر بأنفاسه الثقيلة بدا واضحًا حين قال، "أأنا مقصّر إلى هذه الدرجة؟"ردت قائلة، "أنتَ كفء حقاً."ابتسمت راندا بابتسامة واضحة، وهمست قائلة، "لكن ذلك في حضرة منيرة فقط."لم يكن زوجًا كما ينبغي.لكنه كان عاشقًا مثاليا.رغم نبرتها الجادة، شعر شادي بأن كلماتها تحمل شيئًا من السخرية."اطلق أنفاسه الثقيلة، محاولًا تهدئة ضيقه، ثم قال، "سأحرص على أن ترحل في أسرع وقت.""حينها، سآتي لأعيدك إلى البيت.""لنؤجل الحديث عن ذلك الآن."ابتسمت بهدوء، مكتفية بما قالته.إلا أن وقع الكلمات على أذنه أثقل صدره أكثر، وأثار في قلبه شيئًا من الخوف، أمسك فجأة بمعصمها، وسأل بحدة، "ماذا تقصدين؟ ألا تنوين العودة؟"تمنت لو أنها تهز رأسها موافقة، وتقر بالأمر.لكنها كانت لا تزال أسيرة وثيقة الطلاق التي لم تحصل

  • لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي   الفصل 99

    التفت شادي نحوها فجأة، دون أن يرمش: "أيضًا؟ ومن غيرها يُدعى بالفراشة الصغيرة؟"الفراشة الصغيرة اسم مألوف جدًا.من الطبيعي أن يوجد من يحمل نفس الاسم.لكن نظرات شادي الملحّة أثارت حذر راندا.طأطأت راندا رأسها، وأخفت مشاعرها قائلة: "لا، فقط أظن أن الاسم مألوف."اليوم فقط، أدركت راندا مدى دفاع شادي عن منيرة.إذا علم أن منيرة الشاذلي آذتها في الماضي.أول ما سيفعله غالبًا هو الدفاع عن منيرة.بل وقد تتهمها منيرة ظلمًا.كما أنها لم تتأكد بعد من حقيقة الأمر.لكن… هذه القلادة…عضّت راندا شفتيها، ونظرت إليه ببراءة وقالت: "أخي شادي، تصميم هذه القلادة فريد، هل يمكن أن تعيرني إياها عدة أيام؟ أريد أن أصنع مثلها."ربما أمر زين هو ما جعله يؤنب ضميره من قبل.وربما لأنه كان يرى دائمًا أنه مدين لراندا.تردد قليلًا أمام نظراتها المليئة بالرجاء، ثم قال: "حسنًا."وحين تذكر قيمة القلادة لدى منيرة، أوصاها بلطف قائلا: "سأتركها معكِ، فقط احرصي ألا تُصاب بخدش.""حسنا."أومأت راندا برأسها، وعلامات الجدية على ملامحها.كانت هذه من المرات النادرة مؤخرًا التي تتصرف فيها بصدق أمام شادي.شرد شادي للحظة، كأنه عاد ليرى تل

  • لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي   الفصل 98

    فرك شادي أصابعه ببطء، وعبس بوجهه قائلًا بهدوء: "ما فعلته كان بسبب التوتر.""في النهاية، هل فعلتها بدافع التوتر... أم كانت تنوي فعلها؟ فأنت لا تجهل الأمر، أليس كذلك؟"اندهشت راندا من قدرته على خداع نفسه.نظرت إليه بعينيها الصافيتين، فانكسر صمت شادي، ثم قال بصوتٍ خافت:"راندا، في هذا الأمر... لقد تَصَرَّفَتْ دون وعي، أستطيع تعويضك عن ذلك."وقبل أن يُكمل كلامه، انطلق رنين هاتفه الموضوع على الطاولة.لم تحتج راندا للنظر إلى الهاتف، فقد كانت ملامحه كافية لتُدرك أن المتصلة هي منيرة.أكمل قائلًا: "عذرًا، سأرد على مكالمة."ابتسمت ببرود، ثم قالت: "اذهب."دعاها للعشاء ليعتذر، لكنه انصرف ليجيب على اتصال من تسبب في كل هذا قبل وصول الأطباق.كل شيء بدا باهتًا، خاليًا من أي معنى."سيّدتي؟ سيّدتي؟"ناداها النادل مرتين، فانتبهت راندا، ورأت أن الطعام بدأ يُقدَّم... فسألت: "ماذا هناك؟"رد النادل قائلًا: "هذه القلادة سقطت للتو من السيد الذي كان برفقتك، ووجدناها على الكرسي."ناولها النادل قلادة الأمان، وقال بلطف: "من فضلك، احتفظي بها مؤقتًا حتى لا تضيع."ردت قائلة: "حسنًا، أشكرك."أخذتها راندا دون تفكير، وم

  • لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي   الفصل 97

    لم تفهم لارين ما تعنيه تلك العبارة.لكن جوّ المصعد بدا محرجًا بشكل واضح.لمحت راندا على وجه شادي مسحة من الضيق، وكادت أن تضحك، غير أنها ما إن رفعت بصرها حتى التقت بنظرة هيثم المباشرة.قال بنبرة باردة، "رئيسة الفريق راندا، ألا يحتاج المشروع للكثير من العمل؟ ألا تحتاجون للعمل الإضافي؟"هجومه لم يستثنِ أحدًا،وكأن روح الرأسمالي الطاغية تتجلى فيه، يتمنى لو أن الجميع يعملون بلا توقف كالعبيد.انمحت ابتسامة راندا، وأجابت بجدية، "يمكن إكمال بقية العمل في المنزل".أومأ هيثم برأسه ببطء، وقال متفكرًا، "حتى وأنتِ غارقة في الحب، ما زالت لديكِ طاقة للعمل بعد الدوام؟"ساد الصمت،كانت راندا نادرًا ما تشعر بالإحراج، لكن في هذه اللحظة تحديدًا، تمنت لو أنها تقفز من فتحة مصعد المبنى لتنهي الأمر.ربما ظنّ الجميع أنّ إصرارها على الزواج من شادي في الماضي كان بدافع حبٍّ عميق.ولذلك لم يلحظ شادي إحراجها، بل ابتسم بفخر قائلًا، "كفّ عن المزاح معها، إنها فتاة خجولة".بمجرد أن انتهى من حديثه، توقف المصعد في الطابق السفلي.خرج الجميع من المصعد. في تلك اللحظة فُتح باب مصعد آخر، وخرج مدير أحد الأقسام مسرعًا نحو هيثم

  • لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي   الفصل 96

    كان المشروع يضم الجميع، ولكلٍّ نصيبه فيه.دعا معتصم السباعي الجميع إلى البهو لتناول شاي بعد الظهيرة، وراندا، التي تدرك جيدًا أهمية الانسجام مع الفريق، ذهبت معهم.لكنها ما إن وصلت، حتى أمسكت بها السكرتيرة لارين قائلة بابتسامة، "راندا، هل كنتِ بخير البارحة؟ أحيانًا طريقة كلام السيد هيثم قد تكون هكذا، فلا تأخذي الأمر على محمل شخصي".ترددت راندا قليلًا، وقد فاجأها الأمر ولم تدرك مقصدها وقالت لها، "أنا بخير، شكرًا على شاي بعد الظهيرة".كانت متأكدة أن هيثم أوضح منذ البداية أنه لا ينسجم معها، فلماذا تُظهر لارين هذه الحفاوة؟"ولمَ كل هذا التكلّف؟" قالت لارين مبتسمة، ثم التفتت إلى ثلاثة رجال من فريق الطب الصيني، محذّرة بنبرة جادة، "لا تدعوا كون راندا فتاة يجعلكم تستهينون بها، يجب أن تتعانوا بشكل جيد في العمل".ضمّت راندا شفتيها وقالت، "لارين، في الحقيقة، لستِ مضطرة لأن تعامليني دائمًا كأختكِ الصغيرة. علاقتي بالسيد هيثم ليست كما تظنين".سألتها لارين بابتسامة ماكرة، "وكيف هي إذن؟ ثم إني أراه يولي اهتمامًا خاصًا بكِ". على الأقل لم ترَ في وجهه من قبل ذلك الارتباك الذي بدا عليه تلك الليلة.قبل أن ت

  • لا تركع يا شادي، راندا تزوجت من رئيس كبي   الفصل 95

    اصطحبت راندا الشرطيَّين إلى غرفة المراقبة، حيث كان حسان بانتظارهم.اطّلع الشرطيان على تسجيل الكاميرات، فتغيّرت ملامحهما مرارًا، قبل أن يقول أحدهما، "سيدة شاهين، يُرجى منكِ الانتظار قليلًا…"فأجابت بهدوء، "حسنًا".خرج أحد الشرطيين وأجرى اتصالًا قصيرًا، ثم عاد سريعًا وقال موجّهًا كلامه إليها، "سيدة شاهين، تم إلغاء القضية… وبالنسبة للتسجيل، فلن نقوم بنسخه".لم يكن خافيًا على أحد من الذي أصدر هذا القرار.أما حسان، فلم يتوقّع أن يبلغ شادي هذا الحد من التعمية والانحياز، الأمر الذي أكّد له صحة ما قاله أستاذه من قبل… أن هذا الرجل، في باطنه وظاهره، لا يليق براند!لم تُبدِ راندا أي دهشة، وقالت بهدوء، "فهمت. لكن بالمناسبة، هل يمكنني رفع دعوى ضد منيرة الشاذلي بتهمة التشهير؟"شعرت ضابطة الشرطة ببعض الحرج، لكن من باب احترام أخلاقيات المهنة قالت، "الأمر صعب إثباته قانونيًا".ما هو بالضبط سبب صعوبة إدانتها؟لم ترغب راندا في التكهن، ابتسمت وأومأت برأسها قائلةً، "لا بأس، شكرًا لكما على عناء المجيء اليوم".بعد أن رافق حسان رجال الشرطة للخارج، بقيت راندا في غرفة المراقبة لبعض الوقت، حتى استعادت هدوءها، ثم

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status