Share

الفصل 362

Author: ون يان نوان يو
توقفت لينا وهي تحدق في ظهر نادر.

لم تتوقع أن يكون مشروع أختها الأول لوكالة الفضاء.

لم تكن خائفة من الرحلة الميدانية؛ بل كانت خائفة...

قالت منى إن أنس يعمل في وكالة الفضاء، فماذا إن التقيا؟

نظرت مريم إلى لينا ورأت رأسها منخفضًا، كما لو كانت غارقة في التفكير، فعرفت ما يدور في بالها.

فقالت بهدوء: "لينا، لا تقلقي، وكالة الفضاء كبيرة جدًا، ومن المستبعد أن تصادفيه بهذه السهولة..."

نعم، أنس في مجال الفضاء، بينما هي في مجال البناء، وهما مجالان مختلفان تمامًا كالسماء والأرض، فكيف يمكن أن يعملا في نفس المكان؟ ربما كانت تقلق أكثر من اللازم.

سحبت لينا أفكارها وسألت: "مريم، هل تريدين الذهاب معي؟"

مع أن مريم لا تزال ترغب في رؤية العالم، إلا إنها لوّحت بيدها قائلةً: "لن أذهب، العمل في الملهى مزدحم للغاية، ولا أستطيع المغادرة."

بعد أن قالت هذا، أوصتها مريم كما لو كانت تنصح طفلة: "لينا، نادر لا يمكن الاعتماد عليه، يجب أن تكوني حذرة وتعتني بنفسكِ جيدًا أثناء سفركِ، حسنًا؟"

أمسكت لينا بذراعها وأجابت على مضض: "حسنًا، فهمت يا أختي العزيزة..."

ابتسمت مريم وداعبت شعرها القصير، ثم طلبت منها أن تحزم أغراضها، و
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 384

    تنفست لينا بعمق، واحمرّ وجهها الصغير غضبًا؛ كان ينبغي ألا تلين قبل قليل وألا تُساير!ولما رأى أنس الفاروق ملامحها وهي تنفخ غيظًا، ارتسم عند طرف شفتيه انحناءة خفيفة، وفي عينيه بريقٌ من ابتسام.لم يتمالك نفسه، فانحنى يطبع قبلةً أخرى على شفتيها، ثم أفلتها قائلًا: "حسنًا، كفى دلعًا… هيا قُومي لنتناول شيئًا."لكن أيّ شهية بقيت لها للأكل؟ لم تشبع نومًا، وأيقظها بتلك القبلة، حتى كادت من غضبها ترفض الطعام.لمّا لاحظ تردّدها، لم يُلحّ؛ قام وحمل عصيدة الزنبق، وجلس على أريكةٍ بمحاذاة السرير.راح يُبرّد ما في الوعاء رويدًا، ثم غمس الملعقة، وقدّمها إلى شفتيها: "افتحي فمك."رمقته بنظرة جانبية، ثم أدارت جسدها، وأسندت خديها إلى يديها، تحدّق إلى الحديقة عبر النافذة وهي تغلي صمتًا.نظر أنس إلى ظهرها، وومضت في عينيه لمحةُ دلالٍ ورفق. "لينا، إن لم تكوني جائعة… فبوسعنا أن نفعل شيئًا آخر؟"ما إن سمعت، حتى استدارت نحوه، واتّسعت عيناها الواسعتان بحدّة غضب وهي تحدّق به.أسند أنس مرفقيه إلى ركبتيه، وانحنى قليلًا يثبت نظراته في عينيها: "لينا، لقد كابدتُ أعوامًا… كان الأمر مُتعبًا جدًّا…"لم تُرِد سماع مزيد م

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 383

    أكثر من ثلاثة أشهر مضت دون أن يشغّل هاتفه، وحين ظهرت على الشاشة عبارة "البطارية منخفضة" وهمَّ بوضعه في الشحن، دخل رامز وهو يحمل أكياسًا عديدة.وضع أنس الهاتف جانبًا، ورفع نظره إلى رامز الذي وضع ما يحمله على المكتب: "ألستُ قد طلبت منك أن تنجز العمل؟"ابتسم رامز بفخر وهو يشير إلى الأكياس: "أنجزته، وهذه الأشياء أحضرتها كما طلبت."كان على وجهه تعبير "سيدي، ألا تستحق أن تثني عليّ؟"، لكن ما إن وقعت عين أنس على تلك الأغراض حتى انطفأت ابتسامته فجأة."ومن سمح لك أن تجدها بهذه السرعة؟!"تجمّد رامز في مكانه، فـ"إس" دائمًا ما يعمل بسرعة ودقة وحسم! أليس سيده يعرف القاعدة؟ فلماذا يلومه الآن على سرعة إنجازه؟اسودّت ملامح أنس، ودفع الأغراض نحوه ببرود: "أعدها فورًا!"اتسعت عينا رامز ذهولًا، وهو لا يفهم السبب: "لكن لماذا يا سيدي؟"زفر أنس بعمق، وفي عينيه صقيع كفيل بتجميده في مكانه. شعر رامز تحت تلك النظرات الباردة وكأن سيده على وشك أن يخلع ذراعيه وساقيه عقابًا له على سرعته المفرطة.ارتعد رامز، وفجأة أشرق ذهنه واستوعب الأمر: "سيدي، من الآن فصاعدًا، أي أمر يخص السيدة لينا سأؤديه ببطء شديد… لا تقلق."ثم

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 382

    هذا التصرف أفزع لينا، فسحبت قدمها على عجل وقالت بوجه يعلوه الذعر: "لا حاجة إلى هذا."كل ما تريده في هذه الفترة ألا يؤذيها فحسب؛ لا داعي لأن يتواضع لها بهذه الطريقة التي تُشعرها بعدم الارتياح.رفع أنس عينينه الصافيتين العميقتين، وأومأ لها برأسه، لكنه لم يُصغِ لرجائها، ومضى لينزع الحذاء الآخر.ثم وضع الحذائين على الأرض، وحمل لينا دفعةً واحدة، ورفع الغطاء وأعادها إلى السرير الوثير.غطّاها بعناية، ولامس خدّها بكفه قائلًا: "نامي قليلًا، وعندما تستيقظين سأعدّ لك طعامًا."قطّبت لينا حاجبيها الرقيقين: "لا أحتاج منك كل هذا؛ يكفيني أن تتصرف كما كنت من قبل…"بمجرد أن سمع، بدا وكأنه أساء الفهم؛ فجأةً جذبها من السرير إلى حضنه.احتواها بذراعَيه وسط دهشة منها، وجلس على الأريكة، ضاغطًا على خصرها ليجعلها تجلس متربعةً على فخذيه.ثم رفع أصابعه المفصّلة، وأمسك مؤخر رأسها ليُميلها قليلًا إلى الأمام، فيما رفع رأسه هو إلى أعلى.وحين التصق أنفيهما ، شدّ ذقنه قليلًا، وفتح شفتيه الرفيعتين، وطبق شفتيها بعنف وقبّلها بقوة.لم تكن لتحدث مشكلة لو لم يلمسها، لكنه ما إن لمسها حتى جن جنونه. فما كان مجرد لمسة خفيفة تح

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 381

    تسلّلت تلك الكلمات الدافئة الممزوجة بالانكسار إلى مسامعها، فارتجف قلبها ارتجافة خفية.فأمالت رأسها قليلًا، ونظرت إلى أنس الذي كان يعانقها من الخلف بإصرار ولا يفكّ قبضته عنها.كان وجهه قد شحُب حتى بدا ناصع البياض، واحمرّت عيناه حتى بدا لون الدم واضحاً في زواياهما. صورة أنس الراسخة في ذاكرتها لم تكن يومًا بهذا الضعف؛ لطالما كان شامخًا، متكبّرًا، ينظر إلى العالم نظرة استعلاء .أما الآن، فقد كان يتنازل عن كبريائه مرة تلو الأخرى كي لا يفقدها.كأن نجمًا معلّقًا في أعالي السماء، بعيد المنال، ثم هوى فجأة إلى غبار الأرض.ومع ذلك، فحتى النجوم إذا تساقطت تبقى من جوهر السماء، فكيف تغيّر ذاتها لأجلها؟مدّت يدها تلامس خصلات شعره الكثيفة فوق جبينه...لكن تلك اللمسة الرقيقة جعلت جسده يتصلّب في لحظة.نظر إلى المرأة القريبة منه، وكأنه لمح في عينيها وراء الرقة عزيمةً لا تلين.فشدّ ذراعيه حولها أكثر، وصوته يتهدّج: "لينا... أرجوكِ، لا تكوني قاسيةً معي إلى هذا الحد..."كان عناقه بهذه القوة كأنه يريد أن يدمجها في عظامه ولحمه، حتى أن الكلمات التي همّت لينا أن تنطق بها عادت وانحبست في صدرها.خفضت يدها، وأسد

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 380

    أعادت كلماته إلى ذهن لينا تلك الذكريات السخيفة، فاحمرّ وجهها خجلًا.لكن أنس بدا كأنه لم يشعر، رفع أصابعه الطويلة ولمس وجنتها المتوهجة."سيدة لينا، من اللحظة التي تخطينا فيها الحدود، أنتِ بالفعل قد أسأتِ إلى وليد، فلماذا نتمسك بهذه الأمور بعد الآن؟"دون انتظار ردها، حملها واتجه مباشرةً إلى الحمام.بعد أن وضعها في حوض الاستحمام، قال: "تبدين منهكة، استريحي جيدًا بعد الاستحمام."أخذ الرجل المنشفة التي أعطتها إياها الخادمة، ووضعها على رف الحمام، وخرج.حدّقت لينا في الباب المغلق وتنهدت بعمق.كان أنس مُحقًا، كل ما حدث الليلة الماضية قد وقع، حتى لو لم ترد أن تتورط معه أكثر، فإن هذه حقيقة لا يمكن إنكارها.بالتفكير في هذا، ثقل قلبها وانهار جسدها، وشعرت بتعب شديد يغمر جسدها كله.توقفت عن التفكير في الأمر، ثم خلعت فستانها، وفتحت الماء، واستلقت في حوض الاستحمام، تحدق في الضوء فوق رأسها بنظرة فارغة.بعد أن غادر أنس الحمام، أسرع إلى غرفة المكتب، وعندما رآه رامز يدخل، نهض بسرعة من الأريكة."سيدي، لقد عدت."أومأ أنس قليلًا، وجلس على المكتب، ورفع عينيه الباردتين إلى رامز."كيف تسير الأمور هنا؟""لقد تم

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 379

    هذا التصرف فجّر غضب أنس الذي كان قد هدأ لتوّه، وجعله يفقد السيطرة فجأة.أمسك بذراع لينا وسحبها إلى السيارة، وعيناه الحمراوان الداكنتان مثبتتان عليها."لينا، أخبرتكِ أن هذه المدينة ليست آمنة، هل تتجاهلين كلامي؟""أنا..."كادت لينا أن تفتح شفتيها، حتى قاطعها أنس: "أعلم أنكِ لا تريدين الذهاب إلى فيلتي، لكن هل فكرتِ أين يمكنك الذهاب هنا؟ من تعرفين هنا؟" كان صوته الغاضب يشوبه اليأس: "لماذا ترفضين مساعدتي حتى في مثل هذا الوضع؟ هل تكرهينني إلى هذا الحد؟"لقد حاول جاهدًا، واتخذ عشرة آلاف خطوة نحوها، معترفًا بمشاعره مرات لا تحصى، ومع ذلك لم تتحرك مشاعرها.لكن لماذا، في أكثر لحظاتها ضعفًا، لا تزال ترفض مساعدته؟هل لمجرد أنها لم تعد تحبه، يحق لها أن تتجاهل حبه وتسحقه بهذه القسوة؟حدقت به لينا بدهشة، لم تفهم سبب انفجاره المفاجئ، ولم تدرك ما حدث إلا بعد لحظات."هل ظننت أنني سأغادر؟"عندما التزم أنس الصمت بتعبير بارد، عرفت أنها خمنت بشكل صحيح.أخذت نفسًا عميقًا وشرحت بصبر: "كانت السيارة خانقة جدًا، وأردت فقط الخروج لاستنشاق بعض الهواء النقي."ثم أضافت: "أعلم أن هذه المدينة ليست آمنة، لذا لن أتجول ع

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status