Share

الفصل 657

Author: ون يان نوان يو
شعر جاسر بألم يوجع قلبه حين سمع هذه الجملة.

لكن ذلك الألم المُفجع لم يجعله يندفع ليحتضنها من الخلف، بل قال دون تفكير:

"من كان مصيره الموت لا يستحق أن يعيش في هذا العالم."

تجمدت رهف في مكانها وهي تحمل الجنين.

والتفتت ببطء، ونظرت إليه بشيء من الذهول.

لم يستطع جاسر تذكر تعابير وجهه في تلك اللحظة.

في الأغلب كان يقف إلى جانبها باردًا غير مبالٍ، ينظر إليها ببرود.

على أي حال، بعد أن رأت رهف تعابير وجهه، تحولت الدهشة في عينيها شيئًا فشيئًا إلى خيبة أمل.

وفي النهاية لم تقل شيئًا، وأطرقت فقط رأسها، تحدق بشرود في الجنين بين يديها.

بعد أن ابتعد، سمع صوتها الخافت يأتيه من الخلف:

"أنا استحق الموت."

توقفت خطوات جاسر، والتفت ينظر إلى رهف التي تقف بجانب سلة المهملات، ووجهها شاحب.

مظهرها الهزيل، الذي يشبه شخصًا على وشك الموت، ما زال حتى الآن يجعل جاسر يشعر بندم لا يُوصف كلما تذكره.

لم يجرؤ حتى على الاقتراب من الذكريات، خوفًا من أن يبتلعه هذا الظلام، لكنه في الحقيقة كان قد ابتلعه منذ وقت طويل.

والآن، كيف حاله؟

إنه ليس سوى جسد بلا روح، لا يجرؤ حتى على الذهاب إلى الجحيم لملاقاة رهف.

لا بد أن رهف أرادت المو
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 670

    عندما استيقظت لينا، اكتشفت أن أنس قد غادر بالفعل إلى بريطانيا.كانت نادرًا ما تغضب منه، لكن هذه المرة ارتجف جسدها غضبًا، وأخذت دقات قلبها تتسارع بلا توقف.لقد اتفقا على أن يذهبا معًا إلى بريطانيا، لكنه أخلدها إلى النوم وغادر بمفرده.ضغطت على قلبها المضطرب، ثم أخرجت هاتفها لتتصل به، لكن هاتفه كان مغلقًا.ارتجفت يد لينا التي تمسك بالهاتف، وخمنت أنه لا يزال على متن الطائرة، لكنها استمرت في الاتصال به بجنون.طرقت مريم الباب ودخلت، ورأتها تجلس على الأرض الباردة، فأسرعت لمساعدتها على النهوض."لينا، لماذا تجلسين على الأرض؟"كانت لينا مرتعبة لدرجة أنها لم تستطع الوقوف بثبات، فاتكأت على زاوية الجدار لتستعيد بعض الأمان، وقالت: "مريم، متى غادر؟"أسندتها مريم وساعدتها على الجلوس على الأريكة، ثم نظرت إلى شاشة الهاتف، وقالت: "غادر في الصباح، لا بد أنه لا يزال على متن الطائرة. لا تقلقي، سيتصل بكِ بالتأكيد ما أن ينزل من الطائرة."وضعت لينا الهاتف جانبًا، وضغطت على جبينها بتعب، وقالت: "قبل أن يُجبر كاي جاسر على الانتحار، كنت أيضًا أشعر بالقلق، والآن قلبي يخفق بشدة. أنا حقًا خائفة من أن يصاب بمكروه."با

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 669

    لم ترَ لينا جمانة سوى مرتين فقط، ومع كل مرة كانت تشعر بجمال مختلف ينبعث منها.هذا الجمال المتألق الذي يأسر القلوب، ما أن يراه الشخص يصير من الصعب أن يصرف نظره عنه.وفي الوقت ذاته، النبل الذي ينضح منها يجعل من يراها يشعر لا إراديًا بالدونية.خفضت لينا رأسها، لكن الرجل بجانبها أمسك بيدها وشبك أصابعه إلى أصابعها، مانحًا إياها شعورًا كافيًا بالأمان.وضع أنس يد لينا التي يمسك بها على ساقه الطويلة، ثم أسند ذقنه بيد واحدة، ونظر إلى جمانة ببرود."فسري أمر كاي بوضوح، وإلا فعودي إلى المقر الرئيسي وتحملي العقاب بنفسكِ."عندما رأته جمانة يتحدث في الموضوع مباشرة دون أي تهذيب، علمت أنه يخشى أن تسيء زوجته المدللة الفهم.سخرت منه جمانة في قرارة نفسها ووصفته بـ"العاشق المغفل"، لكن لم يظهر على وجهها أي تعبير، وخطت إلى الداخل.لم تكلف نفسها عناء الحديث معه، وأخرجت من حقيبتها قناعًا باللونين الأبيض والأسود، ومدّت يدها به نحو أنس."لا بد أنك تفهم ما يعينه هذا، أليس كذلك؟"إنه القناع الخاص بوالدها بالتبني، أي أنه يحذر أنس من التورط في النزاع بين عائلة الشريف والعائلة المالكة.لقد علمت عائلة الشريف بالفعل بخ

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 668

    ركع نادر على الأرض أمام جاسر، وخرّ ساجدًا ثلاث مرات.لقد وعده أستاذه من قبل بأنه إن فاز بجوائز أكثر منه، فسيبني له منزلاً صغيرًا من الذهب.لكن يبدو أن هذا أصبح مستحيلاً الآن، ربما في الحياة القادمة إذًا.يأمل أن يظل حينها تلميذًا له أيضًا.حينها سيبني هو منزلاً صغيرًا من الذهب لأستاذه.فبعد كل شيء، لم تسنح له الفرصة في هذه الحياة لرد جميل أستاذه قبل وفاته.بينما كان نادر راكعًا على الأرض، يبكي حتى غمرت الدموع وجهه، مدّ جورج يده وربت على كتفه."قبل أن يموت جاسر، أوكل إليك الشركة التي تحمل اسمه.""إنه يأمل أن تقود الشركة لتصبح الأفضل في العالم."كان طلبًا صعبًا للغاية، لكنه سيجعل نادر قويًا بما يكفي ليستمر في المضي قدمًا.تكفل به أستاذه وعلّمه قبل وفاته، واستمر في التفكير فيه حتى في وقت وفاته.كان معروفًا عن نادر تفائله وبهجته الدائمين، لكنه في هذه اللحظة، انهار فجأة إلى درجة غير طبيعية.كانت لينا لا تزال تجلس في غرفة المرضى، تسند رأسها برفق على كتف أنس، وتنتظر الأخبار بهدوء.قام أنس بإرسال رامز ليعترض طائرة كاي، ولم يكن يعرف إن كان نجح في ذلك أم لا.علمت من جورج أن كاي لا يسمح لجنة بالذ

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 667

    عندما علم نادر بالخبر جاء سريعًا، لكن جسد جاسر كان قد تيبّس بالفعل.وقف في المشرحة، ينظر بذهول إلى جاسر المُغطى بقماش أبيض.على عكس ما رأته لينا، كان جاسر قد غُسّل في هذه اللحظة، وألبسوه ثيابًا نظيفة.كان مستلقيًا هناك بهدوء وسكينة كعادته، كما لو كان نائمًا، دون أي أثر للموت.اقترب نادر ببطء، ومدّ يده ليلمس وجه جاسر، لكنه أدرك أنه لا يملك الشجاعة لفعل ذلك."أستاذي..."تمتم نادر بذلك. لو كان هذا في الماضي، كان لينهض ويضرب أي شخص يجرؤ على إزعاجه أثناء نومه.كان معروفًا عن أستاذه عصبيته في الصباح، لكنه الآن مستلقيًا بسلام، لا يصغي إلى إزعاجه البتة.شعر نادر بمرارة الدموع في أنفه، واحمرّت عيناه فجأة، وقال: "أستاذي، ما الذي حدث لك؟ ألم نتفق على أن تنتظر حتى أهزمك؟"في يوم تخرجه، ربت جاسر على كتفه، وقال له: "نادر، حين تنال جوائز أكثر مني، سأبني لك بيتًا صغيرًا من الذهب."كان أستاذه يعلم أنه يحب الذهب، فكان يشتري قطعًا ذهبية صغيرة بين الحين والآخر، ويضعها في خزانة الذهب خاصته.كان يشتريها له، لكنه يصر على القول إنه ينتظر اليوم الذي تنفد في أمواله ليفرغ الخزانة من الذهب.لم يكن أستاذه شخصًا صا

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 666

    عندما رأى جاسر أنها وافقت، ارتسمت على شفتيه ابتسامة ارتياح خفيفة، لكن عينيه تحركتا بصعوبة نحو الباب.ظل ذلك الرجل الهادئ النبيل يقف منتصبًا خلف الباب الزجاجي الواقي.لا بد أن ذلك الرجل خلف الباب يعرف الجواب الذي لم ينطق به.لكن هذه الأشياء لم تعد مهمة، فهو لم يحب سوى رهف طوال حياته.متى بدأ هذا؟ في الأغلب عندما كانت تركب الدراجة وتلاحق سيارته بسرعة بلا قيود.في كل مرة يراها ويرى ابتسامتها الواثقة الصريحة عبر مرآة الرؤية الخلفية، كان يبتسم بدوره ابتسامة خافتة.بعض الناس لا يفهمون الحب أبدًا إلا بعد فقدانه، وقد أدرك ذلك متأخرًا بعض الشيء.عند رحيله، مرت مقاطع من حياته في ذهنه بسرعة كومضات خاطفة.وحينها فقط أدرك أنه أحب رهف من أعماق قلبه، ولكن فات الأوان.قبل أن يغمض عينيه، مدّ أصابعه المرتجفة راغبًا في أن يلمس قلب رهف للمرة الأخيرة، ويقول لها:"رهف، أنا آسف، أنا أيضًا أحبكِ."لكنه لم يعد لديه القوة الكافية لفعل ذلك.في النهاية، حتى عند موته، لم ينطق بكلمة "أحبكِ".ولم تأتِ رهف لمقابلته، فلم يكن هناك أحد خارج الباب.وببالغ الأسف، أغمض الرجل المستلقي على السرير عينيه بهدوء.دوى في أذنها صو

  • لا تعذبها يا سيد أنس، الآنسة لينا قد تزوجت بالفعل   الفصل 665

    ارتخت أصابع جاسر التي كانت تلمس وجنتيها في عجز، ومرت أطراف أصابعه على شعرها الطويل المموج.لم يكن شعر رهف طويلاً هكذا.في الرؤية الضبابية لجاسر، بدأت تظهر تدريجيًا ملامح وجه مشابهة لرهف، وإن كانت مختلفة عنها.إنها لينا، وليست رهف.لقد أخطأ في التعرف عليها مجددًا.عيناه اللامعتان أظلمتا تدريجيًا وخبا البريق فيهما.حرك نظره ببطء نحو قلب لينا، وبدا وكأنه يشعر بوجودها، مما منحه شعورًا هائلاً بالاطمئنان."ليـ... نا"نطق اسمها بصعوبة، عندما رأته لينا، التي كانت تجلس بجانبه، يستعيد وعيه، مسحت دموعها بسرعة واقتربت منه."زوج أختي."ما زالت تعتبره زوج أختها، رغم معاملته لها سابقًا.هذه الطيبة جعلته يطرق رموشه وهو يشعر بالذنب.بعد صمت دام لبضع ثوانٍ، تكلم فجأة وقال للينا بصدق: "أنا... آسف."ربما لأنه كان على وشك الموت أدرك كم كان أحمقًا في السابق، وبدا اعتذاره المتأخر أكثر صدقًا.كانت لينا تعرف أنه يعتذر لها، فهزت رأسها، وعندما فتحت فمها لتجيبه، لم تدر ماذا يجب أن تقول.كانت عيناه فاقدة للحياة، وعندما نظر إلى لينا، اختلطت ملامحه الهادئة خفية ببعض التوسل."هل تذكرين... الاتفاق؟""أجل."أومأت لينا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status