เข้าสู่ระบบتوقف أنس عن الحركة، ورفع رموشه الكثيفة، ناظرًا نحو الباب، وفي تلك اللحظة —— صرف نظره، وانحنى ليقبل شفتيها الساحرتين، دون أن يلتفت لأي شيء، واستمر في تقبيلها.ظنت لينا أنه سيذهب ليفتح الباب، لكنها فوجئت تمامًا بأنه تجاهل من يقف في الخارج.وعندما كان يقبل عنقها بجنون، لم تجد سوى أن تدفعه بيدها الموضوعة على صدره."اذهب وافتح الباب!""لنفعلها أولًا."حتى لو جاء ملك الملوك، فيجب أن يأخذ ما يريده أولًا.احتضنها أنس بيد واحدة من خصرها، وحملها بلطف وعانقها.في لحظة دوار شديد، وجدت لينا نفسها مضغوطة على الأريكة الناعمة.وبعينين شبه مغلقتين، أمسك بيدها وثبتها على الحزام عند خصره."ساعديني في فكه."وعندما كانت لينا مستلقية تحت جسده، هزت رأسها وقالت: "لا تزال لديك إصابة في ظهرك، لا تقم بحركات عنيفة."الرجل الذي تملكته الشهوة، بمجرد سماعه لهذه الكلمات، ازدادت إثارته.أمسك يد لينا بشدة، وانحنى فوقها، ينظر إليها بعينين ممتلئين بالرغبة."الحركة الخفيفة ممكن أن تخفف إصابتي... ألا تريدين مساعدتي، يا زوجتي؟"نطق كلماته بوضوح، وكلامه يخرج بصوت يشبه المعلق الصوتي، يحمل في نبرته سحرًا يخطف القلوب.أدارت ل
أغلق الرجل الخزنة، ثم استدار وأعطاها ظهره ليغير كلمة السر.لينا: ...أعطاها كل ما يملك، حتى أموال عائلته، لكنه لم يمنحها وثيقة الزواج.ابتسمت رغم شعورها بالعجز وقالت: "أنس، أنا تزوجتك، ولن أطلب الطلاق، لذا لا تقلق."رغم أن هذا الوعد طمأنه، إلا أن أنس لا يزال قلقًا، ويرى أن وجود ضمان ثانٍ هو الأكثر أمانًا.وبعد أن أنهى تغيير كلمة المرور، لوح بيده للحراس ليقوموا بنقل الخزنة بسرعة، ثم استدار وأمسك خصرها بحنان."سيدة لينا، كيف تريدين أن تكون ليلة زفافك؟"كان صوته واضحًا وباردًا، لكنه عندما نطق بكلمة ليلة الزفاف كانت تحمل جاذبية تأسر القلوب.لم تقل لينا شيئًا، وابتسمت بلطف قائلة: الجرح لم يلتئم بعد، ولا يمكن أن يكون هناك ليلة زفاف الآن.حين رأى أنس صمتها، ظن بأنها توافق على ما قرره، فابتسم ابتسامة هادئة."تم تجهيز البيت الجديد، هل تريدين الذهاب إليه؟"عندما يبتسم، تلمع عيناه كالنجوم في السماء، وحاجباه ينحنيان كالهلال، مما يجعله يزداد جمالًا وجاذبية.غرقت لينا في ابتسامته، ولم تعرف متى حملها، فاحتضنت عنقه تلقائيًا.احتضنها بين زراعيه، وأخفض عينيه السوداوان العميقتين وقال وهو يحدق بها بحب وحن
ارتجف دون وعي، والتفت إلى الخلف، فرأى رجلاً طوله متر وتسعين واقفًا عند الباب، يميل برأسه قليلًا وهو يحدق به.مظهره كان نقيًا كالجليد، في غاية الجمال، تنبعث من هيئته هيبة ورقي، ويحيط به جو ينذر الغرباء بعدم الاقتراب.رأى شكري نظرة رئيس المشفى المليئة بالحذر والشك، وكأنه يريد التخلص منه، فشعر بالخوف في داخله.كان يتذكر أنه لم يخطئ في حق السيد أنس، فلماذا ينظر إليه بهذه النظرات؟نظراته مخيفة جدًا...لم يكن شكري يدرك ما يحدث، أما لينا فكانت تعرف، فنظرت إلى أنس بنظرة غضب ممزوجة بابتسامة ساخرة."انتظرني قليلًا، سأصعد لأحضر الوثائق."بمجرد أن صعدت إلي الأعلى، لم يبق في غرفة الجلوس سوى مريم ومنى وجنة وشكري.لم تعد برودة أنس تثير دهشة الثلاثة الأوائل، فقد اعتادوا عليها كأنه يسير دائمًا بصحبة مكيف هواء.لا أحد سوى شكري كان يجلس على الأريكة بقلق وعدم ارتياح، لا يضحك ولا يتكلم.والرجل الواقف مستقيمًا عند الباب، كأنه تمثال جليدي، كان ينظر إليه من حين لآخر.لو لم تكن السيدة لينا قد نزلت بسرعة، لما استطاع الصمود حتى ثلاث ثوانٍ، وكان سيقوم ويغادر فورًا.اقتربت لينا من أنس، وبكل ودية وحنان، أمسكت بذراع
اضطر نادر إلى البقاء في بريطانيا لإنهاء أمور شركة جاسر، لذلك لم يعد إلى الوطن معهم، لكنه سيعود في الوقت المناسب لحضور حفل زفافهم.وبما أن عائلة جورج وعمله الطبي في بريطانيا، فمن الطبيعي ألا يغادر معهم، لذا اضطر لتوديع جنة بحزن."جنة، عندما لا أكون بجانبكِ لاحقًا، أرجو أن تطيعي خالتكِ وزوجها، وتهتمي بدراستكِ جيدًا."كانت جنة طفلة ناضجة رغم صغر سنها، ففتحت ذراعيها الصغيرتين وعانقت ساق جورج بحنان."جدي جورج، سأكون فتاة مطيعة، لا تقلق."ابتسم جورج بلطف، ثم نظر إلى جنة وابتسم لها، قبل أن يلتفت إلى لينا وأنس."سأتعبكما من الآن فصاعدًا."هزت لينا رأسها بلطف وقالت: "أنا خالة جنة، فلا داعي للحديث عن الإزعاج أو التعب."لم يكن جورج قلقًا من إزعاج لينا، لكنه كان يرى أن المرأة، بعد الزواج، تعتمد إلى حد ما على الرجل.زوج لينا هو المتحكم في شؤون عائلة الفاروق، وهو رجل ذو شأن ومقام رفيع، وقد تزوجته ومعها طفلة...ألقى جورج نظرة على أنس، فوجده يضع يدًا في جيبه وينظر إليه بنظرة باردة، فتردد في الكلام الذي كان سيقوله، ثم تراجع بصمت.هذا الرجل استطاع أن يساعد جاسر في الانتقام، مما يدل على سعةِ صدرِه، فما ا
لم يرها متحمسة هكذا من قبل، إنها المرة الأولى...تفاجأ أنس قليلًا، ثم طوق خصرها بذراعيه، ورفعها لتجلس على ساقيه.لعل قبلتها الجريئة هي التي هدأت قلبه المضطرب، فلم يعد يشعر بذلك القلق.حين شعرت لينا بتحول لمسته من اللين إلى العنف، فأدركت أن الشهوة قد استولت عليه، فسارعت إلى دفعه بعيدًا."انتبه، هذا ليس الظرف المناسب..."توقفت أصابعه عند منتصف ظهرها، وعيناه اللامعتان الغارقتان في الغموض تحدقان بها بصمتٍ عميق."هل تمنحينني قبلة أخرى؟"لو استمروا في التقبيل أكثر من ذلك، لما استطاعوا النزول من السيارة، ولحسن الحظ، فقد أسقط السائق الحاجز قبل ركوبهم، وكانت جنة ورفاقها يجلسون في سيارة أخرى، وإلا لكان الأمر محرجًا جدًا.رفعت لينا يدها لتصده، وقالت: "أنس، عندما نعود إلى وطننا، لنذهب معًا لعقد وثيقة الزواج..."بعد استلام وثيقة الزواج، لن يكون قلقًا بهذا الشكل.تلاشت الرغبة من عيني أنس، وحل محلها الدهشة، وقال: "وثيقة الزواج؟"لينا التي ما زالت جالسة على فخذه، خفضت رأسها قليلًا ونظرت إليه قائلة: "ألا ترغب؟"تردد أنس قليلًا، ثم استعاد وعيه سريعًا، وقال: "بالطبع أنا أريد..."كيف لا يكون راغبًا؟هو يت
أعادت كلمة "المنزل" لينا إلى رشدها.أمالت ذقنها قليلًا ونظرت إلى الرجل الطويل المهيب أمامها.فغرت شفتيها، تريد أن تقول شيئًا، لكنها في النهاية أومأت برأسها.أدخلها أنس إلى السيارة، وجلس بجانبها، ثم مد أصابعه النحيلة لربط حزام الأمان.بينما كانت تنظر للرجل الذي يربط لها الحزام، أخذت تُمَرّر أصابعها على بطاقة العمل التي بيدها، ثم أفلتتها فجأة."أنس...""همم؟"صدر صوت الرجل اللطيف من حلقه، عميق وجذاب."السيدة هبه تعرف من هي والدتي، لكنها تريد جنة في المقابل.""وقالت أيضًا..."رأى أنس توقفها، فأمال رأسه قليلًا وتحدث."هل طلبت منكِ الابتعاد عني؟"صُدمت لينا للحظة، كما لو أنها لم تتوقع أنه قد خمن ذلك مُسبقًا، فأطرقت رأسها، وترددت لثوانٍ، ثم قررت قول الحقيقة."قالت لو عرفت من هي أمي، لما تزوجتك.""يبدو مما قالته أن هناك ضغينة بينك وبين أمي."تجمدت تعابير أنس للحظة؛ في الحقيقة، كان يخشى أن يأتي من يُفسد زفافهما، ولم يتوقع أن يحدث ذلك حقًا.حدق في وجه لينا النقي للحظة، ثم رفع أصابعه النحيلة ووضع شعرها المُجعّد خلف أذنها."وما رأيكِ؟"قبضت لينا على بطاقة العمل في يدها، وهزت رأسها دون أي رد فعل.







