Share

الفصل171

Penulis: ندي عبد الرحمن
قبضت يارا سالم على هاتفها بقوة، وقلبها يعتصر ألماً، إذ تخيلت الجدة أمينة ودموعها تنهمر بغزارة، فشعرت بوجع شديد.

كانت ترافق الجدة طوال الوقت، لكنها لم تلحظ حزنها، بينما كريم الرشيدي لاحظه. ربما ظلمته بعض الشيء، فهو ليس عديم الاهتمام بجدته، لكنه فقط لا يُظهر مشاعره كما تفعل هي.

كريم لم يكن يوماً من أولئك الذين يجيدون إظهار عاطفتهم.

قالت يارا، ويدها تتعرق من التوتر: "هل سنبقى نُماطل هكذا إلى الأبد؟"

فأجابها: "أعدك أن أبقى بعيداً عن رنا."

ضحكت يارا بسخرية: "بعيداً عنها؟! وما الذي حدث بينكما من قبل، هل تريدني أن أتعامى عنه وكأنني لم أرَ شيئاً؟ لن أستطيع."

قال بسرعة: "لم يحدث بيني وبين رنا ما تظنينه!"

قاطعتْه ببرود: "لا تُبرر! لقد رأيت بعيني." وتذكرت المشهد في المنتجع، فاشتد ألم قلبها.

قال بجمود: "ما ترينه ليس بالضرورة الحقيقة."

رفعت حاجبيها وقالت بحدة: "إذن وما هي الحقيقة؟ أنك تعانق رنا ليس حقيقة؟ أنكما كنتم على نفس السرير ليس حقيقة؟ كريم الرشيدي، هل تظنني طفلة صغيرة؟"

سادت لحظة صمت ثقيل.

وعندما وصل إلى تقاطع طرق، بدل أن يتجه مباشرة إلى البيت، انحرف يميناً!

سألتْه بدهشة: "إلى أين تأخذني؟"

ل
Lanjutkan membaca buku ini secara gratis
Pindai kode untuk mengunduh Aplikasi
Bab Terkunci

Bab terbaru

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل420

    أحسّت يارا فورًا بأن المشهد يلهب عينيها، ولم تعد تحتمل تلك الصور الفاضحة، فمالت برأسها جانبًا وقالت:"سوزان، هل يمكنني أن أخرج قليلًا"قالت سوزان وهي معتادة على الأمر: "هذا فقط ليس سوى مقبلات.""هذا الوسط فوضويّ للغاية، يفعلون ما لا يخطر ببالك. انظري إلى تلك المرأة هناك، تلك هي التي سيتزوّجها أخي."اتبعت يارا اتجاه نظر سوزان، فرأت امرأة ترتدي فستانًا فضّيًا قصيرًا مكشوف الصدر، ممشوقة القامة، ذات حضور طاغٍ، تمسك بالميكروفون وتهز جسدها بلا تحفّظ، ثم تتناول كأسًا قدّمها لها أحد مضيفي النادي.بعد أن شربت يسرى الكأس حتى آخره، خطفت ذلك المضيف إلى صدرها، وقفزت على جسده، وتعلّقت به كالأخطبوط.اقتربت أنفاسهما حتى كادت تختلط.عندما رأت هذا المشهد، تملّك يارا القلق: هل ستواصل يسرا هذا اللهو حتى بعد زواجها من راميفبصفته زوجًا، ألن يُوضع رامي في موقف الرجل الذي تخونه زوجته؟ويبدو أن يسرى انتبهت إلى من يحدّق بها، فنزلت عن المضيف، وتقدّمت بكعبَيها العاليين حتى وقفت أمامهما.كانت طويلة القامة، مكياجها صارخ، فاتنة الجمال، ومن الواضح أنها ستبقى جميلة حتى دون مساحيق.قالت يسرى مبتسمة: "سوزان، أهلًا بك، ه

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل419

    هل هذه هي زيجة المصلحة التجارية التي يفتخر بها عاصم؟الزوجان لا يمكنهما الاستمرار طويلًا إلا بدافع المصلحة، لكن أي معنى يبقى لمثل هذا الاستمرار؟ حتى أطفالهما، الذين يحملون دماءهما، يُعامَلون ببرود كأنهم غرباء.لو استمر البشر في التناسل بهذه الطريقة جيلًا بعد جيل، فلا أحد يدري إلى أي شكل ستتحول الإنسانية في النهاية."يارا، ما بكِ؟ لماذا لا تتكلمين؟" لاحظت سوزان أن يارا شاردة الذهن.استعادت يارا تركيزها وقالت: "فقط لا أعرف ماذا أقول، أنا قلقة على رامي، قال إنه سيوافق على الزواج.""نعم، لقد عاد إلى المنزل اليوم، والفتاة التي سيتزوجها، لم يراها سوى مرة أو مرتين في طفولته، لا يعرفها تقريبًا، فهي تعد شخص غريب تمامًا.""هل تعرفين شيئًا عن تلك الفتاة؟" سألتها يارا."في الحقيقة، سمعت بعض الشائعات عنها.""أي شائعات؟" سألتها يارا بسرعة.قالت سوزان: "اسمعي، أنا أعرف أين ستكون الليلة، سأأخذكِ لنراها بأعيننا، ما رأيك؟ فالرؤية أصدق من السماع دائمًا .""نذهب نحن الاثنتين لرؤيتها؟" ترددت يارا قليلًا، "سوزان، هل أنتِ متأكدة من أنه يناسب أن أذهب أنا أيضًا؟""ماذا؟ ألا تريدين الذهاب؟ ألا يثير فضولكِ أن تر

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل418

    قالت يارا بدهشة: "ماذا؟ ماذا حدث؟"أطرق رامي رأسه، وعيناه ممتلئتان بالحزن، ثم قصّ عليها ما حدث له في صغره.بعد أن أنهى حديثه، خيم الصمت على يارا، وتبدلت نظراتها إلى دهشة يكسوها الأسى.لماذا يجب أن يكون والده قاسيًا إلى هذا الحد؟"الآن فهمتِ، أليس كذلك؟" كم من المآسي يمكن لأسرةٍ تعيسة أن تورثها لمن بعدها. لذلك غيّرت رأيي، سأقبل بالزواج كما يريد، لقد قلت كل ما لدي، سأغادر الآن."ثم استدار ليغادر.نهضت يارا بسرعة وأمسكت بكمّه قائلة: "رامي، هل ستقبل ترتيب والدك فقط لأنك تخاف من أن يؤذيني؟"استدار رامي وابتسم لها بلطف وقال: "يارا، لا تحمّلي نفسك أي عبء، هذا قدري، وأنا سأستسلم للقدر. أعلم أنكِ سترحلين قريبًا، لذا أريدك أن تبتعدي قدر الإمكان، من الأفضل ألا نلتقي مجددًا، فربما تكون هذه آخر مرة نرى فيها بعضنا."خفق قلب يارا بعنف، وكأن بعض المشاعر انفجرت في عقلها.قالت بانفعال: "لا، لن تكون هذه آخر مرة نلتقي فيها، لا تكن متشائمًا هكذا."حين رأى رامي دموعها تتلألأ، مد يده برفق يمسحها وقال بصوت متهدّج: "أرجوكِ، لا تبكي... لا أطيق رؤيتك هكذا، لقد بكيتِ كثيرًا من أجل الآخرين، لا أريد أن تبكي من أجل

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل417

    قالت يارا: "حسنًا، أعدك، تكلّم بسرعة."كانت فضول يارا يزداد أكثر فأكثر.فكر رامي قليلًا، ثم قال: "ألم يظن والدي من قبل أننا على علاقة؟ فلو أنّ...""رامي!" قاطعته يارا فجأة، ونادت اسمه بصوت مرتفع.حين سمعت ذلك، قد فهمت تمامًا ما كان يحاول قوله."لا تقل لي إنك تريد أن نتزوج؟!"رأى رامي ردّ فعلها الكبير، فتوقّف في منتصف الجملة، وابتلع ما كان سيقوله.قال بخفوت: "لقد وعدتِ ألا تغضبي مني، فاعتبري أنكِ لم تسمعي شيئًا."نظر إليها برجاء صادق، كطفلٍ جائعٍ يفتقد الدفء، يثير الشفقة.حين رأت يارا رامي بهاتين العينين اللامعتين، رق قلبها علي الفور.تنهّدت يارا، وقالت برقة: "رامي، لست غاضبة، لكن كيف فكرت في طريقة كهذه؟ إنها متهوّرة جدًا، نحن صديقان فقط.""أعرف، كنت أفكر في زواجٍ صوري بيننا، لكني خفت أن ترفضي، ولذلك كنت مترددًا، وربما ما كان عليّ أن أقول ذلك، أعتذر، ما كان ينبغي أن أفكر في هذه الطريقة، اعتبري أنني لم أقل شيئًا."حين رأت يارا ملامحه المفعمة بالأسى، أدركت كم هو مضطرب في تلك اللحظة. فرفعت يدها وربتت على كتفه برفق قائلة: "سنفكر في حل آخر معًا."كانت فكرة الزواج من رامي لا تُصدَّق بالنسبة

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل416

    بما أن هذا ما أخبرها به عاصم بنفسه، حتى لو ابتعد رامي عن عائلة شاهين، فلن يتركه عاصم وشأنه، بل سيقلب حياته جحيمًا، وحتى لو أراد رامي السفر إلى الخارج، فسيمنعه أيضًا من ذلك.تساءل رامي بحيرة: "يارا، هل قال لك شيئًا؟"أومأت يارا برأسها: "نعم، لقد طلب مني أن أقنعك بالزواج، لكن الآن لا أعرف ماذا أفعل، إن تزوجت، فستتزوج امرأة لا تحبها، وإن لم تتزوج، فسيدمّر والدك حياتك."مهما كان اختياره، فلن يجد السعادة.قال رامي بحزم: "لقد اتخذت قراري، لن أتزوج، حتى لو فقدت كل شيء لا يهم، لقد عشت حياتي كلها تحت السيطرة، ولا أريد أن أستمر في العيش على هذا النحو بعد الآن."لم تستطع يارا أن تتصور كيف سيتحمل رامي السقوط من الجنة إلى الجحيم.كان والده مهووسًا بالسيطرة، ولا بد أنه سيفعل شيئًا مؤلمًا، ربما يدسه في التراب، وحينها إن لم يتحمل رامي هذا الفارق النفسي، فماذا لو حدث له مكروه؟قالت يارا فجأة وكأنها تذكرت شيئًا: "صحيح، هدف والدك فقط أن يجعلك تتزوج، كما قال إنه إن كانت لديك حبيبة فلن يتدخل، ماذا عن هالة؟ ألست تحبها؟ إن تزوجتها فستجد سعادتك ولن تفقد كل شيء، أليس هذا حلًّا مثاليًا؟"هزّ رامي رأسه بسرعة وقا

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل415

    "هل أنتَ أبلة؟ لقد أخبرتك بكلمةِ السر، كان يمكنك أن تدخل مباشرة وتنتظرني، لماذا تنتظر في الأسفل؟"ابتسم رامي بابتسامة دافئة، وقال: "أنتِ لستِ في البيت، وليس من اللائق أن أبقى في منزلك، ذلك بيتك."كان يدرك حدود التعامل بدقّة ولباقة.قالت يارا بلا حيلة: "يا لك من أبله! تذكّر، بيتي بيتك، يمكنك الدخول متى شئت، ولا تفعل هذا مجددًا، ماذا لو كان الشتاء والثلج يتساقط في الخارج؟"؟ هل كنت ستقف هنا تنتظر بتلك الحماقة؟"أومأ رامي برأسه، وقال: "نعم."كان يبدو فعلًا ساذجًا بعض الشيء، لكنّ ملامحه شديدة الوسامة، فيبدو كأنه أبلة وسيم، مما يُضفي عليه جاذبية معاكسة.تنهدت يارا بيأس، تفكّر في التناقض الغريب بين الرجال؛ فبعضهم يبلغ غاية الخسّة، وآخرون أقصى الطيبة."ما الذي جرى هنا؟" رفعت يارا يدها، ولمست شفتيه برفق، فوجدت أنهما جافتان ومتشققتان، بل ويسيل منهما الدم.حركة بسيطة كهذه جعلت عيني رامي تتلألآن، وهزّ رأسه قائلًا: "لا شيء، ربما مرّ وقت طويل ولم أشرب ماء."قالت: "أحمق، مرّ وقت طويل ولم تشرب ماء؟ ألا تشعر أنتَ بنفسك؟ فمك جف حتى سال منه الدم.""لا بأس." مع أنّ يارا كانت توبّخه، إلا أنّ هذا من اهتمام

Bab Lainnya
Jelajahi dan baca novel bagus secara gratis
Akses gratis ke berbagai novel bagus di aplikasi GoodNovel. Unduh buku yang kamu suka dan baca di mana saja & kapan saja.
Baca buku gratis di Aplikasi
Pindai kode untuk membaca di Aplikasi
DMCA.com Protection Status