Share

الفصل413

Author: ندي عبد الرحمن
كان كريم على وشك أن يرد على سهير، لكنّه تذكّر شيئًا فالتفت نحو رنا، وامتلأت عيناه بجفاء ثقل، ثم قال: "حسنًا، سألقاك الليلة."

ردت سهير: "حسنًا، إذن هكذا، ولا تنس ما قلته وأنت ثمل البارحة. أنا أساعدك هنا، فلا تفوّت الفرصة، ولا تكرر الخطأ، سأغلق الخط الآن."

لو لم يكن هذا ابنها البيولوجي لَمَا قالت كل هذا الكلام.

هي لا تذكرُ الأحمقِ بما يُفيد؛ أنتَ أحمق، فتُترك أحمقًا، لكنها مع ابنها البيولوجي تبلّغُه أنه أحمق ويجب أن يتغيّر.

سهير على وشك أن تغلق الهاتف، فتدخل كريم بسرعة: "أمّي، البارحة لم يكن يجب أن تستخدمي هاتفي لإرسال تلك الرسائل إلى رنا."

"لقد أرسلتها، ماذا تريد أن تفعل؟"

صحيح أن استعمال هاتف غيرك لإرسال رسائل أمر خاطئ، لكن سهير تبرّر فعلها بلا خجل.

تنهد كريم، وقال: "تلك الرسالة، حتى لو أرسلتِها فليس لها معنى."

"إن لم يكن لها معنى فلماذا تسألني؟"

"أريد فقط أن تعرف رنا أنها لم تُرسَل منّي، لا يمكنني أن أرسل لها رسالة مثل تلك."

"فماذا سترسل لها؟" سألت سهير: "رسائل حبّ؟"

"أمّي، توضّحت الصورة الآن، سأنهي المكالمة الآن، عليّ البقاء مع رنا." ثم أوقف المكالمة.

خاف أن يطيل الكلام فيغضب رنا، فح
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل416

    بما أن هذا ما أخبرها به عاصم بنفسه، حتى لو ابتعد رامي عن عائلة شاهين، فلن يتركه عاصم وشأنه، بل سيقلب حياته جحيمًا، وحتى لو أراد رامي السفر إلى الخارج، فسيمنعه أيضًا من ذلك.تساءل رامي بحيرة: "يارا، هل قال لك شيئًا؟"أومأت يارا برأسها: "نعم، لقد طلب مني أن أقنعك بالزواج، لكن الآن لا أعرف ماذا أفعل، إن تزوجت، فستتزوج امرأة لا تحبها، وإن لم تتزوج، فسيدمّر والدك حياتك."مهما كان اختياره، فلن يجد السعادة.قال رامي بحزم: "لقد اتخذت قراري، لن أتزوج، حتى لو فقدت كل شيء لا يهم، لقد عشت حياتي كلها تحت السيطرة، ولا أريد أن أستمر في العيش على هذا النحو بعد الآن."لم تستطع يارا أن تتصور كيف سيتحمل رامي السقوط من الجنة إلى الجحيم.كان والده مهووسًا بالسيطرة، ولا بد أنه سيفعل شيئًا مؤلمًا، ربما يدسه في التراب، وحينها إن لم يتحمل رامي هذا الفارق النفسي، فماذا لو حدث له مكروه؟قالت يارا فجأة وكأنها تذكرت شيئًا: "صحيح، هدف والدك فقط أن يجعلك تتزوج، كما قال إنه إن كانت لديك حبيبة فلن يتدخل، ماذا عن هالة؟ ألست تحبها؟ إن تزوجتها فستجد سعادتك ولن تفقد كل شيء، أليس هذا حلًّا مثاليًا؟"هزّ رامي رأسه بسرعة وقا

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل415

    "هل أنتَ أبلة؟ لقد أخبرتك بكلمةِ السر، كان يمكنك أن تدخل مباشرة وتنتظرني، لماذا تنتظر في الأسفل؟"ابتسم رامي بابتسامة دافئة، وقال: "أنتِ لستِ في البيت، وليس من اللائق أن أبقى في منزلك، ذلك بيتك."كان يدرك حدود التعامل بدقّة ولباقة.قالت يارا بلا حيلة: "يا لك من أبله! تذكّر، بيتي بيتك، يمكنك الدخول متى شئت، ولا تفعل هذا مجددًا، ماذا لو كان الشتاء والثلج يتساقط في الخارج؟"؟ هل كنت ستقف هنا تنتظر بتلك الحماقة؟"أومأ رامي برأسه، وقال: "نعم."كان يبدو فعلًا ساذجًا بعض الشيء، لكنّ ملامحه شديدة الوسامة، فيبدو كأنه أبلة وسيم، مما يُضفي عليه جاذبية معاكسة.تنهدت يارا بيأس، تفكّر في التناقض الغريب بين الرجال؛ فبعضهم يبلغ غاية الخسّة، وآخرون أقصى الطيبة."ما الذي جرى هنا؟" رفعت يارا يدها، ولمست شفتيه برفق، فوجدت أنهما جافتان ومتشققتان، بل ويسيل منهما الدم.حركة بسيطة كهذه جعلت عيني رامي تتلألآن، وهزّ رأسه قائلًا: "لا شيء، ربما مرّ وقت طويل ولم أشرب ماء."قالت: "أحمق، مرّ وقت طويل ولم تشرب ماء؟ ألا تشعر أنتَ بنفسك؟ فمك جف حتى سال منه الدم.""لا بأس." مع أنّ يارا كانت توبّخه، إلا أنّ هذا من اهتمام

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل414

    صعدت يارا إلى السيارة بمساعدة سهير.كانت صامتة جدًا، جلست يارا صامتة في المقعد الأمامي، حتى إنها نسيت أن تربط حزام الأمان، ورغِبَت سهير في أن تربط لها الحزام بيدها، ثم انطلقت بالسيارة.سهير ساقَتِ السيارة لعدة دقائق، ولم تتحدثا كلتاهما، ونظرت إلى يارا عدة مرات، وفي قلبها بعض القلق، وأخيرًا لم تَسْتَطِع أن تصمت، فقالت: "أنا أعرف أنّ الخطأ خطئي، لم يكن يجب أن آخذك إلى هناك، لم أكن أظن أنّ كريم سيقوم بـ...""أمي." قاطعتها يارا بقولها: "هذا لا يدخل ضمن مسؤوليتك، وأنتِ أيضًا لم ترغبي في ذلك، لا بأس، لقد اعتدتُ على هذا."وحين رأت سهير تعابير يارا الهادئة، استطاعت أن تتخيّل كم مرة تألّمت.ليس الإنسان متبلّدًا بطبعه، بل لأن كثرة التجارب علّمته أن لا قدرة له على التغيير، فاستسلم للعجز، وعلم أن لا قدرة له على التغيير، فأُصيب بالعجز.فكّرت سهير قليلًا، ثم قالت: " في مسألةِ حملِكِ، لا تخبريه بها، أنا أتراجع عن كلامي السابق، لأني الآن فجأة أشعر أنه لا يستحق أن يعرف."شعرت يارا بوخزة في قلبها، وقالت: "أمي، هل ترين ذلك فعلًا؟"أجابت سهير بـ"نعم"، ثم قالت: "هو لا يستحق أن يكون أبًا، وستجدين من هو أفضل

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل413

    كان كريم على وشك أن يرد على سهير، لكنّه تذكّر شيئًا فالتفت نحو رنا، وامتلأت عيناه بجفاء ثقل، ثم قال: "حسنًا، سألقاك الليلة."ردت سهير: "حسنًا، إذن هكذا، ولا تنس ما قلته وأنت ثمل البارحة. أنا أساعدك هنا، فلا تفوّت الفرصة، ولا تكرر الخطأ، سأغلق الخط الآن."لو لم يكن هذا ابنها البيولوجي لَمَا قالت كل هذا الكلام.هي لا تذكرُ الأحمقِ بما يُفيد؛ أنتَ أحمق، فتُترك أحمقًا، لكنها مع ابنها البيولوجي تبلّغُه أنه أحمق ويجب أن يتغيّر.سهير على وشك أن تغلق الهاتف، فتدخل كريم بسرعة: "أمّي، البارحة لم يكن يجب أن تستخدمي هاتفي لإرسال تلك الرسائل إلى رنا.""لقد أرسلتها، ماذا تريد أن تفعل؟"صحيح أن استعمال هاتف غيرك لإرسال رسائل أمر خاطئ، لكن سهير تبرّر فعلها بلا خجل.تنهد كريم، وقال: "تلك الرسالة، حتى لو أرسلتِها فليس لها معنى.""إن لم يكن لها معنى فلماذا تسألني؟""أريد فقط أن تعرف رنا أنها لم تُرسَل منّي، لا يمكنني أن أرسل لها رسالة مثل تلك.""فماذا سترسل لها؟" سألت سهير: "رسائل حبّ؟""أمّي، توضّحت الصورة الآن، سأنهي المكالمة الآن، عليّ البقاء مع رنا." ثم أوقف المكالمة.خاف أن يطيل الكلام فيغضب رنا، فح

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل412

    عاد الزمن ثماني ساعات إلى الوراء.الساعة العاشرة صباحًا.كان كريم ما يزال في منزل سهير، مستلقيًا على الأريكة نائمًا بسباتٍ عميق.فتح عينيه ببطءٍ وهو يشعر وكأنّ رأسه سينفجر من الألم، كان الغطاء الصوفي ملفوفًا حول جسده بإحكام.وكأنه خوفًا من أن يركله جانبًا، ورُبط أيضًا بحبل.حدّق كريم في نفسه بحيرة، ثم ألقى نظرة على المكان من حوله، غرفة جلوس غريبة، لكنه كان يعرف جيدًا أين هو.أحداث الليلة الماضية اندفعت إلى رأسه مثل موجٍ متلاحق.في منتصف الليل وهو مخمور، جاء يبحث عن أمه…مثل طفل في الثالثة من عمره، يبكي طالبًا من أمه أن تواسيه، ويشكو أنه تعرّض للأذى في الخارج.ضرب كريم رأسه بقوة.يا للعارِ!فكَّ الغطاءَ والحبلَ الملتفَّيْن حوله، ورماهما جانبًا، ثم نهض مترنحًا متجهًا إلى الحمام.بعد أن أنهى غسل وجهه واستعاد وعيه قليلًا، خرج يتحسس جيوبه، يبحث حوله، ليجد هاتفه ساقطًا عند زاوية الأريكة.التقطه وضغط على الشاشة، فرأى عدة مكالمات فائتة من المستشفى.ربما كان نومه عميقًا فلم يسمعها.شعر كريم في تلك اللحظة بنذير شؤم، فاتصل بهم: "مرحبًا، لماذا اتصلتم بي؟"قال الطرف الآخر بضع كلمات فتبدل لون وجه كر

  • هروب الزوجة الحامل ومطاردة حتي النهاية   الفصل411

    "كنتُ دائمًا أشعر بالذنب، لأنّي في طفولتك لم أُؤدِّي واجبي كأم، ولم أكن دومًا بجانبك. أرى أنني لا أملك حقًا أن أؤدبك، لكن هذه الصفعة لم أوجِّهها إليك بصفتي أمك، بل بصفتي أمَّ يارا، وأحمي ابنتي."احتقن أنف يارا، وتأثرت بشدة، لم تتوقع أن تفعل ذلك حماتها، التي لا تجمعها بها رابطة دم، ولم يسبق أن تعاملت معها كثيرًا، يمكن أن تفعل شيئًا كهذا من أجلها.شعرت يارا أن أحيانًا تكون غير محظوظة؛ فحبها وزواجها فاشلان، لكن في نواحٍ أخرى كانت محظوظة، لأنها إذا بكت، أو تألمت، أو آذاها أحد، تجد من يحميها.مسح كريم خده بخفة بنهاية إصبعه، ثم ضحك فجأة ضحكة مليئة بالسخرية، وقال: "فعلاً أنتما أم وابنتها، كل واحدة منكما وجهت لي صفعة، هل استمتعتما بذلك؟"رأى سهير ابتسامة كريم في مثل هذا الموقف فقالت بغضب: "كيف أصبحت شخصًا حقيرًا هكذا؟"اقترب كريم منها وقال: "أنتِ أخطأتِ." وأضاف: "لم أصبح حقيرًا، أنا منذ البداية هكذا، فقط أنتم لم تلاحظوا."رفع شفتيه ورسم ابتسامة المنتصر،وقال: "على أي حال، زواجي من رنا أصبح أمرًا محسومًا، ولن يستطيع أحد منعه. دعوتكم بصدق، لكنكم ترفضون الحضور، وأنا لا أستطيع إجباركم. زفافي أنا ور

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status