الفصل الرابع

"لا شيء".

ثم وضعت الورقة في جيبها ومضت في طريقها.

ناداها زياد: "أليس لديك فحص للحمل بعد أيام؟ انتظريني بعد أن أنتهي من الاعتناء بنيرمين، سأرافقك إلى المستشفى".

توقفت ليان في مكانها، لكن الدموع غلبتها وسالت على وجنتيها: "لنتحدث حينها".

ثم التفتت إليه وقالت بوضوحٍ قاطع: "زياد، لقد انتهت الخمس فرص".

"ماذا؟"

قطب زياد حاجبيه: "ليان، ماذا تقصدين بالخمس فرص؟ تلك كانت مجرد مزحة لا أكثر، لم أأخذها على محمل الجد، ولا تأخذيها أنتِ أيضًا على محمل الجد، عندما تتعافى يد نيرمين، سأعود لأكون معكِ ومع الطفل".

شعر زياد بالذنب، لكنه رغم ذلك ظل يساعد نيرمين وغادر معها.

نظرت ليان إلى ظله البعيد وقالت في سرها: "زياد، لقد انتهت الخمس فرص، من الآن، لن أسمح لك بأن تؤذيني مرة أخرى."

في الطابق السفلي، أخرجت ليان هاتفها لدفع الفاتورة. وأثناء وقوفها في الطابور، أختل توازنها وكادت أن تسقط على الأرض.

عندما رأت الممرضة ذلك أسرعت بإمساكها: "سيدتي، وجهك شاحب جدًا! لماذا تنزلين بنفسك لدفع الرسوم؟ أين زوجك؟ سأساعدك."

"شكرًا لكِ." وفي قلبها شعرت بدفءٍ خافت...حتى الغريبة يمكنها أن ترى تعبها، أما زياد، فلا يرى سوى نيرمين، وكأنها لم تكن موجودة قط.

مكثت ليان في المستشفى ثلاثة أيام، وخلال تلك الأيام، لم يتصل بها زياد ولو مرة واحدة، كانت تعلم أنه ربما لم يعد إلى البيت أيضًا.تجمد

"ليان، جئنا للاطمئنان عليكِ لنرى إن كان بإمكانك الخروج اليوم"، دخل مجموعة من الأطباء للزيارة، وكانوا يتحدثون أثناء فحصها: "أسمعتم؟ النجمة الكبيرة نيرمين في مستشفانا، قيل إن يدها احترقت."

"إصابة بسيطة جدًا، لا تستدعي البقاء في المستشفى، لقد خرجت اليوم."

"ومن كان ذلك الرجل الوسيم بجانبها؟ هل هو حبيبها؟".

"لا أعرف، لكنه لطيف جدًا معها ويعتني بها كثيرًا! أتمنى لو كان لي حبيب مثله..."

كانت ليان تستمع إلى كل كلمة بوضوحٍ تام، يا للسخرية! هي الزوجة الشرعية لزياد، بينما هو يقضي ثلاثة أيامٍ كاملة في نفس المستشفى يعتني بامرأة أخرى.

"السيدة ليان، يمكنك الخروج اليوم، ألن يأتي أحد لاصطحابك؟"، كان الطبيب متعجباً، لم يرَ أي من أقاربها خلال هذه الأيام، كانت تفعل كل شيء بنفسها، وهذا شيء صعب على أي امرأة.

"لا أحد." ونهضت من سريرها ببطء وبدأت في ترتيب أغراضها.

هز الطبيب رأسه قائلًا بأسف: "حقًا، الناس لا يتشابهون في مصائرهم، ثم غادر الغرفة.

عندما عادت ليان إلى المنزل، وجدت زياد في المطبخ مرتديًا المئزر، ويطبخ العصيدة، منذ ثلاث سنوات زواج، لم تره يطبخ مرة واحدة، ظنت أنه ربما استيقظ ضميره أخيرًا.

لكن ما إن رآها حتى قال دون مقدمات: "لماذا تأخرتِ كل هذا؟ أنتِ حامل في شهرك الرابع أو الخامس، وما زلتِ تتجولين في كل مكان، أليس من الأفضل البقاء في المنزل بهدوء؟"

قطبت ليان حاجبيها، تريد أن ترد عليه، هي بالكاد حامل في شهرها الثالث، وهو لا يعرف حتى مدة حملها.

لكن هذا لا يهم، كانت مرهقة، لم تنطق بكلمة، فقط أرادت أن تخلد للنوم، وفجأة، ظهرت على الدرج فتاة مشرقة الملامح تركض نحوه بسرعة: "زياد، هل العصيدة جاهزة؟ أنا جائعة جدًا!"

تجمدت نظرات ليان عندما رأت نيرمين، لقد أحضرها إلى المنزل!

"انتهت أيتها القطة الشقية، تعالي وتناوليها"، ثم وضع وعاءين على المائدة، وسكب لها وليان من العصيدة.

"تعالي وكلي معنا"، لكن ليان لم تتحرك من مكانها

"لماذا هي هنا؟"

"ليان، شقتي تُرمَّم حاليًا، وليس لدي مكان أذهب إليه، لذلك سمح لي زياد بالمجيء إلى هنا، لن تمانعي، أليس كذلك؟".

"لا تهتمي بها، هذا منزلي وليس منزلها، ولا حاجة لأن نستأذنها في ذلك."