!يا سيد غيث طليقتك تُحدث ضجة هائلة في الأوساط العلمية

!يا سيد غيث طليقتك تُحدث ضجة هائلة في الأوساط العلمية

By:  شاهين العزيزUpdated just now
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
Not enough ratings
30Chapters
45views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

بعد ست سنوات من الزواج، كانت سهى الجيار تؤدي واجباتها ككنة لعائلة ياسين بكل إخلاص. لكنها اكتشفت لاحقًا أن غيث ياسين كان يعيش في الخارج مع حبيبته الحقيقية. ظلت تتوقع أن تلمس الدفء في أعماقه عاجلًا أم آجلًا حتى ذلك اليوم الذي أقامت فيه حبيبته حفلًا للاحتفال بفوزها بجائزة دولية. ورأت سهى ابنتها تُساق إلى غرفة العمليات الباردة، حينها استفاقت أخيرًا. لذلك، تراجعت عن مشاعرها غير القيمة، وقدمت أوراق الطلاق، ورحلت مع ابنتها. … بعد أن استعادت مسيرتها المهنية، تحولت ربة المنزل السابقة إلى شخصية مطلوبة في المجال الطبي. نُشرت أبحاثها في مجلات عالمية مرموقة، وحققت إنجازاتها جوائز طبية رفيعة من مختلف الدول. وعندما برقت موهبتها للعالم، وقررت منح نفسها فرصة جديدة للسعادة، انهار ذلك الرجل المتغطرس، صاحب المبادئ الصارمة، أخيرًا. أصبح كالمجنون، احمرت عيناه، وركع أمامها متوسلًا بتذلل: "سهى، لا تتركيني..."

View More

Chapter 1

الفصل 1

مدينة أجواد.

في ليلة ممطرة.

اتصلت سهى بزوجها غيث.

رن الهاتف، لكن دون رد.

بينما كانت ابنتها في حضنها، تعاني من حمى تصل إلى 40 درجة مئوية، تهذي بسبب الحمى: "أبي، أبي، أريد أبي..."

أسرعت سهى بحمل ابنتها إلى الطابق السفلي، وقالت للخادمة صفية: "يا خالة صفية، لنذهب إلى المستشفى."

"هل ننتظر عودة السيد؟" سألت صفية.

"لا حاجة."

إنها ليلة عيد ميلاد حبيبته القديمة، فهو لن يعود إلى المنزل.

كان قلب سهى أبرد من المطر في الخارج، بينما كانت وجنتا ابنتها محمرتين من الحمى وتئنّ بصوت منخفض متألم، بينما أبوها يقضي الوقت بجانب المرأة الأخرى يحتفل بعيد ميلادها.

أثناء اندفاعها نحو المستشفى تحت وابل المطر، كانت سهى قلقة على حمى ابنتها، فكانت تقود بسرعة كبيرة، وفجأة ظهرت سيارة تتخطاها من الجانب، فأسرعت سهى بتشغيل الأنوار التحذيرية لتنبيهها، لكن السيارة الأخرى استمرت في التقدم نحوها مباشرة.

انحرفت سهى بالمقود إلى الجانب، لتصطدم مقدمة السيارة بالرصيف الجانبي.

في المقعد الخلفي، أمسكت صفية بالطفلة بحذر وأطلقت صيحة ذعر.

تمكنت سهى من الضغط على الفرامل في الوقت المناسب، مما أدى إلى احتكاك المصد الأمامي بعمود حجري دون حدوث اصطدام عنيف، لكنها في تلك اللحظة انهارت تمامًا وانهمرت دموعها بغزارة.

كل المظالم والحزن المتراكمة على مر السنوات اجتاحتها فجأة.

نظرت صفية إلى سهى الجالسة أمامها منحنية على عجلة القيادة تبكي بعجز، فقالت بتعاطف: "سيدتي، سيدتي، لا يزال علينا الذهاب إلى المستشفى! ليان أصبحت أكثر سخونة."

عندها تذكرت سهى أن ابنتها لا تزال تعاني من حمى شديدة، تراجعت بالسيارة إلى الوراء ثم انطلقت مرة أخرى نحو المستشفى.

داخل المستشفى، حملت سهى ابنتها ونزلت من السيارة، وعلى الرغم من أن الطفلة كانت في غيبوبة، إلا أنها قاومت سحب عينة الدم بشراسة. فاضطرت سهى إلى تثبيت يد ابنتها بقوة، واستمعت إلى بكاء ابنتها الممزق للقلب، بينما قلبها ينزف بداخلها.

كشفت النتائج عن إصابة فيروسية بعدة أنواع في وقت واحد، حيث تم رصد سبعة فيروسات على الأقل في جسم الطفلة، وأظهر التصوير المقطعي إصابة رئتيها بالتهاب حاد وتحولهما إلى ما يعرف بالرئة البيضاء.

"حالة الطفلة خطيرة حاليًا، ننصح بإجراء عملية غسل الرئة للطفلة." قال الطبيب بجدية.

ارتاعت الخادمة صفية التي كانت تقف إلى الجانب وقالت: "ماذا؟ الطفلة صغيرة جدًا، هل يمكن غسل رئتها؟"

أخذت سهى صورة الأشعة المقطعية للرئة من يد الطبيب ونظرت إليها بعناية، فسألها الطبيب بمفاجأة: "هل تفهمين في هذه التقارير؟"

أومأت سهى برأسها واتخذت قرارًا: "دكتور، بعد أن تنخفض حرارة ابنتي، يرجى ترتيب عملية غسل الرئة."

همست صفية بصوت منخفض: "سيدتي، هل نناقش هذا الأمر مع السيد؟"

نظرت سهى إلى ابنتها في حضنها، ثم مدّت يدها لتمسح جبينها المحمر من الحمى، وقالت بصوت حازم: "لا حاجة."

في هذه اللحظة، بدت وكأنها اتخذت أخيرًا قرارًا مصيريًا.

بعد ثلاثة أيام.

كانت سهى جالسة بجانب ابنتها التي خضعت لغسل الرئة، تراقب وجهها النائم الشاحب، عندما رن هاتفها متلقيًا رسالة: "ما الأمر؟"

كلمتان فقط، تحملان نبرة المتعالي.

تركت سهى هاتفها دون رد.

كانت صفية في غرفة الخدمات، فدق هاتفها، نظرت إليه وأسرعت بالرد: "نعم، سيدي."

"هل حدث شيء في المنزل؟"

ترددت صفية قليلًا: "لا... لم يحدث شيء، سيدي، هل أنت داخل البلاد؟"

"نعم."

"حسنًا، اهتم بأمورك، لا مشاكل في المنزل، لا تقلق."

بعد أن أنهى الطرف الآخر المكالمة، تمتمت صفية في دهشة: لماذا لم تسمح لها السيدة بإخبار السيد بما حدث خلال اليومين الماضيين؟

مع أنه داخل البلاد!

أمسكت سهى يد ابنتها الصغيرة، وأخيرًا أغمضت عينيها المتعبتين، لكنها لم تشعر بالنعاس، في هذه اللحظة، بدت ليان وكأنها تعاني من كابوس، وبدأت تلوح بيديها الصغيرتين: "أبي... العمة ناهد، أنا خائفة، خائفة جدًا..."

مدت سهى يدها وأمسكت يد ابنتها الصغيرة: "ماما هنا."

استيقظت ليان من الخوف، وعندما فتحت عينيها ورأت سهى، أدارت جسدها الصغير غاضبة: "لا أريدكِ، أريد العمة ناهد."

كتمت سهى دموعها وربتت برفق على ظهر ابنتها لمساعدتها على العودة إلى النوم.

في اليوم السابع، خرجت سهى من المستشفى حاملة طفلتها إلى المنزل.

وأخيرًا سقطت منهكة من التعب.

طلبت من صفية أن تراقب ابنتها لفترة، بينما صعدت إلى الطابق العلوي لتنام ساعة واحدة.

عندما استيقظت ونزلت إلى الطابق السفلي، قالت لها الخادمة صفية وهي متحيرة: "سيدتي، لقد استيقظت، لقد عاد السيد منذ قليل وأخذ ليان لتناول العشاء بالخارج."

انغص حلق سهى، فاستدارت وعادت إلى غرفتها دون أن تنطق بكلمة.

في الطابق السفلي، أطلقت صفية تنهيدة: بما أن لديها زوجًا، فلماذا تعيش السيدة بتعب شديد هكذا؟

رفعت سهى هاتفها واتصلت بزوجها غيث.

رد الطرف الآخر على المكالمة.

وسمعت صوت امرأة تسأل ضاحكة: "أخذ غيث ليان إلى الحمام، هل هناك أمر ما؟"

احتبست أنفاس سهى، عضّت شفتيها ثم أنهت المكالمة.

أغلقت سهى عينيها، ذلك الرجل الذي تزوجته في الماضي متحدية معارضة والدها وتاركة دراستها، جعلها في النهاية تخسر خسارة فادحة.

تتذكر في يوم زفافها، سألها والدها على انفراد: "هل ستندمين في المستقبل؟"

أجابت وهي تبتسم بسعادة: "لا تقلق يا أبي! لن أندم."

وهكذا، اختارت دون تردد التخلي عن دراستها وتزوجت.

قبل عامين، اكتشفت سهى أن ابنتها كانت مختبئة في غرفة زوجها، تتحدث عبر الهاتف مع حبيبته القديمة ناهد ممدوح دون علمها، وكانت علاقتهما وثيقة كالأم وابنتها.

وفي تلك المرة أيضًا، أثناء ذهابها إلى المستشفى مع ابنتها، فهمت سهى الحقيقة المرة.

لقد ندمت على هذا الزواج.

حان الوقت لإنهائه، الزواج من رجل لا يحبها جعل زواجها مهما حاولت إصلاحه مليئًا بالثغرات.

ستكرس ما تبقى من حياتها لحب ذاتها.

رن هاتف سهى، إنه صوت إشعار بريد إلكتروني.

نهضت سهى وتوجهت إلى غرفة مكتب الطابق الثالث، شغلت الحاسوب وفتحت البريد الإلكتروني.

عنوان إرسال البريد الإلكتروني قادم من قسم التجارب في كلية الطب التابعة لأفضل جامعة عالميًا.

أغلقت سهى عينيها وهمست: "أبي، كنت محقًا. شكرًا لحكمتك التي أنقذتني."

تذكرت في ذهنها توجيهات والدها قبل وفاته: "ابنتي ممنوع أن تكون شخصًا عاديًا. يجب أن تكوني فخري، حتى بعد زواجك، لا تتوقفي عن التعلم."

ست سنوات، استمرت سهى، دون علم أي أحد، وأكملت طريق التعلم الذي أوكله إليها والدها.
Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
30 Chapters
الفصل 1
مدينة أجواد.في ليلة ممطرة.اتصلت سهى بزوجها غيث.رن الهاتف، لكن دون رد.بينما كانت ابنتها في حضنها، تعاني من حمى تصل إلى 40 درجة مئوية، تهذي بسبب الحمى: "أبي، أبي، أريد أبي..."أسرعت سهى بحمل ابنتها إلى الطابق السفلي، وقالت للخادمة صفية: "يا خالة صفية، لنذهب إلى المستشفى.""هل ننتظر عودة السيد؟" سألت صفية."لا حاجة."إنها ليلة عيد ميلاد حبيبته القديمة، فهو لن يعود إلى المنزل.كان قلب سهى أبرد من المطر في الخارج، بينما كانت وجنتا ابنتها محمرتين من الحمى وتئنّ بصوت منخفض متألم، بينما أبوها يقضي الوقت بجانب المرأة الأخرى يحتفل بعيد ميلادها.أثناء اندفاعها نحو المستشفى تحت وابل المطر، كانت سهى قلقة على حمى ابنتها، فكانت تقود بسرعة كبيرة، وفجأة ظهرت سيارة تتخطاها من الجانب، فأسرعت سهى بتشغيل الأنوار التحذيرية لتنبيهها، لكن السيارة الأخرى استمرت في التقدم نحوها مباشرة.انحرفت سهى بالمقود إلى الجانب، لتصطدم مقدمة السيارة بالرصيف الجانبي.في المقعد الخلفي، أمسكت صفية بالطفلة بحذر وأطلقت صيحة ذعر.تمكنت سهى من الضغط على الفرامل في الوقت المناسب، مما أدى إلى احتكاك المصد الأمامي بعمود حجري دون
Read more
الفصل 2
الساعة الثامنة مساءً.عاد غيث ممسكًا بيد ابنته إلى المنزل. نظرت سهى إلى ابنتها ذات الضفيرتين الصغيرتين وهي تقفز فرحة أثناء دخولها، حاملة دمية أرنب صغيرة جديدة بلون وردي.ما إن اقتربت منها سهى لتحتضنها، حتى دفعتها يدا ابنتها الصغيرتان فجأة، وقالت وهي تنتفخ شفتيها وتحدق فيها: "لا أريد أن تحتضنيني!"تجمّدت يدا سهى الممدودتان، بينما انحنى ظل طويل القامة جالسًا على ركبتيه وناداها بلطف: "ليان."انكمشت ليان ودفنت وجهها في ذراع والدها، محمرة العينين.شعرت سهى بمرارة في قلبها، ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات تم غسل دماغها سرًا من قبل ناهد لمدة ثلاث سنوات، كان هذا تقصيرها هي، لا يمكنها لوم ابنتها.احتبست سهى أنفاسها في حلقها وقالت لصفية: "صفية، ساعدي ليان في الاستحمام بعد قليل.""حسنًا، سيدتي." أومأت صفية برأسها.بمجرد أن غادرت سهى، انتشرت في الصالة ضحكات ابنتها المبتهجة، وصوت غيث العميق الجذاب وهو يداعبها.كثيرًا ما وصفت وسائل الإعلام غيث بأنه "الأب المهووس بحب ابنته"، وهذا ما توافق عليه سهى!إذا أرادت الحديث عن أحب الناس إلى غيث في هذا العالم، فابنتهما تحتل المرتبة الأولى بلا منازع.اتكأت سه
Read more
الفصل 3
في صباح اليوم التالي، وضعت سهى مكياجها، وانتظرت بجانب ابنتها حتى تستيقظ، حاملةً الفستان الصغير المفضل لديها.عندما فتحت ليان عينيها، رأت وجه أمها الحنون، فاستدارت على وجهها مُتكوّرة كالقِطّة الصغيرة، وكأنها غير معتادة على هذا المشهد."يا ليان، هل تريدين ارتداء هذا الفستان الجميل؟" سألتها سهى وهي تبتسم.قلبت ليان جسدها ورأت فستان الأميرة الوردي الجميل، فأومأت برأسها قائلة: "نعم، أريد أن أرتديَه."نزلت سهى تحمل ابنتها المرتدية ملابس جميلة، بينما كان غيث ينتظرهما على أريكة الصالون، إذ اعتاد أن يوصّل ابنته إلى المدرسة أولًا كل يوم قبل الذهاب إلى العمل."أبي، هل أنا جميلة؟" دارت ليان فرحةً حول نفسها أمام والدها.نظر إليها غيث بنظرة محبة، مادحًا إياها دون تردد: "بالتأكيد، أنتِ جميلة جدًا."حمل غيث ابنته، بينما أخذت سهى الحقيبة من الخالة صفية وتبعتهما إلى الخارج.كانت المدرسة قريبة جدًا، تقع خارج مجمع الفيلا، وهي إحدى أغنى رياض الأطفال الخاصة في المدينة.نزلت ليان من السيارة، ووصلت بها سهى إلى البوابة، ووضعت الحقيبة على كتفيها وسألتها: "سآتي لأخذك مبكرًا اليوم، لنصنع كعكة معًا، ما رأيكِ؟"أوم
Read more
الفصل 4
كانت سهى أول من وصل إلى الفصل لاصطحاب ابنتها، وقد جاءت بمظهر أنيق جعل ليان تشعر بالفخر أيضًا، فخرجت مسرورة حاملة حقيبتها وقالت لزملائها: "هذه أمي!"مدت سهى يديها وحملتها قائلة: "كان أداؤكِ رائعًا اليوم."عند العودة إلى المنزل، طلبت ليان من الخادمة صفية تحضير مكونات الكعك والبسكويت.تبعَت ليان أمها بحماس وهي تراقب كيف تصنع الكعكة، بينما أخذت سهى بسكويت الشوكولاتة الذي أعدّته مسبقًا ووضعته في الفرن. انتشرت رائحة اللوز الحلوة في الغرفة، مما أثار الشهية، وصفقت ليان بيديها الصغيرتين بسعادة قائلة: "أريد تناول البسكويت."ردت سهى: "سيكون جاهزًا قريبًا." ثم وضعت بإصبعها قليلًا من الدقيق على وجهها متعمدة.لاحظت ليان ذلك على الفور، لكنها لم تخبر أمها، بل هرعت بهدوء لجلب المناديل الورقية. بعد أن أحضرت المناديل، جذبت كم أمها وقالت: "أمي، هناك دقيق على وجهكِ، دعيني أمسحه لكِ."تظاهرت سهى بالدهشة: "أوه! حقًا؟"ثم انحنت إلى الأمام، وراقبت ابنتها وهي تمسح وجهها بجدية، فامتلأت عيناها بالدموع، لأنها أدركت أن ابنتها طفلة رائعة.بعد أن مسحت ليان وجه أمها بدقة، سألت بمزيج من الفخر والإنجاز: "أمي، هل أنا مذه
Read more
الفصل 5
شعرت سهى بوخز في صدرها، وإن كانت قد تجاوزت الأمر، إلا أن الغضب ما زال قابعًا في داخلها.هذه المرة، لن تسمح سهى مطلقًا لابنتها بالسفر معهما إلى الخارج، ولن تمنح ناهد أي فرصة للاقتراب من ابنتها وغسل دماغها.مساءً، بينما كان غيث يتناول العشاء في المنزل، تعلقت به ابنتهما بينما ترددت سهى في الاقتراب. بعد الانتهاء من العشاء، استحمت سهى في الساعة الثامنة والنصف، وعند خروجها بحثت عن ابنتها حتى سمعت صوتها قادمًا من غرفة غيث.همت سهى بدخول الغرفة، لكنها سمعت صوت ابنتها المبتهج: "عمة ناهد، هل سافرتِ إلى الخارج بالفعل؟""وصلت اليوم فقط، وأتمنى لو كنتِ هنا معي أيضًا!""سنرى بعضنا قريبًا، قال أبي إنه سيأخذني إلى الخارج لمقابلتكِ خلال يومين.""حسنًا، سأشتري لكِ الهدايا مقدمًا، وسأحضر لكِ فستان عيد ميلاد جميلا!""أريد الكثير من فساتين الأميرات، وأريد تاجًا جميلًا أيضًا.""حسنًا، سأجهز كل شيء مقدمًا، وقد طلبت لكِ أيضًا كعكة الكريمة التي تحبينها من ذلك المتجر.""لنُنهِ المكالمة أولًا." جاء صوت غيث يملأ الغرفة."حسنًا، إذن سأنتظركما!""إلى اللقاء يا ليان، أحبكِ كثيرًا!" قالت ناهد جملة بلغة دولة ديلتا."أ
Read more
الفصل 6
فقد سافرت معهم إلى الخارج، ولا شك أنه سيحاول إرضاء ناهد ومواساتها.في هذه اللحظة، ظهرت من اتجاه الردهة شخصية شامخة بشعرها الأبيض الفضيّ، إنها الجدة رقية."سهى، لقد أتيتِ!""مرحبًا، جدتي." كانت مشاعر سهى دافئة تجاه الجدة رقية، فهي لم تتوقف عن معاملتها بلطف منذ زواجها."آه! لقد كبرتِ يا ليان كثيرًا! لم أعد قادرة على حملكِ!" حدقت الجدة رقية في ابنة حفيدها بعينين مفعمتين بالحب.بعد رحلة طيران استمرت ثماني عشرة ساعة، كانت سهى تشعر بالتعب. بينما كانت ابنتها تلعب مع الجدتين، لم ترغب في مقاطعتهن، فبعد أن استحمت، بقيت في غرفتها تستريح.في الساعة الحادية عشرة ليلًا، كانت ابنتها لا تزال مفعمة بالحيوية، فجمعت سهى قواها لمرافقتها في اللعب في صالة الطابق الثاني. لم تمر سوى لحظات حتى حضر غيث أيضًا، مرتديًا بيجاما قطنية من قطعتين، وحين جلس، تسلقت ليان إلى حضنه قائلة: "بابا، العب معي، العب معي رجاءً!""حسنًا، ماذا تريدين أن ألعب معكِ؟""أريد تركيب المكعبات."بكل صبر، رافق غيث ابنته في لعبة المكعبات، بينما جلست سهى إلى الجانب تراقبهما. غلبها النعاس بقوة، ولم تمر إلا لحظات حتى استغرقت في النوم على الأريك
Read more
الفصل 7
لم تَرَ سهى أي نيةٍ لغيث لإيقاف السيارة، فاضطرت إلى كبح مشاعرها ومواصلة الطريق برفقته.اخترقت السيارة رولز رويس فانتوم السوداء ظلام الليل، ليتجه بها غيث نحو فيلا خاصة.تقدم نادل يرتدي بدلة سوداء بفتح باب السيارة بانحناءة مهذبة.نزلا من السيارة ودخلا إلى صالة الفيلا، حيث قادهما النادل عبر ممر فاخر إلى قاعة احتفالات صغيرة داخل الفيلا.تتدلى من سقف القاعة ثريا من الكريستال متعددة الطبقات، مرصعة بأكثر من ألف قِطَعة كريستالية تتلألأ كالنجوم.على جانب خزانة النبيذ المنقوشة باللون الوردي الذهبي، كان يجلس ثلاثة شباب، بينما كان ساقٍ يرتدي صدرية رمادية يعد لهم المشروبات."يا غيث، أخيرًا وصلت." تقدم أحدهم بترحيب حار."لا بد أن هذه سيدة سهى! يسعدني مقابلتكِ للمرة الأولى." لاحظ الرجل سهى وفي عينيه بريق من البشاشة."أهلًا، أنا سهى.""مرحبًا بكِ! أنا زين، صديق غيث المقرب ومضيف الحفلة الليلة."أدركت سهى اسمه: الابن الثاني لعائلة أبو المجد للعقارية الشهيرة محليًا.كما قام الشابان الآخران – وهما من معارف غيث – للترحيب بهما. قدمهما غيث باقتضاب، ورغم أنها لم تسمع بهما من قبل إلا أنها أدركت أنهما حتمًا من
Read more
الفصل 8
"غيث، تعال، سأقدم لك شخصًا." قال زين لغيث.تبع غيث زين واقترب من سهى وشاكر، فسأل زين بمفاجأة: "سيدة سهى، أتعرفان بعضكما؟"ابتسمت سهى برقة وقالت: "نعم، نعرف بعضنا."ضحك زين وقال: "هيا، غيث، الشخص الذي أريد تقديمه هو السيد شاكر، تلميذ البروفيسور كيلفين المفضل، وألمع المواهب الشابة في مجال الطب."ظهر الإعجاب في نظرات غيث، وكانت لديه رغبة في التعرف عليه، فمد يده وقال: "سيد شاكر، مرحبًا، أنا غيث.""تشرفنا." نظر إليه شاكر، وتلامست راحتا يدين تشعان بالقوة لفترة وجيزة ثم انفصلتا."سيدة سهى، سعدت بلقائكِ." ابتسم شاكر وانسحب.تتبع غيث نظره وراء شاكر لبضع ثوانٍ، ثم أدار نظره إلى سهى، التي قررت الذهاب إلى البار لتحصل على كوب آخر من العصير. في هذه اللحظة، أمسكت بها يد كبيرة من ذراعها بقوة محكمة."انتبهي لمكانتك." اخترقت أذنيها نبرة صوت رجل هادئة.صوت عميق يحمل في طياته تحذيرًا واستبدادًا غامضين.ارتفعت زاويا شفتي سهى بابتسامة ساخرة خفيفة، هو يظهر بحبيبته علنًا في الأوساط الاجتماعية، بينما هي لم تتحدث مع شاكر سوى لحظات فحسب، وقد حذرها.يا له من استبداد واضح.هزت سهى ذراعها برفق، فتركها غيث، ومضت لتط
Read more
الفصل 9
اندهشت ناهد، كانت تظن أنها سترى سهى محتارة لا تعرف ما تفعل، لكنها لم تتوقع أن تتجه سهى دون تردد نحو البيانو.دار في نفسها تساؤل صادم: أتعرف سهى العزف على البيانو؟لكنها حتى لم تكمل دراستها الجامعية، إنها مجرد ربة منزل عديمة الفائدة!توجهت نظرات غيث نحو ذلك الظل الذي جلس بوضعية مهيبة، حيث تلاعبت الأضواء والظلال على محياه الوسيم بشكل معقد غامض.تحت الضوء الناعم، جلست سهى بهدوء بجانب البيانو، مثل زنبق يتفتح في الليل، ناصع وأنيق.عندما ضغطت بإهمال على مفاتيح البيانو لتجرب العزف، مُطلقة السلسلة الأولى من النوتات الموسيقية، خطرت نفس الفكرة لأولئك الحاضرين: يبدو أنهم استهانوا بقدرات السيدة سهى منذ البداية.لا تعلم ناهد متى شدّت أصابعها على ظهر الكرسي المنحوت، المرأة التي تعزف على المنصة كأنها شوكة حادة اخترقت قلبها.كيف يكون هذا ممكنًا؟في تلك السنوات الماضية، كرهت سهى البيانو، لكنها لاحقًا أدركت أن ما تكرهه هو امرأة تعزف على البيانو، وليس البيانو نفسه. لماذا يجب أن تفوت مثل هذه النوتات الموسيقية الرائعة؟ما زالت أمامها حياة طويلة، تحتاج إلى الموسيقى ترافقها. لذلك لم تتعلم العزف فقط، بل أتقنت
Read more
الفصل 10
منذ البداية لم توافق على زواج ابنها هذا، فابنها المتميز بهذا المستوى كان ينبغي أن يقترن بزوجة على نفس مستوى تفوقه ليحظى بحياة سعيدة، أما الآن فهو مضطر ليكفل زوجة عادية لا تسعى للتطور ولا تهتم سوى بمتعها الشخصية طوال حياتها، إنه لأمر يثير الأسف حقًا.فجأة تذكرت ناهد شيئًا، فأخرجت علبة هدية متقنة من حقيبتها ونهضت لتتجه إلى مكان ليان: "يا ليان، لقد أحضرت هدية لكِ."أخذت ليان الهدية بمفاجأة سعيدة: "ما هذا؟!""يمكنكِ أن تفتحيها بنفسكِ وتنظري!" قالت ناهد مبتسمة.كانت قريبة منها، حتى أن عطرها انتقل إلى المكان الذي تجلس فيه سهى. كان هذا بالضبط العطر الذي يحمله غيث على جسمه كل يوم. نظرت سهى نحوهما، كانت ناهد واقفة بجانب غيث حينما قدمت الهدية، وهي الآن منحنية حيث لامست ذراعها كتف غيث بدون قصد.أدارت سهى وجهها إلى الجانب الآخر، وهي لا تزال ممسكةً بكوب الشايفتحت ليان الهدية لترى كرة بلورية جميلة، ففرحت قائلة: "وااه! تعجبني كثيرًا!"ابتسمت ناهد ابتسامة حنونة: "أنا سعيدة أنها أعجبتكِ."عندما عادت ناهد إلى مقعدها، اصطدمت نظرات سهى بنظراتها فجأة. كانت ناهد تبتسم، وابتسامتها تخفي شيئًا من التحدي الذي
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status