Short
‎الحب الذي تأخر طويلاً

‎الحب الذي تأخر طويلاً

By:  ابراهيم العواضيCompleted
Language: Arab
goodnovel4goodnovel
21Chapters
25views
Read
Add to library

Share:  

Report
Overview
Catalog
SCAN CODE TO READ ON APP

Synopsis

عندما وقع الانهيار الثلجي في منتجع التزلج، دفعتني ابنة عمي ليلى إلى الأسفل. حازم حبيبي احتضن ابنة عمي ودار بسرعة مغادرًا ناسيًا أنني كنت تحت الثلج مدفونة. تُرِكتُ وحيدة في الوادي محاصرة لمدة سبعة أيام. وعندما عثروا عليّ أخيرًا، كان حازم غاضبًا جدًا: "يجب أن تشعري بالامتنان لأن ذراعي ليلى بخير، وإلا فإن موتكِ على هذهِ الجبال الثلجية هو فقط ما يمكن أن يكفر عن ذنبكِ!" "تم إلغاء حفل الزفاف بعد أسبوع. وسُيعقد مجدداً عندما تُدركين أنكِ كنتِ مخطئة." كان يعتقد أنني سأبكي وأصرخ وأرفض، لكنني اكتفيت بالإيماء برأسي بصمت، وقلتُ: "حسنًا." لم يكن يعلم أنني قد عقدت صفقة مع إلهة القمر في الجبال. بعد ستة أيام، سأعطيها أغلى ما لدي، حبي وذكرياتي عن حازم. ومنذ ذلك الحين، سأنسى كل شيء يتعلق به، وأبدأ حياة جديدة في مكان آخر. الزواج لم يعد له أي أهمية. تلك الفتاة التي كانت تحب حازم، قد ماتت منذ فترة طويلة في تلك الجبال الثلجية.

View More

Chapter 1

الفصل 1

عندما حدث الانهيار الثلجي في منتجع التزلج، ليلى دفعت رهف من على الجبل، ليلى أصيبت بخلع في ذراعيها وسقطت في مكانها، لكن رهف سقطت إلى قاع الجبل.

ظلت رهف محاصرة في جبل ميري الثلجي لمدة سبعة أيام كاملة.

لو لم تُخترق قدمها بغصن شجرة، الذي جعل آثار دمائها تبرز بشكل واضح في الثلج الأبيض، ربما لم يكن ليتم العثور على رهف طوال حياتها.

انتشرت آثار الدم في الثلج، كأنها زهرة حمراء.

كانت رهف تتكئ على جذع شجرة، تكاد أن تفقد الوعي، ضعيفة ونحيلة كأنها ستذوب في الثلج في أي لحظة.

عندما رآها فريق الحماية أبلغوا على الفور حازم عبر جهاز الاتصال:"سيد حازم، لقد وجدنا الآنسة رهف!"

سرعان ما هبطت طائرة هليكوبتر من السماء، وخلقت عاصفة جعلت رهف تكاد لا تستطيع فتح عينيها.

ومع ذلك، رأت رهف حازم على الفور، لكن خلفه كانت تقف ليلى.

اندفع حازم نحو رهف بسرعة، وعندما رأى شكلها النحيل وكانت على وشك السقوط، بدأ يصارخ:"كيف تجرُئين على التجول هنا وهناك، لقد قمت بتحريك آلاف الأشخاص للبحث عنك!"

"لو كنت قد بقيت في مكانك، لما استغرق الأمر خمسة أو ستة أيام للعثور عليكِ! لقد كان فريق الحماية يعمل على مدار الساعة بسببك!"

"أنتِ لا تشعرين بالراحة إذا لم تسببي المتاعب لي، أليس كذلك؟"

حدث ذلك نوفمبر، فكان الجبل مُغطى بالثلوج البرد قارس، حيث انخفضت درجة الحرارة للعشرات تحت الصفر.

في البداية، كانت رهف خائفة من أن تضيع، لذلك كانت تكتفي بالبقاء في مكانها، تتجمد وتنتظر بفارغ الصبر إنقاذ حازم لها.

كانت رهف تفكر لابد وأن حازم لن يتركها هنا لتموت.

لكن عندما جاء الليل، غمر الظلام المكان، وكانت هناك عيون تلمع تراقبها من كل جانب، وسمعت صرخات قريبة لحيوانات مفترسة.

شعرت رهف بالخوف لدرجة أنها ارتجفت، ولم تستطع إلا أن تمسك المشعل طوال الليل حتى أنها لم تجرؤ على إغلاق عينيها.

ومع مرور الوقت، نفذ آخر ما لديها من طعام، واضطرت للبحث عن النباتات البرية والفواكه.

لكن في هذا البرد القارس، كانت أصابعها تنزف من الحفر، لكنها لم تستطع حتى أن تجد ما يسد جوعها.

يوم، يومين، ثلاثة أيام...... كان الأمل القليل في قلب رهف مثل شعلة تتلاشى في الرياح الباردة، حتى انطفأت بلا رحمة.

بينما كانت تستمع إلى توبيخ حازم، كانت فقط تنظر إلى الأسفل بلا حول ولا قوة.

كان حازم يشتكي من ضجيجها، ويعتبرها متعبة، ويكره ثرثرتها.

في كل مرة يحدث شيء، بغض النظر عن كيفية تفسير رهف له، كانت إجابة حازم دائماً:

"هل تعتقدين أنكِ تتحدثين بحق؟ ما هذه الحيلة التي تلعبين بها؟"

حسناً.

لم تعد تريد الجدال معه، فليكن ما يقول.

أحد الحراس بجانبها عطس بسبب الرياح، ولم يستطع إلا أن يتمتم بهدوء:

"غالباً توجد ذئاب في هذا الجبل الثلجي، لو كانت قد بقيت رهف هنا، لكانت الآن مجرد كومة من العظام."

"حقاً؟" كانت ليلى متفاجئة ووضعت يدها على فمها: "رهف، هل هذا صديقك؟"

هز الحارس الذي تم سؤاله رأسه بلا فهم: "لا، لا أعرفها."

كان هذا هو اليوم الأول له في العمل، ولم يتعرف حتى على زملائه، فكيف سيعرف رهف.

ابتسمت ليلى ابتسامة ذات معنى: "هكذا الأمر؟ أنت تهتم بها كثيراً، كنت أعتقد أنكما تعرفان بعضكما."

"يبدو أن رهف جذابة، حتى بعد مرور هذه الفترة القصيرة، هناك من لايزال يتحدث عنها."

وبالفعل، تغير وجه حازم على الفور:

"رهف، هل أنتِ بهذا القدر من عدم الوعي."

ثم أدار رأسه مشيراً إلى الحارس الذي تحدث للتو بصوتٍ بارد:"أنت، لا تأتي إلى العمل بعد الآن."

"تأكد من فهمك، أنا صاحب العمل هنا."

"إذا كان هناك من لا يستطيع التمييز بين الأهم والأقل أهمية منه، فلا داعي للعمل!"

عندما قيل هذا، تراجع الجميع بضع خطوات، خوفاً من أن يسببوا لأنفسهم المتاعب ويفقدوا وظائفهم.

كانت ليلى هي التي صعدت أولاً: "رهف، هل أنتِ بخير؟"

قالت ليلى وهي تريد مساعدة رهف على النهوض.

"حازم، لم تكن رهف تقصد خلع ذراعيّ، لقد دللتها عائلتها وهي طفلة لتكون متغطرسة ومتهورة، ونظرت إليّ وأفرغت غضبها عليّ."

"حازم لا تغضب من رهف ......"

"لقد خُلعت كلتا ذراعيّ وما زلت أتعافى منذ عدة أيام، رهف كانت وحيدة في الجبال الثلجية لفترة طويلة، لابد أنها تشعر بالحنين لمنزلها، هيا بنا لنذهب."

"يجب أن تكوني سعيدة لأن ذراعي ليلى على ما يرام، وإلا فلن يكون أمامك سوى الموت في هذا الجبل الثلجي للتعويض عن ذلك!"

"لقد أُلغي الزفاف الذي كان بعد أسبوع، متى ستدركون أنكِ كنتِ مخطئة يا رهف، متى سيقام الزفاف؟

أصبح وجه حازم أكثر قبحاً.

"عجباً! من لا يعرف أن هذا الجبل غير محمي وغير آمن، ولا يمكنك أن تلوم نفسك على التجول في الأرجاء من أجل التقاط صور جميلة!"

"رهف، لولا حقيقة أن والديك أنقذوا حياتي، لكنت فسخت خطوبتي منك منذ وقت طويل!"

Expand
Next Chapter
Download

Latest chapter

More Chapters

Comments

No Comments
21 Chapters
الفصل 1
عندما حدث الانهيار الثلجي في منتجع التزلج، ليلى دفعت رهف من على الجبل، ليلى أصيبت بخلع في ذراعيها وسقطت في مكانها، لكن رهف سقطت إلى قاع الجبل.ظلت رهف محاصرة في جبل ميري الثلجي لمدة سبعة أيام كاملة. لو لم تُخترق قدمها بغصن شجرة، الذي جعل آثار دمائها تبرز بشكل واضح في الثلج الأبيض، ربما لم يكن ليتم العثور على رهف طوال حياتها.انتشرت آثار الدم في الثلج، كأنها زهرة حمراء.كانت رهف تتكئ على جذع شجرة، تكاد أن تفقد الوعي، ضعيفة ونحيلة كأنها ستذوب في الثلج في أي لحظة.عندما رآها فريق الحماية أبلغوا على الفور حازم عبر جهاز الاتصال:"سيد حازم، لقد وجدنا الآنسة رهف!"سرعان ما هبطت طائرة هليكوبتر من السماء، وخلقت عاصفة جعلت رهف تكاد لا تستطيع فتح عينيها.ومع ذلك، رأت رهف حازم على الفور، لكن خلفه كانت تقف ليلى.اندفع حازم نحو رهف بسرعة، وعندما رأى شكلها النحيل وكانت على وشك السقوط، بدأ يصارخ:"كيف تجرُئين على التجول هنا وهناك، لقد قمت بتحريك آلاف الأشخاص للبحث عنك!""لو كنت قد بقيت في مكانك، لما استغرق الأمر خمسة أو ستة أيام للعثور عليكِ! لقد كان فريق الحماية يعمل على مدار الساعة بسببك!"
Read more
الفصل 2
قبل ثلاثة أعوام، توفي والدا رهف في حادث سيارة لإنقاذ أب وأم حازم، وقسم الأقارب تركة عائلة رهف بشكلٍ كامل.أشفق جد حازم على رهف وأخذها إلى منزل عائلة العنزي حتى لا ينتهي بها الأمر مشردة في الشوارع.كان الرجل العجوز يخشى أن تتعرض للتنمر، لذلك رتب زواجاً بينها وبين حازم، وطلب منها أن تكون حفيدته.لذلك أصبح حازم ورهف خطيبان.لكن حازم يحظى بشعبية كبيرة لدرجة أن لا أحد في الرياض لا يعرف أن السيد الأكبر لعائلة العنزي يتمتع بمظهرٍ كريم، حيث كانت الفتيات من شرق المدينة إلى غربها كلهم معجبين بحازم.في المقابل، كانت تبدو رهف بأنها عديمة القيمة تقريباً.من أجل الاحتفاظ به، يمكن القول بأن رهف تفعل كل ما في وسعها، فكانت تبكي وتنتحب وتحاول شنق نفسها. أي فتاة تقترب من حازم، تبعدها رهف بكل الطرق.يقول الجميع أن رهف كانت غيورة جداً. وكانت تنشر رهف صورها مع حازم على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار حبها تأكيداً لسيطرتها.ولكن الآن، في مواجهة اتهامات حازم، هزت رهف رأسها فقط وأجابت بهدوء: "علمت ذلك."حازم تفاجأ. وفقا للماضي، كان يجب على رهف أن تبكي وتصنع مشهداً على الفور، صارخةً بأنها لا تس
Read more
الفصل 3
بصعوبة كبيرة، تمكنوا أخيرًا من الوصول إلى أقرب مستشفى، لكن بعد الفحص، أخبرهم الطبيب بوجه متجهم:إصابة قدم رهف خطيرة للغاية، والطريقة الوحيدة الآن هي بتر الجزء المصاب لمنع تفاقم التسمم.إذا تُرك الجرح الملتهب والمتقرح دون علاج، فقد تفقد رهف ساقها بالكامل.ليس هذا فحسب، بل إن الجوع الشديد أضر بجهازها الهضمي، وقد يستغرق التعافي التام منه ما لا يقل عن عشرين عامًا.حازم تلقى الخبر وكأنه ضُرب بمطرقة على رأسه، ظل في حالة ذهول للحظات قبل أن يستعيد وعيه، ثم انفجر غاضبًا وركل الكرسي بقوة:"مستحيل!""مجرد إصابة سطحية كيف تصل إلى البتر؟ أيها الطبيب الفاشل، لا تتحدث بالهراء! "ليلى سارعت إلى تهدئته:"حازم، لا تقلق." "بالتأكيد المشكلة ليست في الإصابة، بل في مستوى الأطباء هنا. عندما نعيدها إلى الرياض، سنجد حلاً.""أخي طبيب جراح بارع، دعه يلقي نظرة أولًا.""وإن لزم الأمر، يمكننا الاستعانة بخبراء من الخارج."حينها فقط بدأ حازم يهدأ، لكن القلق ظل واضحًا في عينيه."نعم، نعم، دعي أخاك يفحص رهف." قال وهو يقبض يده بتوتر:"ابحثوا عن أفضل الأطباء، لا بد أن هناك علاجاً!"بسرعة، قوموا بِأخذها إل
Read more
الفصل 4
بينما كانت تتحدث، بحثت عن وضعية مناسبة ثم تمددت على الثلج.وعندما هرع حازم إلى المكان، وجد ليلى مستلقية هناك، بينما كانت رهف مدفونة تحت الثلوج في أسفل الجبل.أخبرته ليلى أن رهف لم تكن معها ولا تعرف أين ذهبت، فوقع حازم في الفخ، وأسرع بأخذ ليلى إلى المستشفى، تاركًا رهف وحيدة، مهجورة في قاع الجبل.منذ أن شهدت وفاة والديها، نشأت داخل رهف رهبة غامضة من الوحدة، لكن حينها، كان حازم بجانبها دائمًا.ولهذا السبب، جاءت معهم إلى هنا للتزلج؛ كانت ترغب في قضاء أكبر وقت ممكن بجانبه، حتى وإن كانت ليلى موجودة، فقد أرادت أن تحاول على الأقل.لكنها لم تتخيل أبدًا أن ينتهي بها الأمر على حافة الموت في أعماق جبل جليدي.عادت مشاعر اليأس من الحبس إلى ذاكرتها، ارتجفت لا إراديًا، واجتاحها الألم الجسدي والعذاب النفسي في آنٍ واحد، حتى بدأ العرق البارد يتصبب من جبينها.فجأة، سحبها حازم بقسوة من سريرها: "أسرعي واعترفي بخطئك، هل سمعتِ!""لولاكِ، لما أصيبت ليلى بكسر في ذراعها والتواء في معصمها!""إن فقدت قدرتها على الرسم للأبد، فاستعدي لدفع الثمن!" أدى عنفه إلى تمزق الجروح على جسدها، وسرعان ما تسربت الدماء
Read more
الفصل 5
رهف كانت قد أمضت ثلاثة أيام في المستشفى، وخلال هذه الفترة، لم يكن هناك سوى ممرضة متدربة تأتي بين الحين والآخر لتعقيم جروحها ووضع الدواء لها.لكن في الواقع، لم يكن ذلك سوى تنظيف بسيط للجرح مع مسحة من مطهر، دون أي تأثير علاجي يُذكر.كانت الممرضة قاسية عديمة الخبرة، مما جعل رهف تشعر بألم لا يُطاق، وعرق بارد يتصبب منها في كل مرة تلمس جراحها.تمسكت بغطاء السرير بقوة، حتى أصبح مفصل أصابعها شاحبًا من شدة الضغط.حين رأى حازم هذا المشهد، لم يستطع تحمل الأمر أكثر، فانتزع منها زجاجة الدواء وأخذ على عاتقه وضعه بنفسه:"لماذا لا تخبرينني عندما تشعرين بالألم؟" "في الماضي...... ألم تكوني دائمًا تثيرين المشاكل حتى أهدئكِ؟"في الماضي، كانت رهف تتدلل عليه دائمًا، مطالبةً منه أن يواسيهالكن الآن، فضّلت أن تتحمل وحدها، دون أن تشتكي.خفض حازم نبرته قليلًا، منتظرًا منها أن تستجيب له.فقط لو أخذت الخطوة الأولى، فهو لن يمانع في منحها فرصة أخرى......فهي، في النهاية، لا تزال خطيبته، وهي ملكه.لكن رهف لم تفعل ذلك، بل أدارت وجهها إلى الجانب كما لو أنها لا تريد حتى النظر إليه، وقالت ببرود:"أعتذر لأن
Read more
الفصل 6
حازم استدار ونظر إلى رهف بنظرة مليئة بالاحتقار: "رهف، أنتِ حقًا لن تعترفين بخطأكِ إلا حينما تعرفين معني الألم !""سأرى كم من الوقت ستعيشين بعد أن تبتعدين عن عائلة العنزي!" "من الآن فصاعدًا، نحن نُلغي الخطوبة! أنتِ لم تعدي خطيبتي!" شحب وجه الجد محسن من الغضب وأشار إلى حازم بإصبع مرتجف: "أنت! يا أعمي القلب والبصيرة ......" قبل أن يكمل كلامه، أغلق عيناه وسقط مغشيًا عليه.ركض الأطباء بسرعة لنقل الشيخ المسن للعناية، بينما شعرت رهف بالذعر واندفعت بسرعة لتقف، لكنها ضغطت على جرحها فسقطت على الأرض."جدي، جدي......" انهمرت دموعها وهي تمد يدها لتحاول الإمساك بأطراف ملابس حازم: "دعني أذهب إليه، أرجوك......" كانت دموعها تختلط مع دمائها، حتى أن الأرض امتلأت ببقع حمراء.لكن حازم دفعها بعيدًا عنه بغضب: "بماذا تتظاهرين؟" "لو لم تُحدثي هذه المشاكل، ما كان جدي ليتأثر هكذا؟""رهف، أنتِ حقًا لا تستحقين أي احترام!" ثم تركها وخرج مع الأطباء، وأعطى أوامر للحراس بعدم السماح لها بمغادرة الغرفة.وصلت أخبار الحادث إلى والدي حازم في الخارج، فهرعوا على الفور إلى المستشفى"لقد غبنا عن المنزل
Read more
الفصل 7
أثناء مكوثها في المستشفى، جاء حازم ليتحقق من حالتها الصحية، لكن خالد تجاهل الموضوع قائلاً:"كما ترى، هي لا تتعاون وأنا لا أستطيع فعل شيء." "عندما تقرر التعاون وتبدأ العلاج، ستتعافى بسرعة.""عندما تذهب إلى الخارج، سيكون هناك خبراء أفضل يعالجونها، فلا داعي للقلق."كان حازم غاضبًا من تصرفاتها غير المعقولة، لكنه كان يشعر أيضًا بسعادة خفية بسبب اهتمامها به، وهذا ما جعله لا يستطيع إخفاء ارتياحه الداخلي.من الواضح أن رهف تعني له الكثير، لدرجة أنها كانت مستعدة للإضرار بنفسها من أجل البقاء قريبة منه."رهف، لماذا لا تتعاونين مع العلاج؟ لماذا تستمرين في إهانة نفسك وتفاقم حالتك؟"لكن رهف اكتفت بالسؤال بصوت هادئ: "هل استفاق جدي؟" في لحظة، اختفت كل مشاعره الرقيقة تجاهها و نظر إليها باستهزاء وقال:"أنتِ حقًا تجرُئين على السؤال؟""لو لم تكن قدمك مصابة، لكان عليكِ الركوع مٌعتذرةً لجدي!" قالت رهف بهدوء: " أنا آسفة."لكن حازم بدا وكأنه لم يسمع، أو ربما كان لا يريد سماع كلماتها.بعد فترة، تم جمع أغراض رهف في منزل عائلة العنزي، وكأنهم يريدون طردها من المكان.من بين تلك الأغراض كان هناك تم
Read more
الفصل 8
"رهف!"تجمد حازم في مكانه، وكأن الزمن توقف فجأة. كانت الدماء التي تتدفق ببطء من تحت جسد رهف حمراء، كخنجر مسموم يغرس في صدره، تصيبه بألم لا يطاق."رهف، رهف......"كانت عيناه حمراوتان، ويداه ترتجفان وهو يمسك بيد رهف الباردة، محاولًا عبثًا أن ينقل إليها بعض الدفء، لكن جسدها كان بلا حراك.في غضون لحظات، هرع الأطباء والممرضون إلى المكان، ورفعوها على نقالة، ثم أسرعوا بها إلى غرفة الطوارئ."رهف، لا يمكن أن يحدث لكِ مكروه، أرجوكِ.""رهف لا تموتي، أرجوكِ لا تموتي......"ركض خلف الأطباء، وصوته يرتجف، وقلبه يكاد ينفجر من الرعب.داخل غرفة الطوارئ، تعالت أصوات الأطباء."المريضة تعاني من كسور مفتتة في الأطراف، خاصة في الساقين.""الأعضاء الداخلية للمريضة ممزقة، مما أدى إلى نزيف حاد، كما أن الدماغ تعرض لإصابة خطيرة.""المريضة تنزف بشدة، أسرعوا! جهّزوا عملية نقل الدم!"تسربت كل كلمة من الأطباء إلى أذني حازم كسكاكين حادة، شعر بدوار شديد، وكاد أن ينهار.أُضيئت إشارة العمليات فوق غرفة الجراحة، وأُغلقت الأبواب بإحكام، تاركة إياه خارجًا غارقًا في القلق.لا يستطيع تخيل عالمه دون رهف.......لا، ه
Read more
الفصل 9
"مستحيل!"دفع حازم ليلى بعيدًا عنه دون أن يبالي بسقوطها على الأرض، كان كل ما يريده بجنون هو النهوض: "يجب أن أذهب لرؤيتها، يجب أن أرى رهف......"لكن مهما حاول، لم يستطع سوى السقوط مرارًا وتكرارًا، وبدأت الجروح على ركبتيه تنزف، ملوّنة الأرض بالدماء.أسرعت ليلى لمساعدته على النهوض، وعيناها ممتلئتان بالدموع، صوتها مختنق بالبكاء:"حازم، لا تكن هكذا، رؤيتك تتألم بهذا الشكل تجعلني أشعر بحزن شديد."" لى الأقل، لا تزال رهف على قيد الحياة، طالما هناك طريقة، لا بد أنها ستستيقظ.""فلتهدأ أولًا، حسنًا؟"هدأت مشاعر حازم الهائجة تدريجيًا عند سماع ذلك، وسرعان ما استدعى الحراس الشخصيين:"أعيدوني إلى منزل العنزي، بسرعة!""يقال إن تحفيز العواطف يساعد في إيقاظ مرضى الغيبوبة، إذا تمكنا من العثور على أشياء قديمة تخص رهف، فبالتأكيد سنتمكن من إيقاظها."بمرافقة الحراس، عاد حازم إلى منزل العنزي. ولكن بمجرد دخوله، شعر أن القصر لم يعد كما كان من قبل.تم استبدال ممسحة الباب الوردية التي اشترتها رهف بأخرى بنية عادية، والطاولة التي كانت تحمل دائمًا باقات الزهور التي اعتادت تقليمها، أصبحت فارغة تمامًا.
Read more
الفصل 10
حان المساء بالفعل عندما وصل حازم إلى المستشفى."حازم، من الجيد أنك أتيت، تعال لنتناول العشاء معًا."نظرت ليلى إلى وجنتيه الغائرتين قليلًا، شعرت بالشفقة عليه، لكنها لم تستطع إخماد نار الغيرة في قلبها.أصبحت رهف عديمة النفع، ومع ذلك لماذا لا يزال حازم يهتم بها إلى هذا الحد؟لكنها لم تُظهِر أي شيء.الآن حازم في حالة نفسية سيئة، وعليها أن تستغل هذه الفرصة جيداً، لتثبت نفسها تماماً، وتجعل رهف تختفي من حياته للأبد.دفعت حازم بلطف إلى الطاولة ورتبت له الطعام أمامه:"حازم، سمعت من الحراس أنك لم تأكل شيئًا طوال اليوم، أهذا ممكن؟""أفهم أنك قلق على الأخت رهف، لكن لا يمكنك أن تهمل نفسك.""إذا رأتك رهف بهذا الحال، فكم سيكون ذلك مؤلمًا لها." "تفضل، هذا حساء الدجاج الذي أعددته لك طوال فترة ما بعد الظهر، جربه وأخبرني كيف هو الطعم؟"بدأ حازم أخيرًا يشعر ببعض الراحة بسبب أُسلوب ليلي اللطيف.أخذ الوعاء، وابتسم لها بلطف: "طعمه رائع يا ليلى، لديكِ مهارة جيدة في الطبخ."أظهرت ليلى ابتسامةً سعيدةً: "حقاً؟""إذا أعجبك، يمكنني أن أعده لك كثيرًا، ما رأيك؟"لكنها غطت فمها بسرعة بعد قول ذلك، كما
Read more
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status