مشاركة

الفصل 2

مؤلف: رائد خالد
حتى بعد أن أصبحت روحًا، عندما أنظر إلى باب غرفة التخزين، لا يزال الشعور بالاختناق والحرارة يضغط عليّ، وكأنني لا أستطيع التنفس.

وكأنني في أي لحظة، سأُبتلع مجددًا في الظلام وأختنق حتى الموت.

تراجعت بخوف وبدون تفكير، ابتعدت قدر الإمكان عن غرفة التخزين وسرعان ما وجدت نفسي في غرفة الطعام.

في غرفة الطعام.

كان والدي وأخي يحيطان بليان من كلا الجانبين، يهدئانها بلطف.

عانقها والدي برفق وهو يقول: "ليان، أنظري إليك، لقد فقدتِ الوزن مرةً أخرى، يجب أن تأكلي أكثر لتحافظي على صحتك."

"ما حدث المرة الماضية أخافك، أليس كذلك؟ والدك يعلم أنكِ تعرضتِ للظلم."

"لقد عانيتِ كثيرًا، وتلك الفتاة اللعينة لم تتلق سوى عقابٍ بسيط، كان يجب أن تعاقب أكثر؛ لا تقلقي، لن أسمح لكِ بالمعاناة بعد الآن، وسألقنها درسًا قاسيًا."

حاول أخي مداعبتها ليخفف عنها وقال: "أختي، أنتِ أختي الوحيدة......"

وقفت خلفهم، أسمع كيف يصفني والدي بالفتاة اللعينة، وأخي يتحدث عن أخته الوحيدة، أردت البكاء، لكن لم أستطع إسقاط دمعة واحدة.

كنا نحن العائلة الحقيقية، نحن من يتشاركون الدم نفسه، لكن في أعينهم، لم يكن هذا هو الواقع.

تم حبسي في غرفة مظلمة لا يدخلها النور، فلا أستطيع العيش أو الموت.

لكن بالنسبة لوالدي، فإن عشر دقائق قضتها ليان في غرفة التخزين كانت أكثر أهمية من الأيام التي قضيتها أنا هناك محبوسة.

في غرفة التخزين، كنت ملقاة على الأرض، مكبلة مثل قطعة قمامة.

كنت مرعوبة من الظلام ومن المساحات المغلقة، أردت الخروج لكنني لم أستطع التحرك.

قاومت بجنون ويأس، حتى كسرت أصابعي في محاولة لتحرير نفسي من القيود.

طرقت الباب الخشبي بقوة، أصرخ طلبًا للخروج، حيث اعتذرت متوسلةً فاقدةً كرامتي لأقصي درجة، فقط لأحظى بفرصة للبقاء على قيد الحياة.

لكن لم يكن هناك أي استجابة.

كل ما تلقيته كان سخرية باردة وقاسية من والدي.

"أخِفْتِ بهذه السرعة؟ ألم تفكري كم كانت ليان خائفة عندما حبستها؟ إنها أصغر منك."

"ابقي هنا وتعلمي كيف شعرت ليان بالخوف، وبعدها لن تجرؤي على إيذاء أختك مجددًا."

"أنتِ لا تتصرفين كأختٍ كبرى على الإطلاق."

حاولت بأصابعي أن أخدش أي ثقب يسمح بمرور شعاع ضوء أو نسمة هواء.

لكن حتى عندما تمزقت أصابعي وسالت منها الدماء، لم أتمكن من فعل ذلك.

استسلمت لليأس بينما كان الظلام يبتلعني، وفي غمرة الغيبوبة، بدا لي أنني سمعت صوت ليان.

"أنتِ بردانة يا زينة؟ سأساعدك على الشعور بالدفء."

سرعان ما شعرت بأن مكيف الهواء في غرفة التخزين قد تم ضبطه على الهواء الساخن.

كان الصيف حارًا بالفعل، وغرفة التخزين ضيقة ومختنقة، ومع الحرارة الإضافية، أصبحت كأنها فرن، وبعد وقت قصير، بدأ جسدي يتألم.

بحثت في الظلام عن الماء، أريد أي شيء يساعدني على تبريد جسدي.

لكن حينها فقط اكتشفت أن الطعام والماء الذي كانا من المفترض أن يكونا هنا قد تم استبدالهم بالقمامة التي لا تصلح للأكل أو الشرب.

كل هذا كان من فعل ليان.

سقطت على الأرض في حالة يأس.

حتى تلاشى الألم تدريجيًا.

حتى اختفى وعيي تمامًا.

استمر في قراءة هذا الكتاب مجانا
امسح الكود لتنزيل التطبيق

أحدث فصل

  • ‎قتلني لينصف ابنة ليست له   الفصل 11

    عند وصولي إلى مركز الشرطة، كنت مستعدة لمتابعة التحقيق عن قرب، أردت أن أرى والدي وهو يعترف بجرائمه بعينيّ.لكن ما إن وصلت إلى باب غرفة الاستجواب، حتى شعرت بقوة تدفعني للخلف، مصحوبة بألم لم أشعر به منذ فترة طويلة.حاولت عدة مرات، لكن كل محاولة كانت تتركني مع ألم لاذع يمزق روحي، فاضطررت إلى التراجع بأسف.في الأيام التالية، بدأت أتجول عند مدخل مركز الشرطة، ألتقط بعض الأخبار من الأحاديث المارة.لم تكن المعلومات كثيرة، لكنني سمعت ما يكفي لإسعادي.أُثبتت تهمة القتل العمد على والدي، وقد اعترف بجريمته، فمن المتوقع أن يُحكم عليه بالإعدام قريبًا.كما أن شركته، التي تورطت في التهرب الضريبي والاحتيال المالي على مدى السنوات الثلاث الماضية، قد تم إغلاقها نهائيًا.كنت أظن أن ليان ستطلق سراحها، لكن الشرطة كشفت أثناء التحقيق أن ابن عمها لم يمت بحادث، بل دفعته هي إلى النهر ليغرق.على الرغم من أنها كانت قاصرة وقت ارتكاب الجريمة، إلا أن تهمة القتل العمد ستجعلها تقضي عقوبة طويلة في السجن.في يوم المحاكمة، ذهبت إلى المحكمة، وهذه المرة تمكنت من الدخول بعد محاولتين فقط.في ذلك اليوم، رأيت يزن جالسًا

  • ‎قتلني لينصف ابنة ليست له   الفصل 10

    هذا الصوت المفاجئ أرعب الاثنين الجالسين على الأريكة.كان أبي أول من اعتدل في جلسته، وحاول التظاهر بالتستر على ملابسه، ولم يسترِح إلا بعد أن تأكد من عدم وجود أحد حوله.أنا أيضا صُدمت، لم أتوقع أبدًا أنني أستطيع لمس الأشياء، فطفوت لا شعوريًا نحوها لأتفحص الأمر عن قرب."يا إلهي!""شبح!"رأت ليان ظِلا للحظة، فصرخت بفزع على الفور.ما الذي يحدث؟ هل تستطيع رؤيتي؟تجمدت في مكاني، غير مستوعبة لما يجري، ولم أجرؤ على التحرك.بعد لحظات من التوقف، حين لم تجد شيئاً، تسللت ليان إلى حضن أبي، متدللة عليه."أنا خائفة، احضنني."جلست فجأة في حضنه، وكانت ملابسها العلوية منزاحة بشكل فاضح.عاد الاثنان إلى أجوائهما المشبوهة، ولم يُسمع سوى أنين متقطع.تمنيت في تلك اللحظة أن أكون عمياء، لقد كان مشهدًا مقززًا!وفي اللحظة التي كانا فيها في قمة الانغماس، فُتح باب الغرفة فجأة.هذا الصوت المفاجئ أفزع أبي العجوز، وأحدث كارثة واضحة في أسفل جسده.أما ليان، فقد انتفضت مرتعبة، وحين رأت رجال الشرطة يدخلون، تحول وجهها إلى شاحب كالأموات، وحاولت تغطية نفسها بوسادة قريبة.لم يعر رجال الشرطة أصحاب الخبرة أي اهت

  • ‎قتلني لينصف ابنة ليست له   الفصل 9

    "عندما حبست ليان، لماذا لم تفكري في مدى الخوف الذي ستشعر به؟ الآن تتوسلين، لكن الوقت قد فات!""لقد استمتعتِ بدلال والديك لسنوات، أما ليان فهي يتيمة مسكينة، ومع ذلك تجرأتِ على إيذائها!""أحذرك، إذا تجرأتِ على لمسها، فسأجعلك تتذكرين هذا الدرس مدى حياتك!""يا أختي، أنتِ امرأة شريرة حقًا، وعقاب والدي لك كان خفيفًا جدًا!""من الآن فصاعدًا، أنتِ لم تعودي أختي، لا يمكن أن يكون لي قريب شرير مثلك!""كم سيكون الأمر رائعًا لو أنكِ متِّ، وجود أخت مثلك عار علينا!"استمعت إلى هذه الكلمات وأنا أقاوم في الظلام حتى فقدت كل أمل.ماذا كنت أفكر عندما كنت أقاوم يائسة في الظلام؟لقد فكرت في أشياء كثيرة، لدرجة أنني لم أعد أتذكر أي شيء بوضوح الآن.ربما كان الندم هو الشعور الوحيد.ندمت على سذاجتي، وعلى كوني لم أحذر من شخص غريب على الإطلاق.ندمت على عدم ذهابي مع والديّ إلى مسقط رأسنا، ربما كنت سأتمكن من إنقاذ أمي.ندمت على أنني تمسكت بعلاقة الأبوة والأخوة التي لم تكن موجودة أصلًا.قبل أن أموت، راودتني فكرة أنني قد ألتقي بأمي بعد موتي.عندما فكرت في أمي، شعرت بوخز في أنفي، وكأنني على وشك البكاء.ل

  • ‎قتلني لينصف ابنة ليست له   الفصل 8

    في الليل، عاد والدي إلى مكتبه ولا يزال مقتنعًا بأنني قد هربت.وللتحقق من فكرته والعثور عليّ، قرر بنفسه مراجعة كاميرات المراقبة في المنزل.لم تكن هناك كاميرات مراقبة داخل الفيلا، لكن جميع الزوايا الخارجية كانت مغطاة بكاميرات، ولم يكن هناك أي زاوية عمياء، وكان كل دخول وخروج واضحًا تمامًا.وأظهرت الكاميرات بوضوح أنني منذ أن أُغلِق عليّ في المخزن، لم أخرج منه أبدًا."هذا مستحيل!"لم يصدق والدي الأمر، ورمى الكمبيوتر المحمول بغضب نحو الحائط، وتناثرت الشظايا في كل أرجاء المكتب."من المؤكد أن زينة قد تلاعبت بهذه اللقطات! ألم تكن متفوقة في الدراسة؟ ليس من الغريب أن تتمكن من فعل ذلك.""كيف أنجبت فتاة عاقة وخبيثة مثلها؟"بعد أن صبّ جام غضبه بالكلمات، لم يهدأ، فأمسك بمنفضة السجائر على الطاولة وألقاها بعيدًا.في هذه اللحظة، دخلت ليان إلى الغرفة وهي تحمل كوبًا من الحليب.فاجأها مشهد المنفضة الطائرة، فتفلت الكوب من يدها وتحطم على الأرض.أفاق والدي من غضبه، وعندما رأى ليان مذعورة، احتضنها بحنان ليطمئنها."ليان، لا تخافي، هل أخفتك؟""لم أكن أقصد إلقاء أي شيء عليك، كنت فقط غاضبًا لأن زينة ا

  • ‎قتلني لينصف ابنة ليست له   الفصل 7

    "سيدي......"كان صوت الخادم هو الذي أيقظه.أفاق الأب وركل الخادم بجانبه بقوة."ألا تزال واقفا؟ تخلص من هذه الفئران فورًا!""هل أنت متواطئ مع تلك الفتاة الميتة؟ أتيت بهذه الفئران والجثة المجهولة لإخافتي؟"نظر الخادم إليه بملامح مظلومة، بينما شعرت أنا بالاستياء الشديد.من يمكنه العمل مع والدي غير هؤلاء؟ هذا الخادم بالتحديد هو أكثرهم نفاقًا، لكنه مجرد موظف، لا يملك الجرأة مثل ليان التي تتصرف بغرور، وفي أغلب الأحيان يطيع الأوامر دون التدخل في الأمور الأخرى."سيدي، هذا ظلم! هذه الجثة تعود بالفعل للآنسة الكبرى، أنت من أغلقت عليها الباب بنفسك، وأنا فتحتها للتو فقط."لكن كلمات الخادم لم تكن كافية لإقناع والدي، ظل ينظر إلى المخزن بوجه مملوء بالغضب وعدم التصديق."زينة لا يمكن أن تكون ميتة، هذا غير حقيقي!""لا بد أن تلك الفتاة الملعونة تلاعبت بالأمور وهربت لتفادي العقاب.""انتظروا، سأجدها وأكسر ساقيها بنفسي."سمعت كلام أبي وشعرت بالسخرية، بدأت بالدوران حوله عمدًا، رغم علمي أنه لا يستطيع رؤيتي، لكنني شعرت براحة غريبة في داخلي."هاهاها، أبي العزيز، لقد متُّ بالفعل، ألم تر ذلك بنفسك؟"

  • ‎قتلني لينصف ابنة ليست له   الفصل 6

    مر نصف ساعة، وعندما رأى أبي أنني لم أظهر بعد، إسود وجهه."نصف ساعة ولم تخرج بعد، كيف؟ هل لا يمكني كأب أن أجعلها تظهر؟""يا لها من فتاة عنيدة، بقيت في الزنزانة كل هذا الوقت ولا تزال لا تعترف بخطئها.""سأرى ماذا ستفعل هذه الفتاة اللعينة."نهض أبي غاضبًا، وسقط الكوب الذي كان في يده على الأرض متحطمًا.وقفت بصمت خلفه أراقب، أراه غاضبًا ومضطربًا قليلًا، وعندما نهض، اصطدم بالكرسي، فابتسمت بسخرية."ليان، انتظري هنا، سأذهب وأجلب تلك الفتاة اللعينة لتعتذر لك."أسرع أبي خطواته نحو الزنزانة، وقبل أن يصل، فزع عندما خرج فأر فجأة من المخزن."ما هذا؟ من أين جاءت الفئران؟"كان الخادم يقف بجانب والده، وكان شاحب الوجه وغير قادر على تحمل المشهد، فقال له: "سيدي، من الأفضل أن ترى ذلك بنفسك."رأيت أبي يسير بخطوات متجمدة نحو اتجاه المخزن، وسرعان ما سيكتشف جثتي.شعرت بنوع من الإثارة تجاه هذا.لم أكن أعرف كيف ستكون ردة فعله عندما يرى الجثة.هل سيرتعب؟وصل أبي إلى الباب، لكنه لم يطل رأسه ليرى ما في الداخل، بل نظر بوجه مليء بالاشمئزاز وقال بغضب:"زينة، ماذا تفعلين؟ لا تخرجين بعد كل هذا الوقت؟ إذا ل

فصول أخرى
استكشاف وقراءة روايات جيدة مجانية
الوصول المجاني إلى عدد كبير من الروايات الجيدة على تطبيق GoodNovel. تنزيل الكتب التي تحبها وقراءتها كلما وأينما أردت
اقرأ الكتب مجانا في التطبيق
امسح الكود للقراءة على التطبيق
DMCA.com Protection Status