Share

الفصل 157

Author: شاهيندا بدوي
نزلت نور، فرأت الصحفيين يقفون عند بوابة المبنى يجرون مقابلات.

وكانت الكاميرات مصوبة على نيرمين وابنتها تبكيان وترويان معاناتهما.

كانت عينا عبير متورمتين من البكاء وهي تقول للكاميرا: "شكرًا لاهتمامكم جميعًا، بوجودكم معنا، أؤمن بأن العدالة ستتحقق قريبًا!"

"عن أي عدالة تتحدثين؟" ردت نور بوجه بارد وهي تقترب، لم يعجبها تمثيلهم، فقالت مباشرةً: "تظنون أن دمعتين تبكيانهما أمام الناس ستجعلني أخاف وأخضع لكم؟"

التفت الجميع، فإذا بهم يرون نور تتقدم نحوهم دون أي خوف.

رد فعل نيرمين كان أنها بكت بهستيريا، وأشارت نحوها قائلة: "نور، أنت بلا ضمير، أنا زوجة عمك، كيف تتصرفين بهذه القسوة معي؟ لا تهتمين بنا إن عشنا أو متنا، نحن حملناك على كفوف الراحة منذ صغرك، ولم نبخل عليك بشيء، كيف تستطيعين معاملتنا هكذا!"

قالت عبير وهي تنظر لنور: "أختي الكبرى، هل راجعتِ ضميرك؟ إن اعترفت بي وبوالدتي، فسنسامحك، نحن عائلة ولا شيء يستحق الخصام بيننا."

تقدم أحد الصحفيين بالميكروفون نحو نور، وسألها: "هل صحيح أن هاتين هما زوجة عمك وابنتها؟"

لم تخش نور الكاميرات، بل أجابت بهدوء: "نعم، هذا صحيح."

وبمجرد أن قالت هذا، تزايدت التعل
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل300

    اقتربت منار العامري من نور بخطى ثابتة.كانت على وجهها ابتسامة باهتة.وبالمقارنة مع الأمس، فقد بدا أسلوب منار العامري اليوم ألطف بكثير.ابتسمت نور وردّت عليها قائلة: "لا بأس، تعالي يا ليلى، وتعرفي على شركائنا في التعاون."كان سمير قد أوضح أنّ ليلى هي التي ستتولى استقبال مسؤولة مجموعة العامري، ولهذا حتى لو تغيّر موقف منار العامري، لم يكن أمام نور سوى أن تُعرّفها على ليلى .على الرغم من أن منار كانت مستاءةً في داخلها، إلا أنها أخفت ذلك بإتقان."هل تقومين بتدريب موظفين جدد مؤخرًا يا سكرتيرة نور؟"فقد سبق أن جاءت هديل، وها هي الآن ليلى.ومع ذلك، لم يظهر سمير بعد.هذا ما جعل منار العامري تشعر بعدم الرضا، لكنها لم تملك الجرأة على إظهار ذلك.أجابت نور: "هل تخشين أن يؤخر هذا الأمر التعاون بيننا يا آنسة منار؟ لا تقلقي، فكل تعاون يخضع لمراجعة مباشرة من قبل السيد سمير."أطبقت منار العامري على شفتها قليلًا وقالت: "إذًا، فلنذهب إلى مقر مجموعة القزعلي، ونتحدث هناك. ما رأيك أنتِ في خطة التعاون يا سكرتيرة نور؟"علمت منار العامري أنّ نور هي سكرتيرة سمير لمدة سبع سنوات بعد مغادرتها الأمس.ولهذا أرادت أن

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل299

    تحدّث عامر بصوت هادئ وواضح.ذهلت نور بالكامل.شهرين ونصف، بحلول ذلك الوقت، ستكون في شهرها الرابع، وسيكون حملها واضحًا.عندها، من المستحيل أن يسمح لها سمير بالرحيل.لكن، أدركت نور شيئًا سريعًا.فابتسمت ببرود وسألت بسخرية: "هل يجب أن أناديك بصديق سمير؟"تغيّم بصر عامر قليلًا، لكنه سرعان ما ابتسم وقال: "يا لكِ من ذكية؛ يا زوجة صديقي." رغم مظهره الهادئ، لكنه أعجب كثيرًا بفطنتها في داخله.فقد كشفت هويته في لمح البصر، قالت: "بما أنك لن تتولى قضية طلاقي، فوداعًا."استدارت وغادرت بعد أن أنهت كلامها.وبعد مغادرتها، اتصل عامر بسمير.كان سمير لا يزال نائمًا.كان قد شرب الكثير من الكحول، فأيقظه الاتصال وهو يتألم في كل جسمه.ضحك عامر ساخرًا بعدما سمع صوته الأجش: "لا زلت نائمًا؟ زوجتك جاءت إليّ باكرًا، واكتشفت هويتي الحقيقية فورًا. أنصحك أن تهتم بها أكثر!"اختفت آثار التعب من عيني سمير، وحلّ محلّها برود حاد.لم يردّ بكلمة عليه، بل أغلق الخط مباشرة.ثم اتصل بنور.كانت نور في تلك اللحظة تبحث عن محامٍ جديد.لكنها كانت تصطدم بالرفض بمجرَّد دخولها أي مكتبٍ للمحاماة.وعندما رأت مكالمة سمير، شعرت بقشعريرة

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل298

    غسلت نور وجهها، واستخدمت الكثير من غسول الوجه.حتى أنها استخدمت غسول اليدين، وجل الاستحمام.فاحت في الهواء رائحة خفيفة من زهر الغاردينيا.كانت تلك رائحة العطر التي تحبها نور.تصرفت نور على هذا النحو، فقط لتُزيل رائحة جسده عنه.لكن، ما هي الرائحة التي كانت على جسده؟رائحة دخان خانقة، ورائحة كحول قوية.ورائحة دم الرجل الذي ضربه.توقّفت يد نور فجأة، وتجمدت في مكانها.لكنها سرعان ما شرحت له: "أنت تفكر كثيرًا. أنت تعرف سبب رغبتي في الطلاق."انتهى وقت العقد.وفوق ذلك، لم يكن صادقًا قط في رغبته في إبقائها.إن لم ترحل، فهل كان من المفترض عليها أن تواصل مشاهدة تطوّر علاقته مع شهد؟ارتسمت على شفتي سمير سخرية واضحة.هو بالفعل يعلم.أرادت أن تعود إلى جانب روميو، لاشين.فكر سمير في الأمر، فتذكّرها وهي مع لاشين، حين جلسا على طرف حوض الزهور يضحكان ويتحدثان.وخاصة أن وجه نور الآن كان هادئًا جدًا.منذ عودتها حتى الآن، لم تتحدَّث معه ولا كلمة.في هذه اللحظة، فقد سمير السيطرة على مشاعره، فاقترب منها، وأمسك رقبتها بقوة، وقال: "نور، لقد غيّرت رأيي،لن أذهب معك إلى مكتب الشؤون المدنية."تفاجأت نور، وقالت: "

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل297

    "شكرًا."لكن، بغض النظر عن كل شيء، فسمير ساعدها، وهذا هو الواقع.كان سمير في قمة غضبه أصلًا، ولم يخفف الشراب من حدة انفعاله، وكلمات ذلك الرجل قبل قليل، لم تكن سوى كزيت سُكب فوق النار.والآن، تشكره نور؟قال سمير ببرود: "المعاملة بالمثل، لا داعي لكلمة شكرًا."انقبض حلق نور فجأة.كان فقط يرد لها الجميل.جيد.بهذا لا يكون أحد مدينًا للآخر.أطبقت نور شفتيها، وبعد لحظة من الصمت، ردَّت على سمير قائلة: "هل نعود إلى المنزل الآن؟""انتظريني قليلًا.""حسنًا."ولم تُفكر في الأمر كثيرًا.وضع سمير كيس الثلج في يدها، وأمسك يدها بكفه الكبير، وقال: "أمسكيه هكذا جيدًا لبعض الوقت، أنت ما زلتِ لم تغادري الشركة، وما زلت تمثلين صورتها."كان صوته باردًا للغاية.أومأت نور برأسها، وقالت: "فهمت." أنقذها لأنه زوجها، لأنها سكرتيرته، لأنها تمثل الشركة.وأيضًا، كما قال، لأن المعاملة بالمثل.الحدود بينهما واضح جدًا....ربط رجال عوَّاد ذلك الرجل في غرفة أخرى.كان عوَّاد يعلم أن سمير، الذي لا ينسى الإساءة، سيأتي بنفسه ليحاسبه.وكانوا في انتظاره.لكن ذلك الرجل لم يهدأ، ظلّ يقاوم وهو مربوط على الكرسي، حتى أخذ الكرسي ي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل296

    صرخ الرجل بصوته الأجش فجأة من الجهة المقابلة: "تبا! من أين خرج هذا الوجه الأبيض الصغير ليتظاهر بأنه بطل ينقذ الجميلات؟ أفسدتَ عليّ الأمر! سأجعلك تدفع الثمن!"اقترب صوته أكثر فأكثر.واندفع نحوهم بهجوم عنيف.لكن، رفع سمير قدمه، فطار الرجل في لحظة بعيدًا.بوم! سقط الرجل على الأرض بقوة.ضمّ سمير نور بيدٍ، واتصل بالهاتف باليد الأخرى: "عوَّاد، اتصل ببعض الرجال وتعالوا فورًا لحل مشكلة الحيوان عند باب الغرفة، وقل لبدر أن يأتي إلى الغرفة ومعه حقيبة الإسعافات."قال هذا.وأخذ نور إلى داخل الغرفة.لم يسمح سمير للرجل بالاقتراب منه ولو لمرتين، وحتى صوته البارد المليء بالهيبة أثناء اتصاله، جعله يدرك أن سمير ليس شخصًا عاديًا.فحاول أن يهرب بلا وعي.لكنه لم يجد مكانًا يهرب إليه.عواد، وبدر، وعامر، هؤلاء الأشخاص الثلاثة لم يكن من السهل أن يجتمعوا معًا.كان من الممكن لسمير ألا ينضم إليهم، متذرِّعًا بأن بدر استخدم هاتف سمير للاتصال بنور، ولكن بما أن الثلاثة اجتمعوا بالفعل، فكيف لهم ألا يستمتعوا باللقاء حتى النهاية؟بمجرد أن أجرى سمير الاتصال، بادر عوَّاد فورًا بالتواصل مع مدير النادي.وبعد أقل من دقيقتين

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل295

    سمع بدر هذا الكلام، فشعر فورًا أن هناك أمل، فقال: "نحن في غرفة 409 في نادي ميساء، أسرعي بالحضور، فأنا لدي مناوبة الليلة، وعلي أن أغادر قريبًا.""حسنًا..."حتى وإن لم يقل بدر إنه في مناوبة، فبمجرد أن اتصلوا بها، لم يكن بإمكان نور أن تتجاهل الأمر، وتترك سمير.حين سمع بدر نغمة مشغول على الهاتف، أدرك أن نور أنهت المكالمة، فأعاد الهاتف إلى جيب سمير.ثم أشار لعواد وعامر بعينيه. وغادر الثلاثة المكان معًا.لكن ما إن خرجوا، حتى فتح سمير عينيه.كانت عيناه السوداوان عميقتين، ولم يبدُ عليه أي أثر للثمالة....وصلت نور إلى نادي ميساء بعد ساعة.استقلت سيارة أجرة من شركة القزعلي إلى هناك، لكن الطريق كان مزدحمًا.واستغرق الأمر ساعة لتصل.لم تكن هذه الأماكن غريبة عليها، فقد رافقت سمير كسكرتيرته لمدة سبع سنوات.لكنها حين كانت تسير في الممر.اقترب منها رجل يسير مترنحًا.كانت عيناه نصف مغمضتين، ومن الواضح أنه ثمل.وكان جسده ضخمًا وعريضًا.تجنبته بشكل لا إرادي لما اقترب منها.لكن الرجل شم رائحة عطر خفيفة.أعجبته كثيرًا، فحدق في نور لا إراديًّا.كانت نور طويلة ذات بشرة بيضاء.وشفتيها صغيرتان كحبة الكرز.تخ

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status