Share

الفصل460

Author: شاهيندا بدوي
لم تكن دعاء تتوقع أن تتصل فاطمة بها، فاشتعلت غضبًا وقالت بحدة: "ما الأمر؟ هل قالت لك شهد شيئًا؟ نعم، أنا من آذيتها، وماذا في ذلك؟"

"أين أنت الآن؟"

لم تكن فاطمة تفكِّر سوى في تصفية الحسابات مع دعاء.

"ولماذا أخبرك؟ من تظنين نفسك؟"

ألقت حبّات اللب من يدها، ولوّحت بها في الهواء، تبحث عمّن تُفرغ فيه ما تراكم بداخلها من نار.

ضحكت فاطمة بسخرية وقالت: "هل أنتِ خائفة من أن أسبب لك المتاعب؟ أعلم أن مركز التجميل الخاص بك قد تم تحطيمه، فأصبحتِ أنتِ مثل السلحفاة المختبئة داخل قوقعتها!"

ردّت دعاء بحدّة: "أنا خائفة؟ طوال هذه السنين هل رأيتني خفتك يومًا؟ لولا أنك تزوجتِ إبراهيم، لما اعترفت بك فردًا من عائلة القزعلي!"

قالت فاطمة: "جيد، تعالي إذًا، نواجه بعضنا وجها لوجه!"

صاحت دعاء: "سآتي! بما أنكِ لا تحترمينني، فأنا أيضًا لن أستمر في مجاملتك!"

وما إن أنهت المكالمة حتى التقطت حقيبتها وهمّت بالخروج.

نادتها نور بقلق: "عمتي، إلى أين أنت ذاهبة؟ دعيني أذهب معكِ".

نظرت دعاء إليها وقالت: "لا تذهبي، فاطمة تريد الدفاع عن شهد، وسأمنحها الفرصة، ولنرَ إن كانت تستحقها!"

"عمتي..."

ركضت نور خلفها، لكن دعاء استقلّت سيا
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل462

    "سمير."وخلال شجارها مع دعاء، لمحَت فاطمة وجوده، فاجتاحها الذهول، وارتبك كيانها.حوَّلت نور بصرها، فرأت سمير واقفًا خلفهم، عينيه باردة، جامدة، لا أثر للدهشة فيه، كأنّ ما سمعه لم يكن مفاجئًا.بل على العكس، تقبّل الأمر بهدوء.دهشت دعاء من نظرته تلك. وندمت لحظتها، فقد نطقت بحقيقة كونه ليس ابن فاطمة البيولوجي في لحظة تهوّر.والتي تبدو كما لو لم تكن كالضربة بالنسبة لسمير.ظلّت تحدّق فيه، عيناها تائهتان: "سمير..."لكنه لم ينطق.فقد جاء فقط ليطمئن بعد أن علم أنهم هنا، وشعر أن أمرًا ما سيقع في المقبرة.صرخت فاطمة بغضب جامح: "دعاء! ما الذي تفوّهتِ به؟ أتتعمّدين إذلالي؟ لن تنعمي بالراحة!"ثم دفعتها بشدة.كانت دعاء منشغلة بالنظر إلى سمير، قد خفّ غضبها، وسحبت يدها عن الشجار، مشغولة في التفكير بما إن كانت قد جرحته.ولم تنتبه إلى دفعة فاطمة.فسقطت من أعلى السلّم.لم تكن نور قد استوعبت بعد أن سمير ليس ابن فاطمة البيولوجي، حتى رأت دعاء تتهاوى وتبدأ في التدحرج من على الدرج، فتقلَّصت عيناها، وصرخت بجزع: "عمتي!"توجّهت أنظار الجميع نحوها.حتى ملامح سمير ارتسمت فيها لمحة من الخوف والقلق.تدحرجت دعاء على

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل461

    "هكذا إذن! تتوسّلين غاياتك بكل وسيلة، تهدمين بيتًا بعد بيت، ولم تفكّري يومًا في خطئك!"صرخت فاطمة وقد بلغ بها الانفعال ذروته: "لم أُخطئ! أنتم من دفعني إلى هذا!"اقتربت شهد، تحاول تهدئة الموقف وقد رأت الانفعال يشتدّ بينهما: "كفى يا عمّة دعاء، لا تتشاجري مع عمة فاطمة، هي فقط ثارت في لحظة غضب، أنا بخير، ولا ألومك على شيء، عمتي، أرجوكما أن تهدآ، فلتتراجع كل واحدة منكما خطوة، هذا لا يستحق كل هذا العراك".لكن دعاء التفتت نحوها، وقالت بلهجة قاسية: "ليس لك شأن! تقولين إنك لا تلومينني، ومع ذلك تهمسين في أذن فاطمة، أليس ذلك لتدفعيها إلى مواجهتي ؟ تتصنّعين البراءة، وتتظاهرين بالطهارة، أكثر ما أمقت من البشر أمثالك!"فما إن سمعت فاطمة ذلك، حتى دفعتها غاضبة: "من تسبين؟ ألا تعلمين أن شهد لا تسمع؟ أتسيئين إليها من وراء ظهرها؟ كم من الخُبث يملأ قلبك!"ردّت دعاء بدفع مماثل: "إن كنتُ خبيثة، فأنتِ أشد خبثًا!"صرخت بها فاطمة وهي تحدّق بعينيها المتّقدتين: "تمدّين يدك عليّ؟ إذًا يا أنا يا أنتِ اليوم!""انظري كيف سأمزّقك تمزيقًا!"ثم اندفعتا تشتبكان، تتضاربان بعنف. فيما وصلا نور ولاشين في اللحظة نفسها، فشهدا

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل460

    لم تكن دعاء تتوقع أن تتصل فاطمة بها، فاشتعلت غضبًا وقالت بحدة: "ما الأمر؟ هل قالت لك شهد شيئًا؟ نعم، أنا من آذيتها، وماذا في ذلك؟""أين أنت الآن؟"لم تكن فاطمة تفكِّر سوى في تصفية الحسابات مع دعاء."ولماذا أخبرك؟ من تظنين نفسك؟"ألقت حبّات اللب من يدها، ولوّحت بها في الهواء، تبحث عمّن تُفرغ فيه ما تراكم بداخلها من نار.ضحكت فاطمة بسخرية وقالت: "هل أنتِ خائفة من أن أسبب لك المتاعب؟ أعلم أن مركز التجميل الخاص بك قد تم تحطيمه، فأصبحتِ أنتِ مثل السلحفاة المختبئة داخل قوقعتها!"ردّت دعاء بحدّة: "أنا خائفة؟ طوال هذه السنين هل رأيتني خفتك يومًا؟ لولا أنك تزوجتِ إبراهيم، لما اعترفت بك فردًا من عائلة القزعلي!"قالت فاطمة: "جيد، تعالي إذًا، نواجه بعضنا وجها لوجه!"صاحت دعاء: "سآتي! بما أنكِ لا تحترمينني، فأنا أيضًا لن أستمر في مجاملتك!"وما إن أنهت المكالمة حتى التقطت حقيبتها وهمّت بالخروج.نادتها نور بقلق: "عمتي، إلى أين أنت ذاهبة؟ دعيني أذهب معكِ".نظرت دعاء إليها وقالت: "لا تذهبي، فاطمة تريد الدفاع عن شهد، وسأمنحها الفرصة، ولنرَ إن كانت تستحقها!""عمتي..."ركضت نور خلفها، لكن دعاء استقلّت سيا

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل459

    "الآن! الآن حالًا!"ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتي شهد.كانت واثقة أن فاطمة سترغب برؤيتها.كل ما عليها فعله هو الجلوس هنا وانتظار قدومها.استدارت قليلًا، لكن الفضول نحو غرفة النوم الرئيسية دفعها لفتح الباب والدخول.من الواضح أن الغرفة لم يعش فيها أحدٌ منذ مدة.فتحت خزانة الملابس مباشرة، فوجدت بداخلها عددًا من قمصان النوم النسائية.منها ما نُزعت بطاقاته، ومنها ما لم يُنزع بعد.وكان من بينها بعض القمصان الحريرية المثيرة ذات الحمالات الرفيعة.أمسكت بواحد منها، وقارنته بجسدها، ثم دارت أمام المرآة دورة كاملة.لو ارتدته أمام سمير، لرآها بالتأكيد جميلة.لم تمكث طويلًا، فبعض الفرص يمكنها الانتظار.ألقت نظرة سريعة على السرير الكبير أمامها، وبدأت تتخيل مشاهد العشق التي قد تجمعها بسمير‌ فوقه.بعد عشرين دقيقة.وصلت فاطمة إلى منطقة السلطان.صاحت وهي عند الباب: "شهد! شهد!"لكن شهد لم تخرج.بحثت عنها فاطمة في غرفة المعيشة ولم تجدها، فسألت: "أين هي شهد؟ ألم تقل إنها هنا؟"أجابتها الخادمة: "الآنسة شهد في الطابق العلوي". ثم تذكرت شيئًا، فأردفت: "الآنسة لا تسمع يا سيدتي، لن تسمع نداءك، عليك بالصعود إليها"

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل458

    لا بأس.فالزمن لا يزال طويلًا أمامها.وستصير يومًا ما سيدة هذا المكان.ها هي اليوم، تقترب خطوة أخرى.نظرت شهد إلى صلاح الذي رافقها.فهو في نهاية الأمر أحد المقربين من سمير، فلا بد من مراعاة وجهه، وعليها أن تبني علاقةً جيدة معه، فسألته بلطف: "يا مساعد صلاح، هل سمير يبيت هنا كثيرًا؟"أجابها صلاح بالكتابة على الهاتف: "في الآونة الأخيرة، بات يبيت هنا أكثر، لكن مضت عليه أيام طويلة لم يأتِ"."ألا يعود إلى بيت آل القزعلي؟"فهي بدورها لم تتواصل مع فاطمة منذ زمن.انشغلت كثيرًا بعملها حتى لم تجد وقتًا للتواصل معها.رغم أن فاطمة أرسلت لها عدة رسائل، لكنها كانت في كل مرة تنسى الرد بسبب انشغالها.قال صلاح متعمدًا: "بل يعود، لكن السيدة لا تحب العودة إلى بيت آل القزعلي، ولذلك لم يعد السيد سمير يحب العودة هو الآخر".أحكمت شهد قبضتها دون وعي، لكنها أخفت ما في قلبها وقالت بوجه هادئ: "وهل سيأتي إلى هنا في الأيام القادمة؟""هذا ما لا أعلمه." كتب صلاح: "السيد مشغول هذه الفترة، يعتمد الأمر إن كان سيذهب لرؤية السيدة أم لا".كان كلامه يحمل تلميحًا واضحًا، كأنه يطلب منها أن تفهم مكانها.ابتسمت شهد مجددًا وقالت

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل457

    لم يفهم لاشين على الإطلاق.ربما لأنه كان شديد الاهتمام بنور في الماضي، أغفل عن أهم المعلومات، وربما أخطأ رؤيتها.لكن ما الذي مرت به نور فعلًا؟هل يعقل أن الصحيفة أخطأت؟رأت نور أن لاشين غارق في التفكير، منذ لحظة وقد بدا أن هناك أمرًا غير صحيح به، فسألته: "لاشين، فيمَ تفكر؟"استفاق لاشين من شروده، وقال: "لا شيء...لنطلب طعامًا من الخارج"."طلبته بالفعل." قالت نور: "ستشرب عمتي بعض البيرة، فلتشرب معها"."حسنًا."غادرا غرفة المكتب.كانت دعاء جالسة على الأريكة تتابع التلفاز لتضيع وقتها.حاليًا، لم يكن التلفاز بالنسبة لها سوى وسيلة لتمضية الوقت.لكن ما يُعرض كان فضائحها هي.اقتربت نور وجلست بجوارها، تتابع الشاشة معها، ظهرت أميرة على الشاشة داخل غرفة المستشفى تتكلَّم: "تابعوا الكاميرا، هذه هي ضحيتنا، الآنسة شهد. آنسة شهد، هل تسمعينني؟"أبدت شهد نفورًا من الكاميرا: "لا تُصوِّروني، لا أريد إجراء أي مقابلة".نادتها أميرة مجددًا: "آنسة شهد"."لا أسمعك، لا أدري ماذا تقولين، أرجوكِ لا تُصوِّريني، لا أريد رؤية أي أحد الآن!" كان وجه شهد شاحبًا، وملامحها منهكة، امرأة جميلة ذابلة.استغلت أميرة الموقف، و

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status