Share

الفصل476

Author: شاهيندا بدوي
"لم آخذها معي عندما غادرتُ بيت آل القزعلي، لذا فهي لم تعد لي بعد الآن!"

زمّ سمير شفتيه، واحتدَّت نظرته، وقبض على قبضته بقوة.

قال لاشين لنور: "هيَّا بنا".

سارت نور برفقة لاشين، وذهبا سويًّا.

راقبهما سمير وهما يبتعدان، فلم يحاول منعهما، لكن ظلَّت عينيه تعكسان برودًا قاتمًا.

في قبو المبنى، التفتت نور إلى لاشين قائلة: "لقد عرفتُ سبب فقدان شهد لسمعها، وأرغب الآن في إجراء مكالمة".

كان الرأي العام يغلي على الإنترنت.

وأرادت نور أن تغتنم هذا الزخم وتوضح الحقيقة، علّها تعيد لدعاء سمعتها الطيبة.

فتح لاشين باب السيارة على الفور: "هل نذهب إلى محطة التلفاز؟"

"نعم، أحتاج إلى العودة إليها."

أوصلها سريعًا إلى محطة التلفاز.

كانت قد طلبت إجازة مؤخرًا.

في تلك الأثناء، كانت أميرة تمرّ بأسوأ فتراتها؛ إذ لم تحظَ بمقابلة سمير، وأفسدت تقريرها السابق، وعلمت رئيسة التحرير بمشاكلها داخل المحطة.

ما جعل رئيسة التحرير توبّخها بشدة.

وقد ترك ذلك انطباعًا سيئًا عنها لدى رئيسة التحرير.

كما أن دار الأيتام تم اختيارها لتكون موقع العرض الأول لبرنامج جماهيري جديد من إنتاج المحطة.

وقد تسببت تصرفات أميرة في زيادة الضغط عل
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل480

    لم يخطر في بال شهد أن يكون هو الفاعل.انقلب عالمها رأسًا على عقب في لحظة!رأت أميرة اضطرابها الشديد، فأضافت قائلة: "آنسة شهد، نحن الآن في مركب واحد، وعلينا قلب الموازين، فهذا وحده ما سيجنبنا الخسارة!"وبما أنها نشرت الخبر بالفعل، فلم يعد هناك سبيل للعودة.لم يبقَ أمامها سوى اللعب على ورقة شهد.فقط عبر التحولات والانعكاسات المتكررة، يمكنهما استعادة ثقة الجمهور.لم تصدق شهد بعد ما يحدث، فصرخت: "اخرجوا جميعًا! دعوني أهدأ قليلًا!"لكن أميرة كانت مستعجلة، وألحّت: "علينا أن نفكِّر في حل، لا فائدة من الهدوء الآن، نحن بالفعل مكشوفتان...ما رأيك أن تهاجمي أولًا؟ اتهميهم بتلفيق الأخبار، وارفعي عليهم دعوى، يمكننا كسب الوقت بالاعتماد على القانون..."وقبل أن تكمل جملتها، قطعت شهد حديثها قائلة: "سارة، أخرجيها، أنا بحاجة للهدوء الآن!"أسرعت المساعدة تقول: "آنسة أميرة، تفضلي بالخروج معي، الآنسة شهد تحتاج لبعض الوقت!"وسحبتها لتخرجها.كانت أميرة تفكر بمصالحها أولًا.فهي لا تريد خسارة ثقة المتابعين.وإن بادرت شهد بالهجوم، حتى لو انكشف الأمر لاحقًا وخسرت، يمكنها التملص بالقول إنها خُدعت، وإن أكاذيب شهد هي

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل479

    "موثوق تمامًا، كنتُ في الغرفة المجاورة لها، رأيت الضحيَّة والرضوض تغطي جسدها، لا أعلم ما الذي جرى لها بالضبط، لكن حالتها كانت مأساوية، بضع كلماتٍ فقط من شهد جعلتها مشحونة بالجراح بهذا الشكل!""لذلك فالأمر في منتهى الظلم، لأنها شخصية عامة، تكفي منها كلمة أو نظرة لتقلب الحقيقة رأسًا على عقب. اليوم أُدخلت إلى المستشفى، وغدًا قد تُسلب روحها! لا بد من إعادة النظر في قوانين الوسط الفني، فالفنان يجب أن يتحلى بالأخلاق والفن معًا، أما من كانت على شاكلة هذه المرأة، فيجب أن تُعاقب بشدة!""فلترحل شهد من الوسط الفني!""وأنتِ يا أميرة، كفي عن العمل في الصحافة! إنكِ تأكلين خبزًا مغموسًا في دماء الآخرين!"شحب وجه أميرة حتى اخضرَّ من شدة الصدمة.لم يخطر ببالها أن تؤثر هذه الحادثة عليها أيضًا.عادت إلى ذاكرتها كلمات نور، التي نصحتها بألا تلطِّخ ريشها لهثًا وراء المجد.صرخت فجأة بعد أن استوعبت الأمر، وقالت: "هل هي نور؟"أما شهد، فلم تكد تجرؤ على النظر إلى هاتفها، خشيت أن ترى تلك التعليقات، لأنها تمس مستقبلها ومكانتها في الوسط الفني.بالطبع، أصابها الخوف.رن الهاتف.تصلب جسدها وهي تمسك به، ونظرت إلى الرقم

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل478

    نهضت شهد بسرعة، وعلت وجهها كآبةٌ شديدة، وقالت: "ماذا؟ هذا مستحيل!"ردّت مساعدتها، وقد بدا عليها الذعر، فهذه أول مرة تواجه فيها موقفًا كهذا: "لم أكذب عليكِ، اتصلوا فعلًا وبدؤوا بالشتائم! كلامهم قاسٍ جدًا، لم أعرف كيف أتعامل، وأرجوكِ لا تستمعي إليهم أنتِ أيضًا".كانت تخشى أن تتأذى شهد نفسيًا لو سمعت ما قيل.لم تستوعب شهد الموقف فورًا، فتساءلت: "من لديه سجلّي الطبي؟ هذا غير ممكن!"سحبت هاتفها بسرعة، وبدأت تبحث في الإنترنت عمّا حدث.سجلّها في المستشفى، من المفترض ألا يُحدث ضجة كبيرة، الاحتمال الوحيد...هذا مستحيل.لا أصدِّق أن هذا قد يحصل.وما إن فتحت أحد المواقع، حتى انهمرت عليها التعليقات اللاذعة من كل صوب.اتّهموها بالنفاق.وبأنها تمثّل.وتريد أن تضرَّ بالآخرين.وأنها بعد أن مثَّلت في بضع مسلسلات، أصبح الآن تمثِّل في الحياة الحقيقية كذلك.تُظهر وجهًا أمام الناس، وتظهر وجهًا آخر خلف ظهورهم، إنها فتاة مخادعة بكل ما للكلمة من معنى!لقد مضى وقت طويل على دخول شهد إلى الوسط الفني، فحين كانت تعمل كمغنية، كانت ترى بعض التعليقات السيئة، لكنها كانت قليلة.في ذلك الوقت كانت تتمتع بقدر من الشهرة.و

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل477

    رؤية عائشة لنور واسَتها قليلًا.سارعت نور تواسيها، وربتت على ظهرها برفق، ونظرت إلى شاشة الحاسوب المليئة بعشرات الصفحات التي كتبتها، وقالت: "حسنًا، لا تبكي، سأجعلك تتألقين هذه المرَّة!"سألتها عائشة وهي تشهق بالبكاء: "أتألق؟ إن استطعتِ أن تنتقمي لي من أميرة، حينها فقط أعتبر نفسي تألقتُ حقًا!"لقد تعرضت للاستغلال طويلًا، وإن استطاعت أميرة أن تسقط في زلة، فلن تتردد لحظة في أن تسحقها حتى النهاية."هذا بالضبط ما كنتُ أقصده."اتسعت عينا عائشة، ومسحت دموعها بسرعة، وقالت بحماسة: "نور، كنت أعلم أنك ستنقذينني! قولي لي ما عليّ فعله، وسأبدأ فورًا!"جلست نور إلى جانبها، مستعدة لتكشف لعائشة الحقيقة الكاملة حول شهد.في تلك الأثناء، كانت أميرة تقود سيارتها في طريقها إلى منزل شهد.كانت الأخيرة قد عادت لتوها إلى منزلها في منطقة السلطان.كانت هي هناك، لكن سمير لم يكن يزور هذا المكان. وهي لم تعد قادرة على الاحتمال أكثر.صحيح أنها ما تزال لا تعلم إن كان سمير سندًا لها، لكنّها كانت تدرك جيدًا أن عليها الاعتماد على نفسها للصعود.مكانتها في الوسط الفني هي كل شيء تسعى إليه. حتى لو لم يبقَ أحد بجانبها، فلا بد

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل476

    "لم آخذها معي عندما غادرتُ بيت آل القزعلي، لذا فهي لم تعد لي بعد الآن!"زمّ سمير شفتيه، واحتدَّت نظرته، وقبض على قبضته بقوة.قال لاشين لنور: "هيَّا بنا".سارت نور برفقة لاشين، وذهبا سويًّا.راقبهما سمير وهما يبتعدان، فلم يحاول منعهما، لكن ظلَّت عينيه تعكسان برودًا قاتمًا.في قبو المبنى، التفتت نور إلى لاشين قائلة: "لقد عرفتُ سبب فقدان شهد لسمعها، وأرغب الآن في إجراء مكالمة".كان الرأي العام يغلي على الإنترنت. وأرادت نور أن تغتنم هذا الزخم وتوضح الحقيقة، علّها تعيد لدعاء سمعتها الطيبة.فتح لاشين باب السيارة على الفور: "هل نذهب إلى محطة التلفاز؟""نعم، أحتاج إلى العودة إليها."أوصلها سريعًا إلى محطة التلفاز. كانت قد طلبت إجازة مؤخرًا.في تلك الأثناء، كانت أميرة تمرّ بأسوأ فتراتها؛ إذ لم تحظَ بمقابلة سمير، وأفسدت تقريرها السابق، وعلمت رئيسة التحرير بمشاكلها داخل المحطة.ما جعل رئيسة التحرير توبّخها بشدة. وقد ترك ذلك انطباعًا سيئًا عنها لدى رئيسة التحرير.كما أن دار الأيتام تم اختيارها لتكون موقع العرض الأول لبرنامج جماهيري جديد من إنتاج المحطة. وقد تسببت تصرفات أميرة في زيادة الضغط عل

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل475

    في تلك اللحظة، شعرت أنها فقدت كل شيء.لم يعد هناك أحد بجانبها....عادت نور إلى المستشفى.في ذلك الوقت، كانت دعاء قد استيقظت.لكن الإرهاق بدا واضحًا عليها، إذ ظلت مستلقية على السرير دون حراك.دخلت نور وهي تحمل الكثير من الأغراض، نادتها: "عمتي".أدارت دعاء رأسها نحوها، وعلى وجهها ابتسامة هادئة: "إنها نور".سألتها نور: "كيف حالك الآن؟ هل تشعرين بتحسن؟ أخبريني فورًا إذا أحسستِ بأي تعب".نظرت دعاء إلى سمير الواقف خلفها، ثم قالت بعد تردد: "الأماكن التي تؤلم ما زالت تؤلم، لكنني أتحمّل، لا تقلقي، سأكون بخير خلال يومين!"أومأت نور برأسها، وقالت: "حسنًا".ظلّ يساور دعاء بعض الندم عمّا جرى في المقبرة، فالتفتت إلى سمير وقالت: "سمير، آسفة، كنتُ منفعلة حينها، فلا تأخذ كلامي على محمل الجد".مع أنها كانت غاضبة منه، لكنها ندمت على قولها لبعض الأمور التي لا ينبغي أن تُقال.كانت تعلم أن كلامها قد ترك أثرًا في نفسه.ردّ سمير بصوت عميق ونظرة ثابتة: "ما حدث قد مضى، ولا داعي لأن تنشغلي به".تنهدت دعاء بحسرة، وقالت والهمّ يغمر ملامحها: "لكنك تأذيت أيضًا، نشأتَ في بيئة صعبة، منذ صغرك ولم يهتم بك أحد سواي أنا

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status