Share

الفصل677

Author: شاهيندا بدوي
نظرت نور مرة أخرى إلى شهد.

كانت عينا شهد تفيضان بالغرور، وزوايا شفتيها مرتفعة، وكأنها تلعنها بكلماتها: "لن تعيشي، ولن ينقذك أحد، هذا قدرك يا نور، أنا هي المنتصرة، سأعيش متألقة بينما ستصبحين مجرد كومة من الطين، هاهاها..."

ثم ضحكت شهد بصوت أعلى.

كانت هذه المرة الأولى التي تراها فيها نور تضحك بهذا الجنون.

رغم أن كلماتها الشريرة جعلت وجه نور يتغير، وشعرت بالقلق للحظة.

إلا أن سمير اقترب بوجهه الجاد ومعه فريقه.

"سمير." عندما رأت شهد سمير، توقفت عن الضحك، وعادت إلى نظراتها الضعيفة البريئة، وملأت عيناها بالدموع، وحدقت فيه بلهفة: "سمير، هل جئت لتنقذني؟"

التفتت نور نحوه.

اقترب سمير من نور، ولم يلقِ نظرة على شهد، بل أمسك بيد نور على الفور، وسألها: "ألم أقل لكِ أن تبقي في السيارة؟ لماذا خرجتِ مرة أخرى؟ هل تشعرين بأي تعب أو ألم؟"

هزّت نور رأسها قائلة: "خرجت لأتنفس قليلًا".

ثم نظرت إلى شهد وسألت: "ماذا تنوي أن تفعل بها؟"

حينها التفت سمير إلى شهد.

صاحت شهد: "سمير، إنهم لا يحترمونني، رغم أنني أنقذت حياتك، ومع ذلك يعاملونني بهذا الشكل!"

نظر سمير إليها ببرود، وقال بهدوء: "اتبعوا الإجراءات".

تغيّر وجه ش
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل678

    من الواضح أنها خسرت في الحب.خسرت مرة حين وُلدت، عندما تخلى عنها والداها وأعطوها لإيهاب.ومع ذلك، ما زالت تفكر بسخافة في الإيمان بالحب مرة أخرى.ذلك بسبب أن الحلم الجميل الذي منحها إياها سمير كان حلوًا جدًا، ظنت أنها ستُحَب، لكن تبين أنها أخطأت في الظن.سمير لا يحبها.انهمرت دموع شهد بصمت، لكنها لم تستطع إلا أن تسأل: "هل كانت تضحيتك بحياتك من أجلي كذبًا أيضًا! هل نسيت حياتك وأنت تمثِّل هذه المسرحيَّة!"حسب المنطق، لا يمكن أن تُبدَّل الحياة بحياةٍ أخرى.حتى والدها قد خُدع به. ظنت شهد أنه مسموم ولن ينشغل بالتفكير في حياته ومماته، وأنه حتمًا سيكون إلى جانبها.نظر سمير إلى نور، وكأنه لا يريد لها أن تعرف كل شيء، ولم يرد على كلام شهد، بل قال: "خذوها أولًا".ابتسمت شهد مرة أخرى، حتى خرجت دموعها من عينيها.لكن نظرتها إلى سمير لم تحمل أي أثر للكره. لأنها كانت تحبه حقًا!عندما غادرت المنظمة، كان هدفها فعلًا الاستفادة من سمير للتخلص من هويتها.ولكن في ذلك الوقت، كان سمير طيبًا معها حقًا. وبشكل صادق.لم تختبر أبدًا شعورًا بالمعاملة الطيبة من أحد طوال حياتها.لذلك، لم تستطع أن تكرهه، حتى الآن، و

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل677

    نظرت نور مرة أخرى إلى شهد.كانت عينا شهد تفيضان بالغرور، وزوايا شفتيها مرتفعة، وكأنها تلعنها بكلماتها: "لن تعيشي، ولن ينقذك أحد، هذا قدرك يا نور، أنا هي المنتصرة، سأعيش متألقة بينما ستصبحين مجرد كومة من الطين، هاهاها..."ثم ضحكت شهد بصوت أعلى.كانت هذه المرة الأولى التي تراها فيها نور تضحك بهذا الجنون.رغم أن كلماتها الشريرة جعلت وجه نور يتغير، وشعرت بالقلق للحظة. إلا أن سمير اقترب بوجهه الجاد ومعه فريقه."سمير." عندما رأت شهد سمير، توقفت عن الضحك، وعادت إلى نظراتها الضعيفة البريئة، وملأت عيناها بالدموع، وحدقت فيه بلهفة: "سمير، هل جئت لتنقذني؟"التفتت نور نحوه.اقترب سمير من نور، ولم يلقِ نظرة على شهد، بل أمسك بيد نور على الفور، وسألها: "ألم أقل لكِ أن تبقي في السيارة؟ لماذا خرجتِ مرة أخرى؟ هل تشعرين بأي تعب أو ألم؟"هزّت نور رأسها قائلة: "خرجت لأتنفس قليلًا".ثم نظرت إلى شهد وسألت: "ماذا تنوي أن تفعل بها؟"حينها التفت سمير إلى شهد.صاحت شهد: "سمير، إنهم لا يحترمونني، رغم أنني أنقذت حياتك، ومع ذلك يعاملونني بهذا الشكل!"نظر سمير إليها ببرود، وقال بهدوء: "اتبعوا الإجراءات".تغيّر وجه ش

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل676

    خافت نور ألا يكون حسين مطمئنًا. فأومأ حسين برأسه، وتبعها.رفضت شهد الصعود إلى السيارة بأي حال من الأحوال. كانت تريد فقط رؤية سمير. عيناها تتنقلان باحثتان عن سمير.لكنها لم تتوقّع أن تلمح نور فجأة.صُدمت شهد في تلك اللحظة، كيف لازالت على قيد الحياة!من المفترض أنها ماتت على يد رجل السكين.جعلها هذا تزداد انفعالًا."نور!" "نور!"صاحت بأعلى صوتها، ودفعت كل من أمامها، كأنها لا تبالي بحياتها، واندفعت نحو نور.وقف حسين أمام نور يُحاول إيقاف شهد.لكن نور رفضت. وأمرته بالانتظار بجانبها.جن جنون شهد أكثر، وفتحت عيناها على اتساعهما، وقالت بصوت عالٍ: "كيف لازلتِ هنا؟ كيف لم تموتي! من المفترض أن تكوني ميتة!"ثم اندفعت تجاه نور.ولكن نور كانت باردة، وعيناها مليئتان بالبرودة، وأمسكت بشعر شهد بقوة عندما حاولت إيذائها. ثم وجَّهت لها صفعة قوية على وجهها."آه!"سقطت شهد أرضًا.لطالما أرادت نور أن تصفعها، فقالت ببرود لكل الموجودين حولها: "رأيتم؟ هي من أرادت إيذائي، هذا دفاع عن النفس!"لم يجرؤ أحد على الرد.لم يتوقعوا أن لنور جانب قوي كهذا.استبد الغضب بشهد، فرفعت رأسها نحو نور وقالت: "تجرؤين على ضر

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل675

    رأت نور في الأمام ضوءًا خافتًا.قد يكون هو الدليل الذي يقودها للاتجاه الصحيح. وربما تكون نهايةً قاتلة.كانت يدها تتحسس الجدار، وكما توقعت، لمست بروزًا فيه.ضغطت عليه. فانطلق سهم حاد. استقر بثبات في شق بين الصخور.ثم أضاءت المصابيح.اندهشت نور مما رأت، إذ أن الجداران كانا من حجر عادي تحت الإضاءة الباهتة، يبدوان عاديان جدًا، لكن داخلهما أخفى الكثير من الأسرار.نظر إليها سمير وقال: "أنتِ فعلًا تعرفين الأفخاخ".لم ترد نور، بل سارت وفقًا لشعور غامض يقودها.تجاوزت كثيرًا من الأفخاخ، حتى وصلت إلى قاعة سرية أمامها.قال أحد من الخلف: "لا بد أن هناك شيئًا ثمينًا هنا!""ما المكتوب هناك؟"رأوا على مدخل القاعة كلمات منقوشة.لكن لم يفهمها أحد.فاللغة نادرة، ولا يعرفها أحدٌ منهم.حتى نور لم تفهمها جيدًا.فتحت نور القاعة، فخرج منها هواء بارد، لتظهر أمامهم غرفة مختبر أخرى.بداخلها مجموعة كاملة من الأجهزة. ووُضعت بجانبها أنابيب عقاقير مختلفة.رآها حازم وخمَّن على الفور أن هذا هو المكان الحقيقي لتخزين العقارات.قال حازم بثقة: "هذا هو المكان".سأله سمير: "هل يمكنك العثور عليه؟"أجاب حازم: "لا بد أن أج

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل674

    جعل هذا الكلام نور تشعر بالارتباك.قالت: "لستُ متأكدة تمامًا".بدت لها كل المعلومات التي تعرفها غير قابلة للتصديق.لقد اختفى إيهاب بالفعل داخل الشلال الجارف.ولن يمكن العثور على أثره في وقت قصير.لم يكن أمامهم سوى العودة في الطريق نفسه.كان كل شيء داخل المختبر في فوضى، لكن بشكل عام لم يتغير كثيرًا.تردد سمير وهو يتذكر ما بداخل المكان، ثم قال: "من الأفضل ألا تدخلي".سألت نور: "ما الأمر؟ ألم تكن قبل قليل تسألني إن كنت أعرف شيئًا عن الأفخاخ في الداخل؟ يجب أن أدخل حتى أستطيع أن أعرف".عقد سمير حاجبيه وقال: "الأشياء داخل المختبر ليست جميلة للنظر".فهمت نور مقصده، وقالت: "أوه اتضح أنك قلقٌ بشأن هذا. لا بأس، لقد سمعتُ من قبل الكثير من الأمور التي يصعب تصديقها، لم يعد هناك شيء يمكن أن يخيفني".فأزالت قلقه.ما زال قلب نور قويًّا.ومع ذلك، فقد دُهشت حين دخلت، فقد كان ما في المختبر قاسيًا إلى أبعد حد.رأت أمامها أعضاء بشرية موضوعة، على الأغلب لاستخدامها في نوع ما من التجارب.وحيوانات مشوهة ناتجة عن تجارب فاشلة.وغوريلا محبوسة في قفص، تصرخ بلا توقف، وأصابعها ممزقة من شدة إيذاء نفسها حتى نزفت دمًا.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل673

    "بوم بوم بوم..."تتابعت طلقات نارية من الخلف.لم تُصب نور برصاصات إيهاب.أغمضت عينيها بشدة وقد تملّكها الرعب، قلبها يخفق بجنون. شعرت بشرر الطلق يمرّ بجانب خدّها، وأحسَّت بصوت الشرارة الحاد قبل أن يستقر في الغابة.وحين فتحت عينيها، رأت إيهاب يلقي كل شيء من يده، ويندفع بلا تردد إلى النهر.لم يطلق عليها النار!أو بالأحرى، لم يجرؤ على إطلاق النار عليها في تلك اللحظة!ظلّت نور متسمّرة في مكانها، تلتقط أنفاسها بصعوبة، تحدّق في اتجاهه.كان في نهاية النهر شلال جارف.شلالٌ كبير بمياهٍ جارفة، من يسقط فيها إمّا يهلك أو يخرج مشلولًا.ومع ذلك، لم يجد إيهاب سوى هذا الطريق للهرب."نور!" ظهر سمير مسرعًا، وحين أبصرها واقفة هناك، أمسك بذراعها بقلق، وبدأ يتفحّص جسدها قائلًا: "هل أصبتِ؟"كانت نور متوترة جدًا، لا تستطيع التنفس، وشحب وجهها جدًا.هزّت رأسها قائلة: "أنا بخير".رغم ذلك، ظلّت مرعوبة.لقد راهنت على طلقة إيهاب. وربحت الرهان.فهو لم يجرؤ على قتلها.لم يجرؤ إيهاب على قتلها، فالسبب ليس فقط خوفه من قتلها، بل لأن قتلها سيكون تهديدًا أكبر له.لم تفهم نور، لكن نظراته إليها أوحت بأنها خطر حقيقي عليه.ي

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status