Share

الفصل783

Author: شاهيندا بدوي
"هناك حالة طارئة!"

"تقدّموا بسرعة للدفاع!"

"احموا القرويين!"

عمّت الفوضى المكان، وما إن اندلعت الحرب حتى غمر المشهد الدماء والدمار.

وفي اللحظة نفسها، انطلقت اشتباكات نارية عنيفة.

لم يتمكن بعض القرويين من الفرار، فوقعوا في الوسط، يلوذون برؤوسهم ويركضون مذعورين.

رصاص كثيف ينهال بلا رحمة، يُسقط الأبرياء أرضًا.

صوت المدافع يتعالى، والدخان يعمّ المكان، وتنتشر رائحة الدم الكثيفة.

"واااء!!!"

أُصيب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاثة بالرعب، ووقفوا عاجزين يبكون باحثين عن أمهاتهم.

"احموا الأطفال!"

هرع جنود القوات الخاصة وحمَلوا الأطفال بين أذرعهم، يختبئون خلف الدروع، ثم ساعدوا في نقلهم إلى مناطق آمنة من خلال أشخاص آخرين.

كانت قوات التحالف مستعدة، لكنها واجهت خصمًا عنيدًا.

إذ فوجئت بوجود قوات حفظ السلام من دولة العرب.

لم تكن أسلحتهم ولا مهاراتهم القتالية تعادل قوات دولة العرب.

فأمروا بالانسحاب.

تتابعت قوافل التحالف تغادر ساحة المعركة.

ولم تتمكن قوات دولة العرب من مطاردتهم.

فقد تم توقيع اتفاقيات بين الدول، وقوات حفظ السلام يمكنها فقط حماية المدنيين.

وبدون مذكرة توقيف، وفي ظل انسحاب ا
Continue to read this book for free
Scan code to download App
Locked Chapter

Latest chapter

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل791

    كانت المرأة الشابة ما زالت تأمل: "إذن، متى يمكنني القدوم غدًا لأقابله؟""لست متأكدًا من هذا."شعرت بخيبة أمل بعض الشيء.كانت قادرة على رؤيته بالأمس، وتناول الطعام معهم، أما اليوم فلا تستطيع.ربما لأنها جاءت متأخرة جدًا.هل لو أتت غدًا مبكرًا ستتمكن من رؤيته؟في هذه الأثناء، كان طارق يمر بالمكان، وما زال يتساءل إذا كان سمير يعتبر تلك المرأة مجرد بديلة.كان يتحدث مع نفسه."لا يمكن أن يكون هذا." "بل حتى أعد لها حمامًا ساخنًا؟""القائد سمير ليس لديه سبب ليعامل امرأة أخرى بهذه اللطف، فهذا غير أخلاقي.""والقائد سمير ليس من هذا النوع من الأشخاص."حاول طارق مواساة نفسه، وبناءً على معرفته بسمير، فهو يكن مشاعر صادقة تجاه نور، وليس من المحتمل أن يلجأ للبحث عن بديلة.لكن عند التفكير مليًا، بما أن القائد سمير ونور مطلقان، فلم يعد هناك حاجة للالتفات للأخلاق.وفي نفس اللحظة، رفعت المرأة الشابة رأسها لترى طارق، وسمعت كلامه مع نفسه، فصاحت بسرعة: "أخي طارق!"استدار طارق ورأى أنها امرأة أنقذوها في الطريق.اسمها ريتاج.لقد أنقذوا الكثير من اللاجئين هنا.لكن هذه المرأة فقدت زوجها، وكان زوجها من دولة العرب

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل790

    ارتسم على وجهها تعبير غريب، وأطلقت شهيقًا خفيفًا: "وماذا إن كانت أنا؟" التفتت نور إليها وذراعاها متقاطعتان، وقالت بنظرة متأنية: "لماذا أحضرتِ لي الطعام؟ ألم تحاولي قبل يومين طردي من هنا؟"لم تستطع أبيبا الحفاظ على ماء وجهها، ورفعت رأسها لتلتفت إلى نور: "كنت خائفة أن تجوعي، القرية دُمرت، والكثيرون يأكلون معًا في القدور الكبيرة، ورؤيتك غائبة جعلتني أخشى أن تموتي جوعًا هنا، لم أرد أن يحدث حادث آخر في قريتنا".كان هذا التبرير ضعيفًا بعض الشيء.تذكرت نور حيلها الصغيرة قبل يومين، وإنقاذها لعبد العزيز أخيها الصغير. ربما شعرت بالذنب، فقررت إعداد وجبة لها.دخلت نور وجلست على الكرسي، وألقت نظرة على الطعام الذي أعدته: "وهناك لحم أيضًا، يبدو أنك أحضرتِ أفضل أطباق اللحم لديكم".اعترضت أبيبا وهي تقترب: "مَن قال ذلك! حتى في القدور الكبيرة نأكل هذا، لم أعاملك بطريقة مختلفة!"رأت نور عنادها، فهي في النهاية مجرَّد طفلة، ولا تستطيع إخفاء مشاعرها. فقررت نور عدم كشفها، وأعطتها اعتبارًا، ثم تناولت قطعة صغيرة بالأعواد.ارتسمت على وجه أبيبا ابتسامة تشوُّق: "كيف هو الطعم؟"أومأت نور برأسها: "جيد".فرحت أبيب

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل789

    قالت نور وقد تفاجأت قليلًا: "ماذا؟"توجه سمير إليها بنظرة ثابتة، وصوته هادئ: "رأيت ملابسك متسخة، وظننت أنك سترغبين بالاستحمام".نظرت نور إلى نفسها. وتذكرت أنها كانت لا تتنازل عن الاستحمام يوميًا في بيتها. أمّا هنا، في هذه الظروف القاسية والغير يسيرة، كانت قد تخلَّت بالفعل عن فكرة الاستحمام كل يوم.بل صارت تقبل عدم الاستحمام إن لم يكن ذلك متاحًا. لقد خرجت من تحت الأنقاض وقاست ما قاست لوقتٍ طويل، فمن الطبيعي ألا تكون نظيفة. لكن ما لم يخطر ببالها، هو أن سمير سيهتم بها إلى هذا الحد.لم تتحمل، وأخذَّت تشم نفسها وهي تقول: "هل يُعقل أن هناك رائحة تنبعث مني؟"أجابها بنظرة عميقة: "لا... أعرف فقط أنك تحبين النظافة".جعلتها كلماته تتوقف للحظة. نظرت إليه، بدت المسافة بينهما شديدة البعد، وبينهما الآن أوراق الطلاق، ولم يعد هناك ما يلزمه بالاهتمام بها لهذه الدرجة. ومع ذلك، فهو ما زال يهتم بها.أطبقت شفتيها قليلًا، وأشاحت بنظراتها هربًا من هذا الغموض الذي يعصف بينهما."حسنًا."ثم قالت: "إذًا سأعود أنا أولًا"."حسنًا."استدارت نور ورحلت. أما سمير فظل يراقب ظلها حتى غابت عن عينيه، ثم أدار وجهه.

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل788

    عند سماع تلك الكلمات، شعرت نور بوخزة مريرة في قلبها.ما يمرون به الآن، لم يكن إلا نسخة حيّة من معاناة أسلافهم في العصور السابقة.وإن لم تعشها هي بنفسها، إلا أنّ كل ما قرأته في الكتب أو رأته عبر وسائل الإعلام كان يجعلها تشعر بآلام الأجداد.فانتابها فخرٌ وتأثرٌ بوطنها، وبسرعة تطوره. لا يجب أن يُنسى أبدًا ما تعرَّض له الوطن من هوان.وبالصدفة، كان سمير قد خرج ورأى المشهد.فتوقف في مكانه، وكأن خطواته قد ثُبّتت بالأرض، ينظر إلى نور وهي تحدّث حميدي. تربّت على ظهره بلطف لتخفف عنه. كانا يبدوان وكأن علاقتهما جيدة.كأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن بعيد. وهذا ما جعل ملامح سمير تتجهم أكثر، وجبينه ينقبض بغير رضا.حين رأت حميدي مطأطئ الرأس، خامر نور إحساسٌ وكأنها تنظر إلى شقيقها الصغير.فجلست بجانبه، وأرادته أن يستند على كتفها، ليأخذ منها طاقة إيجابية، ولتدب فيه بعض الأمل.ثم قالت: "كافح من أجل نهضة وطنك".حدّق حميدي في عينيها، وكأنه استمدّ من بريق نظراتها المتفائلة قوةً أيقظت روحه."كح كح كح...."وصل إلى مسامعهما صوت كحة فجائية.انتفض حميدي واقفًا على عجل، موجَّهًا نظره نحو مصدر الصوت، وقد شدّه توتر

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل787

    "علمنا يا أخ طارق!"كانوا يتحدثون بحماسة لافتة، فدفعه الفضول ليرى بنفسي من تكون هذه الفتاة...لم يعتقد طارق يومًا أن سمير قد يُعجب بفتاة صغيرة، فهو لديه زوجةٌ في بيته، لكنّ فضوله غلبه، فأطلّ برأسه ليرى، ولمح ظهرًا خُيّل إليه أنه مألوفٌ.وحين رأى تلك النظرة في عيني سمير، ازداد يقينًا، فهي كما وصفوها تمامًا، تكاد تفيض بالمشاعر.انتهى الأمر!حدّث نفسه بقلق.ستشتعل النيران في الساحة الخلفية للمنزل!راودته المخاوف، ماذا لو اتخذ هنا زوجة أخرى، ماذا ستفعل الزوجة هناك؟ومن غير سبب، زاد عدد الرؤوس في النقاش، فتساءل أحدهم بفضول: "طارق، ما رأيك أنت؟"فدفعهم بعيدًا عنه متجهّمًا: "لا تناقشوا في مثل هذه الأمور! سمير ليس من هذا النوع من الأشخاص!""حسنًا حسنًا!" أجابوا، وامتثلوا لأمره.لكن قلب طارق كان مضطربًا. أكثر من قلب صاحب الشأن نفسه.فهو يدرك كم يكنّ سمير لنور من حبّ عميق، يستحيل أن يكون له هوى آخر.إلا أن ذلك الظهر... كم يشبه ظهر نور...اللعنة! هل يعقل أن سمير يبحث عن بديل لها!...خرجت نور من الخيمة بعد أن أنهت طعامها، فوجدت حميدي يهرول نحوها، يلهث بشدّة.كان رأسه ملفوفًا بالشاش، وذراعه مشدو

  • إثر مغادرة زوجته، انهار السيد سمير بالبكاء بعد اكتشاف حملها   الفصل786

    بدت الأطعمة قاسية بعض الشيء، ولم تكن جذابة المظهر."تفضلي."فجأة، شمّت نور رائحة الأرز.رفعت رأسها، لتجد سمير واقفًا أمامها، ينظر إليها بعمق وهدوء.وكان يحمل بيده وعاءً من الأرز الأبيض النظيف.تجمَّدت نور للحظة، مندهشة.رأى سمير أنها لم تتحرك، فوضع وعاء الأرز بجانبها، ثم وضع العصيان على الوعاء وقال: "كلي".أما هو فبدأ يأكل من وعاء الأرز الداكن بعض الشيء.حدّقت نور فيه بلا فكاك، وسألته: "أهذا كل ما تأكلونه؟"جلس سمير بجانبها على الصخرة الصغيرة، وقال: "نعم".أطبقت نور شفتيها، ولاحظت أن سمير قد تغيّر كثيرًا.فسمير الذي كان معتادًا على حياة الترف والرقي، لم يسبق له أن رأى أرزًا بهذه الخشونة.سواء في الحياة أو الطعام، كان كل شيء حوله على أعلى مستوى دائمًا.نظرت نور حولها، ولاحظت أنه مقارنة بحياته السابقة، حتى لو عدنا بمئة عام إلى الوراء، لم تكن ظروفه لتكون بسوء الحياة التي يعيشها الآن.نظرت إلى وعاء الأرز الأبيض وقالت: "لست مدللة، لقد اعتدت على هذه الحياة في قبيلة العزبي، ولا داعي لإعداد الأرز الأبيض خصيصًا من أجلي".ألقى عليها سمير نظرة جانبية، وقال: "الأرز الأبيض قليل، فلا تهدري الطعام".

More Chapters
Explore and read good novels for free
Free access to a vast number of good novels on GoodNovel app. Download the books you like and read anywhere & anytime.
Read books for free on the app
SCAN CODE TO READ ON APP
DMCA.com Protection Status